هابل يتفحص اللمعان الغريب واختفاء الحزام الجنوبي لكوكب المشتري

**الاسطورة** · 04-07-2010, 08:13 AM

زاد الاردن - درست وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" ووكالة الفضاء الأوروبية "ايسا" الظواهر الغريبة التي حدثت على سطح كوكب المشتري ، وفقا للأرصاد التي لاحظها هاوي الفلك الاسترالي "انطوني ويسلي" في الثالث من حزيران 2010 عندما شاهد وميضا ظهر على سطح المشتري لعدة ثوان ثم اختفى ، ولحسن حظ "ويسلي" فقد كان يسجل سطح المشتري أثناء حدوث الوميض بكاميرا فيديو وهو الذي قدم الدليل الأكيد على مشاهداته.

وما أثار الغرابة أيضا لدى علماء الفلك عند انتشار خبر رؤية الوميض هو اختفاء الحزام الجنوبي من على سطح كوكب المشتري خلال شهر أيار الماضي ، حيث توقع الفلكيون انه ربما هنالك رابطا بينهما رغم الفارق في زمن حدوثهما.

بعد مشاهدة "ويسلي" للوميض على سطح المشتري ، استعانت وكالة "ناسا" بتلسكوب الفضاء "هابل" في رصد أي تغيرات على سطح المشتري في نفس المكان الذي حدث فيه الوميض وذلك خلال الأسبوعين الماضيين ، إلا أن الصور الملتقطة لم تبين وجود أي نتائج للاصطدام على اعتبار أن الوميض ربما نتج عن ارتطام احد النيازك - وربما احد المذنبات - بسطح المشتري ، كما لم تظهر "عين سوداء" أيضا وهي ظاهرة جوية تحدث عادة في الغلاف الغازي للمشتري أثناء ارتطام النيازك فيها كما حدث في السابق عند ارتطام النيازك بسطح المشتري ، لكنها لم تظهر أيضا ، وهو ما أثار استغراب علماء الفلك ، فإذا لم يصطدم احد النيازك أو الكويكبات أو المذنبات بسطح المشتري ، فما هو سبب الوميض إذا الذي أطلق شعاعا كافيا لمشاهدته من الأرض على بعد 770 مليون كيلو مترا من كوكب المشتري؟.

يعتقد علماء الفلك أن الجسم الغريب الذي ضرب سطح المشتري واصدر هذا الوميض لم يغوص في الغلاف الغازي السميك والقاسي لكوكب المشتري ، وانه لم يحترق كما هو حال "الكرات النارية" التي تحترق في الطبقات السفلى من الغلاف الغازي ، بل ربما يكون نيزكا انفجر في الطبقة الخارجية من الغلاف الغازي للمشتري ولم يغوص في الغلاف الغازي للكوكب ، وهذا ما أدى إلى عدم ظهور دليل للارتطام ولم تظهر بالتالي "العين السوداء" كما كان يحدث سابقا.

وكان المذنب"شوميكر - ليفي" قد ارتطم بكوكب المشتري في تموز من عام 1994 ، وشوهد من خلال التلسكوبات الفلكية بوضوح من الأرض ، وكانت قد ظهرت"العين السوداء" في مكان الارتطام على سطح المشتري على شكل عين طائر سوداء اللون.

كما اختفى الحزام الاستوائي الجنوبي لكوكب المشتري عن الأنظار ولم يعد يشاهد من خلال التلسكوبات الفلكية ، وهو ما أثار استغراب علماء الفلك خاصة مع عدم معرفة الأسباب ، وعلى الرغم من عدم معرفة سبب اختفائه الحالي ، إلا أن خبراء علم الكواكب يقولون إن سبب الاختفاء قد يكون بسبب نشاط العواصف الشديد داخل الغلاف الجوي للمشتري.

وهذه ليست المرة الأولى التي حدثت بها هذه الظاهرة وأنه ربما لن تكون الأخيرة فقد اختفى الحزام الاستوائي الجنوبي في عام 1973 و 1991 وفي العقود الأربعة الماضية شوهد كوكب المشتري بحزام واحد فقط على الأقل مرتين من قبل ، ومن المحتمل أن يبقى الحزام مختفياً لعدة أشهر قادمة.

ولاحظ علماء الفلك الحزام المختفي بعد ظهور كوكب المشتري في آذار الماضي أثناء النهار وقبل ذلك كان من غير الممكن رؤيته لأنه كان وراء الشمس للمراقب من الأرض (وضع الاقتران).

وسيتقابل المشتري مع الشمس للمراقب من الأرض في 21 أيلول القادم آخر يوم من فصل الصيف في نصف الكرة الشمالي ويعتبر أفضل وقت لمراقبته وسوف يظهر اكبر واسطع من أي وقت مضى منذ 47 عاماً وسيصل لمعانه إلى القدر - 2,9 أي المع بأربع مرات من المع نجم في السماء (الشعرى اليمانية) التي تظهر في فصل الشتاء في كوكبة "الكلب الأكبر".

وتشاهد الأحزمة بشكل واضح على سطح كوكب المشتري - اكبر الكواكب السيارة في المجموعة الشمسية - إذا تم رصدها من خلال التلسكوبات الفلكية متوسطة الحجم ، والأحزمة هي أكثر ما يميز سطح الكوكب من خلال التلسكوب ، والأحزمة هي ظاهرة جوية تحدث في الغلاف الغازي لكوكب المشتري نتيجة دورانه السريع حول نفسه ، حيث انه يكمل دورته الوحيدة حول الشمس كل 10 ساعات تقريبا على الرغم من انه اكبر من الأرض بحوالي 318 مرة،.