ارتفاع الحرارة وانخفاض الأسعار ينهيان الموسم الزراعي الغوري مبكرا
السوسنة
أدى ارتفاع درجات الحرارة خلال الأسابيع الماضية والتي تجاوزت الـ40 درجة مئوية وانخفاض أسعار الخضار إلى إنهاء الموسم الزراعي الغوري مبكرا، بحسب العديد من المزارعين.
وأشار هؤلاء المزارعون إلى أن معظمهم اضطر إلى التوقف عن ري مزروعاتهم وإزالة الأغطية البلاستيكية عن الزراعات المحمية، لانخفاض كميات الإنتاج إلى مستويات أصبحت معها التكاليف الزراعية خسارة محققة، مشيرين إلى أن إنهاء الموسم مبكرا سيعمل على المحافظة على البلاستيك وأنابيب الري من التلف جراء الحرارة المرتفعة.
فيما يرى مزارعون آخرون أن إنهاء الموسم مبكرا سيمنحهم فرصة لتقييم الموسم المنصرم، وأخذ قسط من الراحة استعدادا للبدء بالتجهيز للموسم المقبل.
ويؤكد المزارع مصطفى العدوان أن ارتفاع درجات الحرارة أدى إلى خفض كميات الإنتاج، ما جعل خدمة المزروعات، أمرا غير مجد، بل ويؤدي إلى خسائر محققة بالتزامن مع انخفاض الأسعار.
ويضيف مصطفى أن تأثير ارتفاع درجات الحرارة على الزراعات المكشوفة كان أكثر من الزراعات المحمية، وذلك لأن تعرض النباتات لأشعة الشمس أدى إلى حرقها وثمارها، وحد من عملية الإزهار، وبالتالي أدى إلى قلة في الإنتاج مع رداءة في الجودة وانخفاض الأسعار إلى مستويات غير مجدية.
وأشار إلى أن العوامل الجوية الحالية وتقلباتها أمر لم يعهده المزارعون من قبل، ما أدى إلى تراجع الموسم شهرا كاملا على الأقل، إذ إن الموسم الماضي استمر حتى شهر تموز (يوليو).
ويشاركه الرأي المزارع جميل الكايد الذي يؤكد أن انخفاض الأسعار غير المسبوق، أدى إلى إنهاء الموسم هذا العام في شهر نيسان (أبريل)، بينما ينتهي الموسم الزراعي عادة في أواخر حزيران (يونيو) وبداية تموز (يوليو).
ويضيف الكايد أن تقلبات الطقس وانخفاض الأسعار جعلت من الموسم الزراعي موسما سيئا، حيث إن المزارع أصبح يبيع إنتاجه بالخسارة، ما أدى إلى إحجامه عن الري والتسميد والرش، وما إلى ذلك من العمليات التي تعمل على ديمومة المزروعات.
وأكد مدير زراعة وادي الأردن المهندس عبدالكريم الشهاب أن ارتفاع درجات الحرارة هذا العام بدأ مبكرا مع نهاية شهر آذار (مارس)، ما عمل على إجهاض عملية إنتاج الخضراوات بشكل عام، وتسريع نهاية الموسم الزراعي، الأمر الذي لم نشهده منذ أربعين عاما تقريبا، مبينا أن كثيرا من المزارعين عمدوا إلى حراثة أرضهم لتعقيمها شمسيا استعدادا لبدء الموسم الزراعي المقبل.
وأضاف الشهاب أن ارتفاع درجات الحرارة، وانخفاض أسعار الخضار معا، جعلا من المزارع يقدم فعليا على إنهاء موسمه الزراعي للمحافظة على رأس المال، بغرض استخدامه في الموسم المقبل كالغطاء البلاستيكي وأنابيب الري وتوفير كميات المياه المسالة إلى مزارعهم وأثمان المبيدات والأسمدة والتي كان بالإمكان الاستمرار في استخدامها لو أن الأسعار بقيت مستقرة عند الحد الذي لا يشعر فيه المزارع بالخسارة.
وأشار الشهاب إلى أن تأثير ارتفاع درجات الحرارة أثر على القطاع الزراعي بشكل كامل، سواء الثروة النباتية أو الحيوانية، فقد زادت التكاليف على المزارعين جراء عملية الري المتواصل، حتى لا تتعرض النباتات والأشجار إلى التلف، وخاصة أشتال الموز والحمضيات، لكونها الأكثر تأثرا بارتفاع درجات الحرارة لحاجتها للمياه.
وطالب الشهاب المزارعين بالتقليل من استخدام الأسمدة في هذه الأيام، لكونها تحتاج إلى كميات مياه أكبر لإذابتها، وحتى لا تؤثر سلبا على النباتات فتؤدي إلى حرقها، إضافة إلى تقنين عملية ري المزروعات، وخاصة الأشجار، بحيث يتم توزيع ساعات الري على مدار أيام الأسبوع لإبقاء الأرض رطبة وحمايتها من الجفاف.
ونصح الشهاب مربي الماشية والدواجن والنحالين بـ"العمل على تظليل ماشيتهم وتوفير كميات مياه أكثر لها، وتركيب مراوح تبريد في مزارع الدجاج لحمايته من النفوق، ورش الأرض بالمياه، لتلطيف الأجواء على خلايا النحل وتوفير مياه لها، والعمل على وضعها في أماكن الظل بعيدا عن أشعة الشمس المباشرة."الغد"
رد مع اقتباس
المفضلات