الجاهات وتغيير العادات
إننا كغيرنا من المجتمعات لنا تقاليدنا واعرافنا وعاداتنا، صح منها ماصح، وانحرف عن المسار والموروث ما انحرف …، ومنها (جاهة الزواج) التي تضخمت وانتفخت واصبحت عبئا على (العروس الخاطب) وذويه وكل من يهمه الأمر، وهي بالاصل عادة حميدة ذات غاية نبيلة.
لقد تنامى مؤخراً هيكل الجاهة بزيادة عدد افرادها زيادة كبيرة بل مذهلة احياناً، مع زيادة اعداد المستقبلين ، مما يترتب على هذه الزيادة تكلفة مادية على الشاب الخاطب كان من الاولى ان ينفقها في اعدادات اخرى لزواجه، وهذه التكلفة تكون بما يسمى (الحلوان) وامور الضيافة من استئجار
(كراسي ووسائط نقل او صالات احياناً) وغير ذلك الكثير….. فما المانع من ان تتألف الجاهة الكريمة من اسرة الخاطب ولفيفٍ قليلٍ من اقاربه يستقبلهم جمعٌ بسيط من اسرة (العروس المخطوبة) ولفيفها….. عندها وبلا شك سيكون فارق التكلفة المادية ملموساً مما يعين (العروس الخاطب) على المظي قدماً في الاعداد لزواجه.
وبلا ادنى شك، كثير من الجاهات فقدت مضمونها وغاياتها واصبحت مظهرا بلا محتوى……
فالزواج ايجابٌ وقبول….. والشاب الخاطب واهله والمخطوبة ووليها واهلها موافقون وراضون بهذا الزواج، واحياناً مايكون عقد القران قد تم (اي كتبوا الكتاب)….. فلما الجاهة إذن؟؟!
ألم تصبح الجاهة بلا معنى؟
الم يَضِعْ مغزاها ؟؟!
ألم تُفقد غايتها؟ …….
ألم يكتفِ الطرفان بتلك الأعداد القليلة في عددها والعظيمة بعناصرها لإشهار النكاح ؟؟.
ولا يفوتنا ان نذكر الخطب الرنّانة من وجهائنا وافاضلنا عند طلب العروس وقبل شرب قهوة الجاهة ؛ فاحياناً لايدري السامع أهي خطبة عروس ام موعظة مطولة ام مقام مدح وتبجيل زاد عن حده؟! وكثير ما يتأفف الحضور من هذا ولا ابالغ فيما اقول….. حيث تكون هذه المراسم تمثيلية فقط.
وسأورد لكم مثلا رائعاً في خطبة العروس من تراثنا العظيم من سيرة اصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم ، علماً بأننا لا نستطيع تتطبيقها ، ولكن اوردها للمقارنة فقط، ومن يحب الاطلاع عليها فلقد تناقلتها كتب التاريخ الاسلامي وكثير منكم من اطلع عليها:
خطب سيدنا بلال بن رباح رضي الله عنه لاخيه امراة قرشية فقال لاهلها: نحن من قد عرفتم، كنا عبدين فاعتقنا الله تعالى وكنا ضالين فهدانا الله تعالى وكنا فقيرين فاغنانا الله تعالى، وانا اخطب فلانة لاخي، فإن تنكحوها له فالحمد لله، وان تردونا فالله اكبر. فاقبل بعضهم على بعض فقالوا: بلال من عرفتم سابقته ومشاهده ومكانته من النبي صلى الله عليه وسلم فزوجوا اخاه.
وبعد: لا مقارنة بين هذه الجاهة وجاهاتنا لا في عدد الافراد ولا بالكيفية، فلنرحم انفسنا ونحاول (ما استطعنا الى ذلك سبيلا) ان نخفف من العبء المادي على من اقبل على الزواج ولا نهدر الوقت والجهد في هذه العادة ونردها لاصلها….. وليرحم غنينا فقيرنا فكثيرا مايقلد فقراء الناس اغنياءهم للمظاهر المكلفة فيحصل الخلل، وتتوه الغاية
المعلم الاردني على الواتساب
اهم ما يهم المعلم حلول دورات اسئله امتحانات واختبارات وامتحانات تنافسية مقابلات
رابط الانضمام
https://chat.whatsapp.com/HvwUX0S8epqGOBBCsZEcLY
المجموعة خاصة ومخفية للارقام