أكد نازحون سوريون من الجولان المحتل أن ما كشفته وسائل الإعلام الإسرائيلية عن "ترانسفير" منظم ضد أهالي الجولان لدى احتلاله عام 1967، يفرض ضرورة كشف الحقائق المرتبطة بتلك الفترة من التاريخ، فضحا لجرائم حرب ارتكبها الإسرائيليون بحق عشرات آلاف السوريين عبر اقتلاعهم من قراهم وارتكاب مجازر دموية بحقهم.
وكانت صحيفة هآرتس الإسرائيلية قد نشرت قبل عدة أسابيع تقريرا تضمن إفادات لضباط كبار شاركوا في احتلال الجولان حول ممارسة "الترانسفير" ضد سكان الهضبة السورية، حيث أشار كاتب التقرير شاي فوجلمان إلى أن وحدات خاصة حدد مهامها بما أسماه "تنظيف" الجولان من سكانه العرب السوريين.
"
تيسير خلف: جنود الاحتلال مثلوا بجثث الضحايا وطافوا بها على فوهات الدبابات في شوارع القرية إرهابا لمن بقي فيها
"
إرهاب السكان
وقال الباحث في تاريخ الجولان تيسير خلف إن ما قدمه الصحفي الإسرائيلي لم يكن مفاجئا لأحد من الجولانيين الذين تعرضوا لجرائم حرب في يونيو/حزيران 1967.
وأضاف خلف في تصريح للجزيرة نت أن الجيش الإسرائيلي فوجئ لدى احتلاله الجولان بإصرار أهله على البقاء في قراهم، مما دفعه إلى الممارسات الإرهابية التي سبق أن جربها في فلسطين المحتلة.
وأكد أن جنود الاحتلال قتلوا المئات من المدنيين السوريين ضمن مجازر لإرهاب الآخرين ودفعهم إلى المغادرة، موضحا أنه جمع إفادات من أهالي عدد من القرى والبلدات حول المجازر التي تعرض لها أهاليهم.
وعدد الباحث الجرائم الإسرائيلية ومنها مجزرة "الدردارة"، وهي قرية في القطاع الجنوبي من الجولان حيث قتل 11 شابا منها جراء مجزرة جماعية. وفي قرية "الخشنية" -جنوب مدينة القنيطرة- ارتكبت القوات الإسرائيلية مجرزة أخرى حينما قصفت القرية بنحو 85 قنبلة دمرتها بالكامل.
وأضاف خلف -وهو باحث فلسطيني مقيم في دمشق- أن جنود الاحتلال مثلوا بجثث الضحايا وطافوا بها على فوهات الدبابات في شوارع القرية إرهابا لمن بقي فيها.
الجدير بالذكر أن الإسرائيليين احتلوا الجولان السوري عام 1967، وهجروا السواد الأعظم من سكانه البالغ عددهم حينها نحو 130 ألفا، في حين بقي سكان القرى الخمس: مجدل شمس، وبقعاثا، وعين قنية، ومسعدة، والغجر.
مستشفى الجولان كما يبدو اليوم
بعدما دمره الاحتلال عام 1967 (الجزيرة)
فضح الجريمة
وفي إحدى القصص المثيرة، روى سليمان شتيوي -مقعد حرب- كيف أقدم جنود الاحتلال على إطلاق النار على الجزء الأسفل من ظهره مما أدى إلى شلله.
وأضاف "تعرضت شخصيا للرمي بالرصاص لرفضي مغادرة قريتي العشة جنوب القنيطرة"، مشيرا إلى أن العشرات من أبناء منطقته تعرضوا لنيران الاحتلال بدم بارد.
وتابع شتيوي للجزيرة نت "لقد تحدثنا مرارا عن المجازر والإرهاب الإسرائيلي، لكن أحدا في العالم لم يهتم".
وضمن هذا الإطار، دعا الصحفي موفق محمد -وهو من أبناء الجولان المحتل- إلى متابعة تلك القضية بدقة بعدما اعترف المحتلون بجريمتهم.
وشدد محمد في تصريح للجزيرة نت على أن الجريمة الإسرائيلية يجب أن تثار على المستوى العالمي، إلى جانب الجرائم الإسرائيلية بحق الفلسطينيين واللبنانيين وتوسيع دائرة الإدانة والضغط عليهم.
وأضاف الصحفي السوري أن أيا من الإجراءات -ما عدا استعادة الجولان- لن يعيد إلى الجولانيين حقوقهم.
يشار إلى أن عدد النازحين من الجولان اليوم نحو 450 ألف شخص يعيش معظمهم في مناطق شعبية بضواحي دمشق، في حين يقطن نحو 70 ألفا في القرى والبلدات التي حررت في حرب أكتوبر/تشرين الأول. ولا تزال مدينة القنيطرة المدمرة شاهدا على الجرائم الإسرائيلية في الجولان.
المصدر: الجزيرة
المفضلات