تحليل سريع لمضامين تصريحات مراد !!
نيران ازمات حكومة سمير زيد الرفاعي لم تنطفئ ابدا منذ تشكيلها . فبعد72 ساعة من اشعال وزير الطاقة خالد الايراني غضب الصحفيين بوصفه اياهم بـ " عدم الدراية والجهل "خرج وزير آخر واشعل نارا جديدة مس فيها كرامة منتجي سلة الغذاء الأردني، مزارعي وادي الأردن.
وزير العمل سمير مراد خاطب المزارعين بالقول : " كنتم غير حضاريين في الاعتصام الماضي ، لن اتهاون في المرة القادمة معكم ، انا سمير مراد وسأضرب بيد من حديد ، كان بامكاني ان افرقكم المرة الماضية ، لكن نزلت اليكم لحفظ كرامتكم "!!
حاولنا في "خبرني" تحليل خطاب مراد لمزارعي الأردن، وبذلنا جهودا لإقناع أعتى الخبراء الاستراتيجيين، والمتخصصين في الردع النووي، للتعليق على مضامين الخطاب، لكن أحدا لم يرغب بالتعليق، حتى أن أحد مراكز الدراسات العالمية سألنا: من هو سمير مراد؟!، فقررنا الاعتماد على أنفسنا لتقديم وجبة دسمة في تفصيل هذا الخطاب.
بدأنا بالتحليل "كنتم غير حضاريين في الاعتصام الماضي"، فحاولنا فهم نوعية الاعتصام الحضاري الذي يرغبه وزير العمل، وقد استنفذ المواطن مع الحكومة كل الوسائل الحضارية في الإشارة لأخطائهم، لكن التعامل الرسمي مع كل هذه الوسائل يجسّده دون زيادة أو نقصان المثل الشعبي : "العرس عند جيراننا واحنا بنصفق"، فالوزير الذي يصل إلى حالة "وفاق" مع الشارع في مقر وزارته، لا يلبث أن "ينقض" هذه الحالة بمجرد جلوسه في مجلس الوزراء، لـ "ينكث" هو أو من أعلى منه في المجلس كل الوعود التي أطلقها قبل ساعات لجمهور المعتصمين، كما حدث مع المعلمين والصحافة الالكترونية والمتقاعدين والقضاة.
تابعنا في خبرني جملتي "لن اتهاون في المرة القادمة معكم"، " كان بامكاني ان افرقكم المرة الماضية" فشطحنا في خيالنا، في شكل التعامل القادم مع الأخوة المزارعين، وحجم "الحنيّة" أو "الديكتاتورية" التي ستلزم بها أوامر الدوار الرابع الوزير مراد، بعد أن سالت دماء المهندسين رافضي التطبيع أمام وزارة الزراعة قبل هذه المرة، واقتيد رئيس لجنة عمال المياومة محمد السنيد إلى محكمة أمن الدولة من على أبوابها، فأدركنا أن هذه الحكومة "مبخوتة" فيمن لا يستطيع إدارة حوار من غير وجود قوات الدرك!!
ثم ذهبنا إلى عبارة، "أنا سمير مراد"، فعدنا إلى أرشيفنا لنبحث عن خلفية وزير العمل، فاكتشفنا انه مهندس كهربائي، انصرف إلى القطاع الخاص منذ الثمانينات فأسس شركة عائلة معنية بالاستثمار والاستيراد والتصدير، فقدّرنا أن اختياره في منصب وزير العمل ظلمه كما ظلم مئات من المهندسين الأردنيين الذين أفنوا عمرهم في القطاع العام، ولم يجد الرئيس الرفاعي واحدا منهم يستحق الخدمة في القطاع الذي يرتبط بالحلول الناجعة لمشكلة البطالة التي تؤرق كل بيت أردني.
واصلنا تحليل مضامين الخطاب "سأضرب بيد من حديد"، ورأينا مراد في زي من أزياء المارشالات العسكريين، في أكثر دول العالم استبدادية، يحرك القوات ضد مواطنين "تجرّأوا" بالمطالبة بحقوقهم، و"تمادوا" في انتقاد تقاعس المسؤولين، و"عاثوا في الأرض فسادا" لمجرّد أنهم طالبوا بمراعاة رزقهم ورزق أبنائهم وبناتهم، وترسّخت القناعة لدينا بأن الحكومة الحالية لا تقبل النقد، ولا تطرب آذانها غير سماع المديح "الكاذب" وألحان "النفاق والمنافقين" بأن الأمور تسير على أفضل مما يرام!!
ذهبنا إلى خاتمة الخطاب "نزلت إليكم لحفظ كرامتكم"، حيث رأى وزير العمل أن نزوله من مكتبه للاستماع لمطالب المزارعين في الشارع عملا بطوليا حفظ به ما وجه المزارعين، لا واجبا يحتم عليه وعلى كل وزراء الحكومة الخدمة في الميدان لا من بروج مشيّدة، ندفع من أجل كهربائها ومائها وديمومتها الضرائب تلو الضرائب!!
وبعد كل ذلك، وصلنا في " خبرني" إلى قناعة راسخة، مفادها أن أعضاء الحكومة يتعاملون بطريقة استعلائية مع الوطن والمواطن، همّهم الأول تجنّب التصاق غبار العمل ببدلاتهم الأنيقة، أو تلطيخ التراب أطراف أحذيتهم، فهم حتى لا يرغبون في التعرض لأشعة الشمس، حتى لا تذيب حرارتها "الكريمات" وتبخّر العطور الباريسية عن أجسادهم، لكن سؤالا لم يغب عن بالنا منذ البداية نوجهه لوزير عبقري آخر في حكومة سمير زيد الرفاعي، وهو: "من أنت يا مراد لتجرح كرامة المزارعين؟!".
رسالة من مكاتب خبرني في شارع الصحافة الى مقر رئاسة الوزراء في الدوار الرابع :يحق لنا بعد تصريحات مراد المطالبة بوضع قانون مؤقت ينص صراحة على معاقبة اي مسؤول يمس كرامة الاردنيين شرط ان يتضمن نصوصا تتضمن اقتحام الضابطة العدلية لمنازل المشتبه فيهم ومكاتبهم ومصادرة اموالهم المنقولة وغير المنقولة .
المفضلات