حين يستنطقنا الحُب نغني كلمات متناثرة وحوار على طاولة العشق نستقي منهُ نسمة الصباح
حين تستلقي الشموع على ضفاف الشاطئ يصمت التعبير لنبوح عن الحب ..!
الشاطئ حين يخاطب الشموع عن الحب .. وقد آثرت الشموع بالذبول .. والشاطئ مازال في ربيع
الأمواج تتقاذفهُ الكلمات لا يدري أين يضعها
بدأت الشموع في الذبول
فقال الشاطئ :
-إلى أين وفي الدرب خطوٌ طويل
ترد بصدقٍ
الشموع :
-في الجوار وما بعد المشوار
لن اغيب فلي ها هنا ود وطيب
الشاطئ :
-هلي برابطٍ للجوار
نغني معاً ما وراء السور ألحانٌ من المأساة خلف الجدار
الشموع :
-ايها الفيلسوف مهلا فما ازف النهار
فالصبح مازال يغني في الجوار
قد رمينا البؤس وداعبنا الكنار
وسعدنا هناك بلحن الانتصار
لست ادري ربما تلتقيه يوما وتسقي القفار
الشاطئ مداعباً :
-أنا الشاطئ المجهول في وضح النهار
الشموع :
-ايها الشاطئ المجهول اخفتني وارعبتني
دع عنك التخفي واخلع الاقنعة وغني
الشاطئ يتأسف عليها :
-هناك ما يجعلني أرتقب الإنتحار
على بستان معصم في سوار
الأماني والصحاري والقفار
أي المدى تحبو ولا تنهار
الشموع :
-ليهنئك الرب فيم ترجو وتتمنى
وتناجي قلبك وتتثنى
ارقص عل الانغام وتغنى
واعزف على قيثارك وتانى
الشاطئ :
-يا لعمري أي دربٍ
أي قلبٍ
أي وقعٍ
سيرى النور قبلي
وقلبي يرتجي ضوء النهار
الشموع :
- للدروب تلك اناس قد اتوها
وبحب الكون لها تملكوها
وبنور العين هم اضاءؤها
وبوضح النهار اعتقلوها
الشاطئ :
-لعينيك ما أضحى الفؤاد وما رنى
من جانب الدرب خطبُ الهوى
وهل يملك القلب إلا أنين الجوى
ومرمى الجراح نازفٌ لا دواء
الشموع الذابلة :
-كلنا قد ضيعته الاماني والتمني
ودموع القلب اذ امسى يغني
وماقي الزمن المر اعياها التجني
الشاطئ :-لا تبالي لا تبالي
هكذا هي عقول أبناء بلادي
همُهم همٌ بوادٍ وهم الناس بوادي
أثرت في عقولهم العذارى
وكل ما ترنوا إليهِ الحياة من دفنٍ ودثارى
الشموع :
-يا لحظهم وحظ تيك العذارى
فلهم بالعشق مثلا واثارا
هم اهل لكل ذاك المسارا
وهم اهل بيت فهم حق الجوارا
الشاطئ يدعوها للبقاء:
-تعالي ندردش هنا
حيث لا حيث إلا الهوى
حيث الوشيش من درب المنى
والسبيل يحلو لنا
نغني الود والحرف في قيثارة المنى
الشموع مترددة وتتأسف وكأنها ضائعة :
-ياسيدي انا من سعدت باطراف ذاك الحرف
وفرحت اذ سقيت الكلمات بجميل العزف
لست ادري اابقى هنا او اغض الطرف
الشاطئ :
-تضيع الأماني ونعلوا الهضاب
تخيب السنين ونعلو السحاب
يدور الزمان وتتوه المسافات
يغيب الحلم لتشرق الذكريات
يعود الشاطئ للتأمل فيها وهي ذابلة يناديها :
هنا يا ساعة الحب نصفو على مقلتيكِ
نمرُ سراعاً من بين يديكِ
نغني أحلام الليالي نهاراً
ونرى الشمس تشرق قبل الغروب
ترد الشموع :
لا تضعني ها هنا فلست من تقوى هذا الجمال
واخشى ان اغفو واضيع وينتابني الدلال
فانا يا سيدا قاصرة عن هذا المجال
ولن ترق بي كلماتي الى حدالكمال
الشاطئ :
كلنا نعرف أن هذا إحتمال
أنتِ موطن الإبداع والجمال
سحرٌ تنتابهُ مقل الدلال
نبلغ الحرف وتبلغين الهلال
الشموع :
قد شعرت ها هنا بقامتي تتقاصر
وارى كلماتي بدات تتناثر
وارى فيكم اماني تتكاثر
اسقمت حرفي واحرقت قلبي
وانتابني شعور بحظي يتعاثر
الشاطئ دعوة مرة أخرى :
تعالي هنا نبث المحال
نذود البدايات مثل الجبال
نغني وأي حبٍ في التلال
تلال القلب تصدح للخيال
ونحن نمني الهوى إئتمال
نرنو إلى غايةٍ عذب الخلال
الشموع ترد بعفوية أنثى :
لست اخشى الا ان يساء فهمي
وينتاب قلوبا اعنيها سوء ظني
فانا اتمنى البقاء بينكم و اعني
كلماتكم سحرا على الدرب يغني
الشاطئ :
ألا ترين أن عقد الحروف تناثر
بين أناملكِ حباً وتقاطر
قطرةٌ في القلب وقطرةٌ تتصدر
أنتي من أنتي آثرتي نبضي فتأثر
الشموع :
اتمنى ان لا تقتلني كلماتي فاسكر
واعاني مرتين واقهر
فترانيم الحب نار اذ تتاثر
الشاطئ :
أي معطفٍ يومها سترتدينهُ
وأي شفاةٍ يومها ستقبلينهُ
إنهُ معطف السطور من أنينهُ
لا غيرهُ لا غيرهُ ستقبلينهُ
ومعطف الحرف يعزف طنينهُ
لا غيرهُ لا غيرهُ سترتدينهُ
في صفحة الدنيا لا تنتظرينه
سيأتي يوماً يلتقط حنينهُ
الشموع تريد الذهاب:
تنتابني الرغبة بالبقاء بعد ان انوي الرحيل
لست ادري ما الذي تانسه روحي اذ تطيل
تتلاعب في الكلمات والحروف فارى المستحيل
يا الهي اغثني فحبيب الروح توانى
وابطا وغالى في الرحيل
الشاطئ برياح الحرف :
إلى أين وفي الدرب خطبٌ طويل
إلى أين لا أين آثرتي الرحيل
ومن غير الأشباح ستبقى
تغني حرفاً في الحب هوى
تعزف لحناً في القلب نمى
تطوي جرحً في الكف سدى
إلى أين يا قمة المستحيل
هل لي بأن أقول لكِ مستحيل
الشموع :
اتدري لست ادري اي قول بعد هذا القيل
لكن روحي تتعامى ويغشاني الدليل
ابتعد اكثر وتناجيني دروب المستحيل
فانا من تشتاق وتحن لذاك الخليل
الشاطئ :
فلتبقي ففي القلب عرشٌ عميق
وفي الدرب حرفٌ سابحٌ وغريق
ولا تتوهمي مرةً أخرى فهذا الطريق
إلى القلب قلب الكلمات حب الصديق
الشموع :
يا لتلك الكلمات اذ تهوي بي الى واد سحيق
وتغرقني وتنتشلني ولكني غريق
فهناك قلبي الذي اضحى يلتمس الطريق
فانا بحق اراني قاربت الحريق
اي غياب له ينسيني روحي فبعده ابدا لن افيق
الشاطئ :
هو الحرف في مقلتيكِ غريق
لا منقذٌ لا مهربٌ إلا الحريق
فأنتي قد قاربتِ الشروق
حين تشرقين نحن نفيق
أنتي يا كلمةً عذبة في أعماق الصدور
أنتي يا لؤلؤةً من وهج البحور
الشموع :
لست ادري اغياب متعمد ام انه ان النهار
ليغفو من بات معمدا بين روحي والمدار
له اقول فلترحم قلوبا احرقها الانتظار
اشتقتك ثم اشتقتك ثم اشتقتك يا بدرا انار
اي وربي اشتقتك واراني ازداد انهيار
فلا تقس بربك على وارحم لهيب الانتظار
زرتك الليلة لالقاك ونلهو في الديار
فاراني عدت ادراجي وروحي باتت قفار
الشاطئ مودعاً بعد أن عرف حقيقة الذبول الشموع :
من عينيك الهوى أقبل
من الماضي الغابر الأول
من الحاضر العاثر تمهل
إلى القلب صوباً وتسهل
ها أنا أفيض بذيك القفار
بعد أن غرني خيط الأمل
لا تستغربي يا سيدتي
فالعمر ورقةٌ لابد أن تذبل
والحب أزمةٌ قلبيةٌ
تكوينا وفينا تعيش وتترجل
وترقبي الآخرة فهي
للصبر ولكِ خير مأمل
هذا الحوار جرى بيني انا شموع الامل وبين احد الشعراء وهومن سمى نفسه بالشاطئ المجهول
وللامانةهومن قام باضفاء اللمسة الاخيرةوتنسيق الموضوع ولكن الحوار نفسه كان فوريا وارتجاليا
ارجو ان ينال اعجابكم ويحوز على رضاكم
........................................ ........
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شموع الامل
المفضلات