[grade="00008b ff6347 008000 4b0082"]بسم الله الرحمن الرحيم[/grade]
[grade="00008b ff6347 008000 4b0082"].....إلى أمي ......[/grade][grade="00008b ff6347 008000 4b0082"]
كنتِ كالفراشة تـتـنقَّلين بين أحواض النعناع والزعتر والميرمية ،
تسقيها الماء ، وتريحيها من الأعشاب التي تنافسها على الطعام والشراب ،
وتعتنين بها كما تفعلين مع أطفالك ....
كنتُ أرى فيكِ الأمُّ الحنون ،
وأنت تقلِّمين أغصان الزيتون ، أو عندما تتودَّدين لأشجار البرتقال واللَّيمون ....
... كنت تعشقينَ الورد والياسمين ، والنباتات العطريَّة والرياحين ....
كان العيد لكِ يوم يأتي أبي بشجيرة ما ليزرعها حول البيت ...
وكنت تستاءين كثيرا عندما تهمل أشجار الزيتون في الحقل ،
وطالما عاتبتينا على هذا الإهمال ، فمنها السماح ومنكِ الغفران....
.... أعترفُ لكِ .. في طفولتي .. كنتُ أشعر بالغيرةِ من بـناتك النـباتات ،
لكني عندما كبرتُ قليلا ، آخيتها ،
وعقدتُ معها صداقة صادقة...
.... أحببتُ النعناع لأجلكِ .... وأحببتُ الطبيعة ....
.... تغنّيتُ بالسماء الصافية وبالنجوم والقمر ...
وطربتُ على دقَّات حبات المطر ...
عشقتُ العشب والورد والشجر ...
وسحرني نور الفجر بعد ظلمة السحر ....
كنتُ أنسى الدنيا وأنا أسيرُ بين سنابل القمح الذهبية ،
وأترنَّم على أهازيجكِ وقت الحصاد وقطف الثمر....
كلّما رأيتُ العصافير ترتع وتلعب ،
وهي تلتقط الحَبَّ وتنتقي طعامها في السهول حسب مذاقها ،
ثم تطير رائحة لتشرب من مياه الجداول والينابيع ،
وتغدو نشيطة لتبني أعشاشها فوق قمم الأشجار القربية من الحقول ...
أتساءل ... هل بينها أمهات كأمي يا ترى ،
أم هي فريدة لا مثيل لها ؟؟!!....
.... أماه ... أين أنت الآن !!! سبقتينا إلى راحة وأمان ، ورَوْحٍ وريحان ،
وجنَّة رضوان ، وربٍّ راضٍ غير غضبان " إنشاء الله " ...
... كأنـِّي بكِ يا أمي ، حمامة بيضاء ، ترفرف بجناحَيْها عاليا لتستقرَّ فوق أحد أغصان أشجار الجنة ...
... رحلتِ أماهُ عن هذه الدنيا ولحقتِ بوالدي ،
فإنـِّي أدعو الله الكريم ، أماه ..
أن يجمعنا بإمامنا وحبيبنا محمد " صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا "
عند حوضه الشريف وأن يسقينا شربة ماء لا نظمأُ بعدها أبدا
وأن نجاوره في أعلى جنات الفردوس جنَّات النعيم ،
وليست بجنَّة واحدة بل قال الله عنها غرفٌ من فوقها غرفٌ مبنيَّة ،
وذلك جزاء المؤمنين ، وأعظم منه رضوانٌ وسلامٌ من الله رب العالمين ...
... والله ياأمي .. إنـِّي لأدعو المولى كذلك من صميم قلبي ، أن ينطبق عليكِ معنا ،
حديث المصطفى عليه أفضلُ صلاةٍ و أتمُّ تسليم :" إذا مات ابن آدم انقطع عملهُ إلا من ثلاث ...
وولدٌ صالح يدعو له ... " ونحن أولاد كُـثُر ....
رحمكِ الله يا أمي رحمة واسعة ورحم أبي وإيـَّانا معكم
أحياءاً وأمواتا إنـَّهُ ولـيُّ ذلك والقادر عليه
وهو الرحيم الكريم سميعٌ مجيب الدعاء
بَـرٌّ بعباده لطيف خبير.... ......
والحمد لله رب العالمين .....
ان شاء الله تعجبكم
[/grade]
المفضلات