*** وتســــــــقط الأقنعــــــــــــة ............. !!! ***
وبركب الحياة تتقاطع الدروب فهاهو البعيد البعيد تجمعنا به الأيام فيغدو سكنا واماناً، والقريب الذي كنا نظن انه نعم الأهل والرفيق تنحسر أقنعته الواهنة فتتساقط كأوراق الخريف..
تأتي الأيام بوجوه ومواقف و نحملها بطيب النوايا، فبعض الوجوه المتلونة تأبى الصدق طريقاً بل تحارب الوضوح والشفافية بكل طرق التلون والتشكل و تمتهن التمويه ..لكنها الحياة كاشفة المستور و مقربة البعيد لهم بالمرصاد!!.
وجوه يكتنفها الغموض فتشعر في داخلك ان هناك أمراً مريباً في حقيقته لكن المهارة العالية في هذا النوع من الأشخاص تطيل أمد كشف الحقيقة ..صح لسان وحال من قال حبال الكذب قصيرة ...فالوجوه كالكلمات منها الكلم الطيب ومنها الخبيث..منها الكلم الضحل ومنها الكلم العميق.
وجودهم في مشوار الحياة يصعب الحال و يقتل الآمان و يجعل من السكينة والطمأنينة بعيدة المنال، بالصدق وحده يوزن الإنسان و تقاس الأعمال..الأمثال الشعبية أنصفت هذا النوع من الناس بالأقوال ووصف أحوالهم وكما يقول المثل في الوجه مرآة و في الظهر مذراة كوصف لحال التلون والنفاق الذي يعتري تلك الوجوه المريبة و تلك الضحكات التي ترتسم على الوجوه كغطاء واهن يكشف خبث النوايا و رداءة النفس التي تشحذ سوءها عند رؤية نجاح الآخرين وتألقهم؛ الذي استحقوه بطيب العمل و حسن النوايا..فكم من مبدع صادق ومُنجز واضح تتكالب عليه الأنفس الضعيفة بهدف إسقاطه مبكرا، وقتله فتياً في مهد النجاح..فكم حرمت هذه البلد الطيبة من مبدع حقيقي ومُنجز حسن بفعل تلك الوجوه التي تعمل كالأجسام الغازيَة و كالمرض الصامت الذي ينهش جسد الإبداع ليضعف قواه؟!؟.
لنصدق أنفسنا ولنتصالح مع ذواتنا في البدء و لنجعل الطيب والصدق معياراً قويماً ومسلكاً واضحاً للتعامل مع أنفسنا وأهلنا والآخرين..فبأنفسنا يبدأ الصلاح في الأسرة والمجتمع.
ستمضي دروب الحياة وعلى نواصي الدرب ستتساقط أقنعة وتتكشف الوجوه في خضم الحياة فكم من إنسان سنُسقطه من مذكراتنا و كم من رقم سنشطب من بطاقات هواتفنا .. و الصادقون فقط هم من سيبقى لنا معينا ورافداً طيباً للأمان بطيب وصدق المعشر.
لنغرس في أبنائنا قوة الصدق وصدق القوة فبالطرق الشائبة والسلوك الملتف نخسر أنفسنا و نخسر الآخرين..فوحده الصدق معدن العلاقات في الحياة والعمل و رأس المال الأمين في التعاملات الحياتية وجوهر الآمال.
فمهما تجملت الأقنعة و مهما تماهت لنا بالطيب فمصيرها السقوط والهوان، فامتهان الخداع والنفاق الرخيص الذي يصرفونه تجاه المال والمناصب مصيره الانكشاف...فشمس الحقيقة ومهما طالت في الغياب عن تلك الوجوه الظلامية الضعيفة؛ فمصيرها أن تحرق وهن أقنعتهم و تُسقطها و تتهاوى في أسفل الحضيض، فباختلاف المصالح وتضارب المنافع وتغير الكراسي والمناصب سينكشف زيف الوجوه...
فليحيا الصدق والوضوح و لتتساقط زيف الأقنعة!!.
المصدر
جريدة الراي الاردنية
المفضلات