لا ادر ِكيف أبدا , فانا لي مدة لم تمسك أناملي بقلم حي يضخ بالدم لا يكتب بالمداد.
فقربي من الحاسوب وتقنيته وجمال تنسيقه يبعدني عن القلم وحميميته وجمال تعابيره , تلك الشخابيط التي تملؤء الورقة نتيجة للتعديل في الجملة السابقة او اضافة للكلمة اللاحقة , وتلك التأملات بين السكور وعلى سكنات الحروف , يا الله لم ادر ان ابتعادي عن الكمبيوتر ولواحقة يبعث فيني كل هذا الشجن لتلك الايام التي كنت فيها لا اترك يوما ان لم يكن ساعة دون ان ابوح لاوراقي بمشاعر استمدها ممن حولي او نابعة من كينونات صدري , ايام كان القلم والورقة هما خلاني يوم ان غاب عني خلاني وهما صديقاي عندما خذلني اصدقائي , وهما ابتسامتي عندما عمد احبائي الى رسم الحزن على احداقي .
أيام كان القلم يلملم جراح ادمتها الآلآم , الآم الحياة التي تبعث من بين انقاض السراب القاتل المملوء حلما ورديا ووهما اسودا وليس كذلك فحسب بل سراب محمل بالاغبرة التي لا تحمل لقاحات البشرى للأوراق وانما تلك المحملة بأتربة الجدران السوداء ومن ارصفة الطرقات المكتضة بالجوعاء والمرضى وفاقدين العقول .
اومن تلك السحب البيضاء التي لا تحمل من الجمال شيء غير لونها الابيض بينما يسكنها الخواء
سراب وجدت فيه ام هو من وجدني ,,, فالأمر سيان والنتيجة واحده " هو السراب وانا الضياع " 1
اعرف اني سأتهم كعادتي بالتشاءم وبالرجل الذي لا يلبس الا النظارات السوداء , لكن الاتهام من قبلهم والنفي من قبلي لن يغير في تلك الحقيقة شيء فنحن نعيش في سراب الحياة التي قد تكون خلفها الواحة الخضراء او الرمال الملتهبة في الصحراء
سراب النجاح القادم من دماء الشهداء , او اقلام المفكرين والعلماء .
سراب التحرر والحرية القادم من نزع القيم والاخلاق والتشريعات السماوية
سراب حقيقة اننا على حق القادم من رفض صورة الحقيقة المدفون بداخلنا
لا ادر ِ حتى انا هذه اللحظة اخط بمداد الحرية التي تسكن قلمي ام بسراااب الآه التي تسكن قلبي ؟؟؟
هل اكتب تعابير وجمل وحروف نصية ام انها فقط هذيان وشخابيط كتبت على رمل متحرك لا تلبث ان تزول
اليكما ياقلمي وورقتي !!!!؟؟؟
هل انتما من جنى على قلبي وعقلي ام انهما من جنى عليكما ؟؟؟
هل كتبت ياقلبي بمداد قلمي ام ان قلبي نبض بحبر قلمي
هل ورقتي دونت افكار عقلي ام ان عقلي افرغ حمولته الزائدة على اوراق دفاتري
حتى هذه اللحظة وبعد تجاوزي العشرين تأسرني الكلمة وتهزني الدمعة , هل انا لم اتجاوز عمري ام ان عمري لا يريد ان يتجاوزني
يا الله كم اشعر بالفرح والحزن معا في آن واحد
كم اشعر بالرغبة في البكاء مع ان الابتسامة سبقت الدمعة , كم اشعر بالرغبة في الصمت مع ان هناك صراخ يدوي في داخلي
يا الله كم احتاج الى الهدوء مع انه قد يمثل اكفاني
وكم اريد ان ابتعد عن الضجيج مع انه قد يمثل بصمة لا وصمة عار تغلف حياتي
أعرف اني اهذي ولكن :!!!!؟؟؟
هذيان المحموم ام المكبوت
الصامت ام المكتوم
أهذي وأهذي وأهذي
والى ان اجد ضآلتي سأظل اهــــــــــذي
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عاشقة الحياه
المفضلات