*** خطابات الملك للشباب.. منهاج شمولي ***
مراد القرالة - لم تقف خطابات ورسائل جلالة الملك للشباب عند منحى بعينه من مناحي الحياة.. بل شملتها جميعاً؛ سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً...
خطابات جلالة الملك جميعها تستذكر الشباب الأردني لتفعيل دورهم في الريادة والقيادة والتطور نحو الأفضل، وتركز على أهمية دور الشباب وتفهم التحديات المستقبلية المواجهة لهم، والعمل على إيجاد البدائل والحلول لهذه التحديات؛ للنهوض والتقدم بمستقبل الوطن نحو العصرية بهمة شبابه.
يقول رئيس جامعة الزرقاء الخاصة الدكتور عدنان نايفة ''يركز جلالة الملك في خطاباته دائماً على عنصر الشباب، مؤكداً لنا أنهم المستقبل الذي نستلهم من عزمهم وطموحاتهم المتوثبة ما يحفز للإنجاز والنجاح، وأن هذا الجيل يواجه تحديات لا تحتمل الانتظار، بالإضافة لحاجتهم تمهيد الطريق أمامهم للمشاركة في مسيرات التقدم العالمية، ويجب معرفة آرائهم ومواقفهم تجاه القضايا الوطنية''.
وينوه إلى وجوب الوقوف على هموم الشباب وتحدياتهم وتعزيز مشاركتهم في الحياة العامة؛ لتعزيز كيفية الانخراط نحو الولاء والانتماء، ودعم مبادراتهم لترسيخ قيم اعتمادهم على الذات.
ويضيف ''انطلاقاً من حرص جلالته على هذه الفئة، وأن غد الأردن هو اليوم، والشباب هم غد الوطن وآفاقه الرحبة؛ يجب على جميع المؤسسات والقطاعات الحكومية والخاصة الاستمرار بدعم الشباب، والعمل على تزويدهم بكافة أدوات المعرفة والمهارة والتميز؛ لحاجة الوطن لشباب أردني متقد يؤمن بهدف نهضة الأردن ورفعته، ويعتمد ذلك على تنظيم المسابقات والمشاريع الشبابية الفاعلة والدورات المتنوعة والمؤتمرات على مستوى المنطقة بشكل عام''.
ويبين رئيس الجمعية الأردنية للعلوم السياسية، ورئيس قسم العلوم السياسية في جامعة مؤتة الدكتور محمد قطاطشة أن خطابات جلالة الملك لم تقف عند استيعاب الشباب لمفهوم دلالاتها وتناقلها فحسب، بل إنها شكلت منهاجاً شاملاً يسيرون وفقه.
ويقول ''إن استراتيجية جلالة الملك منذ استلامه مقاليد الحكم تقوم على مخاطبة جميع شرائح المجتمع، وبخاصة الكبرى منها والتي تمثل ثلثي سكان الأردن وهم الشباب، حيث يتفهم جلالته أن معول التغيير الذي يطمح له الملك يتمثل في نقلة نوعية للمملكة نحو العصرية هم هذه الفئة، وهذا يتطلب خطاباً سياسياً يمكن أن يحقق لدى الشباب دافعية نشطة نحو فهم هذا العمق الاستراتيجي لدى جلالته''.
ويضيف قطاطشة ''من هنا بدأ جلالة الملك إعطاء مساحة واسعة في كل خطاباته وعلى كافة المستويات لهذه الفئة؛ لأنهم المستقبل الواعد لتلبية طموحاته''.
ويتابع: أن جلالة الملك لم يقف عند ذلك فحسب، فمن خلال الهيئات المختلفة التي تعنى بالشباب؛ فقد أعطاها جلالته رؤية في الوقوف على المشاكل المواجهة للمستقبل، ثم اقتراح الحلول البديلة من نفس الفئة، وقد نجحت فئة الشباب بالفعل في فهم إرادة جلالة الملك، وبدأت تعطي رؤية لإمكانية الوصول للدولة العصرية، وهذا ما لمسناه من الشباب الأردني في قرية الملاحات، وشباب مدينة الشوبك.
ويشير إلى اصطحاب جلالته لنخبة من الشباب الأردني المتميز في جولاته العالمية، وإشراكهم في مؤتمرات عالمية مع قادة وعلماء ومفكرين حتى يكونوا منفتحين وعارفين بكل ما يدور حولهم.
وفي السياق يبين قطاطشة أن المتفحص لهذه المشاكل والحلول يجد أن خطابات جلالة الملك المختلفة قد وصلت إلى عقول الشباب كإحدى شرائح المجتمع الأردني، فمن هنا ''بدأنا نلمس مدى فاعلية التواصل الإيجابي بين القائد وهذه الفئة من المجتمع''.
من جانبه يستعين دكتور علم الاجتماع في جامعة البلقاء التطبيقية محمود الخوالدة في توضيحه، بالدراسات النفسية العديدة التي أشارت إلى أن خطابات القادة تؤثر مباشرةً في تكوين شخصية الشباب؛ من خلال التعلم والنمذجة، حيث يعتبر جلالة الملك القدوة والأب والشخصية الكارزمية؛ الأكثر اقتداءً من قبل الشباب العربي ككل والأردني خصوصاً. وهذا يعني أن الشباب الأردني لديهم فرصة حقيقية لتطوير جوانب الشخصية؛ وبخاصة الجانب المعرفي والخلقي والانفعالي والجسمي والقيمي.
ويضيف ''فمن خلال الخطابات الموجهة للشباب من قبل القائد، والتي تركز على الدافعية الذاتية وتنظيمها ومراقبتها وكشفها وقياسها وتكوينها أو البوح عنها، بالإضافة لزرع القيم الحقيقية عند الشباب مثل؛ الصدق والتواضع والإيثار والتعاون، وترسيخ استراتيجية الحوار، وقبول الرأي والرأي الآخر؛ فإنها تشكل أدباً نفسياً لتدريب وتطوير المهارات المختلفة''.
ويوضح ''ركزت الخطابات الملكية على الجمع بين عراقة الماضي والتجديد أو الحداثة، وأنها مرتبطة بتطويع التكنولوجيا الحديثة والحوسبة وما يستجد من علوم؛ كلها تعتبر موجهات ومنظمات متقدمة للشباب الأردني''.
ويقول الطالب طارق شطناوي -جامعة فيلادلفيا- ''يفوق تأثير خطابات جلالة الملك المقاييس والمعايير العالمية؛ لما ينعم به جلالته من قدرة إقناعية في حسه الشبابي، فنشهد الكثير من العبارات التي تشحن همم الشباب نحو أردن أفضل، ونحو تفوق شبابي على كافة الأصعدة''.
ويضيف ''أن خطابات جلالة الملك نبراس ينير طريق الشباب فهي تخاطب العقل وتستحوذ على القلوب؛ لما فيها من عبر ودروس، فهي ذات حس ورؤية مستقبلية تتجه نحو الريادة، وتتجاوز الحاضر إلى المستقبل بالوعي الكامل؛ لتجني أكلها في الشباب وهي الريادة في العمل الشبابي ومواجهة تحديات الوطن بمسؤولية ووعي متناغمين، واتساع مدارك الشباب للقضايا العربية والعالمية، والإسهام الحقيقي في التنمية في مختلف ألوية محافظات الوطن كما نشهده من فرسان التغيير في هيئة شباب كلنا الأردن''.
ويبين أن لقب (فرسان التغير) شعار عميق في رؤيته ورسالته، فالشباب هم أمل الأمة للارتقاء والنهوض بالأردن ووصوله إلى مراتب متقدمة بين الدول، الأمر الذي يرسخ قيم العمل الجماعي والتغير الايجابي نحو الأفضل، فالوطن لكل أهله والشباب فرسانه''.
ويستذكر شطناوي مقولة جلالة الملك الموجهة للشباب (الوطن أمانة في أعناقكم) فقد رسخت هذه العبارة في الشباب قيم المسؤولية، والعمل المخلص الدؤوب، والتفهم العميق لأجندة الوطن والريادة في كل شيء، والحرص الكبير على وطننا العزيز المتوج بقائد هاشمي مظفر.
وأعرب عن اعتزازه بما يتمتع به شباب الوطن من رعاية ملكية حثيثة؛ رسمت مساراً واضحاً للعمل الشبابي الذي كان مشتتاً بمختلف الاتجاهات، وفتحت لهم فضاءات رحبة في عصر التطور المتسارع والمتجدد.
ويشير طالب جامعة البترا عبدالله مبيضين إلى أن خطابات الملك تعتبر محفزاً وبمثابة برنامج عمل؛ لتشجيع الشباب على الإنجاز والنجاح، حيث تقدم هذه الخطابات والرسائل استراتيجية للعمل الشبابي الذي يصب بمصلحة الوطن والأمة.
ويقول مبيضين:''إن خطابات الملك تؤكد وتركز على الاهتمام بالشباب الأردني؛ الذي يحمل على عاتقه الهموم والمصالح المستقبلية المواجهة للمنطقة حسب ثقة جلالة الملك بهم، وباعتباره القدوة الأولى؛ فمن خلال الخطابات الملكية في جميع المحافل والمناسبات أدرك الشباب الأردني أنهم معنيون باهتمام جلالة الملك، إلى جانب أنهم يحملون على عاتقهم مسؤولية التغيير، ويكونوا عجلة الإنتاج كما أرادهم جلالة الملك''.
ويختم مبيضين ''رسم جلالته للشباب الخطوط العريضة للسياسات والبرامج؛ لتكون خطابات جلالته منارة ترشدهم لطريق العمل الإيجابي الفعال، بالإضافة إلى تقديمها أفكاراً إبداعية في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية''.
المصدر
ملحق الشباب
جريدة الراي الاردنية