هل يتغير الحب
هل يتغير الحب؟
الحقيقه فيه دراسة أعجبتني كثيرا قرأتها في أحد المنتديات فأحببت أن يطلع عليها أبنائي وبناتي المقبلين على الزواج لاسيما في هذه الفترة التي تكثر فيها الزواجات لمافيها من فائدة عظيمه تعود للطرفين ( العروسان ) بالخير -إن شاء الله- هذا البحث يشيرإلى أن الحب الذي ينقاد له كثير من الناس يتغير بعد الزواج فتنصدم الزوجة بما حصل لزوجها بعد الزواج من افتقاد وهج الحب والشوق وأصبحت الأمور عادية علاقة امرأة برجل أطفال ومسئوليات وشغل بيت وزيارات رائحة الحب الجميلة خفت إلم تكن إنعدمت ، فتقول الدراسة: إن الحب يمر بمراحل ثلاث: الأولى :مرحلة (الانبهار) فالحبيب لايرى في حبيبه إلا الكمال دون نقص لايرى العيوب إطلاقا وهذه المرحلة تسبق الزواج أيام الخطوبة إلى أن يدخل الزوج بزوجته ويحصل الاحتكاك بينهما ويتم معرفة كل منهما الآخر معرفة حقيقية ويدرك كل طرف أن صاحبه ليس كاملا كما كان التعايشيتوقع وهذه مرحلة : (الاستكشاف) ومن ثم تأتي المرحلة الثالثه وهي مرحلة) )وأكثر حالات الطلاق تحدث- مع الأسف- في مرحلة الانبهار وفيها يرتفع هرمون الدوبامين DOPAMINEوهو:هرمون العشق والوله ولكن هذه الفترة -مع الأسف- لاتستمركثيرا عندما يحل هرمون آخر محل هرمون الدوبامين وهو هرمون الاوكستيوسين وهو هرمون الاستقرار واستمرار العلاقات الزوجية(الود والرحمة)، ونستطيع أن نسميه الهرمون الأبدي أو طويل المدى،وهذا الهرمون يخفض حدة هرمون الدوبامين الذي يكاد أن يتلاشى ويسبب صدمة لكلا الطرفين وتبدأ معه المصادمات والخلافات ، مما يروى عن أحد الأزواج أنه في بداية زواجه سقطت زوجته في الدرج فقال لها :بسم الله عليك ياقلبي عساك ماجاك شيء ،هذا كلام جميل رومانسي تسر له الزوجة لاشك ، وتسعد لاسيما أنه صادر من زوجها حبيبها، وأما في السنة الثانية لماسقطت قال لها: وشفيك ماتشوفين عساك العمى ، وآباؤنا يقولون لاتسأل العريس حتى يحول عليه الحول ربما هم يعرفون مايمر به العروسان في بداية زواجهما من شغف ووله وتغاضي عن الأخطاء ولكن بعد سنه بدأ كل واحد منهما يفتش عن أخطاء صاحبه وبدأت حدة النقاش والاختلاف تظهر وعاد كل واحد منهما لطبيعته قبل الزواج فالزوجة من عالم آخر والزوج من عالم ثان.
لاشك أن الحب حاجه طبيعية يجب أن يعيشها الفرد في حياته وقد جعلها عالم النفس ماسلو في الدرجة الثالثة بعد الحاجات الفيزولوجية والحاجة إلى الأمن والاستقرار ، إذ أن الشخص لايمكن أن يشعر بالحب مالم يكن آمانا فالأمن هو الحاجة الثانية بعد الأكل والشرب والجنس والله سبحانه وتعالي يقول : ( والذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف) سورة قريش آية رقم4 ،فالحاجة الفيزولوجية مقدمة على حاجة الأمن والاستقرار كما أشارت إلى ذلك الآية الكريمة ثم يأتي بعد الحاجة إلى الحب الحاجة إلى التقدير والاحترام ثم الحاجة إلى إثبات الذات ثم تأتي الحاجات الأخرى كالحاجة إلى الجمال والشهرة حاجات كثيرة يحتاجها الإنسان في حياته فإذا لم تشبع هذه الحاجات ينحرف سلوك الإنسان مثال ذلك: إذا جاع الإنسان ولم يجد ما يأكله سرق وإذا احتاج للجنس ولم يتزوج زنا ، معنى ذلك أن حاجات الإنسان إذا لم تلب وتشبع سببت له مشكلة وهكذا نجد أن السجون ملئت بأناس لم تشبع حاجاتهم أبرزها الحاجة للحب والعطف والحنان لأن غالب السجناء كانو يفتقدون الحاجة إلى الحب والحنان واحترام الذات .
وأستنبط من حديثي السابق أن كل عروس أو عريس عليه أن ينتبه جيدا لما سيحصل بعد زواجه أو زواجها من تغيير في المزاج والعواطف من مرحلة الانبهار إلى مرحلة التعايش ففي مرحلة الانبهار معظم حالات الطلاق في مجتمعنا العربي والخليجي حدثت في هذه المرحلة ومن اجتازها بسلام وذكاء سلم ومن فشل فيها ربما يستمر زواجه لكن يظهر في الأسرة مايسمى بالطلاق النفسي ( العاطفي ) وهو أن تكون الزوجة زوجة بالاسم بدون مشاعر وعواطف فالزوج يعيش بمعزل عن زوجته والزوجة تعيش في ظل زواج باهت لاطعم له ولا ريح تعيش مع زوج تزوجها في لحظة انبهار وانطفأت هذه الشمعة فهي تعيش معه من أجل أولادها أو خوفا من الطلاق والتشرد وما أكثر هذه الحالات – مع الأسف – في مجتمعنا العربي والخليجي .
أنا أقول هذا الكلام وأنا أحس أن معظم من سيقدم على الزواج من الشباب أو الشابات لايملكون ثقافة زوجية كافيه تؤهلهم للدخول فيه ، وتضمن لهم استمرار ه ، وكم هم بحاجة ماسة لمثل هذه المواضيع التي تثري عقولهم وتحذرهم من مزالق قد يقعون فيها فيما بعد ويخسرون أشياء غالية جدا لاتقدر بثمن ، وأدعوالله لجميع من ينوي الدخول في معركة الزواج أدعو لهم بالتوفيق وأن يجمع الله بينهما بخير ويرزقهما الذرية الصالحة ، والله ولي التوفيق.
v
411223411223411223
رد مع اقتباس
المفضلات