احباب الاردن التعليمي

النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: الخيل في القرآن الكريم

  1. #1
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Tue Feb 2009
    المشاركات
    407
    معدل تقييم المستوى
    16

    الخيل في القرآن الكريم

    الخيل في القرآن الكريم والأحاديث والشعر.


    ورد ذكر الخيل في أكثر من آية من آيات القرآن الكريم ، كلها ترفع من قدرها على غيرها من الحيوانات الأخرى كما أقسم بها الله خالق هذا الكون .. وما فيه من مخلوقات في قوله تعالى : ((والعاديات ضبحاً)) وفي الآيات الكريمه أشارت الى فضل الخيل وتكريمها وارتباطها بصفة الخير ، وعدها الله من أعظم مخلوقاته ، تكرَ’ ، وتفر’ ، وتعدو ، وتروح ، ثم قرن عز وجل القوة بالخيل والخيل بالقوة قال تعالى : (( واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل )) وفي سورة ((ص)) أشارة الى أن الله سبحانه سخرها لسليمان عليه السلام ، وجعله يهتم بها ، قال تعالى : (( إذ عـرض عليه بالعيشي الافنات الجيادٌ ، فقال إني أحببتٌ حبًَ الخير عن ذكر ربي حتى توازت بالحجاب ، رٌدٌوهــا علي فطفق مسحاً بالسوق والأعناق )) . صدق الله العظيم ، ومدحدها بقوله: (( والخيل المسومة.........)) أي المعلمة بالوضوح والغرة ، وذكرها في معرض الامتنان وقدموها في الذكر بقوله : (( والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة)).

    1.عن أسماء بنت يزيد رضي الله عنها ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( الخيل في نواصيها الخير معقود أبداً الى يوم القيامه ، فمن ربطها عدة في سبيل الله فإن شبعها وجوعها ، وريها وظمأها ، وأرثها وأبوالها فلاح في موازينه يوم القيامه ، ومن ربطها رياء وسمعه وفرحاً ومرحاً : فإن شبعها وجوعها ، وريها وظمها ، وأرثها وأبوالها ، خسران في موازينه يوم القيامه )) ، أخرجه الامام أحمد في مسنده ، قال ابن النحاس في مشارع الاشواق (1/331_3332 رقم 473 ).

    2. عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( الخيرمعقود بنواصي الخيل الى يوم القيامه ، والمنفق على الخيل كالباسط كفه بالنفقة ولا يقبضها )) .أخرجه الطبراني في الأوسط ، وصححه الألباني في الجامع الصغير رقم (3349).

    عن أبي كبشة الأنماري رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : (( الخير معقود في نواصي الخيل ، وأهلها معانون عليها ، والمنفق عليها كالباسط يده بالصدقه )) .
    أخرجه أبو عوانة ، والطبراني ، وابن حبان والحاكم وصححه . أنظر مشارع الأشواق لابن النحاس ( 1/331_3332 رقم 472).

    2. عن عروة البارقي وجرير بن عبدالله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( الخيل معقود بنواصيها الخير إلى يوم القيامه ، الأجر والمغنم )) ، أخرجه من حديث عروة الإمام أحمد والبخاري ومسلم والنسائي والترمذي . وأخرجه من حديث جرير الإمام أحمد ومسلم والنسائي ، حديث رقم 3353 في صحيح الجامع الصغير للألباني .

    3. عن جماعة من الصحابه رضوان الله عليهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامه )).

    4. عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( الخيل معقود في نواصيها الخير واليمن إلى يوم القيامه ، و أهلها معانون عليها ، فامسحوا بنواصيها لها بالبركة ، وقلدوها ، ولاتقلدوها الأوتار ) قال ابن الأثير : ( أي قلدوها طلب الدين والدفاع عن المسلمين ، ولا تقلدوها طلب أوتار الجاهلية . والأوتار جمع وتر( بكسر الواو ) وهو الدم وطلب الثأر . يريد اجعلوا ذلك لازماً لها في أعناقها لزوم القلائد للأعناق ) = النهاية في غريب الحديث (4/99).

    5. عن سوادة بن الربيع أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( عليك بالخيل ، فإن الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة )) .

    6. عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( البركة في نواصي الخيل )).

    7. عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( الخيل في نواصي شقرها الخير )).

    8. عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( الخيل ثلاثة : ففرس للرحمن ، وفرس للشيطان ، وفرس للإنسان ، فأما فرس الرحمن ، فالذي يرتبط في سبيل الله ، فعلفه وروثه وبوله في ميزانه ، وأما فرس الشيطان فالذي يقامر أو يراهن عليه . وأما فرس الأنسان فالفرس يرتبطها الإنسان يلتمس بطنها ، فهي ستر من الفقر )).

    9. عن رجل من الصحابة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( الخيل ثلاثه ، فرس يرتبطه الرجل في سبيل الله فثمنه أجر ، وركوبه أجر ، ورعايته أجر ، وعلفه أجر وفرس يغالق عليه الرجل ويراهن عليه فثمنه وزر ، وعلفه وركوبه وزر ، وفرس للبطنة فعسى أن يكون سداساً من فقر إن شاء الله )) .

    10. عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : الخيل لثلاثة : هي لرجل أجر ، لرجل ستر ، وعلى الرجل وزر ، فأما الذي هي له أجر ، فرجل ربطها في سبيل الله ، فأطال لها في مرج أو روضة . فما أصابت في طيلها من المرج والروضة كانت له حسنات ، ولو انها قطعت طيلها فاستنت شرفاً أو شرفين كانت آثارها وأرواثها حسنات له ، ولو أنها مرة بنهر فشربت ولو يرد أن يسقيها كان ذلك له حسنات ، ورجل ربطها تغنياً وستراً وتعففاً ، ثم لم ينس حق الله في رقابها وظهورها فهي له ستر ، ورجل ربطها فخراً ورياءاً ونواءاً لأهل الأسلام ، فهي له وزر )) .

    11. عن تميم الداري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من ارتبط فرسا في سبيل الله ، ثم عالج علفه بيده ، كان له بكل حبة حسنة )). اخرجه ابن ماجه وابن حبان ، صححه الالباني في صحيح الجامع الصغير (رقم 6008 ).

    12. عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( من أحتبس فرساً في سبيل الله إيماناُ وتصديقاً بوعده كان كان شبعه ورويه وروثه وبوله حسنات في ميزانه يوم القيامه )).

    13. عن تميم الداري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ما من امرىء مسلم ينقي لفرسه شعيرا ، ثم يعلقه عليه إلا كتب الله له بكل حبه حسنة ))

    14. عن سهل بن الحنظلية أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( إن المنفق على الخيل في سبيل الله ، كل باسط يده بالصدقه لا يقبضها ))

    15. عن عروة البارقي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( الإبل عزلأهلها ، والغنم بركة ، والخيل معقود في نواصي الخير إلى يوم القيامه )).

    16. عن حذيفة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( عن ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( يمن الخيل الخيل في شقرها )).

    17. عن أبي قتاد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( خير الخيل الأدهم ، الأقرح ، الأرثم ، المحجل ثلاث ، مطلق اليمين ، فإن لم يكن أدهم فكمية على هذا الشيه )).

    18. عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم : (( كان يكره الشكال من الخيل )) .

    19. عن ابن عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم : (( كان يضمر الخيل )).

    20. عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم : (( كان كان يسمي الأنثى من الخيل فرساً )).

    21. عن أبي كبشه الأنماري أنه أتى رجلاً فقال : أطرقني من فرسك ، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من أطرق فرساً فأعقب له الفرس كتب الله له أجر سبعين فرساً يحمل عليها في سبيل الله ، وإن لم يعقب كان له أجر الفرس حمل عليه في سبيل الله عز وجل )).

    22. عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهماقال : (( نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عسب الفحل )) .

    23. عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رجلاً من كلاب سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن عسب الفحل فنهاه ، فقال : يارسول الله إنا إنا نطرق الفحل فنكرم ، فرخص له في الكرامة )) ، (( عسب الفحل تلقيحه للأنثى بأجر )) .

    24. عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال : نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن خصاء الخيل ، والإبل والغنم )).

    25. عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : (( ليش على المرء المسلم في فرسه ولا مملوكه صدقة )).

    26. عن أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما قالت : (( نحرنا فرساً على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأكلناه )).

    27. عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال : ((نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر عن لحوم الحمير ، ورخص أو أذن في لحوم الخيل )). أخرجه البخاري ومسلم . ذهب مالك وأبو حنيفة إلى أن أكلها مكروه كراهة تنزيه ولكن البعض قال بأن كراهة أكلها تحريم لا تنزيه لانها آلة حرب لإرهاب عدو الله وفي أكلها تقليل آلة الحرب والجهاد في سبيل الله .

    28. عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( لاسبق إلا في خف أو حافر أو نصل )) . وفي رواية أخرى للنسائي : (( لايحل سبق إلا على خف أو حافر )) حديث صحيح . أخرجه الامام أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه من الحديث أبي هريرة عن النبي في صحيح الجامع الصغير رقم ( 7498 ) .

    29. عن أبي ذر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إنه ليس من فرس عربي ، إلا يؤذن له مه كل فجر يدعو بدعوتين ، يقول : اللهم إنك خولتني من خولتني من بني آدم ، فاجعلني من أحب أهله وماله إليه )) . أخرجه أحمد والنسائي والحاكم وصححه الألباني . حديث رقم 2414 في صحيح الجامع الصغير .

    قال ابن عمر سابق رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الخيل التي ضمرت ، فأرسلها من الحيفياء ، وكان أمدها ثنية الوداع . وسابق بين الخيل التي لم تضمر ، فأرسلها من ثنية الوداع ، وكان أمدها مسجد بني زريق ، وكان أبن عمر ممن سابق فيها )) . صحيح البخاري ( رقم 2870 ) ، صحيح مسلم ؛ 1870 ).
    وجاء في الرواية أن المسافة بين الحفياء وثنية الوداع ستة أو سبعة أميال . وأن المسافة بين الثنية ومسجد بني زريق رميل واحد . ومع اختلاف تقدير الميل بين زماننا وزمان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإنه يستفاد من هذا الحديث أن الخيل غير المضمرة تكون مسافة عدوها على السدس أو السبع من مسافة الخيل المضمرة .

















    الخيل عند العرب في الجاهلية والاسلام
    لقد عرف العرب الخيل منذ أقدم العصور ،وعن شيخ الأسلام تقي الدين السبكي ان الله سبحانه وتعالى خلق الخيل قبل لآدم عليه السلام بيوم أو يومين . وأخرج الواقدي عن مسلم بن جندب ، قال: أول من ركب الخيل اسماعيل بن ابراهيم عليه السلام ، وانما كانت وحشاً لاتطاق حتى سخرت له وبذالك سمية العراب.
    وظل ذكر الخيل مقروناً بالعرب ، فاذا ذكرت العرب ذكرت الخيل ،واذا ذكرت العرب ذكر الخيل ، وهي عندهم رمز ترتبط به أسمى المثل العليا من كرم ومروءة وشجاعة ووفاء ، وهي القوة العربية التي أرهبة الاعداء ، ارهبت الفرس والروم ، وعلى ظهورها فتح العرب الامصار والبلدان ، ووصلوا الى الصين شرقاُ ، والى الاندلس غرباً ، وهذا قتيب بن مسلم الباهلي ، القائد العربي الشجاع ، يخوض بفرسه المحيط ، ويقول : والله لو علمت أن ارضاً وراء هاذا البحر لخضته اليها .
    ولا أدل على مكانتها العالية عند العرب من ان الله سبحانه وتعالى أقسم بها في كتابه العزيز ، في قوله تعالى : ((والعاديات ضبحاً ، فالموريات قدحاً ، فالمغيرات صبحاً فأثرن به نقعاً ، فوسطن به جمعاً )) والجمع هنا : العدو وقد جاء ذكرها في القرآن الكريم في خمس سور ، فضلاً عن تسمية سورة باسمها وهي سورة ((العاديات)).
    أقسم الله بها ، وذكرها لما فيها من المنافع الكثيرة ، سواء في السلم أم الحرب ، ولما فيها من جمالية ، وصوره محببة الى نفس الانسان العربي وغير العربي ، قال الله في محكم كتابه العزيز ((زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطره من الذهب والفضة والخيل المسومه )) .
    وجاء ذكرها في أحاديث كثيرة ، تحث على أكرامها وعدم إذلالها واطعامها ولاعتناء بتربيتها ، لأ ن في نواصيها الخير ، وفيها البركة ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( الخيل معقود في نواصيها الخير الى يوم القيامه )) وقال صلى الله عليه وسلم : (( البركة في نواصي الخيل )) وفي رواية أخرى (( البركة في الثلاث : في الفرس والمرأة والدار )) .
    وأخرج النسائي عن أنس ، قال : لم يكن شيء أحب الى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد
    وقد أمر صلى الله عليه وسلم بالانفاق على الخيل ، وقال : ((من ارتبط فرساً في سبيل الله ثم عالج علفه كان له بكل حبة حسنه)) .
    ونهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن اذلالها ، وقال : (( لا تقودا الخيل بنواصيها فتذلوها )) ، وقال صلى الله عليه وسلم : (( اكرموا الخيل وجللوها )) .

    1.
    خلقة عربيه
    ومن طريف ما يروى عنه صلى الله عليه وسلم انه جعل للفرس سهمين ولصاحبه سهماً واحد . وما ذالك الا تكريم لها ولانها تجاهد في سبيل الله مثلما يجاهد المسلمون ، فتطعن وتقتل وتحزن وتفرح بالنصر ، وتبكي اذا قتل فارسها ، وكثيرة هي الروايات التي تحدثنا عن بكاء الخيل العربيه الاصيله على فرسانها ، اذا ماسقطوا قتلى في ساحات الوغى . وهذا مالك بن الريب ، حينما رثى نفسه ، تذكر الثلاثه الذين سيفتقدونه ، ويبكون عليه فلم ينس فرسه وصديقه في وقت الشدة ، واحتدام المعركة ، فقال :
    تذكرت من يبكي علي فلم أجد
    سوى السيف والرمح الرديني باكيا
    وأشقر خــنديد يجـر عـنـانــه
    الى الماء لم يترك الـدهــر ســاقيــا
    انها خلقة عربية ، وقد وجدت أول ماوجدت في الجزيره العربيه ، فهي عربية ، اصلاً و نسباُ و موطناً ، وعن الرسول صلى الله عليه وسلم انه قال : ((لما أراد الله ان يخلق الخيل ، قال لريح الجنوب :اني خالق منك خلقاً ، فجعله عزاً لأوليائي ، ومذله على اعدائي ، وجمالاً لأهل طاعتي ، فقالت الريح : اخلق فقبض منها قبضه ، فخلق فرساً ، فقال له : خلقتك عربياً وجعلت الخير معقود بناصيتك ، والغنائم مجموعة على ظهرك ....... الخ )).
    ولهذا وذالك ، فقد حظيت باهتمام الكتاب والادباء والشعراء والمؤرخين والنسابه ، فأفردوا لها كتباً أهتمت بخلقها وصفاتها و أمراضها وأدواتها واسمائها ، وانسابها ، وأنواعها وفرسانها.. ومن أهم تلك الكتب كتاب أنساب الخيل لابن الكلبي ، وجر الذيل في علم الخيل لجلال الدين السيوطي المتوفي سنة إحدى عشره وتسعمائة للهجرة.
    لقد أحب العرب الخيل ، وعلق حبها قلوبهم ، وفتنوا بها واستهواهم منظرها الجميل ، فأسرت قلوبهم ، فأتخذوها أنيسة لهم وصديقة في سلمهم وحربهم ، في حلهم وترحالهم ، في جدهم ولهوهم ، وصيدهم وطردهم ، لما فيها من خصال الشرف والأصاله ، والمنافع والزينه والبهاء ، قال الله تعالى : ((والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق مالاتعلمون )).


    لقد أنزلها العربي من نفسه منزلة الأهل ولأبناء أو تزيد ، فحدبوا عليها ، وربما فضلوها على أولادهم حتى كان الرجل يبيت طاوياً ويشبع فرسه ، ويؤثره على نفسه وأهله في الطعام والشراب والكساء والمسكن ، ويجاع العيال ولا تجاع ، يقول عبيده بن ربيعه :
    مـــفـــادة مـــكـــرمـــة عـــلـــيـــنـــا
    يـجـاع لـهـا الـعـيـل ولا تـجـاع
    وكان العرب في الجاهلية يحتفلون بها ، وبمولودها ، ويهنىء بعظهم بعضاُ إذا ولدت له الفرس ، وكانوا لايهنئون إلابغلام يولد ، أو ينبغ أو فرس تنتج.
    الشعراء والخيل
    وجاء الشعراء ليخلدوا الخيل بأشعارهم ، ويتغنوا بمفاتنها ، ويفخروا بشجاعتها واقدامها ، فوصفوها بأجمل الاوصاف ولم يدعوا عضواً من أعضائها الا وصفوه حتى عرف الكثير منهم بوصافي الخيل ، كأمرىء القيس ، وابي داود الايادي ، وطفيل الغنوي ، وزيد الخيل الذي سماه الرسول صلى الله عليه وسلم بزيد الخير بدلاً من زيد الخيل .
    ونسمع لجعفر بن كلاب قوله ، وهو يساوي حصانه (حذفة) بنفسه اذ يقول:
    فــمـن يـك سـائـلا عـني فـانـي
    وحـذفـة كـالـشـجـا تـحـت الـوريـد
    أسـويـهـا بـنـفـسـي أو بــجــزء
    فـألـحـفـهـــا ردائـي فـي الــجـلـيـد
    أمـرت الـراعـيـيـن لـيـؤثـرهـا
    لــهــا لـبـن الـخـلـيـة والـصـعــود
    والخلـيــة : هي الناقة التي خليت للحلب من كرمها
    والصعود : الناقة التي ترجع فصيلها فتدر
    ويقيها عنترة بنفسه ، وهي تراثه :
    أتـقـي دونــه الـمـنايـا بـنفـسـي
    وهـو يـغـشـى بنا صدور الـعـوالي
    فـاذا مــــــت كان ذال تـراثــي
    وسـخـالاً مـحـمـودة مـن سـخـالــي
    فجواد عنترة هو خليله وصاحبه وصديقه الذي يقيه بنفسه ويصله على أي حال من سحيل ومبرم :
    أقيه بنفسي في الحروب وأتقي
    بـهـاديــــه انـي للـخــــيـل وصـول

    وتبقى الخيل ، بعد هاذا و قبل هذا مكرمة ومعززة لدى الانسان العربي ، وهي –عنده- من الذخر الذي لايباع ولا يعار حتى للملوك ، فنها رمز أضمر كل المثل العربية السامية ، ثم ان اكرمها و العناية بها اكرام لنفسه ووقاية لها ، واهانتها واهمالها ، دليل على هوان صاحبها وضعفه وضعته ، يقول شاعر بني عامر بن صعصعة :
    بـنـي عـامـر ان الـخـيـول وقـايـة
    والمــــــــوت وقــــــــت مـــــــؤجـل
    اهـيـنـوا لها ماتـكرمون وباشـروا
    صيانـتـهـا والـصـون لـلخـيـل أجـمـل
    متى تـكـرموها يكرم المرء نفسه
    وكـل امـرىء مـن قـومـه حـيث ينزل
    كما يقول الأخطل:
    إذا مـا الـخـيـل ضـيـعـهـا انـاس
    ربــطــناهـا فــشــــاركــــت الـــعـيـالا
    نـهـبـن لـهـا الـطعام إذا شـتـونـا
    ونــكـسـوهــــا الـبـراقــــع والــجــلالا
    ويبقى امرؤ القيس أكثر الشعراء افتتاناً بالخيل ، وعشقا لها إذ يجد نفسه وصورته في صورتها ، فهو فارس ، وملك وابن ملك ، ولهذا ينثر كل الصفات الحميدة من شجاعة وإقدام وقوة على حصانه نثراً ، فهي فرس حرب ، سريعة في الكر والفر ، قوية ، جميلة ، قليلة الشعر ، جرداء ،قليلة لحم الخدين ، طويلة العنق ، مشرفة ، الخير كل الخير فيها ، حيث يقول :
    الخير ماطلعت شمس وما غربت
    مـطـلـب بنواصي الـخـيـل معـصـوب
    قد أشهد الغـارة الشعراء تحملني
    جـرداء معـرفـة اللـحـيـيـن سـرخـوب
    وأبياته في وصف حصانه المنتصر ، المعروفة مشهورة وأذكر منها هنا قوله :
    وقد أغـتـدي والطير في وكناتهـا
    بــمـنـجـر قـيـد الاوابـد هـــيـكــــــــــل
    مـكـر مـفـر مـقـبـل مـدبـر مـعـاً
    كجـلمود صخر حطه السـيـل من عــل
    كـميت يزل اللبد’ عـن حال متنه
    كـمـا زلـت الـصـفــــواء بـالـمـتـنـــزل
    مسح أذ ما السابحات على الوني
    أثـرن غـــبــــــارا بالـكـيـد الـمـركـــل
    على العـقـْب جياش كأن اهتزامه
    إذا جـاش فـيـه حـمـئـة غـلـي مـرجــل
    يطير الغلام الـخـف عن صهواته
    ويـلـوي بـأثــواب العــنـيـف الـمـرَكـل
    دريــر كـخـذروف الـولـيـد أمـره
    تــقـلـب كــفـيـه بـخـيـط مـوصًــــــــــل
    له أيـطلا ظـبـي وسـاقــا نــعـامــة
    وإرخـــاء ســرحـان وتـقـريب تـتـقــل
    كأن على الكـتـفـيـن منه إذا انـتحى
    مداك عـروس أو صـرايــة حــنــظــل
    فـبـات عـلـيـه سـرجـه ولـجـامــــه
    وبـات يـعـنـيَ قـائـمـاً غـيـر مرســــــل

    وكانت الخيل العربية الاصيلة تشار الفرسان في الإجهاز على القتيل من الأعداء ،حيث كانوا يعودونها ان تطأ القتيل وتجهز عليه ، مثل فرس زيد الخيل الذي ظلع في أحد المعارك ، فأخذه بنو الصيداء ، فصلح عندهم ، فناشدهم ان يردوه ، وقال لهم :
    يابـــنــــي الصـيـداء ردو فرســي
    انـمـا يــفـعـل هــاذا بـذلـــــيــــــــل
    لاتــذيـلـــوه فـــأنــي لــــــم أكـــن
    يابني الصيداء لـمـهــري بالـمـذيــل
    عـــــودوه مــثـــلــمـا عــودتـــــه
    دلــــــج الـلــيـل وإيـطـاء الـقـتـيــــل
    وهي عند طرفة بن العبد ، الفتى العربي الشجاع ، الشاعر ابن العشرين من أمانيه الثلاث التي عدها من لذة الفتى التي لايبالي الموت إذا فقدها ، ولايحرص على الحياة إلا من أجلها :
    ولولا الثلاث هن من عيشة الفتى
    وجـدَك لم أحـفـل مـتى قـام عــوَدي
    فـمنهن سـبـق العـاذلات بـشـربة
    كــمـيت متى ماتـعـل بالـمـاء تـزبـد
    وكـري إذ نادى الـمـضـان محنبا
    كـسـيـد الـغـضـا نـبـهـتـه الـمـتـورد
    لقد أحبها العربي ، وهام بحبها ، واصبحة بينه وبينها علاقة تاريخية مصيرية ، ((فكانا صديقين وفيين ، يتقاسمان صروف الحياة ، ويتعرضان للمخاطر نفسها في غمار المعارك ، وكانت النصرة والعزة ثمرة لتعاونها الوثيق وشجاعتها ، وجلدهما ، وبراعتهما )).
    وكثيراً ماكانت تقع الغير بين الزوجات وبين الافراس فتلوم النساء أزواجهن على تفضيلهم جيادهم عليهن ، كعنترة العبسي الذي كان لايأبه ولا يحفل لشكوى وتذمر امراته منه ، بل كان يهزاً منها ، وينذرها بالشر أن عادت الى شكواها ، لها الماء البارد ولمهره اللبن الخالص:
    لاتـذكـري مهـري وما أطعمـتـه
    فـيـكـون جلدك مثل جـلـد الأجـرب
    ان الـغـبـوق لـه وأنـت مـسـوءة
    فـتـأوهـي مـاشـئـت تـم تـحـــوّبـــي
    كـذب الـعـتـيـق ومـاء شـن بارد
    ان كـنـت سـائـلـتـي غـبوقـاً فاذهبي
    وقد حذا الأعرج الطائي حذو عنترة في صراعه مع زوجته من أجل إيثار فرسه عليها ، وقد علل ذالك الأيثار بقوله :
    أرى أم سـهــل لا تزال تـفـجـع
    تــلــوم ومــا أدري عــلام تـوجــع
    تلوم على أن اعطي الورد لقحة
    وما تستـوي والـورد ساعة تـفـزع
    إذا هي قـامـت حاسراً مشمـعـلة
    نـحـيب الـفـؤاد رأسـهـا مـاتـقــنـَـع
    وقـمـت الـيـه بـالـجـام مـيـسراً
    هناك يجزيني الـــذي كـنـت أصنع


    وهي عند المتنبي كالصديق الصادق المخلص المجرب إذ يقول :
    وما الخيل إلا كالصديق قليلـه
    وان كـثرت في عيني من لايجرب
    وهي عنده أفضل مكان وأعز في هذه الدنيا ، كما الكتاب عنده خير جليس وأنيس :
    أعز مكان في الدنيا سرج سابح
    وخير جليس في الزمان كتاب

    وما ثبته في المعركة التي قتل فيها إلاقوله :
    الخيل والليل والبيداء تعرفني
    والسيف والرمح والقرطاس والقلم
    أخيراً يبقى العربي المسلم ، يتذكر قوله تعالى ويردده ((وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم )).صدق الله العظيم

  2. #2
    الاداره
    تاريخ التسجيل
    Tue May 2009
    الدولة
    الرايه الهاشميه حفظها الله
    المشاركات
    212,599
    معدل تقييم المستوى
    21475063
    جزاك الله كل الخير وجعله في ميزان حسناتك
    الف شكر للطرح الرائع
    ليس من الصعب ان تصنع الف صديق فى سنة
    لكن من الصعب ان تصنع صديقا لألف سنة
    يكفيني فخرا انني ابن الرايه الهاشميه

  3. #3
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Sat May 2007
    الدولة
    أم الدنيا وارض الكنانه
    العمر
    39
    المشاركات
    120,668
    معدل تقييم المستوى
    21474973
    بارك الله فيك

    وجزاك الله كل خير



  4. #4
    يجب عليك التفعيل حسابك من الايميل المسجل لدينا
    تاريخ التسجيل
    Sat Nov 2009
    العمر
    32
    المشاركات
    297
    معدل تقييم المستوى
    0
    جزاك الله خيرا يسلمو مسعوووووووووووود عبااااااااااس
    تحياتي
    قمر زماااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااااان

  5. #5
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Thu Feb 2009
    المشاركات
    6,527
    معدل تقييم المستوى
    266220

  6. #6
    يجب عليك التفعيل حسابك من الايميل المسجل لدينا
    تاريخ التسجيل
    Sat Nov 2009
    العمر
    32
    المشاركات
    297
    معدل تقييم المستوى
    0

المواضيع المتشابهه

  1. مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 20-12-2020, 02:56 PM
  2. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 25-11-2016, 10:36 AM
  3. مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 06-05-2014, 12:52 PM
  4. سور القرآن الكريم ( سبب التسميه ، سبب النزول ، فضل سور القرآن )]
    بواسطة الوتين في المنتدى المنتدى الاسلامي العام
    مشاركات: 37
    آخر مشاركة: 16-06-2007, 11:45 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
معجبوا منتدي احباب الاردن على الفايسبوك