تطور تعلم اللغة العربية الطريقة الكلية والطريقة الجزئية

تطور تعلم اللغة العربية الطريقة الكلية والطريقة الجزئية

سنطرح في هذا المقال عن تعليم اللغة العربية للاطفال باستخدام طريقتين هي الطريقة الكلية والطريقة الجزئية مع توضيح لمزايا وعيوب الطريقتين وافضل المماراسات المناسبة

منذ بدأ التعليم كان تعليم اللغة العربية يعتمد على الطريقة الجزئية (التركيبية) . وهذه الطريقة تبدأ عادة بتعليم الجزئيات ، إذ تبدأ بتعليم التلاميذ الحروف الأبجدية بأسمائها أو بأصواتها وبعد أن يحفظ الطفل تلك الحروف ويحفظ حركاتها ينتقل به المعلم إلى تعليمه بعض المقاطع الخفيفة ، ثم تعليمه الكلمات، ثم الجمل التي تتألف من كلمتين أو أكثر .

تعلم اللغة العربية قراءة وكتابة عملية تحتاج إلى بلوغ استعداد معين قبل أن يدرب الطفل على تعلمها. فعند تعليم الطفل القراءة والكتابة يجب مراعاة الفروق الفردية بين الأطفال حيث أن الأطفال ليسوا سواء في قدرتهم اللغوية أو سعة قاموسهم اللغوي

وإننا لا نستطيع أن نحدد عمرا معينا نبدأ عنده عملية تعليم القراءة والكتابة المنظمة المقصودة لجميع الأطفال في وقت واحد . ولكن ينبغي ألا نبدأ تعليم الطفل القراءة والكتابة إلا إذا بلغ حدا معينا من الاستعداد يؤهله للنجاح ,وتنمية الاستعداد لتعلم اللغة يرتبط ارتباطا قويا بالطريقة المتبعة في التعليم ، والبرنامج الناجح هو الذي ينمي مهارات وقدرات معينة يرى أنها لازمة قبل البدء بطريقة معينة لتعليم اللغة قراءة وكتابة .

استمراراستخدام الطريقة الجزئية في تعلم اللغة العربية إلى أن تغيرت مناهج التأليف لتتبع الطريقة الكلية (التحليلية ) التي ظهرت لتتفق مع طبيعة الإدراك الكلي للأشياء عند النظرة الأولى إليها ، ثم إدراك الأجزاء لتلك الأشياء.

نتسائل دائما أي الطريقتين الكلية او الجزئية أفضل لتدريس اللغة العربية للطفل , لاشك أن لكل طريقة مميزاتها وعيوبها ، وفيما يلي نستعرض مميزات وعيوب كل طريقة .

مزايا الطريقة الكلية :

1- أنها تتوافق مع الطريقة الطبيعية التي يدرك بها الإنسان الأشياء ويتعلمها لأن الكلمة في ذاتها كل ولها مدلول ومعنى.
2- تهتم بالمعنى ، لأنها تبدأ بما يفهمه الطفل ولا تبدأ بالحروف المجردة التى لا معنى لها .
3- أنها تعود الطفل السرعة والانطلاق في القراءة لأن الوحدة فيها كلمة أو أكثر وليست حرفا واحدا أو مقطعا واحدا .
4- تجنب الأطفال صعوبات التعلم التي تواجههم عند استخدام الطريقة الجزئية، كما تجنبهم بعض العادات القرائية السيئة مثل المبالغة في مد الحروف

عيوب الطريقة الكلية

1- أن الطفل يظل وقتا طويلا لا يستطيع قراءة الكلمات التى لم يتدرب على قراءتها .
2- أن الطفل الذي يتعلم القراءة بالطريقة الكلية ويعتمد على الشكل العام وحده قد يلجأ إلى التخمين حينما يعجز عن التعرف على الكلمة .
3- لايجيد الطفل التعرف على الحروف ونطقها ، كما أنها لا تدرب التلاميذ على تركيب الحروف في كلمات

مزايا الطريقة الجزئية

1- أنها تراعي الانتقال المنطقي بخطواتها ، حيث يسير من الجزء إلى الكل ، فمن الحروف إلى الكلمات فالجمل.
2- أن التلميذ باستخدامها يتعلم القراءة بسرعة ويسر ، فالحروف الهجائية محدودة العدد وفي امكان التلميذ تعلمها وحفظها .
3- أنها تمكن منذ البدء من إتقان الحروف وبذلك تضع الأساس الذي يساعد القارئ على تعرف اي كلمة تقابله وهذا يوفر عليه فيما بعد الوقت والجهد الذي يبذله في تعرف الكلمات التي تمر عليه

عيوب الطريقة الجزئية

1-الحروف من المجردات وليس لها معنى بالنسبة للطفل أما الكلمات لها معان ودلالات فالانتقال من الحروف إلى الكلمات هو انتقال من المجهول إلى المعلوم ومن المجردات إلى المعاني وهذا الانتقال ليس انتقالا منطقيا ولا يتوافق مع الطريقة الطبيعية التى يدرك بها الإنسان الأشياء والأفكار .
2- تركز هذه الطريقة على تعرف شكل الكلمات والنطق بها وهي بذلك تهمل جانب الفهم والاستيعاب .
3-تترك هذه الطريقة عادات قرائية سلبية لدى الأطفال ، مثل مد الحروف التي لا تستحق المد أو قراءة الكلمة مجزأة .

تستند هذه الطريقة على مجموعة من الأسس ، ومن أهمها أنها تهتم بالكل والجزء بالدرجة نفسها حيث أنها تبدأ بتعريف التلاميذ بالكلمات والجمل ثم تأتي مرحلة التحليل والتجريد . ويقصد بالتحليل هنا تجزئة العبارة إلى الجمل ، ثم تجزئة الجمل إلى كلمات ، ثم تجزئة الكلمات إلى أحرف وأصوات . أما التجريد فهو اقتطاع وعزل حرف أو حرفين من عدة كلمات . وبعد ذلك تأتي مرحلة التركيب، ويقصد بها تركيب كلمات جديدة من الحروف التي تم تجريدها مع الحرص على ربط الكلمات الجديدة بمعانيها . وبعد أن يتكون لدى التلاميذ عدد من الكلمات يدرب التلاميذ على تكوين جمل جديدة من الكلمات الموجودة . وهذه الطريقة تربوية عظيمة الفائدة إذا أحسن استخدامها . ومع استخدام الطريقة التوليفية يجب الأخذ بعين الاعتبار بعض الأسس المهمة في تعليم اللغة من مثل أن الكلمات التي تستثمر في إكساب التلميذ مهارات اللغة ينبغي أن تكون من معجمه ومن خبراته ، وأن الخبرة اللغوية ينبغي أن تقدم للتلميذ مرتبطة بسياقاتها في المواقف المرتبطة بها ، تأكيدا لوظيفتها في الممارسة اللغوية