احتفالات اليوم الوطني في المملكة العربية السعودية
اليوم الوطني في المملكة العربية السعودية
السعودية تحتفل بالذكرى الثمانين لليوم الوطني للمملكة
الدكتور محمد محمود العناقرة
تحتفل الأسرة السعودية الكبيرة في هذا اليوم بالذكرى الثمانين لليوم الوطني السعودي العزيز على قلب كل مواطن سعودي وعربي ، يوم السيادة والكرامة ثمرة الكفاح والجهاد ، إنه اليوم الوطني السعودي الذي يصادف في الثالث والعشرين من شهر أيلول من كل عام.
ويعود الفضل الكبير في تأسيس المملكة العربية السعودية بحدودها الجغرافية الحالية إلى الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - يرحمه الله - فحياة هذا الملك قصة من قصص الكفاح والبطولة ، والجهاد في سبيل الله ، وإرساء دعائم التوحيد والحق ، وتعكس سيرة حياته الصورة المشرقة لأمجاد الإسلام في عهده الأول ، وذلك في قوة الإيمان والثبات على المبدأ ، وصلابة الإرادة والحكمة والشجاعة ، فهو رائد من رواد الإصلاح والنهضة والجهاد وتمكين دين الله ، وبذلك تبوأ الملك عبد العزيز مكانة سامية في قلوب العرب والمسلمين ، ونال رضا وإعجاب الكثيرين الذين التقوا به وأطلقوا عليه كثيراً من الألقاب فهو "صقر الصحراء" و"سيد الجزيرة العربية". وشهدت المملكة في عهده تحولات عظيمة اقتصادية واجتماعية ودينية ، وأمنا واستقرارا يشهد له بها الجميع.
وتواصل العطاء ، واستمرت مسيرة البناء والإنجاز في عهد جميع أبنائه الملوك سعود والملك فيصل والملك خالد والملك فهد رحمهم الله جميعاً.
ملك الإنسانية
وخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز "ملك الإنسانية" فهو سليل أسرة عربية أصيلة جذورها ضاربة في الأعماق ، وتاريخه مشرق ، وبطولات سطرها الزمان ، وعراقة نسب وأصل ، فهو ابن الجزيرة ، وابن الصحراء ، وابن عبد العزيز الملك والإنسان والموحد ، فأعمال خادم الحرمين جميعها في خدمة دينه ووطنه ، والإخلاص لشعبه وأمته ، ومحبة الإنسانية جمعاء أصبحت أهم صفاته التي يشتهر بها ، حتى أطلق عليه مَن لامستهم رحمته من خارج حدود وطنه وأمته لقب (ملك الإنسانية).
وقد اكتسب عبد الله بن عبد العزيز بهذه الشخصية الإنسانية والقيادية محبة شعبه السعودي وأمتيه العربية والإسلامية ، وتقدير جميع شعوب العالم. وبذلك يقول صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام في تقديمه لكتاب ملك نحبه: "يحظى أخي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - أمدّ الله في عمره في خدمة دينه ووطنه وأمّته - بمكانة كبيرة في نفوس أبناء الشعب السعودي الأبي ، كما يحظى بمحبَّة العرب والمسلمين ، واحترام زعماء العالم. وليس أدلّ على ذلك من احتفاء كلًّ مناطق بلادنا الطاهرة به ، منذ مبايعته خادماً للحرمين الشريفين وملكاً للمملكة العربية السعودية وإلى الآن ، واستبشارهم بمزيد من الخير والازدهار على يديه المباركتين ، وكذلك الترحيب الذي لقيه من حكومات وشعوب البلدان التي طاف بها شرقاً وغرباً ، منذ مبايعته ملكاً على البلاد ، بل والرحلات التي سبقت مبايعته بسنوات طويلة ، كان فيها عبد الله بن عبد العزيز أميراً وملكاً ، رجل سلام يتجوّل داعياً للسلام بين مختلف الدول ، وحريصاً على ما يثمر الانجازات المفيدة والعظيمة". ويُسجل لخادم الحرمين الشريفين مواقفه الجريئة في العمل العربي والقومي والإنساني حيثما اقتضت المصلحة العربية فهو القادر على مواجهة الأزمات وإيجاد الحلول لها راعي مصالح الإسلام والمسلمين ، وصاحب مبادرة السلام العربية ، الراعي للمقدسات الإسلامية والقائم على رعاية الوافدين لها من الحجيج والمعتمرين".
علاقات مميزة
ويرتبط الأردن بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني حفظه الله ورعاه بعلاقة طيبة ومميزة بالشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية ، فقد شهدت العلاقات الأردنية السعودية تطوراً ونمواً كبيراً في مختلف المجالات. كما يرتبط البلدان بالعديد من الاتفاقيات في الميادين المختلفة الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والصحية والتعليمية والسياحية. ويؤكد ذلك سعادة سفير خادم الحرمين الشريفين في الأردن الأستاذ القدير فهد بن عبد المحسن الزيد قائلاً: "ولا يخفى أن المملكة العربية السعودية والشقيقة المملكة الأردنية الهاشمية تتمتعان بعلاقات أخوية مميزة أسسها روابط الدم والدين والجوار والمصير المشترك ، وموروث تاريخي ووحدة جغرافية وفكرية وثقافية واجتماعية متميزة ، مما جعل أهم الأولويات الاستراتيجية للبلدين الشقيقين العمل الدؤوب للتواصل والتعاون والتنسيق المستمر على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والتعليمية والاستثمارات المشتركة وتبادل الخبرات والمعلومات لما فيه مصلحة الشعبين الشقيقين".
وإن المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - كانت وما زالت وستبقى عوناً وسنداً لجميع الأشقاء العرب في السعي لحل الخلافات العربية - العربية ، ودعم قضية العرب الأولى: قضية فلسطين والقدس الشريف ، وبذل كافة الجهود لتحرير الأراضي العربية المحتلة وفق المبادرة العربية وإنشاء الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وقد زار خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الأردن مراراً وتكراراً ، وكانت زيارته الأخيرة في 30 تموز 2010 الموافق 18 شعبان 1430هـ قد تناولت علاقات التعاون بين البلدين الشقيقين وآليات تعزيزها في مختلف المجالات ، إضافة إلى الأوضاع الراهنة في المنطقة والقضايا العربية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك ، وجرت لخادم الحرمين الشريفين لدى وصوله مطار ماركا العسكري ، مراسم استقبال رسمي حافل ، حيث كان جلالة الملك عبد الله الثاني في مقدمة مستقبلي ضيف الأردن الكبير.
وعقد جلالة الملك وخادم الحرمين لقاء قمة تناول آليات تفعيل علاقات التعاون بين البلدين الشقيقين في شتى المجالات ، إضافة إلى الأوضاع الراهنة في منطقة الشرق الأوسط ، وجهود إحلال السلام والاستقرار فيها. وعبر جلالة الملك وخادم الحرمين الشريفين في اجتماع موسع عقد في قصر بسمان الزاهر بحضور كبار المسؤولين من كلا البلدين ، عن اعتزازهما بالعلاقات الأخوية التاريخية التي تربط البلدين ، وحرصهما المشترك على تطوير وتمتين وزيادة التعاون الثنائي في مختلف المجالات ، بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين الشعبين الشقيقين. وقد أعرب جلالة الملك عبد الله الثاني عن تقديره لخادم الحرمين الشريفين على مواقفه الداعمة والمساندة للأردن ، والمساعدات التي تقدمها المملكة العربية السعودية للمملكة والتي تسهم بتنفيذ العديد من البرامج التنموية والحيوية في الأردن ، مثمناً جلالته الجهود التي يبذلها خادم الحرمين الشريفين لتعزيز التضامن العربي وبلورة مواقف عربية موحدة خدمة للمصالح والقضايا العربية. وأكد جلالته أن المملكة العربية السعودية بلد شقيق وعزيز علينا وأن علاقتنا بهذا البلد هي علاقة استراتيجية وأخوية مميزة. وتمثل العلاقات الأردنية السعودية نموذجاً متكاملاً من الاحترام والتعاون ، والحرص على المصالح القومية ، ليس بين البلدين فقط ولكن بين أجزاء الوطن العربي. ويرى الدكتور فايز الطراونة نائب رئيس مجلس الأعيان أن ما يميز العلاقات الأردنية السعودية عدا العلاقات الأخوية التي تربط بين القيادتين في البلدين الشقيقين هو التشابه والتقارب التام في مواقفهما إزاء القضايا العربية المصيرية وعلى رأسها القضية الفلسطينية ، وأن النمط السياسي العام للبلدين الشقيقين واضح ومتشابه يتسم بالاعتدال الذي هو عنوان السياسة الأردنية كما هو عنوان السياسة السعودية ، فلم يعرف عن أي منهما أي تطرف أو غموض في أي محفل عربي أو دولي. وقد أبرزت الزيارة التي قام بها جلالة الملك عبد الله الثاني إلى السعودية في بداية كانون الثاني عام 2010 ، ولقاؤه أخاه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أهمية استمرار الجهود لتنسيق المواقف العربية خدمةً للمصالح المشتركة ، ووجهت رسالة شكر أردنية للدعم الذي تتلقاه العديد من البرامج والمشروعات التنموية في البلاد.
الشريك التجاري الأول
وينظر الأردن إلى المملكة العربية السعودية كشريك اقتصادي وتجاري فأصبحت المملكة السعودية الشريك التجاري الأول للأردن بعد أن ارتفع حجم التبادل بين البلدين من 280 مليون دولار في عام م2000 إلى 4 مليارات دولار في عام 2008 ، كما جرى تفعيل التعاون بين البلدين في الميادين المختلفة ، وقد وقع البلدان مجموعة من الاتفاقيات في المجالات الاقتصادية والسياسية والتجارية والفنية والنقل والتدريب. كما ساهم الصندوق السعودي للتنمية خلال الفترة من عام 1975 إلى عام م2009 في تمويل 17 مشروعاً في الأردن ومن أبرزها: طريق وادي اليتم ـ ساحل العقبة الجنوبي ، ومشاريع مياه في عمان ، وطريق الزارة الأغوار الجنوبية ، والمدينة الصناعية في إربد ، ومشاريع كهربائية ومشروع تطوير حوض نهر الزرقاء ، ومشاريع تطوير عدد من المستشفيات الحكومية وغيرها من المشاريع في مجال البنية التحتية والتعليم العالي والتدريب المهني والمشاريع الإنتاجية التي تمول عن طريق المنح أو على شكل قروض ميسرة. إن علاقة الأردن بالمملكة العربية السعودية هي علاقة أزلية ، فقد شهد البلدان الشقيقان تطوراً إيجابياً ملموساً بحيث تكاملت الجهود من أجل إعادة الاستقرار للسياسات العربية ليعم السلام ، ولإنهاء الاحتلال من الأرض العربية. فالدولة السعودية تشهد نهضة حضارية متصاعدة في جميع شؤون الحياة كتطوير البنى التحتية والخدمات وتطوير المشاريع الصناعية والاقتصادية ، بالإضافة إلى اهتمام خادم الحرمين الشريفين بجميع الدول العربية.
إنجازات عظيمة
وقد حققت المملكة العربية السعودية وبتوجيهات من قيادتها الرشيدة إنجازات عظيمة في كافة المستويات وعلى مختلف الأصعدة السياسية والثقافية والاقتصادية والتعليمية والاجتماعية والتنموية ، والدافع الرئيسي وراء تعاظم هذه الانجازات هو وجود شخصيات عظيمة الأثر تأخذ على عاتقها تحمل مسؤوليات جسيمة من أجل بناء دولة العلم والإيمان فنذرت نفسها للعمل العام ، لذلك فإن من أهم هواجس الحكومة السعودية هو بذل كل الجهود من أجل تحقيق التنمية الشاملة ورفع مستوى معيشة الفرد ليتمكن كل مواطن وفي جميع أنحاء البلاد من العيش برخاء وطمأنينة.
وبذلت وزارة التعليم العالي جهوداً تسجل لها على المستويين العربي والعالمي من أجل تحقيق ريادة عالمية للتعليم العالي السعودي ، فكان حصول جامعتين سعوديتين على المركزين الأول والثاني عربياً في قائمة أفضل الجامعات العالمية ضمن تصنيف "تايمز كيو - إس" البريطاني دليلا على جدارة التعليم العالي لدى المملكة العربية السعودية ، ناهيك عن ازدياد أعداد الجامعات في مناطق مختلفة في المملكة ليزداد أعداد الطلاب الجامعيين الدارسين في الجامعات السعودية والمبتعثين إلى دول مختلفة ، بالإضافة إلى ازدياد أعداد المدارس والكليات التابعة للمؤسسات التعليمية ، وكان لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز عظيم الأثر في دفع حركة العلم والمعرفة والتوسع في إنشاء المؤسسات التعليمية على مستوى التعليم العام والعالي للبنين والبنات على نطاق المملكة.
واستكمالاً للحديث عن انجازات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز نذكر سعيه الدؤوب من أجل بناء الإنسان ، فجلالته يرى أن بناء الإنسان المسلم المتكامل هو نقطة البداية في كل طريق. ومن هنا كان الحرس الوطني حريصاً على التوازن الروحي لأبنائه يسلحهم بالعقيدة الإسلامية الصحيحة السمحة. ولذلك فإن بناء الحرس الوطني خطة ملامحها واضحة وأهدافها محددة ، الأساس فيها هو صناعة الإنسان قبل أن يمتلك السلاح ، فالإنسان هو محور التنمية ، وبناء الحرس الوطني خطوة مهمة في دفع عجلة التنمية لتحقيق أهداف عسكرية حضارية أساسها العقيدة الإسلامية والقيم العربية الأصلية.
حركة تطور وإصلاح اقتصادي
وشهدت المملكة العربية السعودية حركة تطور وإصلاح اقتصادي زاهر قادها الملك عبد الله بن عبد العزيز ، فقد أدرك جلالته ومنذ وقت مبكر أن أساس النهضة لأي بلد هو الدعم غير المحدود للتنمية الاقتصادية ، من أجل تحسين مستوى معيشة المواطن ، فكان توسيع قاعدة الاقتصاد وتنمية الصادرات غير النفطية والسعي للمحافظة على الاستقرار الاجتماعي وتنمية الموارد البشرية والإسراع بمعدلات التنمية الاقتصادية في ضوء المتغيرات والمستجدات على الصعيد المحلي والإقليمي والدولي وتنشيط الاستثمار الخاص والأجنبي وتحديث السياسات الاقتصادية لتواكب متطلبات العصر وظروفه والاستجابة السريعة للتعامل مع المتغيرات والمستجدات على كافة المستويات من أهم الإجراءات التي قامت بها حكومة خادم الحرمين الشريفين لتطوير الاقتصاد. وجلالته يحرص على التخطيط السليم المبني على أسس مدروسة بالإضافة إلى استخدام التقنية وتوطينها واستغلال المناخ الاستثماري للمملكة من أجل دعم الاستثمار في العديد من المجالات وتوظيف السياحة كمصدر للدخل.
ونتيجة لتنفيذ خطط خادم الحرمين الشريفين في مجال تطوير القطاع الاقتصادي فقد شهد عهده تحقيق أضخم الميزانيات في تاريخ المملكة العربية السعودية ، وبالتالي فقد تحقق للمواطن السعودي أفضل مستوى للمعيشة في ظل قيادة حكيمة وعقلية اقتصادية نابغة.
ولأنه الملك المثقف والواعي ، جاء دعمه لمجال الثقافة والمثقفين ، فجلالته يرى أن على المثقفين مسؤولية خاصة في رسم طريق المستقبل أمام الأمة وتشخيص ما تعاني منه واقتراح ما تحتاج إليه من حلول ، فجاءت مبادرة خادم الحرمين الشريفين بتأسيس مهرجان الجنادرية الوطني للتراث والثقافة والفنون بالإضافة إلى دعمه للمثقفين وتشجيعه على قيام المكتبات. أما عن البداية التاريخية لمهرجان الجنادرية فقد قامت فكرته على عقد سباقات للهجن ثم تطور ليصبح المهرجان الذي يبرز الوجه الثقافي للمملكة العربية السعودية ، كما اهتم المهرجان بإقامة أنشطة ثقافية متجددة تتناول قضايا معاصرة فكرية وسياسية.
وجاء اهتمام خادم الحرمين الشريفين بإقامة المكتبات العامة ورفدها بالكتب والوثائق والمجلات والمخطوطات الهامة من أجل ازدياد الوعي الثقافي عند المواطن السعودي وخدمة للثقافة العربية والإسلامية فكان إنشاء مكتبة الملك عبد العزيز نموذجاً للنشاط الثقافي المبرمج الذي يقوم على أسس وقواعد ثابتة.
المملكة العربية السعودية
ومن الجدير بالذكر أن المكتبة تفاعلت وشاركت في العديد من معارض الكتاب العربية والعالمية ، وبذلك فقد أراد جلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز لأمته أن تكون أمة حضارة تنفي الإيجابيات كل سلبية وهي أمة معطاءة للتراث الإسلامي محافظة عليه.
لقد استحق خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لقب ملك الإنسانية ، فعند تعرض أي بلد لكارثة أو لنكبة أو لحروب تجده في طليعة من يقدم المساعدات والعون ، فهو كالمطر الغزير وعطاؤه غير محدود ومنقطع النظير فهو وبتواضع الملك الذي كان على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقه ولأنه يدرك أنه مؤتمن أمام الله جل جلاله تجاه كل فرد من أبناء أمته تجده يزور الأحياء الفقيرة في المملكة ويستمع من سكانها إلى احتياجاتهم وما ينقصهم فيقول لهم انني اليوم بين أهلي وقومي جئت لأتفقد أمورهم وأنظر أحوالهم فليس السمع كالنظر فنحن مؤتمنون أمام الله جل جلاله تجاه كل فرد من أبناء الوطن العزيز ، فعمل جلالته جاهداً على مكافحة الفقر وتحسين مستوى المعيشة للمواطن إذ أمر بزيادة رواتب العاملين السعوديين من مدنيين وعسكريين ومتقاعدين وأمر أيضاً بتخفيف سعر البنزين والديزل وعزم على إنشاء صندوق لذوي الدخل المحدود لاستثمار ما لديهم من مال أو ضمان وتم إنشاء الصندوق الخيري لمعالجة الفقر كونه مؤسسة اجتماعية تعمل على تحسين ظروف الفقير وتأهيله ودعم مشروعاته ، وإنشاء وحدات سكنية للفقراء وزيادة المكافأة الشهرية للمبتعثين. ولا تقف حدود إنسانيته عند هذا الحد فجلالته يأخذ على عاتقه توجيه أوامره بفصل التوائم المستعصية والتي تحتاج إلى قدرات طبية رائدة وتكلفة مادية عالية على نفقته الخاصة وفي جميع مناطق العالم.
المرأة السعودية
وحظيت المرأة السعودية بدعم كبير من خادم الحرمين الشريفين ، وبذلك فقد أثبتت المرأة السعودية جدارتها في العديد من المجالات ، ففتح عهد الملك عبد الله بن عبد العزيز للمرأة السعودية آفاقاً جديدة للمشاركة في جوانب الخدمة الوطنية كلها ، فقال خادم الحرمين الشريفين "ان المرأة تحمل مسؤولية أكثر من الرجل حين تحافظ على استقرار المجتمع وتساهم في بناء اقتصاد الوطن". وفي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله ارتفعت نسبة تعليم النساء السعوديات وذلك بعد صدور العديد من القرارات والأنظمة التي تعزز دور المرأة السعودية في خدمة المجتمع ، وقد عبَّر خادم الحرمين الملك عبد الله عن إيمانه القوي بحقوق النساء فقال "أؤمن بقوة بحقوق النساء.. أمي امرأة وأختي امرأة وابنتي امرأة وزوجتي امرأة" ، وقد التقى جلالته في العديد من المناسبات الوطنية بالمرأة السعودية وتعرف على احتياجاتها ومطالبها فبرزت المرأة السعودية في المجال الطبي ونالت أعلى مستويات التعليم وأثبتت حضورها الثقافي والإعلامي في مختلف المحافل الدولية وذلك بفضل دعم خادم الحرمين الشريفين لها وثقته بها. وتأتي المملكة العربية السعودية في طليعة دول العالم التي تدعو وتحث على محاربة الإرهاب والقضاء على أسبابه ، ويعتبر مؤتمر الرياض الدولي لمكافحة الإرهاب أقوى جهد منظم يدعو إلى مكافحة الإرهاب ، وقد دعا خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - ولي العهد آنذاك - إلى عقد هذا المؤتمر من أجل مكافحة الإرهاب الذي لا ينتمي إلى حضارة ولا ينتسب إلى دين ولا يعرف ولاءً لأي نظام ، فهو شبكة إجرامية عالمية صنعتها عقول شريرة مملوءة بالحقد على الإنسانية ومشحونة بالرغبة العمياء في القتل والتدمير ، والإرهاب بحد ذاته يمثل تهديداً مستمراً للسلام والأمن والاستقرار.
إن انجازات خادم الحرمين الشريفين لا تعد ولا تحصى كما أسلفنا على مختلف الأصعدة وفي شتى المجالات ولابد لنا من التطرق إلى حرص جلالته على سلامة الحجاج من خلال سعيه لإنشاء مشروع جسور الجمرات الذي يعد من أبرز انجازات خادم الحرمين الشريفين ، وهو مشروع يعكس رؤية جلالته لتوفير وسائل السلامة لحجاج بيت الله الحرام ، وقد جرى بناء هذا الجسر على أربع مراحل لضمان وسائل الراحة والسلامة للحجاج ، وهذا ليس غريباً على ملك الإنسانية خادم الحرمين الشريفين الذي يسعى دوماً لتقديم كل ما هو مفيد ونافع لأبناء شعبه وأمته ، وبذلك فإنه يسجل للسفارة السعودية في عمان عظيم المساعي والجهود من أجل ترسيخ وتوطيد العلاقة الأخوية ما بين المملكة الأردنية الهاشمية وشقيقتها المملكة العربية السعودية ممثلة بسفير خادم الحرمين الشريفين الشيخ فهد بن عبد المحسن الزيد وما يقوم به من جهود في تجذير العلاقة بين البلدين الشقيقين ورعاية الطلبة السعوديين الدارسين في الجامعات الأردنية الذين يتلقون جُل الرعاية والاهتمام من سعادة الملحق الثقافي السعودي ورئيس مجلس المستشارين والملحقين الثقافيين العرب الدكتور علي بن عبد الله الزهراني والذي يحرص دائماً على متابعة شؤون وقضايا الطلبة الدارسين في الجامعات الأردنية.
فهنيئاً للمملكة العربية السعودية في ذكرى عيدها الوطني الثمانين ، وهي متربعة على عرش الانجازات العظيمة مباهية بها الدول المتقدمة ، وفي الوقت نفسه ملتزمة بتعاليم الله وسنة نبيه ماضية بنشر الدين الإسلامي في كافة الدول.
احتفالات اليوم الوطني في المملكة العربية السعودية
رد مع اقتباس
المفضلات