يقول الله تعلى في محكم كتابه المبين : ( ويل للمطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون ) صدق الله العظيم . هذا تهديد ووعيد من لدن القوي العزيز الجبار لكل من يتلاعب بالموازين بأن له العقاب الشديد الذي لا قدرة لأحد على تحمله .
مسكين هذا أو ذاك الجاهل الذي استهتر أو يستهتر بحقوق البشر أفلا يعلم ما العاقبة ؟ ألا يعلم بأن جلده لن يقوى على التحمل ؟ ألا يعلم بأن لا بد له من يوم للحساب وفي ذلك اليوم ستوفى الأنفس حقوقها وسيكون الثواب والعقاب ؟ ألا يعلم بأن حقوق عباد الرحمن لا بد من الوفاء بها ؟ بلا والله إنه ليعلم ولكن طمعه وجهله جعله يغدر بالموازين وجعله يتلاعب بالميزان . فعندما يوزن للآخرين نجده يبخس الميزان ولكن عندما يوزن لنفسه نجده يوفي الوزن ويستوفي كامل الميزان .
ليس المقصود بالميزان فقط الميزان ذو الكفتين أو الميزان الألكتروني ولكن المقصود أشمل وأعم .
إن التلاعب بالميزان في الدكان وما يشبه ذلك هو سرقه لحق شخص معين في موقف معين . ولكن المصيبة الأكبر عندما تكون السرقة لمرة واحدة عند تطبيق الميزان ولكنها عند التنفيذ تستمر لأيام وسنوات وربما لأجيال .
أليس الأسس التي تو ضع للمافضله بين الموظفين وانتقائهم هي ميزان وأليس التلاعب به سيجعل المتلاعب يسرق حق شخص لآخر ؟ ولكن هذه السرقة ستكون دائمة .
أليس تطبيق الأنظمة والقوانين هو ميزان معنوي ومادي في آن واحد ؟
إن المسؤول مهما كان موقع مسؤوليته عندما يطبق النظام كاملا بحق المعنيين ألا يكون استوفى كل شروط الميزان ؟ وعندما يقوم بتطبيقه بخصوص ما يهم موظفيه من حقوق يقوم بإيجاد التبريرات والخروج بمخارج ظاهرها قانوني أليس هذا تبخيس للميزان .
أيها المسؤول كن عادلا بتطبيق النظام لك وعليك فإنك قد تخدعنا لفترة ما ليس لأنك ذكي بل لأن ميزانك أعوج وويل لك من الله تعالى .
كم مرة أيها المتسلق تشدقت بالقانون على زملائك وطبقته عليهم ؟ وكم مرة وجدت لنفسك مخرجا ؟
كم من مرة وجدت لنفسك مهربا من حقوق البشر وبشكل ظاهره قانوني ؟ وكم من مرة عندما تكون مستفيدا تطبق القانون كاملا ؟
يا من قدر الله تعالى لكم أن تكونوا في موقع المسؤولية ولم تتقوا الله تعلى خافوا على جلودكم من النار وخافوا من الانتقام من لدن عزيز جبار .
ألا تتوقع أيها المتلاعب بالنصوص القانونية بأن الله تعالى قادر بوضعك بالمكان الضيق أمام شخص سيكون بصفاتك وسيعاملك كما عاملتنا ولكنك عندها ستطالب بتطبيق العدل .
حسبنا الله على المطففين الين يستوفون من الناس عندما يكون الحق لهم ويتلاعبون بالمقاييس عندما تكون الحقوق عليهم أو للناس .
المفضلات