خالد الخواجا -مع مطلع العام الدراسي الحالي وبسبب هجرة قسرية أكثر منها طوعية من مدارس خاصة الى حكومية ,اكتظت الأخيرة
وعانت من استيعاب الجدد, والقدامى بسبب الزيادة الطبيعية.
توسعت المدارس الحكومية في مبانيها واستحدثت شعبا جديدة, ولكن المشكلة بقيت دون حل, في عدد من مدارس العاصمة وقصبات المدن حيث لجأ مدراء المدارس الى الصفوف المتنقلة وزادت الوزارة عدد المدارس المستأجرة ومدارس ذات الفترتين,ما أربك الخطط التعليمية .
وزير التربية والتعليم الدكتور تيسير النعيمي أكد بأن قصبات المدن تعاني من زيادة في عدد طلبتها بسبب هجرة طلبة المدارس الخاصة للحكومة.
وقد خططت وزارة التربية عبر مشروع «الايرفكي» الدولي لبناء المدارس وتحسين التعليم للتخلص من المدارس المستأجرة وذات الفترتين او تقليصها لادنى عدد وإيجاد مدارس مركزية كبيرة وواسعة وشاملة في المناطق بدءا من عام 2009 ولغاية عام 2013 بينما واقع الحال يكشف أن هذه الخطط لم تواكب التوجه بدلالة زيادة أعداد المدارس المستأجرة ونظام الفترتين الى الضعف وارتفاع أعداد الطلبة في الصف الواحد ليصل الى زهاء أكثر من 65 طالبا وطالبة في بعض الصفوف في العاصمة.
وبين النعيمي أن الوزارة استلمت 35 مدرسة وبنت مئات الغرف الصفية في العاصمة مؤكدا على ان غرفا صفية فيها اكثر من 50 طالبا في الغرفة الواحدة مشيرا الى ان المدارس المستأجرة ونظام الفترتين لاتشكلان بيئة مناسبة للتعليم.
و تشهد مديرية عمان الرابعة أكبر اكتظاظ حيث انتقل إليها ثمانية آلاف طالب وطالبة من التعليم الخاص فقط إضافة للزيادة السنوية وكما بين مصدر فأن عدد الطلبة في الصفوف يصل أكثر من 60 طالبا وطالبة وذلك بحسب أحد المسئولين في الوزارة.
وبحسب النعيمي فقد لجأت الوزارة للاعتماد على الخريطة المدرسية والتي تبين عدد السكان والطبيعة الجغرافية وعدد المدارس القريبة والمتوفرة في المنطقة,واعتمد المقياس التي وضعته التربية لإعداد الطلبة في الغرفة الصفية على أن يخصص كل 1.2 متر مربع واحد داخل الغرفة الصفية لطالب واحد فقط أي أن عدد الطلبة في غرفة مساحتها 25 مترا مربعا يجب ان يكون 20 طالبا فقط بينما الاكتظاظ الحالي يصل الى تخصيص ثلاثة أرباع المتر الواحد لكل طالب.
الارقام تقول ان زهاء 14 ألف طالب انتقلوا من الخاصة للحكومة و150 آلفا الزيادة الطبيعة اضافة للاعداد من المناطق البعيدة نحو العاصمة من اجل البحث عن العمل والوظائف ووجود أكثر من 46 آلف طالب غير أردني في المدارس الحكومية وكلها اسباب تجتمع معا وتؤدي لهذا الاكتظاظ .
ويكشف تقرير موسع ومفصل صادر عن مديرية التخطيط في وزارة التربية العام الماضي عن حاجة التربية لبناء 293 مدرسة للسنوات الخمس المقبلة كلفتها تناهز 450 مليون دينار,وان الزيادة السكانية الطبيعة على طلبة المدارس الحكومية خلال هذه الفترة بلغت 112 ألف طالب أما عدد الطلبة الذين يعانون أصلا من نظام الفترتين والمدارس المستأجرة وبحاجة إلى مدارس فيبلغ عددهم 176 ألف طالب وطالبة حيث سيكون مجموع الطلبة الذين بحاجة إلى مدارس خلال الخمسة سنوات الماضية 288 ألف طالب .
أي ان التربية تحتاج لـ300 مدرسة كبيرة تتسع كل منها لالف طالب حتى تتخلص من المدارس المستأجرة والفترتين والمدارس الصغيرة المكتظة حيث كان توجه الوزارة اثر هذا التقرير بأنها ستطلق حملة وطنية لإيجاد أراضي ومباني فارغة وتحويلها لمدارس والبحث عن تمويل بناء المدارس المتبقية والبالغ عددها 270 مدرسة.
وتشير الإحصائيات إلى «أن مجموع الطلاب في المباني المدرسية المستأجرة وذات الفترتين في العاصمة لوحدها قد بلغ عددهم 57 آلف و393 طالبا وطالبة تلاها محافظة الزرقاء 43 ألف و420 طالب وهاتان المحافظتان تشكلان 58% من أعداد طلبة بقية المحافظات الأخرى لطلبة المدارس المستأجرة ونظام الفترتين.
اما تقارير ودراسات مسبقة لوزارة التربية فتكشف بان من أهم أسباب تراجع التعليم في المدارس الحكومية يعود الى الاكتظاظ والمدارس المستأجرة ونظام الفترتين ما ينعكس على أداء المعلمين .
ويؤكد النعيمي ان التخطيط السابق كان سليما وتم تطوير آليات التخطيط حيث سيتم الاعتماد كليا على الخريطة المدرسية التي يمكن من خلالها بناء مدارس جديدة حيث نتوقع مستقبلا بناء 400 مدرسة جديدة وسيتم عمل ورشة وطنية حول كيفية لاستغلال الامثل للمباني المدرسية وطاقاتها الاستيعابية.
احد المعلمين في العاصمة وصف الاكتظاظ في المدارس بالمعيق للعملية التعليمية , وخصوصا في الغرف الصفية التي فيها أكثر من أربعين طالبا مبينا ان التعليم في هذه الاجواء هو محاولة عسيرة للسيطرة على الطلبة داعيا الاعلام والمعنيين
للاسهام في توجيه أهالي الخير والميسورين لدعم وبناء المدارس الجديدة.
المفضلات