التقنية الحديثة في مصر
التقنية الحديثة في مصر تتحول إلى "مأذون شرعي"
انتقدت جمعية المأذونين الشرعيين في مصر بشدة موضة الطلاق عبر الرسائل القصيرة ، بعد ان صدرت بعض الفتاوى تجيز هذا النوع من الطلاق .
وكشفت الجمعية عن ان عدد حالات الطلاق في مصر وصل الى 264 الف حالة وان 42% من حالات الطلاق تتم بين المتزوجين حديثا وخلال السنة الاولى حتى السنة الرابعة .
وتشير احصائية الجمعية إلى ان 52 % من حالات الطلاق التي تتم في مصر سنويا تقع بين زوجين عمرها يترواح بين 20 و 25 سنة .
وشهدت مصر حالات عديدة تم فيها الطلاق عبر وسائل الكنولوجيا ، فقد قامت فتاة "22 سنة" برفع دعوى امام محكمة الاسرة بالاسكندرية تطلب فيها اثبات طلاقها من من زوجها "25" سنة الذي قام بعقد قرانة عليها منذ عامين ولم يدخل بها وسافر للعمل في هولندا الا انه استقر هناك وتزوج باخرى وقرر عدم العودة فقدمت الفتاة رسائل تلقتها من العريس عبر الانترنت يقول فيها انت حرة وفي حل من اي وعد او ارتباط زواج .
وذكرت جريدة الاخبار ان المحكمة لم تطمئن لاقوال الشهود فقضت برفض الدعوي واشارت المحكمة الي ان الطلاق عبر الانترنت غير جائز ولا يصح وان عليها اللجوء للسفارة لاثبات ذلك .
دعوى طلاق اخرى رفضتها احدى المحاكم المصرية تخص امراة طلبت اثباتا رسميا لطلاقها من زوجها الاول الذي كانت قد تزوجته عرفيا لكنه طلقها من خلال البريد الالكتروني ، وعللت محكمة الاحوال الشخصية موقفها بان طلاق الانترنت لا يعتد به اذ لا يمكن اثبات ان الزوج هو مرسل الرسالة بشخصه .
وهذه النوعية المستحدثة من الطلاق اثارت جدلا بين علماء الدين فمنهم المعارض ومنهم المؤيد ولوحظ ذلك الخلاف بين الدكتور سعاد صالح وبين الشيخ يوسف البدري حينما اكدت الدكتورة سعاد صالح ان الطلاق لا يقع عبر رسالة الموبايل وصرحت بذلك عبر اذاعة برنامج "عم يتساءلون" على قناة دريم الفضائية ومن هنا ظهر الخلاف بينها وبين الشيخ يوسف الذي اكد ان اراء الدكتورة سعاد خاطئة وطالبها بالتوبة العلنية عبر التليفزيون .
وقال البدري وهو يعمل استاذا بجامعة الازهر ان علماء الامة قديما وحديثا اجمعوا على ان لفظ الطلاق ما دام صدر من الزوج وحده او امام جماعة وابلغ بها احدا من الناس زوجته كانت او غيرها بالصيغة الصريجة لفظا او كتابة او اشارة فانه طلاق واقع وعليه فان رسائل المحمول المسماة الـ SMS هي وسيلة مكتوبة معتبرة شرعا وما دام قد اقر بان الرسالة التي ارسلها لزوجته بهذه الوسيلة بالصيغة الصريحة "انت طالق" فان الطلاق يعد واقعا لا محالة ذلك انه من المقرر شرعا ان الاخرس يقع طلاقه بالاشارة فالاولى ان الطلاق يقع برسالة محمول اقر الزوج انه اوقعها ولم نجد في السلف والخلف من يقول خلاف ذلك وعليه فان هذه الرسالة تعد طلقة واذا كانت الثالثة للزوج فان امراته تحرم عليه فلا تحل له حتى تنكح زوجا غيره فان استمر الرجل في معاشرة زوجته يعدا زانيين وارى ان فتوى سعاد صالح خاطئة وكل فقهاء الامه ضدها .
ولكن حينما اخذنا رأي الدكتور سعاد صالح رفضت الادلاء باي اراء وقالت انها لن تتحدث في هذه الفتوى مرة اخرى وليست لها علاقة بالصحافة والاعلام .
وحينما طلبنا منها ان تدلي برايها بما هو مفيد للمراة والمجتمع رفضت التحدث بهذا الشان .
ويرى الشيخ فرحات المنجي احد علماء الازهر ان الطلاق عبر رسائل SMS جائز ويقع طالما تم التاكد من ان الراسل هو الزوج اما اذا قال اني لم ارسل شيئا ولو كان على رقم الموبايل الخاص به فهذا لا يعتبر طلاقا لانه في هذه الحالة تراجع عن قراره ولم يرد الطلاق فالطلاق لابد من شهود "فاشهدوا ذوى عدل منكم" اقول هذا الامر للستحباب وليس للوجوب بدليل قوله تعالى "فاشهدوا اذا تبايعتم" فهل اذا اردت شراء شيء من رجل وخرجت للشارع فاتى برجلين ليشهدوا على البيعة فهذا امر للجواز وليس للوجوب ، والطلاق ينعقد بين الزوج وزوجته فالله تعالى يقول "او يعفون الذي بيده عقدة النكاح" فعقدة النكاح بيد الرجل فهو الذي يملك فضها فنكون بذلك قد حجرنا على حق الرجل لطلاق زوجته .
المصدر : الحقيقة الدولية-القاهرة-مصطفى عمارة-08/3/13
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رفيق الاحزان
المفضلات