مقالات
عرس الصهاريج تصنعه أزمة المياه!
الصيف.. والماء.. ثنائي هم اكبر يسكن رؤوس الكثيرين ذلك ان تداعيات وهموم الصيف كلها في كفة، وازمة او حتى ازمات المياه في الصيف ترجح الكفة الاخرى، فهمّ الماء لا ينتهي عند البحث عنه وايجاده فحسب، بل يمتد الى «ما».. و.. «لماذا».. ثم «ما العمل»، فاذا توقفنا عند ما العمل للتأكيد من مواصفة الماء الذي وجدنا، اصطدمنا بسؤال لماذا تغيب تماما رقابة حقيقية على المصادر المائية الخاصة، والى ان ينتهي عند ما العمل في سبيل تأمين شربة ماء صالحة تماما تنفذ المواصفة الفعلية بسعر معقول يكون في طوق الغالبية التي جاء غياب الماء عن انابيبها لاسباب جغرافية - موقعها الجغرافي، ولا نقول لأسباب اجتماعية.
معروف ان اعداد الصهاريج الخاصة ببيع المياه، انما تترتب على عدم نجاح - لا نريد ان نقول فشل - الشركات المعنية بتزويد مناطق بكميات مياه كافية تأسيسا على برامج وضعتها هي واقسمت انها ستفي بها، لكن تبين فيما بعد ان «الميه كذبت الغطاس» وتعددت الاسباب التي ادت الى اكثر من مئة خلل اصاب هذه البرامج، وحين يئس مواطنون من مياه الانابيب تصل الى خزاناتهم قصدوا وانفهم صاغر صهاريج كانت تنتظر بتشفي استجداء هؤلاء لتفرض عندها عليهم شروطها ليس تجاه الكميات والاسعار بل وايضا تجاه الدور الذي قد يسعفك حظك فتحصل على الماء بعد ساعة او ساعات، او يخذلك الحظ فتضطر الى انتظار ربما وصل الى اكثر من يوم، رغم انك لا تقدر على الاستغناء عن الماء لمدة ساعات.
هنا.. تعوم الاسعار فوق مياه كل صهريج، حين يحدد سائقه السعر الذي يراه مناسبا، والذي يرتبط احيانا بالمسافة المقطوعة للوصول الى المشتري، او حتى الى حجم الطلب على المياه الذي ربما ارتبط بارتفاعات درجة الحرارة، او الاخبار عن انقطاعات المياه عن مناطق تحسن الشركات اطلاق اسبابها بما يقول انه لم يكن باليد حيلة، كل ذلك في ظل ظروف اذعان تفرضه ظروف اليأس من استجابة لاغاثات اطلقها كثيرون لكنها رغم انها وصلت اسماع شركات توزيع المياه، الا انها لم تلق اذانا صاغية تقدر على اغاثة اولئك الملهوفين ومن يظن اننا نبالغ في رسم الصورة فليستمع الى برامج الاذاعات الصباحية التي تتصدى للتقصير في توفير الخدمات الاساسية للمواطنين.
نعلم ان المتوفر من المياه لا يكفي، لكن الم تأت برامج توزيع المتوفر سندا لموازنة بارقام كانت تحت يد اولئك الذين وضعوا هذه البرامج واكدوا انهم سوف يلتزمون بها، وانها بحكم عدالتها ستوفر كميات كافية تغطي احتياجات المواطنين على امتداد ايام الصيف فما الذي حدث حتى لجأ المواطنون الى صهاريج لا ضوابط على صلاحية المياه التي تنقلها، او على الاسعار التي تطلبها مقابل مياه الغالبية ممن يشترون لا يعرفون مصدرها وهم لا يسألون لانهم لا يصلون الى صهريج الا بعد طلوع الروح، كما يقول بعضهم. يبقى السؤال: هل ستتفاقم الازمة هنا او هناك من مناطق المعاناة خلال رمضان الذي يقف الان مستعدا عند الابواب.. فنضيف الى المعاناة فيه.. معاناة نقص المياه؟
نـزيــــه
المفضلات