حكاية المنسف المنغولي البديل ؟!
[IMG]http://***********/news/dbkmmyzbznphhvzv.jpg[/IMG]
اجبد - نتيجة لتزايد اعباء الحياة يوما بعد يوم الذي طال حياتنا بكافة تفاصيلها ومن بينها الاكلات الشعبية التي لها طقوس ومقادير خاصة لا يمكن المساس بها، لكن تردي الاوضاع الاقتصادية للبعض دفعتهم للبحث عن بدائل بكلفة اقل من باب التوفير .
اكلة المنسف التي تعد طبقا شعبيا ورئيسيا لنا استطاع البعض ان يدخل عليها بدائل كثيرة لم تقتصر فقط على استبدال اللحم البلدي باللحوم المستوردة اوبالدجاج بل طال الجميد الكركي الذي استبدل بالجميد السائل او الجميد المستورد من احدى الدول العربية المجاورة، بالاضافة لاستبدال مكسرات او زينة المنسف من لوز وصنوبر ليستبدل بالفستق المحمص .
هذه البدائل التي بدأت تدخل تفاصيل حياتنا نتيجة تردي الاوضاع المادية بدأت تعصف على تفاصيل حياتنا حتى في طعامنا الشعبي ، فهل الحاجة ام الاختراع ام ان ظروف الحياة صعبة تجبر الانسان لاستنباط البدائل ، وماهو الفارق السعري الذي يتلمسه المواطن من هذه البدائل، وهل تحصل العائلة على الطعم الاصيل المنشود باستخدام البدائل .
“الحدث” تجولت في وسط البلد في العاصمة وتعرفت على البدائل الموجودة وسألت اصحاب المحال عن اقبال الناس عليها مقارنة بالاساسية والتقت ايضا وبشكل عشوائي ببعض المواطنين وحاورتهم بهذا الموضوع :
سامر الخليلي احد تجار المواد التموينية يرى بان البدائل الرخيصة هي محور اهتمام الكثير من الناس، والجميد وهو الركن الاساسي في المنسف اصبح يقلد واصبح هناك بديل للجميد الكركي الاصيل ومنها الجميد المستورد الذي يباع بسعر ارخص بكثير من الكركي فعلى سبيل المثال يباع كيلو الجميد المستورد باربعة دنانير وهذا اوفر بكثير من البلدي كما ان هناك جميد سائل الذي يشبه بطعمه الجميد الاصلي وبسعر ارخص من الجميد المستورد، واشار سامر ان اقبال الناس على البدائل كبير جدا مقارنة بالمنتجات الغذائية البلدية الغالية.
اللحم البلدي والجميد البلدي “للناس العايشة” والبدائل “ للطفران” هذا ما يراه كريم القضاة الذي يعتبر البدائل نوع من التغير الاجتماعي الذي يطال كافة تفاصيل حياة الناس ومن بينها استنباط بدائل الاطعمة لكي يشعر الناس بان شيئاً لم يتغير وفي الحقيقة هذا نوع من التبدل الاجتماعي لدرجة ان الناس بدأوا بتدوال الفارق على عزيمة المنسف بالقول : “منسف على الاصول “ اي البلدي بكافة مقاديره او “منسف منغولي “ اي محتوياته كلها بدائل، ويرى كريم ان معظم الناس يستخدمون المواد الاصيلة فقط لعزيمة الاغراب، اما المعارف فلهم البدائل من باب انهم “ادرى بالحال” .
“الجود من الموجود” هذا ما اشارت اليه فاطمة ام ابراهيم التي تعتبر بان الظروف الاقتصادية التي يعاني منها المواطن لها اثر كبير على تراجع مستوى المعيشي للمواطن، ومن بينها تراجع استخدامه للمواد الغذائية البلدية واستخدام البديل لاضطراره وبحسب ام ابراهيم ان البديل “حكي فاضي” اي لا طعم ولا ريحة ، لكن الحاجة تجبر المرء على تقبل امور جديدة، وتستحي ام ابراهيم من العزائم لذلك هي لا تحضر المنسف وتختار بديل من الاطعمة تجنبا للاحراج .
وهذا ما اكدته سمية الخزاعلة بقولها “ المكسور … مجبور” لذلك لا تخجل من تقديم المنسف بكافة بدائله في العزائم لان معظم الناس يستخدمون الدجاج كبديل للحم والجميد المستورد بديل للبلدي وللزينة يكتفى بالفستق المحمص ، وترى سمية ان البدائل بدأت تدخل لكافة تفاصيل الحياة من مأكل وملبس وعادات اجتماعية التي تقلصت ايضا لنفس السبب .
ويبدو ان اغلب المواطنين يعانون من التحول الاجتماعي الذي لم يقتصر فقط على استبدال اللباس الجديد بملابس البالة، والسيارات بنوع القطارة، والاعراس في الصالات، والاجهزة والاثاث بالتقسيط، بل طال ايضا الاطعمة !
الحدث
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نورسان البتراء
المفضلات