الحلقة ( 3 ) من ورود في تربة مالحة
سمعت سارة صوتا من خلفها يناديها : لو سمحت ..
- استدارت سارة مجيبة للصوت : نعم .. وهي تكاد لا تصدق ما تراه الآن ..
- مش انتِ أختو لموسى ؟؟
- اه .. اه .. انا اختو.... ( وملامح الدهشة تملأ وجهها ) .... انت مين ؟؟ ( قالت متصنعة
- انا مهند صاحب أخوك موسى . طلعلي هون بالجامعة وكنت بسجل وخلصت أموري .. شكلهم غلبوكِ بالتسجيل ..بقدر اساعدك اذا سمحتيلي في واحد بعرفو هناك وممكن يخدمنا ...
- طبعا ياريت أجابت بدون تردّد...
سارت سارة وهي مندهشة مما يحدث غير قادرة على إخفاء معالم الدهشة والفرح على وجهها البريء .. قالت محدثة نفسها : ربّاه ما الذي يحدث ..أهذه لعبة القدر ؟؟ أحقيقي هذا ام انه حلم ؟؟سارت سارة الى جنب لؤي سابقاً ( مهند حالياً ) .. وصدق اللي قال جبل على جبل ما بيلتقو وبني آدم على بني آدم بيلتقو ....
نعم هكذا شاءت الاقدار ان تلتقي بالشخص الذي أثار اعجابها من بعيد ... لا وأكثر من ذلك فهي الآن تسير بجنبه ويتحدثان معا ويخبرها بأنه سيوصلها ووالدها الى البيت بسيارته فهم يسكنون بالحي الذي بجوارهم تقريباً .. وركب الجميع بالسيارة وشعرت سارة بأن السيارة تسير فوق السحاب وتنزلق على الوان قوس قزح لا احد سيعلم مدى سعادتها سوى صديقتها المقربة وابنة جيرانها ( حلى ) فقد أخبرتها بكل الأحداث التي دارت في ذلك اليوم الذي انطبع في قلبها وذاكرتها ..
**************************************** ********** ******
1/ 10 / 1999 أول يوم دوام في الجامعة الهاشمية كانت مشاعر الرهبة والخوف تطغى على مشاعر السعادة عند سارة .. ولكن في الجامعة حدث ما كانت تتمناه فوجئت بعدد كبير من الفتيات اللاتي درسن معها في نفس المدرسة وكن لها بمثابة الزميلات أو أقل من ذلك .. ولكن لا بأس بل من الطبيعي أن تزداد علاقتها بهن في الجامعة ...
**************************************** ********** *****
لم تُقبل سمر في أي من الجامعات الحكومية لأنها لا تحمل الجنسية الأردنية وبقي حالها هكذا إلى أن قُبلت في الجامعة الهاشمية فقد حالفها الحظ على حساب المقاعد الإضافية بعد أسبوع تقريباً من بدء الدوام في الجامعة .
وهكذا بدأت علاقة سارة بسمر تأخذ منحى آخر فقد أصبحتا صديقتين مقربتين وبدأن مغامرات الجامعة السنفورية وتشكيل أجمل مجموعة ( شلّة ) في الجامعة .
في ذلك الوقت لم تتعدّ علاقة سارة بمهند أكثر من السؤال والاطمئنان .. كانت تراقبه وأدركت مدى إعجاب الفتيات به ومدى ملاحقتهن له الأمر الذي أشعل في نفسها نار الغيرة والحيرة وعرفت أن هدفها ليس بالشيء السهل ... ما الذي ينتظره .. لماذا لا يحادثها مثل باقي الفتيات ؟؟ وما سبب إصراره على إيصالها في ذلك اليوم إلى بيتها ووالدها .. لا زالت تجهل السبب ؟؟ هل كان ينتظر منها أن تفعل مثلهن وتلحق به ؟؟ هل هي من يجب أن تبدي إعجابها به اولاً ربما يحدث ذلك ولكن ليس مع سارة فهي من النوع الذي كان يكتفي بنظرة واحدة من الحبيب لتروي ظمأها ..
واستمر الحال هكذا طيلة الفصل الأول من العام الدراسي الأول لهما في الجامعة .. واستطاعت سارة خلال هذه الفترة التوسّع في علاقاتها من كلا الجنسين .. فلم تكن ترى سمر كثيرا بسبب تعارض برنامجيهما معا .. فكان لا بدّ من أن تجد البديل الأمثل لها لتمضية وقتها ...و استطاعت تكوين مجموعة من الزملاء والزميلات أمضوا أوقات ممتعة معا في الجامعة وخارجها ..
انتظروني ما زال هناك المزيد ولن اطيل الغيبة عليكم
المفضلات