احباب الاردن التعليمي

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 13

الموضوع: الشيخ الألباني وأحقية المساواة للحديث الضعيف بالموضوع ..

  1. #1
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Tue May 2011
    العمر
    53
    المشاركات
    408
    معدل تقييم المستوى
    101897

    الشيخ الألباني وأحقية المساواة للحديث الضعيف بالموضوع ..

    الشيخ الألباني وأحقية المساواة للحديث الضعيف بالموضوع ..
    عرف الإمام المحدث " محمد ناصر الدين الألباني " رحمه الله تعالى عند أكثر الناس ومعاصريه وأتباعه بمحدث العصر فقد تفوق على أقرانه من الأئمة المحدثين المعاصرين مثل الإمام العلامة المحدث الأزهري الشيخ "عبد الله الغماري" رحمه الله تعالى و الإمام المحدث الشيخ "عبد الله الهرري" رحمه الله تعالى ..
    وسبب تقدمه على أقرانه لم يكن نوعيا فلا مجال للمقارنة بين الشيخ الغماري و الشيخ الألباني في مجال التحصيل العلمي الممنهج كمجاز أكاديمي ومؤذون من مشايخ ثقات عدول ، وسعة أفق علمه بما أجيز وأوذن به ، مقارنة بما لدى الشيخ الألباني ..
    ولكن كان تقدمه كمي تخصصي فالإمام الغماري كان مبدع في مجالات علمية دينية و لغوية عديدة ، بينما انحسر إبداع الشيخ الألباني في مجال علم الحديث و على وجه الخصوص علم الجرح والتعديل ..
    حتى أن أتباعه وتلاميذه شبهوه بشيخ الإسلام " الحافظ بن حجر العسقلاني" رحمه الله تعالى ..
    والتفوق الكمي للشيخ الألباني كان في ضبط حكم ومرتبة أكثر من ثلاثة وثلاثين ألف حديث لكنه في الوقت ذاته علق حكم ودرجة أكثر من خمسة وخمسين ألف حديث ربما تورعا لشبهة الإسناد بقطعية الحكم ، أو نقص متابعة واجتهاد ..
    ورغم أن الألباني تراجع عن تصحيح وتضعيف مئات الأحاديث ، ومخالفته للإمام الحديث "أبو عيس الترمذي" رحمه الله ، بأكثر من سبعمائة حديث ضعفه رغم صحته أو تحسينه عند الإمام الترمذي ..
    إلا أن هذا يعلل بالنسبة للحالة الأولى بتوخي الدقة مع زيادة التقصي و الاجتهاد و المتابعة ..
    والحالة الثانية كانت بسبب مقاييس الإسناد الخاصة بعلم الجرح و التعديل في الحديث المسند ..
    ولكن ما لا يبرر للشيخ الألباني هو إسقاطه أو إهماله العمل بصحة المتن وتقديم صحة السند عليه بعلة أن السند يوثق نسبة الحديث لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وهو ما لا يحققه ثبات المتن ..
    مع العلم أن المقدم عند الفقهاء المجتهدين صحة المتن على صحة السند ..
    فمخالفة الصحيح المسند للمتن الصحيح يسقط العمل والآخذ به عند الفقهاء فكم من صحيح مسند تام هجر ونسخ عند الفقهاء لضعف أو خطا متنه ..
    لذلك نجد أن أئمة فقه المذاهب الأربعة الصحاح المجتهدين تناولوا في مذاهبهم أكثر من 1500 حديث ضعيف الإسناد كان مسوغ صلاح الأخذ والعمل بها صحة المتن بالدرجة الأولى ..
    و الجانب الآخر الذي لا تعليل له في ما أحدث الشيخ الألباني هو إسقاط العمل بالحديث الضعيف بأنواعه ومساواته بالحديث الموضوع ؟؟ ..
    مع العلم أن الحديث الضعيف يعمل به على ما هو عليه دون تقوية، باتفاق الأئمة في الفضائل والترغيب والترهيب ..
    ومرسل الحديث وهو من انقطع مصدره بالإسناد يصح إن كان المرسل ضابط عدل وفق شرط الصحيح ..
    لأن الضابط العدل لا يسمع إلا عن ضابط عدل و لا يُسمع إلا ضابط عدل أيضا ..
    فشرط الصحيح التام : " هو ما أسنده عدل ضابط تام عن مثله دون علة أو شذوذ " ..
    ويقوى الضعيف بالمتابعات بأن يوافق راوي مخرج آخر بالرواية عن صحابي فيرمم أحدهم الآخر كأن أن يكون في أحد الروايات مجهول يكون معلوم عند الآخر ويكون عند الآخر راوي معلول يكون مكانه ثقة عند نظيره، وإن كان فيه موضع انفصال كان متصلاً عند الآخر وهكذا ..
    فالمتبعات هي تعدد طرق إسناد الحديث وتكون بالصحيح و الضعيف على السواء ..
    والضعيف الواهي يتنحى شذوذه وتحسن مرتبته إن كان مع مخالفته لما هو أرجح منه بالصحة موافقته لما هو أصح من المرجح بعد المتابعة والبحث والتقصي ..
    إضافة إلى أن الضعيف الواهي يحسن أو يرتقي إلى الحسن اللين إن لم يخالف الصحيح المسند ..
    ويرتقي إلى درجة الحسن الثابت إن كان له شواهده في الصحيح ..
    ويرتقي إلى درجة الحسن الصحيح إن اجتمع مع عدم مخالفته للصحيح صحة متنه أيضا ..
    ويرتقي لدرجة الصحيح الثابت إن كان موافقا للصحيح مع صحة متنه ..
    وصحة المتن هي التوافقية مع مضمون أحكام وشرعة القرآن الكريم المصدر الأول وأصول الشرع الحكيم المتفق عليه في الصحيح المتواتر، وإجماع الأئمة كمصدر ثاني ..
    لذلك فالضعيف المسند يصلح العمل به إن كان صحيح المعنى و الدلالة ثابت المتن ..
    ظروف ضعف الحديث :
    لم يكن في القرن الأول هناك إسناد إنما يتم تناقل الحديث إرسالا وأول من دقق بالسند هم خلفاء الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم الراشدين وعلى رأسهم الصديق الأكبر أبو بكر رضي الله عنه ثم الفاروق الأشهب عمر و ذي النورين عثمان رضي الله عنهما ..
    حيث لم يكونوا يأخذوا بحديث لم يسمعوه من المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم ، ما لم يرويه شاهدين سمعوا وشهدوا به عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ..
    عن العرباض بم سارية رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : ( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ ) ، رواه الترمذي في "سننه" برقم : 2676 ، وصححه السيوطي في "الجامع الصغير" برقم : 6096، وصححه الألباني في"صحيح الترغيب" [37] وفي "السلسلة الصحيحة" [937] وفي " صحيح ابن ماجه" [40] وفي "مشكاة الفقر" [92] وفي "شرح الطحاوية" [485] وفي "إصلاح المساجد" [83] وفي "تخريج كتاب السنة" [59] وفي "صحيح الجامع" [4369] وفي "صحيح الترمذي" [2676] وفي "صلاة التراويح" [86] وفي "صحيح أبي داود" [4607]، وقال الحاكم في مستدركه [329] : هذا حديث صحيح، وقال الجوزقاني في"الأباطيل والمناكير" [ج1/ص: 472] : صحيح ثابت مشهور، وخلاصة حكمه [متفق عليه] ..
    إلا أن الخليفة الراشدي الرابع إمام الفقه ذو السبطين علي كرم الله وجهه وتلميذه حبر الأمة ابن عباس رضي الله عنها ، قدموا صحة المتن على صحة السند ..
    حيث كان يقول كرم الله وجهه : ( من روى عن رسول الله [صلى الله عليه وآله وسلم] حديثا لا يوافق آية من آيات الكتاب ، فأضربوا، بحديثه عرض الحائط ) ..
    وهذا الأثر تناوله الزنادقة من الخوارج والمعتزلة الجهمية ، مرفوعا عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ليرجحوا أفضلية الاستدلال بالقرآن أو التفرد به ..
    بصيغة : ( من روى عني حديثا لا يطابق آية من آيات الكتاب فأضربوا به عرض الحائط ) ..
    وهو مخالف لما صح عن سيف الله الغالب الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه حيث يقول : ( السنة شرح الكتاب ، فمن ضل عن السنة ضل عن الكتاب ) ..
    فالمطابقة لا تقتضي الشرح أو البيان ..
    أما الموافقة فتكون مع المكنون والمضمون ..
    ويصحح متن هذا الأثر الموقوف قوله تعالى:
    بسم الله الرحمن الرحيم : ( وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ )[النحل : 64] ..
    وما يصحح الأثر الأول والثاني لسيدنا علي مع صحة المتن، ما ورد في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ..
    عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال : سمعت عبد الله بن عمرو ، وقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( بلغوا عني ولو آية وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ومن كذب علي متعمدا فيتبوأ مقعده من النار ) ، رواه البخاري [3274] وابن حبان [6256] في الصحيح ، و الترمذي [2807] الدارمي [542] في السنن ، و الإمام أحمد في مسنده [مسند أبو هريرة] ،وصححه الألباني في "صحيح الترمذي" برقم : 2669 ، وحكمه : [ متفق عليه ] ..
    فجملة بلغوا عني ولو آية تعني أن السنة والكتاب واحد لا ينفك إحداهم عن الآخر ..
    لقوله تعالى : ( وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى [3] إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى )[النجم : 4] ..
    وهو يحسن ما رواه الطبراني مرفوعا في "الكبير" برقم : 1429 ، عن ثوبان رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : ( إن رحى الإسلام دائرة ) ، قال فكيف نصنع يا رسول الله ؟ ، فقال : ( اعرضوا حديثي على كتاب الله، فما [فإن] وافقه فهو مني وأنا قلته ) ، ورد في "كنز العمال" للمتقي الهندي برقم : 907 ضعفه السيوطي في "الجامع الصغير" برقم : 1151، و الألباني في "ضعيف الجامع" برقم : 938 ..
    ولكن مع تقادم الأصحاء وقلتهم ونشوء فئة أقل ضبط وعدالة وثقة في تناقل الحديث إرسالاً فكان لا بد من ضبط السند، وقد حدث ذلك في عهد الخليفة الراشدي الخامس "عمر بن عبد العزيز " رضي الله عنه، وكان أول جمع تدوين الحديث في عهد الخليفة العباسي "أبو جعفر المنصور" رحمه الله تعالى ، حيث أوكل للإمام الفقيه المحدث " مالك بن أنس " رضي الله عنه بجمع الحديث فكان أول كتب الصحاح و هو "الموطأ" ..
    وحدث ذلك مع انتهاء موسم الحج وقبل عودة الخليفة في لقاءه الأخير مع الإمام مالك طلب منه أن يضع كتابا يتضمن الأحاديث الشريفة وأثار الصحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين ..
    أما عن دوافع ميل أعلام الخلفاء الأمويين و العباسيين لجمع الحديث هو دخول أطياف تكن العداء للإسلام في فلك الدولة الإسلامية مثل اليهود والنصارى والفرس الذين اعتنقوا الإسلام نفاقا ..
    وجود من بين من يتناقل الحديث الشريف مرسلاً قبل العمل على إسناده رجال عدول ثقات ولكن فيه علة ضبط في دقة النقل بسبب غلبة العاطفة ووجود الخطأ والنسيان والأوهام وضعف الحافظة والخلط و السذاجة من خلال تصديق كل ما يروى لهم دون تدقيق أو تمحيص نتيجة العوارض البشرية وتقدم السن ..
    حتى أن بعضهم كان يتناقل الحديث دون أن يعلم أنه حديث ؟؟ !! ..
    وكانوا أكثرهم من أهل الزهد و التنسك ، ظنهم بالناس ظنهم بأنفسهم وهذه الصفة تعتبر علة في توثيق إسناد الحديث ..
    يروي طاووس رضي الله عنه : أن بشير بن كعب جاء حبر الأمة يحدثه ، فقال له ابن عباس رضي الله عنهما : ( عد لحديث كذا وكذا ) ، فعاد له ، ثم حدثه ،فقال رضي الله عنه : ( عد لحديث كذا وكذا ) ، فقال بشير : ما أدري ، أعرفت حديثي كله وأنكرت هذا، أم أنكرت حديثي كله وعرفت هذا ؟ ..
    فقال حبر الأمة : ( إنما كنا نحفظ الحديث، والحديث يحفظ عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، أما إذا ركبتم كل صعب وذلول فهيهات ، وفي رواية : { فلما ركب الناس الصعب و الذلول، تركنا الحديث عنه } ) رواه مسلم في مقدمة صحيحة [ج1/ص: 13] ..
    يقول يحيى بن سعيد القطان : ( لم نرى الصالحين في شيء أكذب منهم في الحديث ) ، رواه مسلم في مقدمة صحيحة [ج1/ص: 17] ..
    أسباب ضعف الحديث بالسند :
    السبب الأول : انقطاع السند الظاهر :
    1. إن انقطع أول السند قبل التابعي يسمى مرسلاً وبعد الصحابي يسمى موقوفا ..
    2. إن انقطع السند في الأوسط براوي واحد يسمى منفصلا ، أو في راويين بموضعين منفصلين يسمى منقطعا وإن كان بأكثر من راوي في موضع واحد متتالي يسمى معضلا ..
    3. إن انقطع في آخر السند ولو أكثر من راوي وعلى التوالي يسمى معلقا ..
    السبب الثاني : انقطاع السند الباطن :
    1. إذا روى الراوي عمن عاصرة بالواسطة دون أن يلتقي به يسمى مرسل خفي ..
    2. إذا روى الراوي عمن عاصره بالواسطة ولقيه ولم يسمع منه ، يسمى تدليس ..
    وهذه أسباب انقطاع السند الظاهرة والباطنة ، أما باقي الأسباب في أسباب علة في الراوي نفسه وتنقسم إلى قسمان :
    القسم الأول : علة الضبط وهي :
    وهم أو أوهام العاطفة ، وغلوا المحبة ، مخالفة الثقات ، ضعف الإتقان والدقة، وكثرة الخطأ، وسوء الحافظة ..
    القسم الثاني : علة العدالة وهي :
    خرق الاستقامة، والجهالة، والابتداع، وضعف المصداقية ، والكذب وإن قل ، إضافة إلى أن يكون في مسلكه خوارم مروءة ..
    والخلاصة فالحديث الضعيف هو "المسند الذي دخل في إسناده علة في راوي أو انقطاع في إسناد" ..

    الحديث الضعيف عند الفقهاء :
    الفقهاء يشترطون بعدالة الراوي الانضباط الشرعي والاستقامة، وأن يشهد له بذلك ويكون مقبول الشهادة ..
    والمهم عندهم هو صحة المعنى والدلالة ، موافقته ظاهر الشرع و مضمون القرآن ..
    يقول الفقيه الحازمي رحمه الله تعالى : ( ينبغي أن يُعلم أن جهات الضعف متباينة متعددة، وأهل العلم مختلفون في أسبابه، وأما الفقهاء فأسباب الضعف عندهم محصورة، وجلها منوطة بمراعاة ظاهر الشرع، وعند أصحاب النقل أسباب أخرى مرعية عندهم، وهي عند الفقهاء غير معتبرة ) . انتهى، ورد في " شروط الأئمة الخمسة" [ص: 173] ..
    ويصح المرفوع المسند عند الفقهاء في الحالات التالية :
    1. أن يكون موافق لعقل التقوى ومنطق نهج القرآن و الفطرة الإيمانية السليمة ..
    2. أن لا يخالف في مضمونه نصا قرآنيا ،أو حديثا متواترا ، فإن خالف يكون حكمه رغم صحة سنده موضوع أو منسوخ ..
    3. أن يوافق ما أجمع عليه عدول الأمة وكبار الأئمة من مجتهدين المذاهب أو أصحاء الاجتهاد المطلق ..
    4. أن لا يكون فيه إشارة إلى نقص أو عيب عدالة وكمال عند المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، وأجلاء الصحابة رضوان الله عليهم ..
    ووفقا لما سلف كل مسند مرفوع هو صحيح عند الفقهاء ما دام يلتزم بشروط المتن و صحة المعنى و الدلالة الشرعية ..
    يقول "الحسن بن الحصار الأندلسي" رحمه الله تعالى : ( إن للمحدثين أغراضاً بطريقهم احتاطوا فيها وبالغوا في الاحتياط، ولا يلزم الفقهاء إتباعهم على ذلك، كتعليلهم الحديث المرفوع قد روي موقوفا أو مرسلا ..
    وكطعنهم بالراوي، إذا انفرد بالحديث أو بزيادة فيه، أو لمخالفة من هو أعدل منه وأحفظ ..
    قال: قد يعلم الفقيه صحة الحديث بموافقة الأصول أو آية من كتاب الله تعالى، فيحمله ذلك على قبول الحديث و العمل به واعتقاد صحته ..
    وإذا لم يكن في سنده كذاب فلا بأس بإطلاق القول بصحته، إذا وافق كتاب الله، وسائر أصول الشرع ) ا هـ ، ورد في "النكت" للزركشي [ج1/ص: 106و107] ..
    ومما تقدم نفهم علة استشهاد فقهاء المذاهب الأربعة بمئات الأحاديث الضعيفة في مذاهبهم، وكذلك حجة الإسلام "أبو حامد الغزالي" رحمة الله في كتبه ومؤلفاته ..
    و السؤال الآن ما هي المسوغات العلمية التي احتج بها الشيخ المحدث " الألباني" رحمه الله تعالى لأبطال العمل بالحديث الضعيف مع العلم أن من أيده من الأئمة في ذلك هم أقلة جداً مقارنة مع جمهور الأئمة المؤيدين للعمل به ومنهم الشيخ الكبير "ابن عثيمين" رحمه الله تعالى كما بين ذلك في شرحة للمنظمومة البيقونية ..

    انتهى ..

  2. #2
    الاداره
    تاريخ التسجيل
    Tue May 2009
    الدولة
    الرايه الهاشميه حفظها الله
    المشاركات
    212,599
    معدل تقييم المستوى
    21475063
    جزاك الله كل الخير وبارك بجهودك الطيبه
    ليس من الصعب ان تصنع الف صديق فى سنة
    لكن من الصعب ان تصنع صديقا لألف سنة
    يكفيني فخرا انني ابن الرايه الهاشميه

  3. #3
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Mon May 2011
    الدولة
    الأردن
    العمر
    54
    المشاركات
    12,037
    معدل تقييم المستوى
    21474861
    إن الإمام النووي رحمه الله تعالى قد نقل اتفاق المحدثين والفقهاء على جواز الأخذ بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال والترغيب والترهيب في كثيرٍ من كُتبه ... وقد نقل ذالك في كتابه (الروضه) .. وفي كتابه (الإرشاد والتقريب) ، وفي كتابه (الأذكار) .
    وهذا واضح ، فإن المُطالع لكثيرٍ من كُتب المُفسرين وكُتب المواعظ وبعض السنن يجِّد أن هذه الكُتب لا تخلوا من بعض الأحاديث الضعيفة .
    وهذا هو مذهب الإمام النووي رحمه الله والذي عزاه إلى بعض المُحدثين والفقهاء ((أنه يجوز رواية الحديث الضعيف والعمل به في فضائل الأعمال والترغيب والترهيب ما لم يكن موضوعاً)) .
    وقال شيخنا الدكتور علي حسن عبدالحميد الحلبي سدده الله ”هذه الكلمة يستعملها كثيراً الإمام النووي في كُتبه“ ... [التعليق على الأربعين النووية (ص95)] .

    ولكن الصحيح أن العلماء والفقهاء والمحدثين اختلفوا في رواية الحديث الضعيف والعمل به في فضائل الأعمال على قولين :

    القول الأول
    : ((أنه لا يُعمل بالحديث الضعيف مُطلقاً ، لا في الأحكام والعقائد ولا في فضائل الأعمال)) ...
    وممن قال بذالك ((الإمام البخاري ، والإمام مسلم ، والإمام أبو زكريا النيسابوري ، والإمام أبو زرعة الرازي ، والإمام أبو حاتم الرازي ، والإمام إبن أبي حاتم الرازي ، والإمام إبن حِبان ، والإمام أبو سليمان الخطابي ، والإمام إبن حزم الظاهري ، والإمام أبو بكر بن العربي ، وشيخ الإسلام إبن تيمية ، والإمام أبو شامة المقدسي ، والإمام جلال الدين الدواني ، والإمام الشوكاني ، وأختار هذا القول العلامة جمال الدين القاسمي ، والعلامة حسن صديق خان ، والمُحدث أحمد شاكر ، والمحدث الألباني ، والمحدث مقبل بن هادي الوادعي)) .
    قال الإمام مسلم بن الحجاج ”وإنما ألزموا أنفسهم الكشف عن معايب رواة الحديث ، وناقلي الأخبار ، وأفتوا بذالك لما فيه من عظيم الخطر ، إذ الأخبار في أمر الدين إنما تأتي بتحليل أو تحريم أو أمر أو نهي أو ترغيب أو ترهيب“ [مُقدمة صحيح مسلم (1/28)] .
    وقال الحافظ إبن رجب الحنبلي ”وظاهر ما ذكره مسلم في مقدمته (يعني الصحيح) يقتضي أنه لا تُروى أحاديث الترغيب والترهيب إلا ممن تُروى عنه الأحكام“ [شرح علل الترمذي (2/112)] .
    وقال الإمام إبن العربي ”لا يجوز العمل بالحديث الضعيف مُطلقاً لا في فضائل الأعمال ولا في غيرها“ [تدريب الراوي (1/252)] .
    وقال الإمام إبن الجوزي ”إن قوماً منهم القصاص كانوا يضعون أحاديث الترغيب والترهيب ، ولبَسَ عليهم إبليس بأننا نقصد حث الناس على الخير وكفهم عن الشر ، وهذا إفتأت منهم على الشريعة ؛ لأنها عندهم على هذا الفعل ناقصة تحتاج إلى تتمة ، ثم نسوا قوله r (مَن كذب عليَّ مُتعمداً فليتبوأ مقعدَه من النار)“ [تلبيس إبليس (ص124)] .
    وقال شيخ الإسلام إبن تيمية ”ولا يجوز أن يُعتمد في الشريعة على الأحاديث الضعيفة التي ليست صحيحة ولا حسنة“ [القاعد الجليلة في التوسل والوسيلة (ص82)] .
    وقال أيضاً ”ولم يقل أحد الأئمة أنه يجوز أن يجعل الشيء واجباً أو مُستحباً بحديث ضعيف ، ومن قال هذا فقد خالف الإجماع“ [مجموع الفتاوى (1/250)] .
    وقال العلامة اللكنوي ”ويُحرم التساهل في (الحديث الضعيف) سواءً كان في الأحكام أو القصص أو الترغيب أو الترهيب أو غير ذالك“ [الآثار المرفوعة في الأخبار الموضوعة (ص21)] .
    وقال العلامة جمال الدين القاسمي ”إعلم أنَّ هناك جماعة من الأئمة لا يرونَ العمل بالحديث الضعيف مُطلقاً كابن معين والبخاري ومسلم وأبي بكر بن العربي وإبن حزم“ [قواعد التحديث (ص113)] .
    وقال العلامة حبيب الرحمن الأعظمي ”ولكن الحديث قدرَ ما كان بعيداً عن وسمة الضعف ، ونقياً من شائبة الوهم ، كان أشدُ وقعاً في القلوب وتأثيراً في النفوس لزيادة الثقة به ، واطمئنان النفس إليه“ [مُقدمة مختصر الترغيب والترهيب (ص06)] .
    وقال المُحدث أحمد شاكر ”والذي أراه أنَّ بيان الضعف في الحديث واجب على كل حال ، ولا فرق بين الأحكام وبين فضائل الأعمال ونحوها في عدم الأخذ بالرواية الضعيفة ، بل لا حُجة لأحد إلا بما صح عن رسول الله من حديث صحيح أو حسن“ [الباعث الحثيث (ص101)] .
    وهذا القول إختاره المحدث محمد ناصر الدين الألباني [أنظر صحيح الترغيب والترهيب (1/47)] .
    وقال رحمه الله ”العمل بالضعيف فيه خلاف عند العلماء ، والذي أُدينُ الله به ، وأدعوا الناس إليه ، أنَّ الحديث الضعيف لا يُعمل به مُطلقاً لا في الفضائل ولا المُستحبات ولا غيرها“ [صحيح الجامع الصغير وزيادته (1/49)] .
    وقال أيضاً ”وخُلاصة القول أنَّ العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال لا يجوز القول به على التفسير المرجوح هو لا أصل له ، ولا دليل عليه“ [تمام المنة (ص38)] .
    وقال أيضاً ”فلا يجوز العمل بالحديث الضعيف لأنه تشريع ، ولا يجوز بالحديث الضعيف لأنه لا يُفيد إلا الظن المرجوح إتفاقاً ؛ فكيف يجوز العمل بعلته“ [سلسلة الأحاديث الضعيفة (2/52)] .
    وقال المحدث مُقبل بن هادي الوادعي ”والعلماء الذين فصلوا بين الحديث الضعيف في فضائل الأعمال وبينه في الأحكام والعقائد ، يقول الإمام الشوكاني رحمه الله في كتابه (الفوائد المجموعة) : ((إنه شرع ، ومن أدعى التفصيل فعليه بالبرهان)) ، والأمر كما يقول الشوكاني رحمه الله ، والنبي r يقول ((من حدَّثَ عني بحديث يرى أنه كذِّب فهو أحد الكذابين))“ [المقترح في أجوبة أسئلة المصطلح (السؤال 213)(ص108)] .

    القول الثاني :
    ((أنه لا يُعمل بالحديث الضعيف في الأحكام والعقائد ، ولكن يُعمل به في فضائل لأعمال والترغيب والترهيب بشروط إعتمدها الأئمة الثقات)) ...
    وممن قال بذالك ((الحافظ إبن حجر العسقلاني ، والإمام النووي ، والإمام إبن جماعة ، والإمام الطيبي ، والإمام سراج الدين البفيني ، والحافظ زين الدين أبو الفضل العراقي ، والإمام إبن دقيق العيد ، والحافظ إبن حجر الهيتمي ، والإمام إبن الهمام ، والإمام إبن علان ، والإمام الصنعاني ، واختار هذا القول الشيخ بن باز ، والشيخ صالح اللحيدان ، والشيخ صالح الفوزان ، والشيخ عبدالعزيز آل الشيخ ، والشيخ صالح آل الشيخ ، والشيخ علي حسن الحلبي))
    وهذه الشروط التي وضعها المُحدثين لرواية الحديث الضعيف والعمل به في فضائل الأعمال لخصها الحافظ إبن حجر العسقلاني في ثلاث شروط كما في تبين العجب (ص03) .
    أولاً : أن لا يكون الحديث الضعيف موضوعاً .
    ثانياً : أن يعرف العامل به كون الحديث ضعيفاً .
    ثالثاً : أن لا يُشهر العمل به .
    وقد صرَّح بمعنى ذالك الأستاذ أبو محمد بن عبدالسلام وغيره ... [تبين العجب (ص04)] .
    وممن نقل ذالك عن الحافظ إبن حجر العسقلاني ، الحافظ السخاوي في كتابه القول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع (ص195) .
    وقال الحافظ السخاوي ”وممن اختاروا ذالك أيضاً إبن عبدالسلام وإبن دقيق العيد“ [القول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع (ص195)] .
    وقال الحافظ إبن حجر العسقلاني ”تجوز رواية الحديث الضعيف إن كان بهذا الشرطين : ألا يكون فيه حكم ، وأن تشهد له الأصول“ [الإصابة في تميز الصحابة (5/690)] .
    وقال الإمام إبن علان ”ويبقى للعمل بالضعيف شرطان : أن يكون له أصل شاهد لذالك كاندراجه في عموم أو قاعدة كلية ، وأن لا يُعتقد عند العمل به ثبوته بل يُعتقد الاحتياط“ [الفتوحات الربانية (1/84)] .
    وقال الحافظ إبن حجر العسقلاني ”ولا فرق في العمل بالحديث الضعيف في الأحكام أو الفضائل إذ الكُّل شُرع“ [تبين العجب (ص04)] .
    وقال الإمام الصنعاني ”الأحاديث الواهية جوزوا أي أئمة الحديث التساهل فيه ، وروايته من غير بيان لِضعفه إذا كان وارداً في غير الأحكام وذالك كالفضائل والقصص والوعظ وسائر فنون الترغيب والترهيب“ [توضيح الأفكار لمعاني تنقيح الأنظار (2/238)] .
    وقال العلامة إبراهيم بن موسى الأبناسي ”الأحاديث الضعيفة التي يُحتمل صِدقها في الباطن حيث جاز روايتها في الترغيب والترهيب“ [الشذ الفياح من علوم إبن صلاح (1/223)] .
    وقال العلامة طاهر الجزائري الدمشقي ”الظاهر أنه يلزم بيان ضِعف الضعيف الوارد في الفضائل ونحوها كي لا يُعتقد ثبوته في نفس الأمر ، مع أنه رُبما كان غير ثابت في نفس الأمر“ [توجيه النظر إلى أصول الأثر (2/238)] .
    وقال العلامة علي القاري ”الأعمال التي تثبت مشروعيتها بما تقوم الحجة به شرعاً ، ويكون معه حديث ضعيف ففي مثل هذا يُعمل به في فضائل الأعمال ؛ لأنه ليس فيه تشريع ذالك العمل به ، وإنما فيه بيان فضل خاص يُرجى أن يناله العامل به“ [المرقاة (2/381)] .
    وقال العلامة حبيب الرحمن الأعظمي ”والضعيف من الحديث وإن كان قبولاً في فضائل الأعمال ، ولابأس بإيراده فيها عند العلماء“ [مقدمة مختصر الترغيب والترهيب (ص06)] .
    وقال الإمام إبن الهمام في كتاب الجنائز من فتح القدير ”الاستحباب يثبت بالضعيف غير الموضوع“
    وقال الإمام إبن حجر الهيتمي في الفتح المبين ”أتفق العلماء على جواز العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال لأنه إن كان صحيحاً في نفس الأمر فقد أُعطي حقه من العمل به“
    وقال العلامة الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ سدده الله ”أما في فضائل الأعمال فيجوز أن يستشهد بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال وأن يذكر لأجل ترغيب الناس في الخير، وهذا هو المنقول عن أئمة الحديث وأئمة السلف“ [محاضرة بعنوان وصايا عامة (الوجه الثاني)] .
    وقال الشيخ الدكتور محمود الطحان سدده الله ”يجوز عند أهل الحديث وغيرهم رواية الأحاديث الضعيفة والتساهل في أسانيدها من غير بيان لِضعفها في مثل المواعظ والترغيب والترهيب والقصص وما أشبه ذالك“ [تيسير مصطلح الحديث (ص65)] .

    الــراجح من أقوال أهل العلم :

    قال الشيخ الدكتور عبدالكريم الخضير سدده الله في كتابه (الحديث الضعيف وحكم الاحتجاج به) بعد ذكر الخلاف في هذه المسألة ”ومن خلال ما تقدم يترجح عدم الأخذ بالحديث الضعيف مُطلقاً لا في الأحكام ولا في غيرها لما يلي :
    أولاً : لإتفاق علماء الحديث على تسمية الضعيف بالمردود .
    ثانياً : لأن الضعيف لا يُفيد إلا الظن المرجوح ، والظن لا يُغني من الحق شيأً .
    ثالثاً : لِما ترتب على تجويز الاحتجاج به من تركٍ للبحث عن الأحاديث الصحيحة والاكتفاء بالضعيفة
    رابعاً : لِما ترتب عليه نشؤ البدع والخُرفات والبعد عن المنهج الصحيح“
    وقال العلامة الشيخ إبن عثيمين في شرح البيقونية ”والحمدُّ لله فإن في القرآن الكريم والسنة المُطهرة الصحيحة ما يُغني عن هذه الأحاديث
    وقال المحدث مقبل بن هادي الوادعي ”فالحديث الضعيف لا يُحتاج إليه وفي الصحيح من سنة رسول الله ما يُغني عن الضعيف“ [المقترح في أجوبة أسئلة المصطلح (السؤال 213)]
    وقال أيضاً ”ثم إن هؤلاء اللذين يقولون يُعمل به خصوصاً من المُعاصرين تجِدُه لا يعرف الحديث الضعيف ، ولا يدْري لماذا ضُعف“ [المقترح في أجوبة أسئلة المصطلح (السؤال 213)] .
    وقال الشيخ الدكتور سعيد بن وهف القحطاني سدده الله ”الراجح من أقوال أهل العلم بطلان العمل بالحديث الضعيف لا في فضائل الأعمال ولا في غيرها“ [مقدمة حصن المسلم (ص06)] .

    وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ...

    بارك الله تعالى فيك

  4. #4
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Wed Oct 2011
    الدولة
    JOR
    المشاركات
    285
    معدل تقييم المستوى
    14
    جزاك الله خير حجة الاسلام

    بس انا عندي تفسير بسيط للقولك ..

    هو عالم من علماء اهل السنة والجماعة وانا استمعت وقرأت
    اكثر من كتاب بهذا الخصوص وصعب اوردها لك جميعها بس في
    دلائل وعنده وجهة نظر في اسقاط العمل بالحديث الضعيف
    ويمكن ترجع لكتبه سلسة الاحاديث الصحيحةو ضلال الجنة في تخريج السنة


    انتهى

  5. #5
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Tue May 2011
    العمر
    53
    المشاركات
    408
    معدل تقييم المستوى
    101897
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو عبد الله محمود مشاهدة المشاركة
    إن الإمام النووي رحمه الله تعالى قد نقل اتفاق المحدثين والفقهاء على جواز الأخذ بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال والترغيب والترهيب في كثيرٍ من كُتبه ... وقد نقل ذالك في كتابه (الروضه) .. وفي كتابه (الإرشاد والتقريب) ، وفي كتابه (الأذكار) .
    وهذا واضح ، فإن المُطالع لكثيرٍ من كُتب المُفسرين وكُتب المواعظ وبعض السنن يجِّد أن هذه الكُتب لا تخلوا من بعض الأحاديث الضعيفة .
    وهذا هو مذهب الإمام النووي رحمه الله والذي عزاه إلى بعض المُحدثين والفقهاء ((أنه يجوز رواية الحديث الضعيف والعمل به في فضائل الأعمال والترغيب والترهيب ما لم يكن موضوعاً)) .
    وقال شيخنا الدكتور علي حسن عبدالحميد الحلبي سدده الله ”هذه الكلمة يستعملها كثيراً الإمام النووي في كُتبه“ ... [التعليق على الأربعين النووية (ص95)] .

    ولكن الصحيح أن العلماء والفقهاء والمحدثين اختلفوا في رواية الحديث الضعيف والعمل به في فضائل الأعمال على قولين :

    القول الأول
    : ((أنه لا يُعمل بالحديث الضعيف مُطلقاً ، لا في الأحكام والعقائد ولا في فضائل الأعمال)) ...
    وممن قال بذالك ((الإمام البخاري ، والإمام مسلم ، والإمام أبو زكريا النيسابوري ، والإمام أبو زرعة الرازي ، والإمام أبو حاتم الرازي ، والإمام إبن أبي حاتم الرازي ، والإمام إبن حِبان ، والإمام أبو سليمان الخطابي ، والإمام إبن حزم الظاهري ، والإمام أبو بكر بن العربي ، وشيخ الإسلام إبن تيمية ، والإمام أبو شامة المقدسي ، والإمام جلال الدين الدواني ، والإمام الشوكاني ، وأختار هذا القول العلامة جمال الدين القاسمي ، والعلامة حسن صديق خان ، والمُحدث أحمد شاكر ، والمحدث الألباني ، والمحدث مقبل بن هادي الوادعي)) .
    قال الإمام مسلم بن الحجاج ”وإنما ألزموا أنفسهم الكشف عن معايب رواة الحديث ، وناقلي الأخبار ، وأفتوا بذالك لما فيه من عظيم الخطر ، إذ الأخبار في أمر الدين إنما تأتي بتحليل أو تحريم أو أمر أو نهي أو ترغيب أو ترهيب“ [مُقدمة صحيح مسلم (1/28)] .
    وقال الحافظ إبن رجب الحنبلي ”وظاهر ما ذكره مسلم في مقدمته (يعني الصحيح) يقتضي أنه لا تُروى أحاديث الترغيب والترهيب إلا ممن تُروى عنه الأحكام“ [شرح علل الترمذي (2/112)] .
    وقال الإمام إبن العربي ”لا يجوز العمل بالحديث الضعيف مُطلقاً لا في فضائل الأعمال ولا في غيرها“ [تدريب الراوي (1/252)] .
    وقال الإمام إبن الجوزي ”إن قوماً منهم القصاص كانوا يضعون أحاديث الترغيب والترهيب ، ولبَسَ عليهم إبليس بأننا نقصد حث الناس على الخير وكفهم عن الشر ، وهذا إفتأت منهم على الشريعة ؛ لأنها عندهم على هذا الفعل ناقصة تحتاج إلى تتمة ، ثم نسوا قوله r (مَن كذب عليَّ مُتعمداً فليتبوأ مقعدَه من النار)“ [تلبيس إبليس (ص124)] .
    وقال شيخ الإسلام إبن تيمية ”ولا يجوز أن يُعتمد في الشريعة على الأحاديث الضعيفة التي ليست صحيحة ولا حسنة“ [القاعد الجليلة في التوسل والوسيلة (ص82)] .
    وقال أيضاً ”ولم يقل أحد الأئمة أنه يجوز أن يجعل الشيء واجباً أو مُستحباً بحديث ضعيف ، ومن قال هذا فقد خالف الإجماع“ [مجموع الفتاوى (1/250)] .
    وقال العلامة اللكنوي ”ويُحرم التساهل في (الحديث الضعيف) سواءً كان في الأحكام أو القصص أو الترغيب أو الترهيب أو غير ذالك“ [الآثار المرفوعة في الأخبار الموضوعة (ص21)] .
    وقال العلامة جمال الدين القاسمي ”إعلم أنَّ هناك جماعة من الأئمة لا يرونَ العمل بالحديث الضعيف مُطلقاً كابن معين والبخاري ومسلم وأبي بكر بن العربي وإبن حزم“ [قواعد التحديث (ص113)] .
    وقال العلامة حبيب الرحمن الأعظمي ”ولكن الحديث قدرَ ما كان بعيداً عن وسمة الضعف ، ونقياً من شائبة الوهم ، كان أشدُ وقعاً في القلوب وتأثيراً في النفوس لزيادة الثقة به ، واطمئنان النفس إليه“ [مُقدمة مختصر الترغيب والترهيب (ص06)] .
    وقال المُحدث أحمد شاكر ”والذي أراه أنَّ بيان الضعف في الحديث واجب على كل حال ، ولا فرق بين الأحكام وبين فضائل الأعمال ونحوها في عدم الأخذ بالرواية الضعيفة ، بل لا حُجة لأحد إلا بما صح عن رسول الله من حديث صحيح أو حسن“ [الباعث الحثيث (ص101)] .
    وهذا القول إختاره المحدث محمد ناصر الدين الألباني [أنظر صحيح الترغيب والترهيب (1/47)] .
    وقال رحمه الله ”العمل بالضعيف فيه خلاف عند العلماء ، والذي أُدينُ الله به ، وأدعوا الناس إليه ، أنَّ الحديث الضعيف لا يُعمل به مُطلقاً لا في الفضائل ولا المُستحبات ولا غيرها“ [صحيح الجامع الصغير وزيادته (1/49)] .
    وقال أيضاً ”وخُلاصة القول أنَّ العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال لا يجوز القول به على التفسير المرجوح هو لا أصل له ، ولا دليل عليه“ [تمام المنة (ص38)] .
    وقال أيضاً ”فلا يجوز العمل بالحديث الضعيف لأنه تشريع ، ولا يجوز بالحديث الضعيف لأنه لا يُفيد إلا الظن المرجوح إتفاقاً ؛ فكيف يجوز العمل بعلته“ [سلسلة الأحاديث الضعيفة (2/52)] .
    وقال المحدث مُقبل بن هادي الوادعي ”والعلماء الذين فصلوا بين الحديث الضعيف في فضائل الأعمال وبينه في الأحكام والعقائد ، يقول الإمام الشوكاني رحمه الله في كتابه (الفوائد المجموعة) : ((إنه شرع ، ومن أدعى التفصيل فعليه بالبرهان)) ، والأمر كما يقول الشوكاني رحمه الله ، والنبي r يقول ((من حدَّثَ عني بحديث يرى أنه كذِّب فهو أحد الكذابين))“ [المقترح في أجوبة أسئلة المصطلح (السؤال 213)(ص108)] .

    القول الثاني :
    ((أنه لا يُعمل بالحديث الضعيف في الأحكام والعقائد ، ولكن يُعمل به في فضائل لأعمال والترغيب والترهيب بشروط إعتمدها الأئمة الثقات)) ...
    وممن قال بذالك ((الحافظ إبن حجر العسقلاني ، والإمام النووي ، والإمام إبن جماعة ، والإمام الطيبي ، والإمام سراج الدين البفيني ، والحافظ زين الدين أبو الفضل العراقي ، والإمام إبن دقيق العيد ، والحافظ إبن حجر الهيتمي ، والإمام إبن الهمام ، والإمام إبن علان ، والإمام الصنعاني ، واختار هذا القول الشيخ بن باز ، والشيخ صالح اللحيدان ، والشيخ صالح الفوزان ، والشيخ عبدالعزيز آل الشيخ ، والشيخ صالح آل الشيخ ، والشيخ علي حسن الحلبي))
    وهذه الشروط التي وضعها المُحدثين لرواية الحديث الضعيف والعمل به في فضائل الأعمال لخصها الحافظ إبن حجر العسقلاني في ثلاث شروط كما في تبين العجب (ص03) .
    أولاً : أن لا يكون الحديث الضعيف موضوعاً .
    ثانياً : أن يعرف العامل به كون الحديث ضعيفاً .
    ثالثاً : أن لا يُشهر العمل به .
    وقد صرَّح بمعنى ذالك الأستاذ أبو محمد بن عبدالسلام وغيره ... [تبين العجب (ص04)] .
    وممن نقل ذالك عن الحافظ إبن حجر العسقلاني ، الحافظ السخاوي في كتابه القول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع (ص195) .
    وقال الحافظ السخاوي ”وممن اختاروا ذالك أيضاً إبن عبدالسلام وإبن دقيق العيد“ [القول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع (ص195)] .
    وقال الحافظ إبن حجر العسقلاني ”تجوز رواية الحديث الضعيف إن كان بهذا الشرطين : ألا يكون فيه حكم ، وأن تشهد له الأصول“ [الإصابة في تميز الصحابة (5/690)] .
    وقال الإمام إبن علان ”ويبقى للعمل بالضعيف شرطان : أن يكون له أصل شاهد لذالك كاندراجه في عموم أو قاعدة كلية ، وأن لا يُعتقد عند العمل به ثبوته بل يُعتقد الاحتياط“ [الفتوحات الربانية (1/84)] .
    وقال الحافظ إبن حجر العسقلاني ”ولا فرق في العمل بالحديث الضعيف في الأحكام أو الفضائل إذ الكُّل شُرع“ [تبين العجب (ص04)] .
    وقال الإمام الصنعاني ”الأحاديث الواهية جوزوا أي أئمة الحديث التساهل فيه ، وروايته من غير بيان لِضعفه إذا كان وارداً في غير الأحكام وذالك كالفضائل والقصص والوعظ وسائر فنون الترغيب والترهيب“ [توضيح الأفكار لمعاني تنقيح الأنظار (2/238)] .
    وقال العلامة إبراهيم بن موسى الأبناسي ”الأحاديث الضعيفة التي يُحتمل صِدقها في الباطن حيث جاز روايتها في الترغيب والترهيب“ [الشذ الفياح من علوم إبن صلاح (1/223)] .
    وقال العلامة طاهر الجزائري الدمشقي ”الظاهر أنه يلزم بيان ضِعف الضعيف الوارد في الفضائل ونحوها كي لا يُعتقد ثبوته في نفس الأمر ، مع أنه رُبما كان غير ثابت في نفس الأمر“ [توجيه النظر إلى أصول الأثر (2/238)] .
    وقال العلامة علي القاري ”الأعمال التي تثبت مشروعيتها بما تقوم الحجة به شرعاً ، ويكون معه حديث ضعيف ففي مثل هذا يُعمل به في فضائل الأعمال ؛ لأنه ليس فيه تشريع ذالك العمل به ، وإنما فيه بيان فضل خاص يُرجى أن يناله العامل به“ [المرقاة (2/381)] .
    وقال العلامة حبيب الرحمن الأعظمي ”والضعيف من الحديث وإن كان قبولاً في فضائل الأعمال ، ولابأس بإيراده فيها عند العلماء“ [مقدمة مختصر الترغيب والترهيب (ص06)] .
    وقال الإمام إبن الهمام في كتاب الجنائز من فتح القدير ”الاستحباب يثبت بالضعيف غير الموضوع“
    وقال الإمام إبن حجر الهيتمي في الفتح المبين ”أتفق العلماء على جواز العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال لأنه إن كان صحيحاً في نفس الأمر فقد أُعطي حقه من العمل به“
    وقال العلامة الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ سدده الله ”أما في فضائل الأعمال فيجوز أن يستشهد بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال وأن يذكر لأجل ترغيب الناس في الخير، وهذا هو المنقول عن أئمة الحديث وأئمة السلف“ [محاضرة بعنوان وصايا عامة (الوجه الثاني)] .
    وقال الشيخ الدكتور محمود الطحان سدده الله ”يجوز عند أهل الحديث وغيرهم رواية الأحاديث الضعيفة والتساهل في أسانيدها من غير بيان لِضعفها في مثل المواعظ والترغيب والترهيب والقصص وما أشبه ذالك“ [تيسير مصطلح الحديث (ص65)] .

    الــراجح من أقوال أهل العلم :

    قال الشيخ الدكتور عبدالكريم الخضير سدده الله في كتابه (الحديث الضعيف وحكم الاحتجاج به) بعد ذكر الخلاف في هذه المسألة ”ومن خلال ما تقدم يترجح عدم الأخذ بالحديث الضعيف مُطلقاً لا في الأحكام ولا في غيرها لما يلي :
    أولاً : لإتفاق علماء الحديث على تسمية الضعيف بالمردود .
    ثانياً : لأن الضعيف لا يُفيد إلا الظن المرجوح ، والظن لا يُغني من الحق شيأً .
    ثالثاً : لِما ترتب على تجويز الاحتجاج به من تركٍ للبحث عن الأحاديث الصحيحة والاكتفاء بالضعيفة
    رابعاً : لِما ترتب عليه نشؤ البدع والخُرفات والبعد عن المنهج الصحيح“
    وقال العلامة الشيخ إبن عثيمين في شرح البيقونية ”والحمدُّ لله فإن في القرآن الكريم والسنة المُطهرة الصحيحة ما يُغني عن هذه الأحاديث
    وقال المحدث مقبل بن هادي الوادعي ”فالحديث الضعيف لا يُحتاج إليه وفي الصحيح من سنة رسول الله ما يُغني عن الضعيف“ [المقترح في أجوبة أسئلة المصطلح (السؤال 213)]
    وقال أيضاً ”ثم إن هؤلاء اللذين يقولون يُعمل به خصوصاً من المُعاصرين تجِدُه لا يعرف الحديث الضعيف ، ولا يدْري لماذا ضُعف“ [المقترح في أجوبة أسئلة المصطلح (السؤال 213)] .
    وقال الشيخ الدكتور سعيد بن وهف القحطاني سدده الله ”الراجح من أقوال أهل العلم بطلان العمل بالحديث الضعيف لا في فضائل الأعمال ولا في غيرها“ [مقدمة حصن المسلم (ص06)] .

    وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ...

    بارك الله تعالى فيك
    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

    أفهم من قول أخي الحبيب الشيخ ابو عبد الله محمود، أنه يرجح رأي الأئمة المحديثن الذين يسقطون العمل بالحديث الضعيف لأنه ظني يرد من باب الدقة والورع في النقل وترك المريب ..
    ولكني أنا العبد لله أرجح القاعدة الفقهية القائلة : ( كل حديث يخالف للأصول وينافي المعقول فهو رد ) ..
    ولكن سؤالي لكم أخي الغالي الشيخ أبو عبد الله حفظكم الله ما هو رأيكم بالحديث الضعيف بعد تقويته بالمتابعات كما فعل الشيخ الألباني رحمه الله وتراجع عن بعض ما ضعه وصححه بهذه الطريقة، أو بطرق التقوية الأخرى

  6. #6
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Tue May 2011
    العمر
    53
    المشاركات
    408
    معدل تقييم المستوى
    101897
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد الدراوشه مشاهدة المشاركة
    جزاك الله كل الخير وبارك بجهودك الطيبه
    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

    واياكم جزى الله أخي محمد بارك الله بك ..

  7. #7
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Tue May 2011
    العمر
    53
    المشاركات
    408
    معدل تقييم المستوى
    101897
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة titoo مشاهدة المشاركة
    جزاك الله خير حجة الاسلام

    بس انا عندي تفسير بسيط للقولك ..

    هو عالم من علماء اهل السنة والجماعة وانا استمعت وقرأت
    اكثر من كتاب بهذا الخصوص وصعب اوردها لك جميعها بس في
    دلائل وعنده وجهة نظر في اسقاط العمل بالحديث الضعيف
    ويمكن ترجع لكتبه سلسة الاحاديث الصحيحةو ضلال الجنة في تخريج السنة


    انتهى
    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
    أشكرك أخي لهذه النصيحة الغالية وسوف أفعل بها إن شاء الله لأكون أكثر انصافا ..

  8. #8
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Sat May 2007
    الدولة
    أم الدنيا وارض الكنانه
    العمر
    39
    المشاركات
    120,668
    معدل تقييم المستوى
    21474973

    جزاك الله خير الجزاء
    فى ميزان حسناتك
    أن شاء الله


    [IMG]http://dc03.***********/i/01751/u674s73prh3c.gif[/IMG]

  9. #9
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Tue May 2011
    العمر
    53
    المشاركات
    408
    معدل تقييم المستوى
    101897
    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
    بارك الله بكم وجزاكم خيرا على هذا المرور الكريم ..

  10. #10
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Wed Jun 2008
    الدولة
    صانعة رجال البواسل رجال الهيه المملكة الهاشمية
    المشاركات
    146,552
    معدل تقييم المستوى
    11586669




    بارك الله فيك
    جزاك الخير كله
    في صحفك الخيره ان شاء الله تعالى
    كل التقدير والود والإحترام
    دمتم بحفظ الله ورعـايته...!!



    اختكم بالله


صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. امتحان علوم اسلامية نهائي الفصل الاول لصف التوجيهي 2018/2019 جاهز لطباعه
    بواسطة A D M I N في المنتدى اسئلة اختبارات تربية اسلامية لجميع الصفوف علوم اسلامية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 11-12-2018, 12:09 PM
  2. مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 08-06-2016, 07:09 AM
  3. رسالة من فوق الماء
    بواسطة ENG. OMAR في المنتدى عذب الاماكن والمشاعر
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 09-02-2010, 09:58 PM
  4. كل شي لحلاقة الذقن
    بواسطة Full MooN في المنتدى منتدى الرجل ( ادم )
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 12-04-2009, 11:31 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
معجبوا منتدي احباب الاردن على الفايسبوك