نتنياهو يضع ثلاثة شروط مسبقة لإبرام اتفاقية السلام
القدس المحتلة-وكالات:
قال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس ان الوصول الى اتفاق للسلام مع الفلسطينيين سيكون "صعبا لكنه ممكن" معترفا بأن الشكوك تحيط بنجاح المحادثات حين تستأنف الشهر القادم.وفي أول تصريحات للصحفيين منذ قبلت اسرائيل والفلسطينيون يوم الجمعة دعوة من الولايات المتحدة وقوى أخرى لاستئناف المحادثات المباشرة قال نتنياهو "نريد أن نفاجئ جميع المنتقدين والمتشككين. لكننا كي نفعل هذا نحتاج الى شريك حقيقي من الجانب الفلسطيني."وأضاف في مستهل الاجتماع الاسبوعي للحكومة الاسرائيلية "أعلم أن هناك تشككا عميقا.بعد مرور 17 عاما على عملية اوسلو من الممكن فهم سبب وجود هذا التشكك."ولم يتطرق لحجر عثرة يحتمل أن يظهر لدى بدء المحادثات في واشنطن في الثاني من سبتمبر وهو أن تجميدا اسرائيليا محدودا مدته عشرة اشهر لبناء المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة سينتهي بعد ثلاثة أسابيع.وقال "الوصول الى اتفاق للسلام بيننا وبين السلطة الفلسطينية صعب لكنه ممكن".
ونقلت الاذاعة الاسرائيلية عن نتنياهو قوله خلال جلسة مجلس الوزراء الاسبوعية ان تحقيق هذا الهدف يتطلب شريكا فلسطينيا حقيقيا.وشدد على ان اي اتفاق سلام مستقبلي يجب ان يكون مبنيا على ثلاثة مبادىء اساسية،وهي ترتيبات امنية حقيقية، واعتراف الفلسطينيين بيهودية دولة اسرائيل،والاعلان عن انهاء النزاع.وكانت مصادر سياسية إسرائيلية كشفت أن الترتيبات الأمنية ستكون أول قضية تطلب إسرائيل بحثها في إطار المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين.ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن المصادر القول إسرائيل ستطالب ببقاء غور الأردن وقمم الجبال المطلة عليه تحت سيطرتها لضمان مراقبة المجال الجوي الإسرائيلي والتأكد من عدم تهريب وسائل قتالية وتسلل مسلحين إلى أراضي الدولة الفلسطينية المستقبلية،كما ستطالب بأن تكون هذه الدولة منزوعة السلاح وبأن تستخدم الوسائل القتالية التي ستحصل عليها لأعمال قوات الشرطة فقط وبأن يحظر عليها عقد اتفاقات أمنية مع أطراف ثالثة دون موافقة إسرائيل.ووفقا للإذاعة فإن اتصالات تجري حاليا لتحديد جدول أعمال المباحثات التي سيجريها نتنياهو مع الرئيس الامريكي باراك اوباما وغيره من القادة والمسؤولين الذين سيشاركون في حفل إطلاق المفاوضات المباشرة المقرر إقامته في واشنطن مطلع الشهر المقبل.من جانبه وجه الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس رسالة إلى اللجنة الرباعية الدولية طالب فيها الالتزام بالمرجعيات التي حددتها قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة ذات العلاقة وخارطة الطريق ومبادرة السلام العربية ومبادئ مؤتمر مدريد وبجدول أعمال المحادثات المباشرة.
وسلم صائب عريقات رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية الرسالة إلى الرئيس الأمريكي باراك أوباما والرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف والسكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون، والمفوضية السامية للشئون الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون.وجاء تسليم عريقات للرسائل أثناء لقاءاته كل على حده مع القنصل الأمريكي العام دانيال روبنستين،وممثل روسيا لدى السلطة الوطنية،وروبرت سيري ممثل السكرتير العام للأمم المتحدة،وممثل الاتحاد الأوروبي لدى السلطة الفلسطينية.وشدد عباس،في رسائله،على الالتزام بالمرجعيات التي حددتها قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة ذات العلاقة وخارطة الطريق ومبادرة السلام العربية، ومبادئ مؤتمر مدريد وبجدول أعمال المحادثات المباشرة الذي يشمل القدس والحدود والاستيطان واللاجئين والأمن والمياه والإفراج عن المعتقلين ضمن سقف زمني لا يتجاوز 12 شهرا.وثمن عباس مواقف اللجنة الرباعية الداعي لقيام الحكومة الإسرائيلية بوقف كافة النشاطات الاستيطانية، وبما يشمل النمو الطبيعي وهدم البيوت وتهجير السكان وفرض الحقائق على الأرض وخاصة في مدينة القدس الشرقية وما حولها.وأكد عباس أن الاستيطان والسلام متوازيان لن يلتقيا، مهددا بأنه في حال استمر الاستيطان فإن المفاوضات المباشرة لن تستمر.
من جهته أكد مسؤول في السلطة الفلسطينية رفض السلطة فرض نتنياهو أي شروط مسبقة لمسار مفاوضات السلام المباشرة خاصة الاعتراف بيهودية إسرائيل.وقال نمر حماد المستشار السياسي للرئيس الفلسطيني، في تصريحات تلفزيونية ، إن "الجانب الفلسطيني لا يمكن أن يقبل بشكل مطلق بالاعتراف بيهودية إسرائيل وقد أبلغنا هذا الموقف للمجتمع الدولي والولايات المتحدة الأمريكية".
وأضاف أن القيادة الفلسطينية ترفض أي شروط مسبقة لنتنياهو على المفاوضات وتصر على أن تجري المحادثات المباشرة وفق بيان اللجنة الرباعية الدولية بما يشمل كافة قضايا الوضع النهائي للوصول إلى حل الدولتين.ورفض حماد بشدة تصريحات نتنياهو إزاء أحقية إسرائيل بمدينة القدس كاملة ، لافتاً إلى أن الموقف الفلسطيني يتسلح بتأييد دولي كامل بهذا الشأن.وشدد على أنه لن يكون هناك اتفاق سلام في أي مفاوضات مع إسرائيل بدون الإعلان عن دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على كامل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
المصدر
جريدة الرايه
المفضلات