احباب الاردن التعليمي

النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: السينما الأسبانية أساليب مبتكرة وطاقات إبداعية متجددة

  1. #1
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Wed Jun 2008
    الدولة
    صانعة رجال البواسل رجال الهيه المملكة الهاشمية
    المشاركات
    146,552
    معدل تقييم المستوى
    11586669

    السينما الأسبانية أساليب مبتكرة وطاقات إبداعية متجددة

    ابواب




    السينما الأسبانية.. أساليب مبتكرة وطاقات إبداعية متجددة





    ناجح حسن - تشهد السينما الأسبانية في هذه الفترة حضورا لملامح من الانتعاش والازدهار على أكثر من صعيد درامي وجمالي، قادتها لأن تفرض لأن تتبوأ مكانة مرموقة في السينما العالمية، واستطاعت ان تلفت بتياراتها المتنوعة المفتوحة على ثقافات إنسانية متباينة اهتمامات كثير من النقاد والمتابعين .
    انتعشت حيوية النتاج في السينما الأسبانية التي توجت إبداعاتها في الدورة الأخيرة لمهرجان (كان) السينمائي الدولي بواحدة من الجوائز الرفيعة ذهبت الى فيلم (جميل)، فقد ازداد الإنتاج الكمي ليس في داخل حدود أسبانيا، وإنما تعداها إلى بلدان أخرى ناطقة باللغة الأسبانية، وخصوصا تلك الآتية من القارة الاميركية اللاتينية، وذلك عبر إتاحة الفرصة إلى أولئك المخرجين الشباب الجدد بإنجاز مشاريعهم المؤجلة، وعرضها ضمن مسابقات وبرامج عديدة، تحفل فيها الحياة السينمائية بأسبانيا، أو ضمن فعاليات مهرجان سان سابستيان في قسم سينما تحت الإنشاء، إضافة إلى تلك الاحتفالية السنوية التي يطلق عليها جوائز غويا السينمائية.
    أعيدت الثقة بالفيلم الأسباني، بعد سلسلة طويلة من الجهود والمثابرة، التي اقترنت بمحاولات التحرر من الإرث الذي لازمها في حقبة سياسية واجتماعية شديدة الاضطراب والمعاناة، بدأت منذ العام 1935 واستمرت إلى العام 1975 والتي أعقبها تنظيم عدة ندوات وقراءات عميقة في أبحاث ودراسات بأقلام نقاد وأكاديميين متخصصين مهتمين في موضوع السينما الأسبانية، تحت مظلة من الرعاية والدعم والمساندة، عكفت عليها مؤسسات وشركات وأفراد معنيين، جرى بموجبها مراجعة دقيقة لمفاهيم وطروحات تتعلق بمستقبل السينما الأسبانية، ومحاولات إيجاد أسس راسخة لتفعيل حركة الإنتاج السينمائي، وعلى وجه الخصوص ما قامت به المحطات والقنوات ورجال الأعمال، بعد أن انتاب الكثير من تلك الجهات الإحساس بان السينما الأسبانية تسير في منزلق خطير وجارف إذا لم تتصدى لهذه الحالة، التي كادت أن تنزلق في ركام تلك النوعية من الأفلام الهابطة في محاكاتها السينما السائدة.
    حملت الأعوام العشرة الأخيرة، ارتفاعا في عدد المترددين على الأفلام الأسبانية، ليس في حدود بلدها فحسب وإنما تعداها إلى قدرة الأفلام الأسبانية المنتجة على المنافسة على إيرادات شبابيك التذاكر في أكثر من عاصمة عالمية، بعد أن توج النقاد أصحاب طاقات إبداعية مميزة من صناع السينما الأسبانية، في أكثر من مهرجان ومناسبة عالمية، حصدت على إثرها جوائز رفيعة، ونالت استحسان الحضور المتنوع الثقافات والحضارات، نظرا لبراعة مخرجيها وأساليبهم الثرية في النهل من لغة الصورة، التي تطرح مواضيع وقضايا إنسانية مفعمة بالأحاسيس والمشاعر النبيلة.
    ولئن كان اسم المخرج السينمائي الأسباني المخضرم كارلوس ساورا، قد عوض بقائمة أفلامه المنجزة في أكثر من حقبة زمنية ذلك التقصير الفاضح في مسار السينما الأسبانية عموما، فان ذلك لم يحل أيضا من وجود العديد من الأسماء القادمين من بلدان ناطقة باللغة الأسبانية من ذوي الشهرة العالمية، قبل أن تقود موجتهم السينمائية إلى ميلاد جيل شاب اخذ على عاتقه عملية النهوض بالسينما الأسبانية، تماما كما برز في أسماء بيدرو المودفار، اليخاندور امينابار، رافاييل سكولار.. وسوى ذلك ممن أعقبهم من المخرجين والمخرجات الشباب الجدد الذين بشروا بمشاريع أفلامهم الأولى عن ميلاد تيار سينمائي لافت يمتلك خصوصيته الإبداعية، بعد أن توفرت لهم امكانيات إنتاجية وتوزيعية داخل منظومة من تدابير وفرص ومبادرات إنتاجية مشتركة بين العديد من المؤسسات والشركات داخل أسبانيا نفسها، أو نتيجة لاتفاقات موقعة مع أطراف أوروبية.
    ناقش الفيلم الأسباني «العودة « للمخرج الذائع الصيت بيدرو المودفار صاحب العديد من الأفلام المتميزة، بجرأة جمالية وفكرية قضايا اجتماعية تتعلق بالمرأة، والأنماط الحياتية السائدة في بلد أوروبي مثل أسبانيا، مدعوما بأسلوبية مبتكرة، وهو الفيلم الذي رشح لجائزة اوسكار أفضل فيلم أجنبي ، وفيه يقترب من أسلوبية المخرج الإيطالي فيدريكو فيلليني بقدرته على جذب المشاهد إلى التعاطف مع شخصيات تنتابها سلوكيات مغايرة لكنها محملة بأشواق وآمال طافحة في التمرد على واقعها الصعب والقاسي، في عالم مجبول بسحر الصورة الذي يتجاوز الواقع إلى منحى رمزي وسايكوباتي يفيض بالأسئلة، والمواقف المعبرة عن أوجه العزلة والخواء الإنساني، والذي يصيب بطلاته من النساء اللواتي يزدحم بهن الفيلم على خلفية ارتكاب إحداهن لجريمة قتل زوج طائش.
    حضرت في المشهد السينمائي الأسباني المعاصر أفلام : « ملحق « لرفائيل اسكولار، عن الصدفة التي تجمع أنماط من البشر في لحظات حرجة، فهناك المرأة العجوز التي فقدت كل عائلتها، وبين فتاة فيتنامية صغيرة جرى بيعها لفلاح أسباني، وهناك أيضا رجل الشرطة الذي ما زال يبحث عن زوجة للاستقرار، والذي فاته الزواج بسبب انهماكه بالعمل المتواصل، قبل أن يلتقي أثناء رحلة بقطار برجل مندوب لإحدى شركات التامين، وتاخذهما ذاكرة ليست بعيدة، في تناول تفاصيل دقيقة من سلوكياتهم اليومية، وعلاقاتهم المتباينة، في حياة مليئة بالأحداث والتفاصيل التي تلخص أزمة مجتمع بأكمله.
    تتبع المخرج الأسباني اليخاندور امينا بار بفيلمه الأثير « البحر في داخلي «، عن قصة مستمدة من وقائع حقيقية عذابات بطله الذي تعرض إلى حادث مأساوي أصابه بالشلل أقعده السرير، الأمر الذي يجعله أن يطل بشكل دائم من نافذة بيت ريفي على البحر، فهو لا يستطيع تحريك سوى رأسه، ويسهر على الاعتناء بحالته زوجة شقيقه وأولاده الصغار، لكنه يظل يحلم دوما بالسفر والطيران فوق مياه البحر، ويجول كطائر فوق مشاهد الطبيعة الخلابة، لكنه لا يلبث أن يضع حدا لحياته في ميتة كان قد اختارها بإرادته.
    بدت مفاجأة فيلم (أغورا) للمخرج ذاته الآتي في إنتاجيته العائدة لمؤسسات مستقلة مكلف الميزانية تبدو ضخمة لواحد من الأفلام الأوربية (50 مليون يورو) أنفقت على إحياء لمدينة الإسكندرية في حقبة تاريخية وما عاصرته من أحداث جسام يختلط فيها التطور المعماري الفتان والمجبول بديكورات مبهرة تعود إلى أواخر أيام الإمبراطورية الرومانية.
    ويبرز الفيلم منارة ومكتبة الإسكندرية وما تحتويه من وثائق وخرائط ومواد القياس العلمي ومخطوطات الكتب بالإضافة إلى المجاميع وهم في ملابسهم داخل أسواقهم أو في المدرجات وفي مشاهد الالتحام الدامي.
    يذهب المخرج إلى التاريخ وهو يحشد بإبهار فطن الكثير من الطروحات والإشارات البليغة التي يعيشها العالم المعاصر حاليا من تعصب وانغلاق وعدم تسامح وتنازع بين الثقافات وكأنه يشير إلى ما كشفت عنه الأحداث الجسيمة التي عاصرها العالم في العقدين الأخيرين .
    على غرار تلك الأسماء التي جرى رفدها بإبداعات تالية كأفلام : (جميل) لاليخاندور غونزاليس و(عناقات محطمة) للمودفار وسواها من أعمال لأسماء صاحبة التجارب والمعالجات السمعية البصرية المبتكرة، أن تحقق نجاحات متتالية في السينما العالمية بحيث قامت الشركات السينمائية الكبرى في هوليوود على إثرها بإعادة نسخ بعضا من تلك الأفلام في أعمال اميركية .. وفوق هذا كله عرضت على أسماء مخرجين ونجوم لامعين في السينما الأسبانية العمل داخل هوليوود، وفي هذا الشأن نذكر جدلية صناعة فيلم « الآخرون « للمخرج امينابار، إضافة إلى الظاهرة النجومية التي تعدت أسبانيا إلى السينما العالمية، كما في حالة الممثلة بينلوب كروز، والممثل انطونيو باندارايس وزميله خافيم بارديم،.. وهو ما فتح آفاقا جديدة لتسويق الفيلم الأسباني المحمل بهويته الخاصة، الذي يسعى دائما وراء تلك التفاصيل والزوايا المهمشة في الزمان والمكان والشخصيات، ويرصد مناحي التغيير الاجتماعي والسياسي والإنساني، والذي يبدو في بعض منها صرخة في وجه تلك المؤسسات والقوى التقليدية التي ما زالت بقاياها تؤثر في مصائر الأفراد والجماعات، ويستفيد من موروثه في السينما الأوروبية، والمختزن رؤى فكرية وجماليات ثرية مليئة بتنوع الأساليب الذي قادها بأن تضع بكل قوة وفرادة بصمتها على خريطة المشهد السينمائي العالمي .







  2. #2
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Sat Dec 2009
    الدولة
    حـــد الجيـــران
    العمر
    37
    المشاركات
    16,275
    معدل تقييم المستوى
    31

    كــــل الشكــــر على نقـــل الخبــر

    يعطيـــــك الـــــف عافيــــــة

  3. #3
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Sat May 2007
    الدولة
    أم الدنيا وارض الكنانه
    العمر
    39
    المشاركات
    120,668
    معدل تقييم المستوى
    21474973
    اشكرك على نشر الخبر

    كل الود

  4. #4
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Wed Jun 2008
    الدولة
    صانعة رجال البواسل رجال الهيه المملكة الهاشمية
    المشاركات
    146,552
    معدل تقييم المستوى
    11586669
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نورسان البتراء مشاهدة المشاركة

    كــــل الشكــــر على نقـــل الخبــر

    يعطيـــــك الـــــف عافيــــــة


  5. #5
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Wed Jun 2008
    الدولة
    صانعة رجال البواسل رجال الهيه المملكة الهاشمية
    المشاركات
    146,552
    معدل تقييم المستوى
    11586669
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رمز الوفاء مشاهدة المشاركة
    اشكرك على نشر الخبر

    كل الود


  6. #6
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Mon Oct 2008
    العمر
    49
    المشاركات
    18,642
    معدل تقييم المستوى
    30609



    على نقل الخبر

    تحياتي

  7. #7
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Wed Jun 2008
    الدولة
    صانعة رجال البواسل رجال الهيه المملكة الهاشمية
    المشاركات
    146,552
    معدل تقييم المستوى
    11586669

المواضيع المتشابهه

  1. طريقة إبداعية لإدارة الوقت: أسرار شاملة
    بواسطة محمد الدراوشه في المنتدى التنمية الذاتية
    مشاركات: 26
    آخر مشاركة: 22-09-2019, 11:20 AM
  2. عشرون فكرة إبداعية للتميز الدراسي
    بواسطة نسمات طيبة في المنتدى طلاب - منتدى طلاب الاردن
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 22-05-2010, 07:37 PM
  3. الغشّ في الثانويّة,أساليب مبتكرة
    بواسطة الاسطورة في المنتدى طلاب - منتدى طلاب الاردن
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 21-06-2009, 04:24 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
معجبوا منتدي احباب الاردن على الفايسبوك