مطالبات شبابية للتخفيف من الشروط المالية للزواج
سرايا - طالب مواطنون شباب مقبلون على الزفاف بتغيير عادة المجتمع في المهر المربوط بالذهب ففي ظل الارتفاع غير المسبوق لأسعار الذهب خلال الأيام الماضية تساءل العديد من المقبلين على الزواج في محافظات الشمال بشكل عام وفي محافظة اربد بشكل خاص عن سبب تحديد جزء من المهر في عقد الزواج بالمصاغ الذهبي والذي لا يقل عن 1500 دينار عند الكثير من الأسر وقد يصل أحيانا إلى 3500 دينار. إضافة للمصاريف الأخرى من أثاث وحفلات وملابس وغيرها.
وقال عدد من الشباب خلال حديثهم إن وجود الجزء المتعلق بالمصاغ الذهبي في عقد الزواج يجب أن يستبدل بالمال. فمن غير المعقول أن يشتري المقبلون على الزواج غرام الذهب بـ 28 دينارا. وإذا اضطروا لبيعه فأنه حتما سيخسر النصف تقريبا, مؤكدين أن هذا الأمر يجب أن يلغى من عقد الزواج كما أن أولياء الأمور يجب أن يتقبلوا فكرة أن يتفق العريسان. على شراء ما يرونه مناسبا وبالمبلغ الذي يريدون من دون الالتزام بما هو في عقد الزواج.
وأشار الشاب محمد القرعان وهو أحد المقبلين على الزواج ويستعد لشراء المصاغ إلى أنه تم وضع مبلغ 2000 دينار في عقد الزواج للمصاغ الذهبي على أن يتم شراؤه كاملا قبل حفل الزفاف الذي سيكون بعد أسبوعين تقريبا. متسائلا ما جدوى شراء الذهب في ظل هذه الظروف والارتفاعات المستمرة لأسعاره؟
وأكد أنه سيحاول اقناع أهل خطيبته بعدم شراء الذهب مقابل إعطائها شيكا بهذا المبلغ. إذا رغبت في ذلك على أن يشتري لها هذا المصاغ بعد هبوط الأسعارو أن تحتفظ بثمنه لنفسها.
وقال الشاب سفيان حمدان وهو أحد المقبلين على الزواج بأنه وخطيبته اتفقا على عدم شراء الذهب بسبب ارتفاع الأسعار حاليا. ولكن أهلها أصروا على ذلك بحجة أن هذا الامر من العادات والتقاليد في المجتمع ولا يمكن تجاوزها خاصة أن الناس اعتادوا على هذا الأمر في حفلات الزواج. وأصبح من الأمور البدهية لأي عروسين.
لكن العروسين قالا انهما سيكتفيان حاليا بشراء ذهب بقيمة ألف دينار فقط. علما أن المبلغ المحدد لهذا الغرض في عقد الزوج ثلاثة آلاف دينار, فيما أهل العروس ارادوا استبدال الذهب الحقيقي بشراء الذهب الروسي أو الإكسسوار كما يفعل الكثير من المقبلين على الزواج في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة والارتفاع المستمر لأسعار الذهب.
من جانبه اشتكى أحد أصحاب محلات الذهب في مدينة اربد - رفض الكشف عن هويته من قلة إقبال المواطنين على شراء الذهب وقال: هناك أعداد كبيرة من النساء تأتي من أجل البيع فقط, مشيرا إلى أن المبيعات للذهب شهدت تراجعا ملحوظا خلال الأيام الماضية وذلك لارتفاع أسعاره عالميا, حيث أن ارتفاعه هذه المرة يصل إلى أرقام غير مسبوقة وتاريخية. اضافة إلى أن ركود الحركة في أسواق الذهب حاليا. هي الاخرى غير مسبوقة. وقد يعود ذلك للأزمة الاقتصادية التي اجتاحت العالم. إضافة لارتفاع أسعار المعدن الأصفر.
وأضاف أن الكثير من المقبلين على الزواج ولدى معرفتهم بسعر الذهب يتراجعون عن الشراء أو يقومون بشراء الضروريات منه فقط. وبمبلغ أقل من ذلك المرصود للشراء أو المحدد في عقد الزواج.
وكان نقيب تجار صناعة وصياغة الحلي والمجوهرات أسامه أمسيح أكد في تصريحات صحافية سابقة أن أسواق الذهب تشهد تراجعا حادا في المبيعات لارتفاع أسعاره وعدم استقرارها التي وصلت إلى أعلى مستوى لها بالتاريخ, مشيرا إلى أن الارتفاع يتقمصه عادة بعض المستهلكين. لبيع مدخراتهم من الذهب. لتحقيق مكاسب ماليه. في ظل الأوضاع الاقتصادية.
يذكر أن أسعار الذهب محليا سجلت ارتفاعا ليصل سعر البيع للذهب عيار 24 28.4 دينار للغرام الواحد, أما الذهب عيار21 فان سعر الغرام وصل إلى نحو 24.8 دينار, سجل سعر الغرام للذهب عيار 18 نحو 21.3 دينار, بينما تجاوز سعر أونصة الذهب قبل عدة أيام وللمرة الأولى مسجلة رقما قياسيا تاريخيا جديدا مع 1251.58 دولار.
ويرى ايهاب الشقران - طالب في جامعة اربد الاهلية - ان الدراسة والتي اصبحت متاحة لكل الشباب هذه الايام خاصة مع انتشار الجامعات في كل مكان تحتاج الى اربع سنوات وبتكاليف مالية كبيرة جعلت الاسر تضع كل امكانياتها في الدراسة وبعد ذلك يصبح الهم الاكبر في البحث عن الوظيفة وهو ما يحتاج الى خمس سنوات وخمس اخرى من اجل توفير متطلبات الزواج, مؤكدا ان هذه الامور تصل بالشاب الى سن الثلاثين من دون ان يحاول التفكير بالزواج.
من جانبه يرى استاذ شريعة مؤيد البشير ان اقتصاديات الاسرة وطلبات الزوجة تعتمد على التربية الدينية للزوجة فإذا كانت متدينة لا تحمل زوجها اكثر مما يطيق والعكس صحيح.
لكن محمد الزعبي مدير مركز كمبيوتر يقول إن للانترنت اكبر الاثر في احجام الشباب عن الزواج, مشيرا ان اغلب الشباب اصبحوا من المتعاطين للانترنت, يمضون فيه اغلب الليل وعلى الشات.
عن العرب اليوم
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد الدراوشه
المفضلات