علي السعدي/أ ف ب/غيتي إيمدجز -- الشرطة العراقية فرضت تدابيرا أمنية مشددة بعد وقوع الهجوم.
العراقيون يستنكرون مقتل رجال الشرطة في المنصور
(7/8/10) -- محمد القيسي في بغداد لموقع موطني
ردد مئات العراقيين شعارات تعبّر عن غضبهم يوم الأربعاء، 4 آب/أغسطس، بعد الهجوم الإرهابي الذي تسبب بمقتل خمسة من عناصر الشرطة في منطقة المنصور في بغداد.
وسادت موجة من الغضب والاستنكار في عدد من المدن العراقية إثر الهجوم الذي نُفذ يوم الثلاثاء، بعد مرور أسبوع على هجوم مثالي استهدف نقطة تفتيش للجيش في الأعظمية، وأسفر عن مقتل ثلاثة جنود واحتراق جثثهم.
وقد هاجم مسلحون يستقلون سيارات جديدة رجال الشرطة الخمسة مستغلين انشغالهم بتهدئة المواطنين والسيطرة على الاختناقات المرورية بعد سقوط ثلاث قذائف هاون في نفس المنطقة، حسبما قاله الرائد سعد فاضل، من غرفة عمليات بغداد.
وقال فاضل "قام الإرهابيون من تنظيم القاعدة بالاشتباك مع عناصر الشرطة، وتمكنوا من قتلهم بمسدسات كاتمة للصوت وإنزال العلم العراقي ووضع راية ترمز إلى تنظيم القاعدة مكانه".
ومن جهته، قال النقيب علي خضير، من شرطة جانب الكرخ، إن رجال الشرطة "قاوموا بشكل بطولي وتمكنوا من قتل اثنين من المهاجمين قبل أن يتمكن الإرهابيون من قتلهم. واستشهد رجال الشرطة بشرف وشجاعة".
وشاركت مديحة عباس، عضو المجلس المحلي في منطقة المنصور، في تشييع رجال الشرطة، الذين لم يتم الإفصاح عن جميع أسمائهم.
وقالت عباس "الإرهابيون كعادتهم، يقومون بجرائم غدر قذرة تنفذ بسرعة ويهربون. لكن ليس لوقت طويل فعاجلاً سيتم اعتقالهم ودفعهم إلى أقفاص العدالة".
وأشارت إلى أنه سيتم تكريم عائلات الضحايا "لشجاعتهم وتضحية أبنائهم في محاربة الإرهابيين".
وأضافت عباس "ما دام في العراق رجال كهؤلاء الأبطال، فلن نخشى على العراق من تلك الحفنة الإرهابية".
وبدوره، قال فؤاد الخالصي، عضو اللجنة الأمنية في مجلس محافظة بغداد، خلال مشاركته في تشييع جثمان أحد الضحايا، العريف حيدر شاهول، "إن جولة الباطل ساعة وجولة الحق إلى قيام الساعة. نحن لا نشيع جثة، إنما نشيع بطلاً بكى عليه الملايين من العراقيين وانحنى احتراماً له كل العسكريين من زملائه"، مضيفاً أنها المرة الأولى التي يبكي فيها منذ سنوات.
وقال الخالصي إنه لا يبكي على فقدان بطل فحسب، بل يزرف أيضاً دموع فرح "لتوحد العراقيين جميعاً للتنديد بهذه الجريمة. وتوحد العراقيين ضد الإرهاب أعظم إنجاز تمكن الشعب من تحقيقه خلال العامين الماضيين".
وفي تشييع أحد الضحايا، رفع المواطن عمر الجميلي، 28 عاما، يافطة ورقية صغيرة كتب عليها "كفاكم دماً. هل أذن الله لكم بذلك، أم على الله تفترون؟"
وقال الجميلي "سئمنا منهم ومن أعمالهم الإرهابية. لا أعرف ما الذي يريدونه منا. إنهم يتسلون ويتمتعون بقتل الأبرياء ويريدون تحويل العراق إلى بيت مهجور. لكن ذلك مستحيل فنحن أقوى منهم. ولن نعترف براية أو علم تابع لهم مهما حيينا".
من جانبه، أعلن الشيخ أحمد أبو ريشة، زعيم مجالس صحوة العراق، أن الهجوم يمثل هجوماً على العراق بأكمله.
وقال "كانت تلك النقطة الأمنية عراقاً صغيراً فيها السني والشيعي والعربي والكردي. وهاجم الإرهابيون العراق كله، وليس نقطة أمنية صغيرة".
وأضاف أبو ريشة "معلوماتنا المؤكدة تشير إلى أن القاعدة تسعى من تلك العمليات إلى رسالة واحدة، هي أنها لا تزال موجودة. غير أن الحقيقة هي أن القاعدة تشارف على الهلاك. ووضع علم القاعدة لن يزيد العراقيين إلا حقداً عليهم. فالعراقيون متمسكون بعلم دولتهم القانونية، وليس علم يرفعه حفنة من الأشرار".
رد مع اقتباس
المفضلات