اتهامات بالتلاعب بأموال الزكاة في الأغوار الشمالية .. والقطارنه يتعهد بتشكيل لجنة تحقيق
عمان – الاغوار الشمالية – السوسنة – محمد عدنان دقامسة
تعرف الزكاة بأنها الجزء المخصص للفقير والمحتاج من أموال الغنى وإخراج الزكاة طهرة لأموال المسلم وقربة إلى الله تعالى وكذلك طهرة للمجتمع من التحاسد والتباغض وعنصر هام لزيادة التواد والتكافل بين أفراد المجتمع.
قال تعالى :" إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون". (البقرة 2-آية 277) وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أرب ماله، تعبد الله ولا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصل الرحم).
ولا يجوز التلاعب في توزيع أموال الزكاة لما لها تأثير كبير في نفسيه المحتاج .
الزكاة في الأردن
تصرف أموال الزكاة على المحتاجين والمساكين والأيتام وهناك صندوق خاص بذلك " صندوق الزكاة " ويتبع ضمن مسؤولية وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية.
وقد بدأ صندوق الزكاة بتوزيع هذه الأموال على الفقراء والمحتاجين واليتامى والأرامل وذو الاحتياجات الخاصة من بداية شهر رمضان المبارك في جميع أنحاء المملكة, ويتم توزيع هذه الأموال على الناس ضمن سياسة معينة لتصل إلى من يستحقها ولا يجوز أن تعطى للاغيناء .
شكوى أهالي الأغوار الشمالية فرع وادي الريان لـ"السوسنة"
اشتكا بعض الأهالي في منطقة الأغوار الشمالية فرع صندوق زكاة وادي الريان على آليه اللجنة في توزيع أموال الزكاة هذا العام . حيث استلم صندوق زكاة فرع وادي الريان مبلغا وقدرة 31.300 دينار وقد تقرر توزيعها على شكل مبالغ مالية ( 100) دينار لكل عائلة محتاجة و كوبونات قيمة كل كوبون (50) دينارا يصرف من المؤسسة المدنية.
وبعد إجراء عملية التوزيع التي تزامنت مع بداية شهر رمضان المبارك اتهم بعض سكان الأغوار فرع وادي الريان اللجنة المشرفة على توزيع الأموال بالتوزيع غير العادل وإعطاء أناس أغنياء وبعض الأصدقاء والأقارب وقد اتهمهم البعض بتوزيع هذا المبلغ لحسابات شخصية وانتخابية .
وقد اعتمد فرع وادي الريان في توزيع أموال الزكاة لعام "2010" بناء على كشوفات "2008" علما أن أعداد الأسر المحتاجة قد زاد خلال العامين الماضيين وقد اعتبروه الأهالي بتوزيع ظالم وغير عادل .
مقابلات
وبدورها "السوسنة" قامت بمقابلة مجموعة من الأسر المحتاجة والتي لم يشملها التوزيع وقد استمعنا لهم شكواهم :
شوكت محمود الصقور احد سكان الأغوار الشمالية وتابع لفرع صندوق زكاة وادي الريان قال :" انا احد المتضررين من عملية التوزيع ,والعملية كانت غير عادلة وجميع من اشرف على توزيع أموال الزكاة والكوبونات قاموا بتوزيعها على بعض الأسر الفقيرة ولكن جميعهم من الأقارب والأصدقاء ".
وأضاف الصقور لـ " السوسنة " : " لم توزع الأموال على الفقراء والمحتاجين والأرامل وكان الحظ الأكبر لبعض العائلات ذو الدخل العالي وعلى الأغلب لا تجوز عليهم زكاة الأموال" . هشام حسن محمد قال :" وزعت الأموال بشكل ظالم فمنهم من هو محتاج ومنهم من هو غير محتاج ,وأما عن المبلغ "31.300" دينار فهو لم يوزع فعليا ".
وأضاف هشام :" نرفع الأكف للشكوى لله... لان الشكوى لغير الله مذله.. ,فأنا أعيل والدتي وشقيقتاي وأخ له أربعة أولاد تعرض لحادث سير في العام الماضي وهوة عاجز عن العمل ولم احصل على أي قرش من الأموال التي وزعت على المحتاجين ...علما أنني بأمس الحاجة لها ... فهل أنا غير محتاج ؟؟ ".
وذكر لنا هشام حسن محمد قصة واقعية حصلت أمام عينيه واشهد عليها بعض أهالي المنطقة قائلا : " لقد صدمت بعد أن عرفت أن جاري قد حصل على مبلغ 100 دينار وكوبون للتسوق علما انه يملك سوبر ماركت " وتركتور" وباص صغير من نوع "كيا" وبيت كبير ولدية ولد في الدفاع المدني وهو من ذوو الدخل العالي ... فلا اعلم ان كان محتاجا ؟؟؟.. أم أن صلة القرابة بينه وبين من وزع هذه الأموال رأته مستحقا ومحتاجا اكثر من منا ".
وختم هشام حديثة لـ " السوسنة " : " عندما ذهبت إلى فرع صندوق زكاة وادي الريان مستفسرا عن السبب الذي جعلني غير محتاجا ..قالوا لي لقد اعتمدنا على كشوفات عام 2008 في التوزيع علما أنني حصلت على مساعدة من صندوق الزكاة في عام 2008 وهذا اكبر دليل على عدم صحة ما قالوا".
مأمون الزبيدي قال : " كل شخص في اللجنة كان له الحرية في اختيار المحتاجين ولكن للأسف جميع المحتاجين هم الأقارب والأصدقاء ".
وأضاف : " أن هناك بعض الأشخاص يستحقون الزكاة ولكن حرموا منها ، ومن بينهم جمعة عبدي الحمود وهو رجل مسن وبدون معيل و إبراهيم الطوطاهي كذلك رجل مسن وبدون معيل أيضا " .
مطالب
وقد كان جميع من سمعت منهم "السوسنة" مطالبين الجهات المختصة في صندوق الزكاة ووزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية متابعة هذه القضية والوقوف على أسس توزيع أموال الزكاة في منطقة وادي الريان الأغوار الشمالية لمعرفة ان كان التوزيع عادلا أم لا .
مدير صندوق الزكاة
ومن ناحية أخرى أجرت "السوسنة" لقاء مع مدير صندوق الزكاة الدكتور على القطارنة وأجاب عن جميع شكاوي المواطنين واستفساراتهم حول عملية توزيع أموال الزكاة .
حيث قال الدكتور القطارنة لـ " السوسنة " : " وصلنا قبل أسبوعين من شهر رمضان المبارك من احد فاعلي الخير من إحدى الدول المجاورة مبلغا ماليا ,وقد قامت وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية وبالتنسيق مع مدير شرطة الأغوار الشمالية والحاكم الإداري ومدير الأوقاف ومدير صندوق الزكاة للبحث في اليه توزيع هذا المبلغ".
وأضاف القطارنة "انه تم التوزيع بناء على كشوفات مرفقة وبحضور كل من مدير شرطة الأغوار الشمالية والحاكم الإداري ومدير صندوق الزكاة الا أننا وجدنا عدد المحتاجين اكبر من المبلغ المالي ,فعندها قمنا بالتوزيع على أساس بعض أسماء الكشوفات والتي قد تبين أنهم بأمس الحاجة أكثر من الآخرين".
وأما عن شكوى الأهالي باتهام المشرفين في صندوق الزكاة على توزيعها على الأقارب والأصحاب قال الدكتور القطارنة:" ان هذا الأمر غير وارد إبداء ولكن من الممكن ان تكون هنالك بعض الأنفس المريضة او شخصيات سيئة الضمير ,ولكن هذا الفعل لا يمكن ان يقاس بذلك العمل الكبير ولا يجوز ان تعمم الأخطاء على الجميع ".
وختم القطارنة حديثه :" أما عن الشكوى فسأقوم بتشكيل لجنة خاصة بذلك والتحقيق بنفسي لمعرفه ان كان هذا الأمر صحيحا ام لا ...وان تبين معنا أي صحة لهذه الشكوى, سيتم محاسبه كل من تسولت له نفسه بالعبث بأموال الفقراء والمحتاجين".
رد مع اقتباس
المفضلات