بغداد – وكالات:
أعلن رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي امس أن العراق "سيد ومستقل ويملك قرار كل ما يتعلق بحاضره ومستقبله".
وقال في خطاب تليفزيوني بمناسبة استكمال انسحاب القوات القتالية الأمريكية من العراق إن "انسحاب القوات الأمريكية من العراق لم يكن ليتم لولا تضحيات الشعب العراقي وإننا ملتزمون بتنفيذ انسحاب القوات الأجنبية من العراق نهاية العام المقبل".
وأضاف قائلا اننا نناشد منظمة المؤتمر الإسلامي والجامعة العربية والأمم المتحدة لدعم العراق للخروج من طائلة البند السابع ولابد لنا أن نثمن التزام الولايات المتحدة الأمريكية في تنفيذ الاتفاقية الأمنية".
واعلن المالكي ان القوات الامنية العراقية قادرة على تحمل المسؤولية.
واضاف "نحن ملتزمون بالانسحاب النهائي نهاية العام المقبل، العراق وشعبه تمكنا من طي صفحة الحرب الطائفية التي لن تعود ولن نسمح بها، ليعيش العراقيون في بلد سيد مستقل، اطمئنكم بقدرة قواتنا الامنية على تحمل المسؤولية".
وعبر المالكي في بيان عن "الاسف، لاننا نواجه حملات تشكيك ظالمة تغض الطرف عن الارهاب، والأغرب من كل ذلك يتحدثون عن الانهيار الامني، لكنهم لم يتحدثوا يوما عنه عندما كانت الحواجز الوهمية تقتل الابرياء وكانت القاعدة تفرض سيطرتها على مدن". واضاف "اننا على يقين من ان وراء الحملة اهدافا لإعاقة الانسحاب".
ويبلغ عدد الجنود الامريكيين 49700 حاليا وهو اقل من ثلث عديد القوات ابان ذروة الانتشار التي شملت 170 ألفا تطبيقا للاستراتيجية الامنية الامريكية العام 2007 إثر موجة العنف الطائفي التي ضربت البلاد.
وقال المالكي "ابدى كثيرون شكوكا بالاتفاقية الامنية، وقبل ذلك طالبوا بجدولة الانسحاب، وحين اصبح حقيقة راحوا يشككون هذه المرة بجهوزية القوات الامنية لان هذا الانسحاب يسحب البساط من تحت اقدامهم، ويفضح جرائمهم التي كانت ترتكب تحت لائحة الجهاد والتحرير".
وتابع ان ما يفضح المدعين الاحصائيات ففي الشهر الاول من العام 2007، قتل الارهابيون اكثر من اربعة آلاف في بغداد وحدها في حين سقط من الجيش الامريكي الرقم ذاته في سبع سنوات انها مفارقة خطيرة تكشف زيف الشعارات الشريرة".
وقال "في هذه المناسبة، ندعو القوى والاحزاب الوطنية الى توحيد الصفوف واستكمال مؤسسات الدولة لان نجاحنا ضد الارهاب مرهون بوحدتنا الوطنية".
واشاد بواشنطن قائلا "لابد لنا ان نثمن التزام الولايات المتحدة بتعهداتها حسب الجداول الزمنية".
وقال "كنا واثقين بعد التوقيع على الاتفاق ان الانسحاب من القرى والقصبات سيتحقق رغم حملات التشكيك والتقليل من اهميته نحن ملتزمون بتحقيق الانسحاب النهائي للقوات الاجنبية من جميع الاراضي العراقية نهاية العام المقبل".
وأضاف ان تنفيذ الانسحاب يشكل الخطوة الاساسية لاستعادة كامل السيادة الوطنية، وتحقيق تطلعات الشعب العراقي، في قيام دولة مستقلة حرة ومزدهرة".
وقال المالكي "لقد واجه الشعب العراقي خلال السنوات الماضية السبع الماضية ارهابا منظما انتهك كل المقدسات وارتكب افظع الجرائم بحق المدنيين العزل وخطط لإشعال حرب طائفية مقيتة مستغلا غياب سلطة القانون وضعف اجهزة الدولة وقواتها الامنية التي كانت في طور التشكيل".
وتابع قائلا ان "نجاحنا في القضاء على الحرب الطائفية وتوجيه ضربات قاصمة لتنظيم القاعدة الارهابي وحلفائه شكل ارضية مناسبة لتوقيع اتفاق سحب القوات الاجنبية في نوفمبر عام 2008".
واكد ان هذا الانسحاب لم يتم لولا تضحيات جميع المكونات، ومن ساندهم من ابناء العشائر الغيارى، والقوى الوطنية المخلصة، كما اننا لا ننظر الى تنفيذ الانسحاب على انه انجاز لشخص او حزب او قومية بل هو لكل العراقيين".
واعتبر المالكي ان الانسحاب "يمثل فرصة ذهبية لتعزيز الوحدة الوطنية ونقطة انطلاق لبناء العراق بعد عقود الدمار، والمعانات والتهميش والتمييز والاقصاء". ولم تسجل اي تظاهرات او تجمعات احتفاء بموعد انتهاء المهمة القتالية للقوات الامريكية.
وقال مهندس الكمبيوتر ياسر الموسوي 32 عاما ان "الانسحاب الامريكي لم يشكل نقطة تحول كبير، كنا في السابق نفكر بان هذا اليوم، سيشكل نقطة تحول مهمة في البلاد، لكنني لم المس اي اهتمام".
واضاف قائلا كنت مع اصدقائي في المقهى ولكن لم يتطرق احد الى الامر او يبدي اهتماما به ارى ان الامريكيين مهتمون اكثر من العراقيين".
من جهته قال صلاح ابو القاسم، 36 عاما التاجر في سوق الشورجة وسط بغداد "اعتقد ان الاوضاع ستسوء خصوصا ان الانسحاب يأتي مع فراغ سياسي في البلاد". واوضح "إذا ظل الساسة يتقاتلون على المناصب، فان الوضع سيؤول الى الهاوية".
لكنه استدرك قائلا "ان هذا الانسحاب لا يعني شيئا كما انه ليس فعليا، لان القوات الامريكية ستتدخل في اي مكان حتى لو وصل عدد القوات الى الصفر نهاية 2011، فهم يستطيعون ان يضاعفوا العدد بليلة وضحاها كما فعلوا العام 2003".
من جانب آخر قال المالكي خلال لقائه قائد قوات المنطقة الوسطى في القوات الأمريكية الجنرال جيمس ماتيس إن العراق يقع في قلب منطقة تواجه تحديات كثيرة والنظام المباد ترك لنا مشاكل مع العديد من دول الجوار لكننا اليوم نعمل على إنهاء هذه المشاكل سلميا ولا نذهب في حماقات مثل التي كان يقوم بها النظام السابق وجهدنا أصبح منصبا نحو البناء والإعمار".
وأوضح "نحن نعمل اليوم على تقوية الجهد الاستخباري لأجهزتنا الأمنية لأن الإرهاب لا يواجه بضربة بل يحتاج إلى متابعة وكشف خلايا وعمل سياسي واقتصادي وخدمات لمنع استغلال الإرهابيين للمشاكل السياسية والخدمية لذلك فإننا نعمل على كل الجهات".
من جانبه قال إن التجربة التي مر بها الجنود العراقيون في مكافحة الإرهاب نالوا فيها شهادة نجاح وأن بلاده ستواصل دعم الحكومة العراقية في كل ما تسعى إليه من أجل الحفاظ على أمن واستقرار العراق والاستمرار بتقديم الدعم للقوات العراقية في مجالات التدريب والدعم اللوجستي".
رد مع اقتباس
المفضلات