الحقيقة الدولية – عمان
نشرت صحيفة الرأي" الاردنية تقريرا لمحررها للشؤون الحزبية تحدث فيه عن تصريحات المراقب العام "لاخوان الاردن" همام سعيد التي نصب فيها جماعة الاخوان بمكانة الوصي على الجميع وكانها المتفردة دون غيرها من قوى المجتمع الاسلامي بحمل وفهم رسالة الاسلام بكافة جوانبها، وفيما يلي نص تقرير الزميلة "الرأي":
ينشغل المراقب العام "لاخوان الاردن" همام سعيد بالتنظير لاقامة الدولة الاسلامية على يد الجماعة عبر تصريحات اعلامية متناسيا الخلافات والازمة العميقة التي تعصف بها جراء استفراد تيار وحيد يقوده وصل الى راس قيادتها في انتخابات يعتريها اتهامات كثيرة من داخل التنظيم باستخدام المال السياسي والتلاعب بنتائجها .
خطاب المراقب العام وتصريحاته تحاول تجاوز الحقائق العملية على الارض المتمثلة بانحسار حضور الجماعة على الارض وحتى بين قواعدها وقياداتها والتي يرى فيها طيف واسع منهم وغالبية المجتمع انها لم تحقق شيئا في نهج المشاركة بل ان لغة الاقصاء والتهميش للاخرين كلفت الجماعة ثمنا باهظا من حضورها وتاثيرها على يد هذا التيار الذي لا يكل بالحديث عن التاثير والحضور .
يقول المراقب العام في مقابلة على قناة اليرموك التابعة للاخوان « حركة (الإخوان المسلمين) حركة إسلامية قامت بتجديد الإسلام في حركته وتحقيق أهدافه العامة ، وتتصف بعنصر التجديد وخطوات العمل فيها مرتبة بدءاً بالأفراد ثم الأسرة والشعب ثم الحكومة والدولة ، وإذا تم تتبع هذا المسار يتبين للجميع أن الجماعة نجحت في التأثير بالشعوب «.
يبدو جليا من قراءة هذه الفقرة من تصريحات المراقب العام انه ينصب جماعة الاخوان بمكانة الوصي على الجميع وكانها المتفردة دون غيرها من قوى المجتمع الاسلامي بحمل وفهم رسالة الاسلام بكافة جوانبها ويستنتج بالتالي انها أي الجماعة «نجحت في التاثير في الامم والشعوب مرة واحدة والى الابد «.
لا تخلو لغة المراقب العام من مفردات الاحادية التي تتحدث عن وصول الاخوان الى الحكم واتهام القوى الاخرى بمحاولة استعادة الحكم منهم ثم يذهب الى مصادرة ارادة الناس مرة اخرى والحكم قطعيا انهم سيعودون الى اختيار الجماعة للحكم مرة اخرى في اقصاء كامل لاي فكر للمشاركة او حتى فتح باب التنافس وطرح البرامج في احتكار كامل للحقيقة .
يختزل المراقب العام ما تقوم به الجماعة في العالم العربي بما يصفة ب « حالة من حالات تحقيق للأهداف والمكاسب» وهي مسالة ايضا تجافي واقع الشعارات التي طرحتها وتطرحها الجماعة كوسيلة لتبرير الغاية التي ترمي اليها في الوصول الى الحكم في زمن الربيع العربي وهو الواقع الذي تبدي للجميع في الدول التي وصل اليها الاخوان للحكم في عدد من الدول العربية التي تخوض مخاضا عسيرا للافلات من اخونة الدولة وحصرها في خانة « اهداف ومكاسب الجماعة « التي يصرح بها المراقب العام وتياره .
لا يدرك المراقب العام ان الشعوب باتت اليوم اكثر وعيا من بداية الربيع العربي ، ولا يدرك كما يبدو ان هذه الشعوب لم تشأ التخلص من استبداد لترمي نفسها في حضن استبداد اخر وهو ما ترفعه الغالبية الساحقة من الشعوب العربية في هذه المرحلة في وجه سياسة ونهج الاقصاء التي يقودها التنظيم الدولي للاخوان ويحض اتباعه لتكريسها .
يتناسى المراقب العام ان الاسلام ورسالته السمحة تشكل وجدان الشعوب العربية والاسلامية التي تجد الفرق واضحا بين هذه الرسالة العظيمة وبين من يحاول اختطافها لاجندات سياسية محددة على مقاس تنظيم الاخوان وخصوصا تياره المتشدد الذي نجح بالفعل في اختصار المسافة والوقت الى خط فشل التجربة الاخوانية في الحكم والسلطة .
رد مع اقتباس
المفضلات