عربي دولي
57 قتيلاً و 248 جريحاً بـ 11 اعتداء منسقاً في العراق
عواصم – وكالات – اعلن وزير الصحة العراقي صالح مهدي الحسناوي ان 57 شخصا قتلوا واصيب 248 اخرون في انفجارات متزامنة استخدمت فيها 11 سيارة مفخخة في المناطق الشيعية في بغداد مساء امس (الثلاثاء).
وقال الوزير في تصريح تلفزيوني ان 57 شخصا قتلوا واصيب 248 اخرون الا انه اكد ان 80 بالمئة من الجرحى تلقوا العلاج وغادروا المستشفى.
ورغم تراجع واضح لاعمال العنف، مقارنة بعامي 2006 و2007 في ذروة الاقتتال الطائفي، فان العراق وخصوصا العاصمة بغداد تظل مسرحا لاعتداءات وهجمات دامية.
من جهتها قررت الحكومة العراقية محاسبة المقصرين من الاجهزة الامنية المسؤولة عن حماية المنطقة وامرت باعادة اعمار كنيسة سيدة النجاة التي تعرضت الى اعتداء دموي , فورا، حسبما اعلن الناطق باسم الحكومة.
وقال علي الدباغ في بيان ان «مجلس الوزراء قرر تشكيل لجنة تحقيق في الجريمة ومحاسبة المقصرين في القطاع المعني ومعالجة الجرحى وتعويض ذوي الشهداء واعادة اعمار الكنيسة فورا».
وامر رئيس الوزراء نوري المالكي بحجز امر الفوج المسؤول عن حماية منطقة الكرادة التي وقع فيها الاعتداء، حسبما اعلنت قناة العراقية الرسمية.
وقال الدباغ ان المجلس «استعرض العمل الاجرامي الذي قامت به مجموعة ارهابية تنتمي لتنظيم القاعدة استهدفت المؤمنين المسيحيين الذين كانوا يؤدون الصلاة في كنيسة سيدة النجاة في بغداد».
وأكد الدباغ ان «مجلس الوزراء اذ يدين هذه الجريمة المروعة التي تتجاوز بأبعادها العراق لتمتد الى إحداث فتنة وبلبلة في دول المنطقة ويعزي ذوي الضحايا ويتمنى للجرحى الشفاء العاجل، فانه يدعو ابناء شعبنا من المسيحيين تفويت الفرصة على أعداء العراق الذين يسعون الى افراغه من المسيحيين»
وتابع ان «العراق عظيم بمكوناته وتنوعه والمكون المسيحي ركن وجذر اساسي من اركان وجذور العراق».
وشيع مئات المسيحيين امس وسط اجواء من الحزن الشديد ضحايا الهجوم الذي اودى بحياة 53 شخصا غالبيتهم الساحقة من المسيحيين.
والهجوم الذي تبنته دولة العراق الاسلامية (تحالف بقيادة تنظيم القاعدة في العراق) ضد كنيسة سيدة النجاة في الكرادة خلال اقامة القداس، هو الاعنف ضد المسيحيين في العراق.
وشارك نحو 500 شخص في تشييع 15 جثمانا لضحايا مسيحيين وسط اجراءات امنية مشددة.
وقال ان العديد من المؤمنين من كنائس اخرى شاركوا في التشييع حاملين اكاليل زهور، فيما قام اخرون برمي الحلويات على المشاركين.
واقيم قداس مهيب في كنيسة مار يوسف بحضور كبار القيادات الامنية وشخصيات من جميع الطوائف والاديان برئاسة البطريرك عمانوئيل دلي الثالث كاردينال الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية.
من جهته استنكر المرجع الشيعي الكبير اية الله على السيستاني الاعتداء ودعا القوات الامنية تحمل المسؤولية في حفظ الامن.
وقال مصدر مقرب من السيستاني ان «سماحة المرجع يستنكر العمل الاجرامي الذي تعرض له اخواننا المسيحيين».
واضاف ان «السيستاني يدعو الجهات الامنية تحمل مسؤولياتها في حفظ امن المواطن».
وفي جدة دانت منظمة المؤتمر الاسلامي العمل الارهابي. واعربت في بيان اصدرته امس عن خالص التعازي لأسر الضحايا وتمنيات الشفاء العاجل للجرحى.
وحث البيان الشعب العراقي على المحافظة على وحدته والتصدي للأعمال الإرهابية التي تستهدف إثارة الفتنة بين الطوائف العراقية والتمسك بما جاء بوثيقة مكة المكرمة لسنة2006 التي رعتها منظمة المؤتمر الإسلامي لنبذ العنف والتطرف.
واكد ضرورة الإسراع بتشكيل حكومة عراقية من أجل المساعدة في استتباب الأمن والاستقرار في العراق لما فيه خير هذا البلد والمنطقة.
كما دان شيخ الازهر احمد الطيب الاعتداء على الكنيسة.وقال المتحدث الرسمي باسم الازهر محمد رفاعه الطهطاوي إن الإمام الأكبر للازهر «تلقى بأسف بالغ وانزعاج شديد نبأ العدوان الآثم من جانب بعض المسلحين على بيت من بيوت العبادة للأخوة المسيحيين فى العراق».
واضاف المتحدث ان شيخ الازهر اكد ان «الإسلام يكفل حرية العبادة ويحرم العدوان على كنائس المسيحيين ودور عبادتهم وأن هذا أمر مقرر شرعا وثابت عملا منذ الفتح الإسلامي وطيلة التاريخ».
كما أدان مجلس كنائس الشرق الاوسط امس اقتحام المسلحين لكنيسة «سيدة النجاة».
وقال مجلس كنائس الشرق الأوسط في بيان امس انه تابع «بألم وقلق الحادث الأليم الذي شهدته كنيسة سيدة النجاة.
وأدان بشدة هذه «الأحداث المؤسفة التي تمت بحق المسيحيين الآمنين الذين كانوا يصلون أثناء الهجوم عليهم».
وأكد المجلس تضامنه مع مسيحيي العراق والسعي لعدم تفريغ البلاد من مسيحييها، وان تكرار الأحداث الأليمة والهجوم على دور العبادة بالعراق منذ عام 2004 وحتى الآن «يبعث القلق على مسيحيي العراق الذين هم مكون أساسي في النسيج الوطني العراقي وساهموا في بناء حضارة العراق وما زالوا يساهمون في بناء مستقبل بلدهم».
وفي دمشق دانت الطوائف المسيحية في سوريا امس الهجوم ووصفته بـ «العمل الاجرامي».
وقال بيان للكنائس ان رؤوساء ورعية كنائس سوريا « يأسفون جدا للعمل الإجرامي الإرهابي الذي قام به منذ يومين أشخاص مسلحون ، حيث هجموا على كنيسة سيدة النجاة للسريان الكاثوليك في حي الكرادة في بغداد، واحتجزوا كاهنين وعددا من المؤمنين وهم يؤدون الصلاة داخل الكنيسة، وانتهى اشتباكهم مع قوات الأمن بوقوع 54 قتيلا وجريحا وعلى رأسهم الكاهنان الأب ثائر سعد الله أبلحد عبدال، والأب وسيم صبيح يوسف القس بطرس».
رد مع اقتباس
المفضلات