أوباما يؤكد لاردوغان مساندة بلاده لاجراء تحقيق ذي صدقية بشأن «المأساة»
عواصم - وكالات - من المفترض ان تكون اسرائيل قد استكملت ليلة امس ترحيل كل النشطاء الذين احتجزوا خلال سيطرتها على قافلة مساعدات مبحرة إلى غزة وتعهدت بمنع أي سفن أخرى من الوصول إلى القطاع.
ووسط غضب دولي من استشهاد نشطاء خلال اعتراض القوات الاسرائيلية للقافلة يوم الاثنين زار وزير الدفاع ايهود باراك أفراد الكوماندوس الذين شاركوا في العملية وقال لهم «جئت باسم الحكومة الاسرائيلية لاشكركم.»
وقالت اسرائيل إنها سترحل 682 نشطا من أكثر من 35 دولة احتجزوا بعد الهجوم الذي وقع في المياه الدولية يوم الاثنين واستشهد فيه تسعة نشطاء على متن سفينة تركية ضمن ست سفن في طريقها الى غزة.
وقال متحدث باسم هيئة السجون الاسرائيلية إن نحو 200 نشط نقلوا بحلول ظهر امس من مركز احتجاز إلى مطار بن جوريون قرب تل أبيب واجتاز 123 نشطا معبرا حدوديا إلى الأردن.
وأضاف المتحدث أن النشطاء الباقين سيفرج عنهم على مدار اليوم «امس». وكانت السلطات الاسرائيلية تحتجز جميع النشطاء بمعزل عن العالم الخارجي.
وقال باراك لرجال الكوماندوس في قاعدة بحرية قرب حيفا انهم نفذوا مهمتهم في ظروف صعبة مشيدا بالعملية التي وصفها معلقو الشؤون العسكرية الاسرائيليون بأنها فاشلة.
وقال الزعماء الاسرائيليون ان الجنود الاسرائيليون الذين صعدوا الى سطح السفينة التركية مافي مرمرة حيث وقع أغلب العنف اطلقوا النار دفاعا عن النفس بعد أن هاجمهم النشطاء بالعصي والسكاكين.
ودعا مجلس الأمن الدولي وكذلك الولايات المتحدة إلى إجراء تحقيق محايد في الحادث وطالب رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان برفع الحصار «عير الإنساني» الذي تفرضه اسرائيل على قطاع غزة على الفور.
وترددت في اسرائيل على نطاق واسع تكهنات بان حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ستعين لجنة تحقيق قضائية تركز على اخفاق الجيش في تقدير حجم المقاومة على متن السفينة التركية.
وتلوح في الافق نذر مواجهة جديدة مع محاولة أخرى لكسر حصار غزة حيث أبحرت من مالطا يوم الاثنين السفينة ريتشل كوري التي اشتراها نشطون مؤيدون للفلسطينيين وأطلقوا عليها اسم الامريكية التي قتلت على أيدي الاسرائيليين في قطاع غزة عام 2003.
وقال ديريك جراهام وهو أحد أفراد طاقم السفينة إنها تقل 15 نشطا من بينهم أيرلندية شمالية حاصلة على جائزة نوبل للسلام وان من المتوقع ان تكون في النقطة التي أغارت فيها اسرائيل على القافلة مساء الجمعة وصباح السبت.
وسئل تساحي هنجبي رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في البرلمان بشأن طريقة تصدي اسرائيل لأي سفينة أخرى تسعى لكسر الحصار البحري فقال «لا يمكننا السماح لهم بتجاوز الخط الأحمر الذي وضعته اسرائيل... السماح لهم بالدخول ومساعدة حماس أمر غير وارد.»
وقالت اسرائيل ان اربعة من الشهداء التسعة اتراك. ولم تذكر علنا اسماء اي من اسمائهم .
وذكر الإعلام الاسرائيلي إنه يجري نقل أسر الدبلوماسيين الاسرائيليين في تركيا جوا بسبب مخاوف أمنية. ورفض متحدث باسم وزارة الخارجية التعليق على هذا التقرير.
وفي واشنطن دعت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون كل الأطراف المعنية الى «توخي الحذر والتروي» في الرد على الحادث وقالت دون الخوض في تفاصيل «نحن نؤيد إجراء تحقيق اسرائيلي يفي بهذه المعايير. ونحن مستعدون لقبول سبل مختلفة تضمن اجراء تحقيق له مصداقية بما في ذلك المشاركة الدولية.»
وقال بي.جي كرولي المتحدث باسم الخارجية الامريكية ان الولايات المتحدة ستسعى من أجل دور دولي في التحقيق.
وفي ستوكهولم قال الكاتب السويدي المعروف هننيج مانكيل الذي كان من بين 11 سويديا شاركوا في القافلة بعد ان عاد الى بلاده انه حان الوقت لفرض عقوبات على اسرائيل.
وقال لصحيفة اكسبريسن «حاولنا أشياء كثيرة اخرى لكن الاسرائيليين يرفضون الاصغاء. أعتقد ان علينا ان نستفيد من خبرتنا في جنوب أفريقيا. نعرف ان العقوبات كان لها تأثير كبير هناك. استغرق الامر وقتا طويلا لكنه نجح.»
الى ذلك جدد الرئيس الاميركي باراك اوباما مساندة بلاده لاجراء تحقيق موضوعي شفاف يتسم بالمصداقية بشأن الهجوم الاسرائيلي على اسطول الحرية لكسر الحصار على غزة، واصفا ما حدث بانه»مأساة». واكد اوباما خلال اتصال هاتفي الليلة قبل الماضية مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان اهمية ايجاد سبل افضل لتوصيل المعونات الانسانية الى قطاع غزة دون تقويض أمن اسرائيل، حسب بيان البيت الابيض.
المفضلات