الحقيقة الدولية – القاهرة – مصطفى عمارة
تواصل الأجهزة الأمنية المصرية تحقيقاتها مع المحاسب الشاب حسام والذي انشأ شبكة لتبادل الزوجات بالمشاركة مع زوجته غادة حيث اعترف المتهمان أن الصفحة التي أنشاها علي موقع "فيس بوك" تحت عنوان استمتع بزوجات الآخرين مقابل أن تتركهم يستمتعون بزوجتك لاقت رواجا كبيرا وتم بالفعل إقامة عدد كبير من حفلات الجنس وتبادل الزوجات أمام بعضهما البعض.
واعترف الزوجان بان مرورهما بضائقة مالية كانت الدافع وراء دعوتهم.
وأكد مصدر امني لـ"الحقيقة الدولية" أن مباحث آداب الجيزة تتابع نشاط المتهمين عبر "فيس بوك" منذ فترة ونجحت في تجنيد شاب وفتاة للإيقاع بهما بعد إيهامهما برغبتهما في الاشتراك في تلك الحفلات الغريبة.
المصدر أضاف أن المتهمين رفضا مقابلة المرشدين إلا ومعهما قسيمة زواج رسمي فتم اصطناع القسيمة بمعرفة المساعدات الفنية بوزارة الداخلية ما أسهم في نجاح الخطة أمام جهات التحقيق.
واعترف المحاسب وزوجته بممارسة هذه الأعمال مؤكدين إنهما لم يرتكبا أي خطا وان ما أقدما علية لا يزيد عن كونه حرية شخصية.
ولم تكن هذه الواقعة الأولي من نوعها فقد حدثت جريمة مماثلة عام 2009 وكان بطلاها طلبة موظف بالمعاش وزوجته سلوي مدرسة لغة عربية فيما عرف إعلاميا أيضا بقضية تبادل الزوجات والتي قضت فيها محكمة جنح العجوزة بمعاقبة الزوج بالسجن 7 سنوات وحبس زوجته 3 سنوات مع وضعهما تحت المراقبة لمدة مماثلة .
وان كان مضمون الواقعتين متشابه فان ظروف الإبطال وسماتهم اختلفت فالحادثة الأولي لموظف بسيط بالمعاش يعيش وزوجته بأحد الأحياء الشعبية المكتظة بالسكان والحادث الجديد لزوج شاب يتمتع وزوجته بمستوي مادي واجتماعي مرموق فما هي الدوافع وراء هذه الظاهرة التي لم يكن يخطر ببال ان تظهر في مجتمع شرقي يتمسك بالأخلاق والتقاليد والعادات القويمة وهل يمكننا حصر العلاقة الزوجية في خانه الجنس فقط ؟
يشير دكتور محمد المهدي الطبيب النفسي المعروف إلى مثل هذه الحوادث ضد الفطرة وضد طبيعة الإنسان وتقع ضمن الظواهر المتطرفة والشاذة التي على المجتمع أن يحاربها حتى لا تنتشر فقد تبدأ هذه السلوكيات في نطاق ضيق ثم تبدأ في الانتشار مثل ظاهرة الجنس المثلي التي باتت تشمل نسبة كبيرة وأصبح لها قبولا عند فئات بعينها وبالتالي يجب التصدي لها ورصدها واستيضاحها ومحاربة أي توجه يسعي لإنشاء رابطات أو جمعيات لها .
ويؤكد المهدي ان المجتمع الشرقي ليس متقبلا للفكرة ومازالت عموم الناس لديهم الغيرة علي زوجاتهم ويحيطون حياتهم الخاصة بالسرية والكتمان وبالرغم من تزايد معدل الإقبال علي الصفحة الا اننا لا يمكن ان نعتبرها ظاهرة وإنما هم مجرد فئة من الناس غير طبيعيين ومهما كان عددهم فلا يمكن ان يقارن بمن يرفض هذا السلوك ويمكن وصفهم بالاستثناءات في السلوك البشري فغالبية الناس تجمع علي سلوك معين وفئة تخرج على هذه الاعتبارات .
وهذه الفئة – ومازال الكلام علي لسان المهدي – قد يكون منها الغني والفقير أو المتعلم والجاهل فأي سلوك بشري لا يقتصر علي مستوي اجتماعي بعينة وانتشار خدمة الانترنت سهلت التلاقي والتعارف بين أصحاب التوجهات الغربية وبدون هذه الوسيلة قد يكون تنفيذ رغبة هذين الزوجين امر غاية في الصعوبة .
ويتعجب المهدي قائلا : العلاقة الزوجية تحتاج لما هو أكثر من الجنس فهناك المودة والرحمة والاحترام والحب والنضوج علي كافة المستويات كما تحتاج إلى التوازن بين الجوانب المختلفة للعلاقة الزوجية .
وفي اعتراض منه يقول : لكن هناك من ينظر إلي العلاقة الزوجية علي أنها علاقة جسدية تختزل في الجنس وهنا تكون العلاقة غير متكاملة لان تكامل العلاقة وتوازنها بين الجانب العاطفي والجانب العقلي والروحي والاخلاقي يحول دون الوصول الي هذا الشكل .
وعن تكرار الظاهرة وأسبابها يوضح المهدي فيقول :
احد الأسباب ان البعض يعتبره نوعا من التغيير والخروج عن المألوف في الحياة الزوجية وهذا يكاد يكون سببا ظاهريا.
ومن يمارس هذا النوع من الرذيلة يكمن بداخلة ما نسميه بالجنسية المثلية التي يمارسها من خلال زوجته وكأنها تذهب بالنيابة عنه ويتضح ذلك جليا في جلسات العلاج النفسي .
كما ان هناك فئة تعاني نوعا من التفكير المتطرف بما يمكن ان نطلق عليه المشاعية الجنسية وتتلخص في التمرد علي الضوابط الاجتماعية التي يرونها ضوابط مصطنعة وبالتالي يحاولون ممارسة حياتهم بشكل متحرر من كل قيد أو ضابط وتتفاقم المشكلة عندما يتقابلون مع من يؤمن بنفس معتقداتهم ويبداون في التباهي بأفعالهم والتفاخر بتجاوز الحدود الاجتماعية والموانع الدينية .
كذلك ان البحث عن اللذة سبب أخر لهذه الظاهرة وهذا النوع لا يعطي اعتبارا للعلاقة الزوجية ولا يعترف بتقديس الرباط الزوجي وإنما يسعي فقط لتحقيق رغبته في اللذة وتجديدها وقد يكون هذا السبب من أهم الأسباب على الإطلاق.
وتصف دكتورة آمنة نصير أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر هذا الأمر بانه يتخطي كل القيم السماوية وانه من أقذر أنواع الانحطاط البشري ومن شانه أن يحدث خللا في المجتمع .
وتتساءل: كيف يصل الإنسان إلى موات المروءة والشهامة والغيرة علي الأعراض ويصل إلى هذا المستوي الذي تستنكره الحيوانات وتواصل الحيوانات في الغابة يتقاتلون على الأنثى التي تكون لحيوان ويأتي حيوان أخر ليأخذها مؤكدة بان هذين الزوجين وصلوا إلي ما هو ادني من سلوك الحيوانات التي ليس لها أي تكليف ولا عقل ولا شريعة .
وتبدي نصير حزنها لهذه الأفعال الشاذة والغريبة علينا مشيرة أنها استهجنت نفس هذه الفعلة عندما أقدمت عليها أسرة يهودية منذ 15 سنة وركز الإعلام عليها .
وتواصل هذان الزوجان لابد من تشريع عقوبة جديدة لهم تتناسب وحجم جريمتهم التي نهايتها نار جهنم وبئس المصير ان شاء الله لقول رسول الله صلي الله عليه وسلم : لا يدخل الجنة ديوث وإذ كان رسول الله صلي الله عليه وسلم قد نهانا عن كشف خبايا العلاقة الزوجية وأحاطتها بالسرية والكتمان مشبها من يخالف ذلك بقوله "فانما مثل ذلك مثل شيطان لقي شيطانة فغشيها والناس ينظرون" فما بالنا بهذا المشهد الجماعي ؟
القاهرة – مصطفى عمارة
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة hat2m
المفضلات