أسعار الكتب الجامعية.. عبء يُثقل كاهل الطلبة
أسعار الكتب الجامعية.. عبء يُثقل كاهل الطلبة
- شكا عدد من طلبة الجامعات الارتفاع الكبير في أسعار الكتب الجامعية مما يزيد من أعبائهم المادية في ظل ارتفاع الرسوم الجامعية، ومتطلبات التعليم، إلى جانب أجور النقل والمواصلات وغيرها، واصفين ارتفاع أسعارها بغير المبرر.
ولم يجد هؤلاء بديلاً عن ذلك سوى قيامهم بنسخ الطبعة الأصلية من الكتب المعتمدة للمساق، رغم أن ذلك يعدُّ اعتداء على حقوق الملكية الفكرية، وحق المؤلف، في حين يكتفي بعضهم بشرح أستاذه، وبعض النقاط الرئيسية التي يذكرها، مما يضطره إلى الحصول على درجات متدنية في المساق، وبالتالي تأثر تحصليه الأكاديمي سلباً.
وأجمع طلبة آخرون على أن الكتب المستعملة في حال توافرها تعدُّ البديل المناسب والأمثل في مواجهة ارتفاع أسعار الكتب الحديثة، رغم أن أساتذة الجامعات يحذرون الطلبة من الاعتماد عليها، نظراً لقدمها، وافتقارها للمعلومات الحديثة، بالإضافة إلى احتوائها على معلومات قديمة قد لا تفي بالغرض، إذ مضى على طباعتها سنوات طوال، الأمر الذي قد لا يساعد الطلبة كثيراً في التحصيل الجيد.
ويؤكد ذلك الطالب أحمد صالح بقوله إن الكتاب المستعمل يعدُّ البديل المناسب الآن، في ظل الارتفاع الكبير في أسعار الكتب التي يعتمدها أساتذة الجامعات كمتطلب للمساق، كما أنه - أي الكتاب المستعمل - يحتوي على تعليقات وشروحات علمية تُدوّن بين الأسطر من قِبَل الطلبة الذين درسوا فيها من قبل، والتي تفيد الطالب الحالي.
ويرى أن الزيادة في أسعار الكتب الحديثة غير مبررة، فقد أصبحت ظاهرة تستحق الوقوف عندها، ويستلزم الأمر إيجاد حل حاسم لها من قبل الجهات المسؤولة، ومؤلفيها؛ مراعاةً للظروف المادية التي يعيشها غالبية الطلبة، إلى جانب ارتفاع أسعار حاجيات أخرى لهم، مثل أجور المواصلات والرسوم الجامعية وغيرها، لافتاً إلى أن بعض زملائه الطلبة يضطر في كثير من الأحيان إلى الاقتراض من زملائه الآخرين بغية شراء مراجعه المعتمدة، كما أن البعض منهم اضطر لترك تخصصات مثل الطب والهندسة نظرا لعدم قدرته على دفع التكاليف الخاصة بها، خصوصاً مسألة أثمان الكتب الباهظة لهذه التخصصات.
ولا تقتصر المشكلة برأي أيهم العودات (طالب تخصص معلم الصف) على ارتفاع اسعار الكتب الجامعية فقط، بل يوازيها قضية أخرى، وهي كثرة متطلبات أساتذة المساق من أوراق مصورة وطباعة ونسخ وأبحاث، الأمر الذي يرهق كاهل الطلبة، ويضطرهم إلى دفع مبالغ كبيرة في سبيل ذلك، مؤكداً أن بعض هذه المتطلبات ليست ضرورية بشكل كبير.
ولفت الطالب محمد عبدالله إلى وجود مكتبات تحتكر أنواعاً معينة من الكتب، لبيعها بأسعار مرتفعة، الأمر الذي يعتبر استغلالاً لحاجات الطلبة، ويقول اشتريت كتاباً بسعر عشرين ديناراً في الفصل الدراسي الماضي، وأنا بحاجة للمزيد من المراجع هذا الفصل، إلا أن غلاء أسعارها اضطرني لتأجيل ذلك حتى الآن، ولن أتمكن من شراء كتب مستعملة؛ نظرا لوجود نقص في بعض المعلومات التي أضيفت حديثاً .
وبحسب علاء العبادي (طالب كلية الاقتصاد في جامعة البلقاء التطبيقية) فإن ارتفاع أثمان الكتب حال دون شرائها من قبل العديد من الطلبة حتى الآن، رغم قرب موعد الامتحان الأول في الجامعات، وهذا ما قد يؤدي إلى تدني مستواهم الأكاديمي، لتأخرهم في اقتناء المراجع المطلوبة في المساقات.
فيما يعزو أحمد عربيات (طالب كلية العلوم التربوية في الجامعة الأردنية) ارتفاع أسعار الكتب في الجامعات إلى توكيل جهات خاصة ببيعها، وعدم وجود جهة رقابية على هذه الجهات، إلى جانب غياب مسؤولية الجامعات عنها، مما يستدعي هؤلاء رفع أسعارها حسب مزاجهم، دون التفات إلى معاناة الطلبة، والعبء المادي الذي يُلقى على كاهلهم.
ويؤيده في ذلك محمد الخزاعلة (طالب اللغة العربية وآدابها في جامعة آل البيت)، إذ يرى أن الجامعات يجب أن تكون هي المسؤولة عن بيع الكتب الجامعية التي يعتمدها أساتذة المساقات بأسعار منافسة، وألا تعطي حق بيعها لبعض الأكشاك أو القطاع الخاص لبيعها؛ لأنهم يتحكمون بأسعارها كما يشاؤون، أو أن تفرض على هؤلاء بيعها بأسعار محددة، وبالتالي تضمن لطلبتها عدم وقوعهم في مغبة الغلاء الفاحش في أسعارها.
وأوضح عباس أحمد أن كتب التخصصات العلمية مثل الطب والكيمياء والفيزياء غير المترجمة تشهد إقبالاً كثيفاً من قبل الطلبة، رغم أن أسعارها مرتفعة جداً، وبشكل لا يُقارَن مع الكتب الأدبية، مثل التاريخ والجغرافيا وعلم النفس والاجتماع، التي تشهد ارتفاعاً في الأسعار لكن بدرجة أقل.
وبرأي مها العمرو فإن أسعار الكتب تزاد كل عام بشكل مضاعف، ويعاني الطالب الأمرّين من أجل اقتنائها، كما أنه لا يوجد هناك مركز شامل لبيع الكتب المعتمدة، بل أن هناك مراكز متفرقة تتوزع في أماكن مختلفة، الأمر الذي يُصعّب من الحصول عليها، فيضطر الطالب لبذل مجهود مضاعف للحصول عليها.
رد مع اقتباس
المفضلات