توجهات حكومية لرفع أسعار الأعلاف على مربي الماشية إلى 175 دينارا بعد عيد الفطر
سرايا - عصام مبيضين - عقدت في وزارة الصناعة والتجارة اجتماعات حاسمة بين مسؤولي الوزارة وأمين عام وزارة الزراعة راضي الطراونة والمساعد للثروة الحيوانية فيصل العرقان ومدير الترقيم أمجد درويش من أجل تدارس قرار رفع أسعار الأعلاف على مربي الماشية بعد عيد الفطر ليصبح الطن 175 دينارا.
وكانت وزارة الصناعة والتجارة قد وجهت كتاباَ إلى وزارة الزراعة قبل أسبوع، لإعلامها بقرار رفع أسعار علف الأبقار اعتباراً من يوم الخميس، ليصبح (206) دنانير للطن الواحد (السعر الحر) عوضاً عن (160) ديناراً، نتيجة ارتفاع أسعار الأعلاف عالمياً. وأثارت التوجهات الحكومية لرفع سعر مادة الشعير (175) دينارا للطن الواحد استغراب بعض الجهات، خاصة في الوقت الذي يواجه فيه العاملون في هذا القطاع أسوأ المواسم نتيجة سنوات القحط المتتالية وتراكم الخسائر والديون عليهم، خاصة لمؤسسة الإقراض الزراعي التي لجأ اليها كثير من مربي الأغنام.
وبين بعض المربين أنهم كانوا ينتظرون من الحكومة دعم هذا القطاع وليس إضافة أعباء جديدة على المزارعين العاملين في الثروة الحيوانية، خاصة أنهم يعيلون أسرا وأولادهم طلاب في المدارس والجامعات ولا يوجد فرص عمل في المناطق التي يقطنونها.
وقال رئيس جمعية مربي الأغنام زعل الكواليت إن توجه الحكومة لرفع أسعار الأعلاف غير صائب، ونحن كنا نتوقع تخفيض الأسعار لأجل دعم وتشجيع المزارعين والمربين على الصمود جراء ما لحق بهم من خسائر. وشرح الكواليت أنه مع غياب الدعم الحكومي يواجه المربون الأمرين، مبينا أن "الحكومة تدعم جميع القطاعات الاستثمارية وكبار المستثمرين وتقوم بتربية المواشي في السودان بينما لا تقدم أي شيء لإنقاذنا بل تزيد من الأعباء علينا".
وأكد أن المزارعين ينتظرون بخوف وقلق توجهات رفع أسعار الأعلاف بعد عيد الفطر، قبل توفير أي دعم حقيقي لمربي الأغنام مما يهدد بموت الأغنام جوعا بسبب عدم استطاعة أي من المربين شراء الأعلاف. وقال الكواليت إن انخفاض عدد الثروة الحيوانية سيترك آثارا كارثية على الأردن اقتصاديا واجتماعيا، وسيكون المواطن الضحية الأولى في المعادلة، مؤكدا وجود أكثر من 100 ألف عائلة تعمل في قطاع الثروة الحيوانية سواء في التربية أو التصنيع أو التسويق، الأمر الذي سيزيد من نسب الفقر والبطالة ولجوء الناس إلى صندوق المعونة الوطنية. وأوضح الكواليت أن سكان البادية يغطون77% من مساحة الأردن ونسبة الفقر في مناطقهم تجاوزت 28% مما سيجعل جيوب الفقر تنتشر بسرعة وتجبر سكان البادية على الهجرة الى المدن.
من جهته توقع مدير عام اتحاد المزارعين المهندس محمود العوران زيادة ارتفاع أسعار اللحوم والدواجن بسبب ارتفاع أسعار القمح والشعير، مشيراً إلى أن قشرة محصول القمح تدخل في صناعة الأعلاف الخاصة للمواشي مما سيؤدي إلى ارتفاع أسعار الأعلاف وبالتالي سينعكس ذلك على أسعار قطاعي اللحوم والدواجن.
وأدى رفع اسعار الاعلاف الى تنظيم المربين العديد من الاعتصامات أمام الصوامع وعلى شارع المطار، حتى تم لاحقا إلغاء قرار الرفع. يشار الى أن مسح عدد أبقار المزارع المنظمة في المملكة بين ان هناك 85,755 رأسا من البقر العام الماضي 2009، موزعة على (1211) مزرعة، منها (982) مزرعة عاملة و(229) مزرعة غير عاملة. بينما أعداد الثروة الحيوانية للقطاع غير المنظم (الضأن والماعز) لعام 2009. بين أن أعداد الأغنام (الضأن والماعز) قد بلغت 2.990680 مليون رأس خلال عام 2009 بانخفاض قدره 16.4 في المائة، مقارنة بعام 2008.
وبينت النتائج أن أعداد الضأن قد انخفضت في عام 2009 مقارنة بعام 2008، حيث بلغ العدد 2.070940 مليون رأس مقابل 2.493360 مليون رأس في عام 2008، أي بانخفاض مقداره 16.9 في المائة.
كما انخفضت أعداد الماعز من 1.083330 مليون رأس في عام 2008 إلى 919.740 ألف رأس في عام 2009، أي بما نسبته 15.1 في المائة وأدى الانخفاض في أعداد الأغنام إلى انخفاض أعداد المواليد بما نسبته 19.3 في المائة حسب ما أظهرته بيانات المسح، حيث بلغت أعداد المواليد من الأغنام 2.045840 مليون رأس خلال عام 2009 مقابل 2.533700 مليون رأس في عام 2008. كما أظهرت نتائج المسح ارتفاع أعداد الأغنام المبيعة لغايات الذبح حيث بلغت 1.181570 مليون رأس في عام 2009 مقابل 1.088050 مليون رأس في عام 2008 أي بنسبة بلغت 8.6 في المائة.
ومن الجدير بالذكر أن دائرة الإحصاءات العامة تنفذ مسح أعداد الثروة الحيوانية للقطاع غير المنظم (ضأن وماعز) مرة كل ستة شهور من خلال زيادة حيازات الضأن والماعز .
رد مع اقتباس
المفضلات