احباب الاردن التعليمي

النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: اللوزي: الاستقلال صُنع بحكمة بالغة وفكر نيِّر ورؤية ثاقبة واستشراف للمستقبل

  1. #1
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Wed Jun 2008
    الدولة
    صانعة رجال البواسل رجال الهيه المملكة الهاشمية
    المشاركات
    146,552
    معدل تقييم المستوى
    11586669

    اللوزي: الاستقلال صُنع بحكمة بالغة وفكر نيِّر ورؤية ثاقبة واستشراف للمستقبل

    محليات



    اللوزي: الاستقلال صُنع بحكمة بالغة وفكر نيِّر ورؤية ثاقبة واستشراف للمستقبل









    عمان - الرأي - قال رئيس الوزراء الأسبق رئيس مجلس أمناء الجامعة الأردنية أحمد اللوزي أن المؤسس الملك عبدالله الأول بن الحسين استطاع بعد رحلة نضال قادها بحكمة واقتدار منذ عام 1920 أن يثبت أركان الدولة وأن يوحد شعبها وحكوماتها المحلية.
    وأضاف خلال محاضرة ألقاها في الجامعة الأردنية أمس بعنوان «مزامنات الاستقلال» بدعوة من الدائرة الثقافية وقدم لها الدكتور علي محافظة أن الملك المؤسس رحمه الله تمكن بعدها من اجتياز عدد من المحطات الصعبة ليبلغ الأردن استقلاله الكامل عام 1946 وليبدأ تكوين دولة الدستور والمؤسسات ولتشكل الدولة الأردنية أحد امتدادات الثورة العربية الكبرى.
    وفيما يلي النص الكامل المحاضرة التي استمع إليها رئيس الجامعة الدكتور خالد الكركي والعين عبد الرؤوف الروابدة وعدد من الوزراء السابقين وحشد من أعضاء هيئة التدريس والطلبة.
    فإنه لمن يمن الطالع ودواعي الشرف والاعتزاز أن أكون معكم في هذه الرحاب العامرة للاحتفال بعيد الاستقلال الذي يحتفل به الوطن كله بقيادته الهاشمية المطهرة وشعبه الأردني الأبي وجيشه العربي وأشقائه وأصدقائه على امتداد العالم في الخامس والعشرين من شهر أيار من كل عام لما يحمله الاستقلال من معان عميقة فاعلة وتعبير صادق عن الحرية والتحرر من قيود التخلف والتبعية وامتلاك العزة والكرامة وحرية الارادة وتقرير المصير.
    ويشرفني وإياكم جميعاً أن نتوجه إلى صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم بأجمل التهاني والمباركات بهذه الذكرى، داعين الله العلي القدير أن يحفظ جلالته حامياً للاستقلال ورائداً للخير والفلاح.
    لقد أعلن استقلال الأردن رسمياً في الخامس والعشرين من شهر أيار من عام ألف وتسعمائة وستة وأربعين، ونودي بالملك المؤسس عبدالله الأول ابن الحسين ملكاً دستورياً للمملكة الأردنية الهاشمية، بعد رحلة نضال قادها بحكمة واقتدار منذ عام ألف وتسعمائة وعشرين، استطاع خلالها أن يثبت أركان الدولة، وأن يوحد شعبها وحكوماتها المحلية، ليصل إلى تشكيل أول حكومة وطنية أردنية من سبعة أعضاء برئاسة رشيد طليع عام ألف وتسعمائة وواحد وعشرين وإلى إنشاء نواة الجيش العربي في العام نفسه، وقد تمكن بعدها من اجتياز عدد من المحطات الصعبة ليبلغ الأردن استقلاله الكامل عام ألف وتسعمائة وستة وأربعين ، وليبدأ تكوين دولة الدستور والمؤسسات، ولتشكل الدولة الأردنية أحد امتدادات الثورة العربية الكبرى التي أطلق شرارتها المغفور له الشريف الحسين بن علي طيب الله ثراه، ولتكون هذه الدولة من أوائل الدول العربية الدستورية، وقد بين جلالة الملك المؤسس في أول احتفال بالاستقلال عام 1946م، الأسس والمبادىء التي ستقوم عليها الدولة الأردنية بقوله: « أنه لأمر الله ووصية رسله الكرام أن يقترن الملك بالعدل، وخشية الله لأن العدل أساس الملك، ورأس الحكمة مخافة الله، وإننا في مواجهة أعباء ملكنا وتعاليم شرعنا وميزان أسلافنا، المثابرون بعون الله على خدمة شعبنا والتمكين لبلادنا والتعاون مع أخواننا ملوك العرب ورؤسائهم لخير العرب جميعاً ومجد الإنسانية كلها».
    ومن خلال هذه الكلمات الموجزة البليغة يتضح أن جلالته ينطلق في قيادته من مبادىء الشريعة الإسلامية القائمة على العدل وخشية الله، واتباع نهج السلف الصالح، وأنه لن يدخر جهداً يؤدي إلى خدمة الشعب وتمكين البلاد، كما حملت كلمته بعداً عربياً تمثل في توجهاته للتعاون مع إخوانه ملوك العرب ورؤسائهم لخير العرب، وبعداً إنسانياً تمثل في استعداده للسعي من أجل خير الإنسانية جمعاء.
    ان هذا الاستعداد الفطري لتحمل المسؤوليات الكبرى لدى الملك المؤسس ولدى أسلافه من قبله، ولدى أنجاله وأحفاده من بعده، وهذه المنطلقات التي تحمل أبعاداً إسلامية وعربية وإنسانية، لا بد في أنها تتغذى من ذلك النسب الهاشمي الشريف الذي حملهم مسؤولية خاصة تجاه العرب والمسلمين، ولا شك في أن صلاتهم اليومية مع العرب والمسلمين في مكة المكرمة من خلال مواسم الحج والعمرة، واتصالاتهم المباشرة بالنخب والقيادات العربية والإسلامية، ولا سيما في بلاد الشام والعراق، أدخلهم في عمق قضايا الأمة، وشكل لديهم وعياً فاعلاً بمتطلبات المرحلة وأسباب النهوض، وآليات التحرك، كما أن تجربتهم المتقدمة في استيعاب فكر الحكم والإدارة من خلال مجلس شورى الدولة العثمانية، وتمرسهم في إدارة التنوع الديني والعرقي من منطلق المواطنة، حيث الدين لله والوطن للجميع،عزز لديهم تجربة القيادة السمحة والإدارة الحكيمة فامتازوا بالرضى والقبول من جانب أتباع مختلف الأديان والطوائف والأعراق.
    لقد أسس الهاشميون لثورة العرب وتحقيق وحدتهم ويتضح ذلك من خطاب الشريف الحسين بن علي عندما بويع ملكاً على العرب عام ألف وتسعمائة وستة عشر، عندما قال: « أن لعرب الشام وعرب العراق مثل ما لأهل بلادنا من الحرص على استرداد مجدهم وجمع كلمتهم» وكان الوفاء من أهل الشام برسالتهم التي قالوا فيها:»... فأبناء هذه الأمة مجتمعة تقدم لبلاط جلالتكم آيات الإخلاص والاعتراف بأياديكم البيضاء، وترفع أصواتها عالية ليتردد صداها في أنحاء العالم، فيعلم أن العرب - الذين من مميزاتهم - الوفاء يحفظون في صدورهم وعلى صفحات قلوبهم لشخص جلالتكم هذه المنة والفضل الجزيل إلى آخر نسمة من نسمات حياة الآمة».
    وكما كانت وحدة الأمة حاضرة في قلب ملك العرب، فقد كانت حاضرة كذلك في ضمير صانع الاستقلال الملك عبدالله بن الحسين مؤسس المملكة، فبعد أن أرسى دعائم الوحدة بين ضفتي المملكة في نيسان من عام ألف وتسعمائة وخمسين، أرسل إلى الأمير عبد الإله، الوصي على عرش العراق، في حزيران من العام نفسه يدعوه إلى إقامة إتحاد بين العراق والأردن.
    وفي مؤتمر أنشاص الذي عقد بعد ثلاثة أيام من إعلان استقلال الأردن، وشارك فيه مؤسس المملكة إلى جانب إخوانه ملوك ورؤساء وأمراء الدول العربية السبع آنذاك: مصر وسوريا والأردن ولبنان والعراق والسعودية واليمن، برز التيار الوحدوي التضامني بإعلان هؤلاء الزعماء بــــأن قضية فلسطين ليست قضيــــة خاصــــــة بعرب فلسـطين وحدهــــم، بل هي قضية العرب جميعاً، ورفضوا أي هجرة يهودية إليها، وفي موضوع فلسطين ووحدة العرب يقول صانع الاستقلال: « إن عوامل التجزئة والتباعد التي يقودها الاستعمار البغيض ومحاولات الصهيونية للاستيلاء على فلسطين على حساب أهلها وشعبها تبقى مؤقتة، ولا بد أن تحل محلها عوامل التقارب والتضامن والوحدة».
    وقد تنبه جلالته إلى مخططات الصهاينة لشراء الأراضي في فلسطين فأسس مع بعض العرب صندوق الأمة لشراء الأراضي من الذين تدفعهم الحاجة إلى البيع، للحيلولة دون قيام الصهاينة بشرائها وتملكها، وقد توج جلالته دفاعه عن فلسطين بإصدار أمره للجيش العربي الأردني بالدفاع عن أرض فلسطين عام ألف وتسعمائة وثمانية وأربعين، وتمكن بعد انتصاره على القوات الصهيونية في معارك اللطرون وباب الواد والقدس من المحافظة على عروبة ذلك الجزء من فلسطين وهو بالضفة الغربية.
    ولم تكن مواقف الهاشميين في الوحدة والتضامن والمحافظة على أرض العرب، ووقوفهم بوجه المخططات الاستعمارية والاحتلالية لترضي الصهاينة ومن يقف وراءهم من الدول الاستعمارية، فكان ثمن المواقف باهظاً، حيث تحمل ملك العرب معاناة النفي إلى قبرص، ودفع مؤسس المملكة وصانع الاستقلال حياته لقاء مواقفه، ليسقط شهيداً على أرض المسجد الأقصى المبارك.
    لقد تمتع صانع الاستقلال بحكمة بالغة، وفكر نير، ورؤية ثاقبة واستشراف للمستقبل، وحرص على تعزيز هذه القدرات وغرسها في أبنائه وأحفاده، فقد قال لحفيده الحسين بن طلال قبل ثلاثة أيام من استشهاده: «ستتولى المسؤولية ذات يوم ، وأنا أطمح في أن تبذل قصارى جهدك حتى تتأكد أن عملي لن يضيع، إنني أتطلع إليك لتستمر في خدمة شعبنا».
    كما قال لنجله طلال بحضور بعض وزرائه عام ثمانية وأربعين: «لقد حباك الله من صفاء الطبع وذكاء النفس ومضاء العزيمة ما يؤهلك للنهوض بالأمر العظيم الذي ندبتك إليه وهيأتك لأجله، لكنني يا ولدي أود أن اصارحك بأن الحياة ميدان صراع ومكان كفاح، وهي محفوفة بالمكاره والمصاعب والمتاعب والأوصاب، وسبلها مفروشة بالأشواك والعثرات، فلا يفوز فيها إلا كل من آتاه الله رحابة الصدر ولينة الطبع ومرونة الأخلاق، ومتانة الأعصاب، أي بني إنني بلغت ما بلغت بعد أن عركت الدهر وعركني، وبعد أن بلوت أمور هذه الدنيا حلوها ومرها، خيرها وشرها، نفعها وضرها، ولقيت من صنوف الأذى والعدوان وعقوق الصحب والإخوان ما لا قبل لغيري باحتماله، فكم من تهمة باطلة ألصقت بي، وكم تقول علي البعض من الأقاويل ولفقوا من الأباطيل، وحاكوا من المؤامرات والدسائس، فكنت أمر عليها مر الكرام، وما كانت لتزيدني إلا إيماناً بالله ورضى بقضائه وقدره، واعتقاداً بأن كل شيء مصيره للزوال، وأنه لا يمكث في هذه الأرض إلا ما ينفع الناس.
    أما نجله الملك طلال رحمه الله، فقد كان يردد» الكلام بضاعة لا أرتضي أن أقدمها لقومي، مثل أهل بيتي فيكم كسفينة نوح، من ركبها نجا، ومن تخلف عنها هلك أو غرق أو هوى». وهذا تمثل لحديث المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم: «أهل بيتي أمان لأهل الأرض أو لأمتي».
    أما شعار المغفور له الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه فقد كان على مدى نحو خمسة عقود من قيادته الفذة الأمينة « فلنبن هذا البلد، ولنخدم هذه الأمة والإنسان أغلى ما نملك، وكلنا شهداء، على أنه قول اقترن دائماً بالفعل ففي عهد جلالته نما الأردن وازدهر، وظل محافظاً على استقلاله وحريته، وقدم جلالته لأمته جليل الخدمات في شتى مجالات الحياة، ونشأ نجله جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين على الفضائل التي تربى عليها، وعلى تعاليم الإسلام الحنيف، ومبادىء الثورة العربية الكبرى التي ينطلق في مواقفه من معانيها وركائزها.
    لقد امتاز الهاشميون بمزايا عظيمة أهلت الأسلاف منهم لقيادة الجيوش في الجزيرة العربية وخارجها، ومكنتهم من إقامة أول دولة عربية في بلاد الشام، وفيما بعد في العراق، والمملكة الأردنية الهاشمية بلدنا هذا الحمى العربي الذي نفديه بأرواحنا وأنفسنا وكل ما نملك، وإعادة الحكم للعرب منذ أن خرج من أيديهم بعد استيلاء البويهيين على السلطة.
    أيها الأخوة الكرام...
    لقد نجح الهاشميون في بلورة الخطاب العربي القومي الجديد بالارتكاز على القواعد الآتية:-
    أولاً:- الإسلام دين وعقيدة ونظام قيم، مع الاعتراف بالديانات السماوية الأخرى، والإيمان بالوسطية.
    ثانياً:- اعتماد اللغة العربية لغة الأمة على كل المستويات الرسمية والأهلية، مع الدعوة لتعلم اللغات الأجنبية وتعليمها، وجعل التعليم الأساسي للجميع ذكوراً وإناثاً.
    * ولا بد من الذكر بأن سمو أمير البلاد أصدر إرادة ملكية بتأليف مجمع علمي لاحياء الآثار القومية ورفع منار المعارف العربية بتاريخ 17/تموز 1923.
    ثالثاً: الأخذ بمفهوم المواطنة من قاعدة أن الوطن لجميع أبنائه بغض النظر عن دينهم أو عرقهم أو لونهم.
    رابعاً: الأخذ بمبدأ التنوع والتعدد من منطلق أنه قاعدة الحياة وسنة الله في خلقه.
    خامساً: القبول بمبدأ تعدد مؤسسات المجتمع المدني، حيث قبلوا بالأحزاب والنقابات والجمعيات وكل الفعاليات ما دامت ملتزمة جميعاً بالقانون والنظام.
    سادساً: الحفاظ على أقوى العلاقات مع العالم الاسلامي وهيئاته العلمية والفكرية والمجتمعات الإسلامية خارج إطار دار الإسلام ، واعتماد مبدأ الوسطية والاعتدال، ومن هنا يظهر موقف الأردن ضد العنف الذي اعتمده وأعلنه في « رسالة عمان». وبناء جسور التعاون والتواصل مع سائر القيادات والشعوب لخير الإنسانية جمعاء.
    سابعاً: الحصول على الاستقلال الفعلي في الخامس والعشرين من شهر أيار عام ألف وتسعمائة وستة وأربعين دون إراقة نقطة دم واحدة من دماء الأردنيين، وما كان ذلك ليكون إلا بمثابرة مؤسس المملكة ودأبه وحكمته.
    ثامناً : استند الحكم الهاشمي على رسالة الثورة العربية، ومبادىء السماحة والحب والعفو والثقة بين القيادة وأبناء الشعب وتعزيز معاني الأسرة الأردنية الكبيرة التي تكسرت على صخرتها الصامدة القوية الأخطار والموآمرات والتحديات ماضياً وحاضراً ، وفي يقيني أن مستقبلنا سيكون بمشيئة الله أقوى صموداً وأوثق انتصاراً لأننا نملك خلف جيشنا جيشاً آخر قوامه مليونان من الشباب والطلاب في المدارس والمعاهد والجامعات وهم سدنة حماية شخصية الوطن وهويته بعزمهم ومعارفهم ويفتدونه بأرواحهم ويسيجونه بعقولهم بالخلق والعلم ومن حولهم جيشنا العربي وشعبنا الأردني كلهم فداء الوطن وحماته.
    وبحصول الأردن على استقلاله بدأت مرحلة أخرى جديدة من مراحل بناء الدولة وحماية الاستقلال نهض بها الملك المؤسس، واستكملها من بعده الملوك الهاشميون: الملك طلال بن عبدالله، والملك الحسين بن طلال، طيب الله ثراهما، وها هو جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين يواصل المسيرة التي بدأها سلفه من ملوك بني هاشم العظام،
    ليصل بالأردن إلى النضوج السياسي والاقتصادي والتنموي الذي يشهده الأردن حالياً. وهو نضوج ساهم في تحقيقه الأردنيون جميعاً. ويحق لكل أردني أن يفخر بما أنجزه الأردن خلال العقود التي تلت استقلاله، ولا سيما في مجالات التضامن العربي، والتصدي لمشاريع التقسيم والتجزئة، فقد شارك الأردن مشاركة بناءة في تأسيس جامعة الدول العربية عام 1945م وكان أحد سبع دول عربية أسست الجامعة، إضافة إلى أنه كان وما يزال مبادراً ومشاركاً في كل مؤتمرات القمة العربية التي عقدت حتى الآن، وقد تصدت الأسرة الهاشمية في الأردن والعراق لمشاريع التقسيم والتجزئة، وكان طرحهم لموضوع توحيد سوريا الكبرى والاتحاد مع العراق، أحد الدلائل الكبرى التي تؤكد حرصهم على الوحدة والتضامن العربي، ويضاف إلى ذلك توحيدهم للضفتين الشرقية والغربية تحت لواء المملكة الأردنية الهاشمية، وتصديهم للمشروع الصهيوني المدعوم عالمياً أمام محدودية قدرات العالم العربي. وببركة استقلال الأردن فقد تم استثناء شرق الأردن من المشروع الصهيوني القائم على وعد بلفور، وها هو يتصدى بعناد، وبمشاركة قوية من الإخوة الفلسطينيين لمشروع إسرائيل في بدعة ما يسمى بالوطن البديل، ويشارك في المؤسسات الدولية ليعمل من خلالها على محاصرة النفوذ الصهيوني في المحافل الدولية وإحباط شروره ونواياه العدوانية.
    لقد صمد الأردن وما يزال في وجه العواصف التي هبت عليه - وما زالت - باسم العنف والإرهاب، بقصد النيل من صموده واستقلالية قراره، كما عمل بكل قوة على الأخذ بمبادىء القيم المتمثلة بحقوق الإنسان، ومكافحة الفساد، وإقامة ديوان المظالم وسيادة القانون.
    ولم تشغل المتغيرات الدولية والعربية والإقليمية الأردن عن الالتفات إلى مشروعات التنمية الداخلية، فأولى اهتمامه للتعليم فأنشأ المدارس والجامعات، حتى باتت نسبة التعليم في الأردن من أفضل النسب في الوطن العربي، كما أولى اهتمامه للخدمات الصحية وبناء المستشفيات وتوفير التجهيزات وعناصر القطاعات الطبية المختلفة من أطباء وممرضين وفنيين أما على مستوى البنية التحتية فقد أنشأ شبكات الماء والكهرباء والطرق والجسور والانفاق التي ربطت كل أرجاء الوطن ببعضها، وخطط المدن ووفر لها كل وسائل العيش الكريم ومتطلباته من بنى الزراعة والصناعة والاتصالات وغيرها. كما عمل على بناء القوات المسلحة لتكون درع الوطن في وجه العدوان، ولتعمل على حفظ السلام العالمي من خلال مشاركتها في قوات حفظ السلام الدولية.
    ولعل أهم ما يتميز به الأردن أنه واحة أمن واستقرار يعيش فيه المواطن بطمأنينة وأمان بفضل سعيه الدؤوب لتحقيق قواعد العدالة الاجتماعية لكل المواطنين من منطلق إيمانه بأن الإنسان هو خير رصيد لهذا الوطن.
    ولعل إرث الثورة العربية الكبرى ومبادئها التي حملها الهاشميون واستمرت فيها كابراً عن كابر، كانت أملهم في رحلة البناء والعطاء وفي ترسيخ قاعدة المشاركة الشعبية وتوسيعها وتعزيز أطر الديمقراطية التي يحمل لواءها اليوم جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين إلى جانب ما يحمله من أعباء مسيرة التقدم والنماء، من أجل العزة والرفعة والكرامة، وهذا ما يؤيده قول جلالته في افتتاح الدورة العادية الثانية لمجلس الأمة الخامس عشر: «وأنتم النخبة المختارة من الشعب الأردني الأصيل، الذي يسعى للمستقبل الأفضل، واستكمال بناء دولة المؤسسات التي ورثت رسالة الثورة العربية وقادتها الذين نذروا أنفسهم من أجل رفعة هذا الوطن وكرامة شعبه الوفي لمبادىء تلك الثورة ورسالتها النبيلة».
    إننا في ذكرى الاستقلال أيها الإخوة أحوج ما نكون إلى تعزيز الروح الوطنية النقية التي واكبت إنشاء الدولة واستقلالها قبل ما يزيد على ستة عقود، وعلينا جميعاً أن نعمل ونبني ونضحي مقدمين الوطن على النفس من أجل تحقيق المزيد من النجاح، فلعلنا نرد إلى الوطن وإلى ملوك بني هاشم بعضاً من الفضل علينا، هذا إلى جانب حقنا في أن نفخر بما حققه الهاشميون من إنجازات للوطن والأمة منذ فجر إنشاء الدولة واستقلالها إلى يومنا هذا.
    أكرر التهنئة لكم جميعاً بمناسبة ذكرى استقلال الأردن، داعياً الله أن يحفظ هذا الوطن حراً آمناً مستقلاً، وأن يوفق قائد المسيرة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المفدى، ليظل حامياً لاستقلال الوطن، وراعياً لنهضته وتقدمه.
    أيها الأخوة الكرام...
    بدءاً وختاماً فأن التهنئة بعيد الاستقلال تتجدد كل عام وكل يوم سلاماً وتحية موصولة منا جميعاً إلى جلالة سيدنا الملك المؤسس الشهيد ، من مليكنا وقائد مسيرتنا الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، ومن الشعب الأردني والجيش العربي عرفاناً ووفاءً وإيماناً بأنكم الملك المؤسس بحق وصدق، صانع الاستقلال وأبوه ومرسي قواعده ورافع أركانه كما أنتم رسول الوحدة العربية وحامل رسالتها، والداعي لوحدة سوريا الطبيعية والهلال الخصيب ومحقق وحدة الضفة الغربية والشرقية، كما أنتم سيد شهداء الوحدة بكل معانيها.
    فاهنأ يا سيد شهدائنا بمقامكم العالي والأكرم الذي حباكم إياه الله العلي القدير في جنة الخلد مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً.
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.



  2. #2
    الاداره
    تاريخ التسجيل
    Tue May 2009
    الدولة
    الرايه الهاشميه حفظها الله
    المشاركات
    212,599
    معدل تقييم المستوى
    21475063
    الف شكر لنقل الخبر
    يعطيكي الف عافيه
    ليس من الصعب ان تصنع الف صديق فى سنة
    لكن من الصعب ان تصنع صديقا لألف سنة
    يكفيني فخرا انني ابن الرايه الهاشميه

  3. #3
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Sat May 2007
    الدولة
    أم الدنيا وارض الكنانه
    العمر
    39
    المشاركات
    120,668
    معدل تقييم المستوى
    21474973
    مشكوره على الخبر

    كل الود

  4. #4
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Wed Feb 2010
    الدولة
    USA
    العمر
    44
    المشاركات
    12,741
    معدل تقييم المستوى
    27
    الف شكر على نقل الخبر
    يعطيكي العافيه

  5. #5
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Wed Jun 2008
    الدولة
    صانعة رجال البواسل رجال الهيه المملكة الهاشمية
    المشاركات
    146,552
    معدل تقييم المستوى
    11586669
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد الدراوشه مشاهدة المشاركة
    الف شكر لنقل الخبر
    يعطيكي الف عافيه

  6. #6
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Wed Jun 2008
    الدولة
    صانعة رجال البواسل رجال الهيه المملكة الهاشمية
    المشاركات
    146,552
    معدل تقييم المستوى
    11586669
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نور ال حامد مشاهدة المشاركة
    الف شكر على نقل الخبر
    يعطيكي العافيه

  7. #7
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Wed Jun 2008
    الدولة
    صانعة رجال البواسل رجال الهيه المملكة الهاشمية
    المشاركات
    146,552
    معدل تقييم المستوى
    11586669
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رمز الوفاء مشاهدة المشاركة
    مشكوره على الخبر

    كل الود

المواضيع المتشابهه

  1. مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 17-05-2021, 03:15 PM
  2. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 30-10-2017, 09:44 AM
  3. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 19-08-2017, 02:15 PM
  4. مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 05-03-2011, 08:00 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
معجبوا منتدي احباب الاردن على الفايسبوك