احباب الاردن التعليمي

النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: معــــركة الكرامة

  1. #1
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Fri Aug 2008
    الدولة
    قوات الــدرك
    العمر
    36
    المشاركات
    5,401
    معدل تقييم المستوى
    21

    Post معــــركة الكرامة



    مشهد في البطولة ودرس لـ"الجيش الذي لا يقهر


    الذكرى 39 لمعركة الكرامة


    تحتفل الأسرة الأردنية الواحدة وأحرار الأمة، كما في كل عام في الحادي والعشرين من آذار بذكرى معركة الكرامة الخالدة ،كرامة العز والفخر التي سطر خلالها نشامى الجيش العربي أروع البطولات وأجمل الانتصارات على ثرى الأردن الطهور.

    معركة الكرامة .. هي بوابة المعارك ومؤشر الانتصارات والروح والمعنويات العالية التي صنعت النصر.. واستطاعت قواتنا، وجيشنا العربي المقدام في مرحلة إعادة البناء، أن تجابه قوى العدو وتنتزع منها زمام المبادرة .. معركة الكرامة .. أدخلت الأمة بكاملها دائرة الفعل وأخرجتها من آلامها وجراحها التي سببتها نكسة حزيران وحولتها الى نشوة النصر.

    كان الحسين طيب الله ثراه ينادي الأردنيين والعرب في خطاب بمناسبة عيد الفطر في الليلة الأخيرة من سنة 1967، "فالمؤمن لا يكون انهزامياً، والانهزامي لا يكون مؤمناً. وإن لله جنوداً إذا أرادوا أراد". وكانت الرسالة واضحة، فإذا أصر المعتدي على عدوانه فلا بد أن يدفع ثمن غروره، وكانت العسكرية العربية الأردنية تعرف، بما تستند إليه من تاريخ وتجارب.

    وكان ابا عبدالله في ساحة الوغى وفي خُضم المعركة قد أطلق صرخة إلى الأمة والقادة العرب، وفيها مقولته الشهيرة:"ولئن أخذتم تسمعون عنا وليس منا بعد هذا اليوم، فلأننا والله قد طالت نداءاتنا وتوالت". فما هو سر هذا النداء الذي يحمل في ثناياه روحاً استشهادية مثل هذه الروح!! هي فضاءات مؤتة واليرموك وأجنادين وحطين وعين جالوت والقدس وميسلون وسائر هذا التراث العسكري العظيم على ثرى الأردن العزيز.

    لعل فضاءات المورث التأريخي العسكري الاسلامي، وروح الرسالة وصورة الفئة المؤمنة والقوة الابداعية هي التي جعلت جنودنا في الكرامة .. يتراكمون على الأسنة في الوغى كالفجر فاض على نجوم الغيهب"

    الاحتفال بمعركة الكرامة امر طبيعي لانها جزء من تاريخنا العسكري الذي نفخر ونعتز به وضمدت جرحاً عربياً مكلوماً بسواعد أبناء الأردن البررة وقوتهم النافذة يوم تشبثوا بأرضهم المباركة الطاهرة التي هي موطن الآباء والأجداد.

    ولكي نقف على حقيقة تلك المعركة وبغية استنتاج أهم الحقائق لا بد من النظر في الجوانب التالية:

    مقتربات القتال
    بدأت معركة الكرامة الخالدة عند الساعة 5.30 من صباح يوم 21 آذار 1968، واستمرت ست عشرة ساعة في قتال مرير على طول الجبهة ، ومن خلال مجرى الحوادث وتحليل العمليات القتالية اتضح أن القوات الإسرائيلية المهاجمة بنت خطتها على ثلاثة مقتربات رئيسة ومقترب رابع تضليلي لتشتيت جهد القوات المسلحة ،وجميع هذه المقتربات تؤدي حسب طبيعة الأرض والطرق المعبدة إلى مرتفعات السلط وعمان والكرك .. وكانت المقتربات كالتالي:

    أ. مقترب العارضة . ويأتي من جسر الأمير محمد /داميا/ إلى مثلث المصري إلى طريق العارضة الرئيسي إلى السلط .

    ب.مقترب وادي شعيب . ويأتي من جسر الملك حسين / اللنبي سابقاً / إلى الشونة الجنوبية ، إلى الطريق الرئيسي المحاذي لوادي شعيب ثم السلط .

    جـ. مقترب سويمة . ويأتي من جسر الأمير عبدالله إلى غور الرامة إلى ناعور ثم إلى عمان .

    د. محور غور الصافي . ويأتي من جنوب البحر الميت إلى غور الصافي إلى الطريق الرئيسي حتى الكرك .

    وقد استخدم الإسرائيليون على كل مقترب من هذه المقتربات مجموعات قتال مكونة من المشاة المنقولة بنصف مجنزرات مدربة والدبابات تساندهم على كل مقترب من مدفعية الميدان والمدفعية الثقيلة ومع كل مجموعة أسلحتها المساندة من ألـ م د 106ملم والهاون مع إسناد جوي كثيف على كافة المقتربات .

    طبيعة المعركة..
    تعتبر معركة الكرامة من المعارك العسكرية المخطط لها بدقة ، وذلك نظراً لتوقيت العملية وطبيعة وأنواع الأسلحة المستخدمة ، حيث شارك فيها من الجانبين أسلحة المناورة على اختلاف أنواعها الى جانب سلاح الجو، ولعبت خلالها كافة الأسلحة الأردنية وعلى رأسها سلاح المدفعية الملكي أدواراً فاعلة طيلة المعركة .. وبالنظر لتوقيت المعركة نجد ان لتوقيت الهجوم / ساعة الصفر/ دلالة أكيدة على ان الأهداف التي خطط للاستيلاء عليها هي أهداف حاسمة بالنسبة للمهاجم ، وتحتاج القوات المنفذة لفترة من الوقت للعمل قبل الوصول إليها واحتلالها .. هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فإن طبيعة الأسلحة المشاركة في تلك المعركة من الجانب الإسرائيلي / جميع أسلحة المناورة المسندة بأسلحة الإسناد والمدعومة بسلاح الجو / تؤكد ان المخطط لتلك المعركة كان قد بنى

    خطته على معلومات استخبارية وامنية اتضح من خلال تقييمها حجم القوات الأردنية المقابلة وتسليحها وطبيعة دفاعها ،الأمر الذي حدا بذلك المخطط لزج هذا الحجم الهائل من القوات لتحقيق المفاجأة وإدامة الاستحواذ على عنصر المبادأة أو المبادرة لتأسيس رأس جسر يسمح باستيعاب باقي القوات المخصصة للهجوم شرقي النهر من اجل الوصول إلى الأهداف النهائية المرسومة .. وهذا يؤكد حقيقة لا مراء فيها أن التخطيط تم لمعركة بين جيشين بهدف تحقيق أهداف معنوية واستراتيجية إذ أن زخم الهجوم ما كان ليكسر لولا أن القوة المقابلة لها في

    الجانب الأردني كانت كبيرة ومنظمة وتعمل من مواقع دفاعية منظمة ومخططة وفقاً لأسلوب الدفاع الثابت ، حيث أن القوات التي عبرت النهر شرقاً قد تم التماس معها منذ البداية ثم تم استدراجها ما بين الخطوط الدفاعية الأردنية على جبهة المعركة إلى أن تم امتصاص زخم هجومها في عمق المواقع الدفاعية التي تعتبر جهد الموقع الدفاعي الرئيسي حيث خاضت القوات الأردنية المدافعة بما هو متاح لها معركة كبيرة في ذلك اليوم التاريخي .

    اتساع جبهة المعركة
    أن معركة الكرامة لم تكن معركة محدودة تهدف الى تحقيق هدف مرحلي متواضع، بل كانت معركة امتدت جبهتها من جسر الأمير محمد شمالاً إلى جسر الأمير عبد الله جنوباً .. هذا في الأغوار الوسطى ، وفي الجنوب كان هناك هجوم تضليلي على منطقة غور الصافي وغور المزرعة ومن خلال دراسة جبهة المعركة نجد أن الهجوم الإسرائيلي قد خطط على اكثر من مقترب .. وهذا يؤكد مدى الحاجة لهذه المقتربات لاستيعاب القوات المهاجمة وبشكل يسمح بإيصال اكبر حجم من تلك القوات وعلى اختلاف أنواعها وتسليحها وطبيعتها إلى الضفة الشرقية لأحداث المفاجأة والاستحواذ على زمام المبادرة ،بالإضافة إلى ضرورة أحداث خرق ناجح في اكثر من اتجاه يتم البناء عليه لاحقا ودعمه للوصول إلى الهدف النهائي ، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن جبهة المعركة تؤكد أن تعدد المقتربات كانت الغاية منه تشتيت الجهد الدفاعي لمواقع الجيش العربي وتضليله عن الهجوم الرئيسي ، وهذا يؤكد إن القوات المتواجدة في المواقع الدفاعية كانت قوات منظمة أقامت دفاعها على سلسلة من الخطوط الدفاعية بدءاً من النهر وحتى عمق المنطقة الدفاعية، الأمر الذي لن يجعل اختراقها سهلاً أمام المهاجم .. وكما كان يتصور .. لاسيما وأن المعركة قد جاءت مباشرة بعد حرب عام 1967

    أهداف المعركة
    لم تكن بداية معركة الكرامة كما هو معلوم الساعة5.30 في 21 اذار 1968 فقد سبق ذلك قيام إسرائيل بهجمات عديدة ومركزة من قصف جوي ومدفعي على طول الجبهة الأردنية طوال أسابيع عديدة ومهدت لذلك باستعداد واسع النطاق في المجالات النفسية والسياسية والعسكرية عمدت بواسطتها إلى تغيير الحال العام بالمنطقة.. من حال الصمود الأردني العنيد ضد أرادتها إلى حال تحقق له الهدف الذي أراد الحصول عليه من حرب حزيران العدوانية واراد العدو من المعركة تحطيم القيادة الأردنية وقواتها وزعزعة الثقة بنفسها حيث بقي الأردن يرفض نتائج حرب حزيران وبقى صامداً ثابتاً بحيويته ونشاطه وتصميمه على الكفاح من اجل إزالة اثار العدوان حيث اعتقدت القيادة الإسرائيلية خاطئة ان الجيش الأردني يعيش الهزيمة ومشتت الصف بعد حزيران لكنها أخطأت التقدير فبقيت القيادة العسكرية الأردنية قادرة على إعادة تنظيم القوات وبسرعة فائقة وتمكنت من ذلك بوقت قياسي ،واحتلت مواقعها العسكرية على الضفة الشرقية من النهر وبقيت روح القتال والتصميم على خوض المعركة أعلى ما تكون عليه روح القتال والتصميم في صمود أردني رائع.

    اعلن العدو أنه قام بالهجوم لتدمير قوة المقاومين العرب الا ان الهدف لم يكن كذلك فقبل أيام من معركة الكرامة حشد العدو الصهيوني وقواته لاحتلال مرتفعات البلقاء والاقتراب من العاصمة عمان للضغط على القيادة الأردنية لقبول شروط الاستسلام التي تفرضها إسرائيل والعمل على ضم أجزاء جديدة من الأردن لتحقيق أحلامه المنشودة التي تتلخص فيما يلي..

    1- ارغام الأردن على قبول التسوية والسلام الذي تفرضه إسرائيل وبالشروط التي تراها وكما تفرضها من مركز القوة.

    2- محاولة وضع ولو موضع قدم على ارض شرقي نهر الأردن بقصد المساومة عليها لتحقيق أهدافها وتوسيع حدودها.

    3- ضمان الأمن والهدوء على خط وقف إطلاق النار مع الأردن.

    4- توجيه ضربات قوية ومؤثرة إلى القوات الأردنية.

    5- زعزعة الروح المعنوية والصمود عند السكان المدنيين وارغامهم على النزوح من أراضيهم ليشكلوا أعباء جديدة وحرمان المقاومة من وجود قواعد لها بين السكان وبالتالي المحافظة على الروح المعنوية للجيش الإسرائيلي بعد المكاسب التي حققها على الجبهات العربية في حزيران 1967م.

    السيطرة على الجسور
    لقد لعب سلاحا الدروع والمدفعية الملكي وقناصو الدروع دوراً كبيراً في معركة الكرامة وعلى طول الجبهة وخاصة في السيطرة على جسور العبور ما منع الجيش الإسرائيلي من دفع أية قوات جديدة لإسناد هجومه الذي بدأه ، وذلك نظراً لعدم قدرته على السيطرة على الجسور خلال ساعات المعركة ، وقد ادى ذلك الى فقدان القوات الإسرائيلية المهاجمة لعنصر المفاجأة ، وبالتالي المبادرة ، وساهم بشكل كبير في تخفيف زخم الهجوم وعزل القوات المهاجمة شرقي النهر وبشكل سهل التعامل معها واستيعابها وتدميرها ،وقد استمر دور سلاح الدروع والمدفعية الملكي بشكل حاسم طيلة المعركة من خلال حرمان الإسرائيليين من التجسير أو محاولة إعادة البناء على الجسور القديمة وحتى نهاية المعركة ، وهذا يؤكد أن معركة الكرامة قد خاضها الجيش العربي وهو واثق من نفسه ، وان الجهد الذي بذل خلالها ما كان جهداً ارتجالياً بل كان جهداً دفاعياً شرسا ومخططا بتركيز على أهم نقاط القتل للقوات المهاجمة لكسـر حدة زخمها وإبطاء سرعة هجومها .



    توقيت بدء معركة الجيش العربي..
    بدأ الجيش العربي قتاله في معركة الكرامة منذ اندلاع شرارتها الأولى وتقدم القوات المهاجمة ،حيث يقول اللواء مشهور حديثة / في الساعة5.25 ابلغني الركن المناوب أن العدو يحاول اجتياز جسر الملك حسين فأبلغته أن يصدر الأمر بفتح النار المدمرة على حشود العدو .. لذلك كسب الجيش العربي مفاجأة النار عند بدء الهجوم من القوات الإسرائيلية ولو تأخر في ذلك لاتاح للقوات المهاجمة الوصول إلى أهدافها بالنظر إلى قصر مقتربات الهجوم التي تقود وبسرعة إلى أهداف حاسمة وهامة / مركز الثقل / في ظل حجم القوات التي تم دفعها وطبيعتها وسرعة وزخم هجومها بالإضافة إلى سهولة الحركة فوق الجسور القائمة .

    لقد استطاعت القوات الأردنية وخاصة سلاح المدفعية حرمان القوات الإسرائيلية من حرية العبور حسب المقتربات المخصصة لها .. ودليل ذلك أن القوات الإسرائيلية التي تكاملت شرقي النهر كانت بحجم فرقة وهي القوات التي عبرت في الساعة الأولى من الهجوم وبعدها لم تتمكن القوات المهاجمة من زج أية قوات جديدة شرقي النهر بالرغم من محاولتهم المستميتة للبناء على الجسور التي دمرت ، ومحاولة بناء جسور حديدية لإدامة زخم الهجوم والمحافظة على زمام المبادرة مما اربك المهاجمين وزاد من حيرتهم وخاصة في ظل شراسة المواقع الدفاعية ومقاومتها الشديدة .

    طلب وقف إطلاق النار
    لقد لجأت إسرائيل إلى طلب وقف إطلاق النار في الساعة الحادية عشرة والنصف من يوم المعركة وهذا دليل كبير على أن القوات التي واجهتهم في المواقع الدفاعية من الجيش العربي كانت بحجم التحدي وكانت المعركة بالنسبة لهم معركة وجود ومعركة حياة أو موت هذا على الصعيد العسكري ، أما على الصعيد السياسي فقد أصر الأردن على لسان جلالة المغفور له الملك الحسين طيب الله ثراه على / عدم وقف إطلاق النار طالما أن هناك جنديا إسرائيليا واحدا شرقي النهر / وهذا يثبت وبدون ادنى شك أن معركة الكرامة كانت معركة الجيش العربي منذ اللحظة الأولى حيث كانت قيادته العليا تديرها وتتابع مجرياتها لحظة بلحظة، وان عدم قبول جلالة الملك قرار وقف إطلاق النار الذي طلبه الإسرائيليون بعد خمس ساعات من بدء المعركة دليل على امتلاك ناصية الأمر والسيطرة على المعركة والتحكم بمجرياتها.

    حينما طلبت إسرائيل وقف اطلاق النار بعد خمس ساعات من بدء المعركة كانت ترى رؤى العين شراسة المواقع الدفاعية للجيش العربي الذي خططت معركتها كاملة على أساس تقييم قدراته ( المقابلة ) لها وحينما رفض الأردن وقف إطلاق النار كان في معمعة المعركة منذ انطلاق شرارتها الأولى .. ويعلم تمام العلم كيف تسير لحظة بلحظة وكيف أن قواته تسيطر عليها بحزم وان قيادته العليا كانت ترى النصر المؤزر قريبا ويحتاج إلى صبر ساعة ،خاصة عندما أجهضت هذه القيادة وفوتت الفرصة على الإسرائيليين برفضها لوقف إطلاق النار حيث أنها كانت ترى بثاقب بصيرتها وحنكتها ما يخطط له الإسرائيليون في محاولة منهم لوقف القتال دون الوصول إلى النتائج الحتمية التي اصبحوا يعلمونها ويرونها رأي اليقين من أن النصر في هذه المعركة قد فاتهم وانه اصبح دون أدنى شك في يد الجيش العربي .. وعلى المدى الأبعد فان بصيرة القيادة الثاقبة وحنكتها أيضا تؤكد ما ذهبنا إليه منذ البداية في أن موضوع السيادة كان محسوما على الأرض الأردنية إذ لا يمكن لإسرائيل أن تطلب وقف إطلاق النار إلا من جهة مقابلة ذات سيادة ولها قرار سيادي وسياسي يقرر على ارض الواقع سير المعركة .

    الإنزال الإسرائيلي في بلدة الكرامة
    أن عملية الإنزال التي قامت بها القوات الإسرائيلية شرقي بلدة الكرامة كانت الغاية منها تخفيف الضغط على قواتها التي عبرت شرقي النهر بالإضافة لتدمير بلدة الكرامة ،خاصة عندما لم تتمكن من زج أية قوات جديدة عبر الجسور نظرا لتدميرها من قبل سلاح المدفعية الملكي وهذا دليل قاطع على أن الخطط الدفاعية التي خاضت قوات الجيش العربي معركتها الدفاعية من خلالها كانت محكمة وساهم في نجاحها الإسناد المدفعي الكثيف والدقيق إلى جانب صمود الجنود في المواقع الدفاعية ، وفي عمقها كانت عملية الإنزال شرق بلدة الكرامة عملية محدودة،حيث كان قسم من الفدائيين يعملون فيها كقاعدة انطلاق للعمل الفدائي أحيانا بناء على رغبة القيادة الأردنية .. وبالفعل قام الإسرائيليون بتدمير بلدة الكرامة بعد أن اشتبكوا مع القوات الأردنية والمقاتلين من الفدائيين الذين بقوا في البلدة والذين يسجل لهم دورهم بأنهم قاوموا واستشهدوا جميعا في بلدة الكرامة .

    خسائر العدو الاسرائيلي
    بعد معركة الكرامة بلغت خسائر الإسرائيليين 70 قتيلاً وأكثر من 100 جريح و45 دبابة و25 عربةً مجنزرة و27 آلية مختلفة و5 طائرات.

    خسائر الجيش العربي الأردني
    بعد معركة الكرامة بلغت خسائر الاردن 20 شهيداً و65 جريحاً و10 دبابات و10 آليات مختلفة ومدفعين فقط.

    رحم الله شهداءنا وأسكنهم فسيح جناته وحمى الله الأردن حصناً منيعا متقدماً يصنع مجد الأمة على الدوام في ظل القيادة الهاشمية الواثقة.

    --------------------------------------------------------------------------------

    الاردن يحتفل بذكرى معركة الكرامة


    يحتفل الوطن كل عام بمناسبة معركة الكرامة التي سطر خلالها نشامى الجيش العربي, أروع البطولات, وأجمل الانتصارات على ثرى الأردن الطهور, حيث تحوم أرواح الشهداء في فضاءات الأردن, فوق سهوله وهضابه وغوره وجباله, وتسلم على المرابطين فوق ثراه الطهور, ويتفتح دحنون غور الكرامة على نجيع دمهم الزكي..

    وتسري في العروق رعشة الفرح بالنصر ونشوة الافتخار بهذا الجيش العربي الهاشمي, وتطمئن القلوب بذكر الله وهي تقرأ قول الحق على روح قائد معركة الكرامة الملك الحسين رحمه الله, وشهداء الكرامة واللطرون وباب الواد والقدس والجولان, حيث يختلط دم الخلف بدماء السلف في يرموك العز, وحطين ومؤتة وفحل والكرامة, فيسمو الوطن بقدسية أرضه وحرية إنسانه وكرامة أمته وأصالة رسالته التي توارثها قادة هذا الوطن من آل هاشم, حتى آل نصر الكرامة إلى بناء واعمار وعطاء, وتعاون وتكافل بين أبناء الاسرة الواحدة التي تحتفل كل عام في مثل هذا اليوم بما أنجزت وحققت وبما جادت فيه النفوس في سبيل أن يبقى بيرق هذا الحمى العربي الأصيل, يخفق بين أرواح الشهداء عالياً كما هي هامات أهله وربعه وعشيرته وجيشه, لا تنحني إلا لله الواحد الأحد.

    وفي هذه الذكرى الغالية نرفع الأكف تضرعاً لله العلي القدير أن يتغمد الحسين بواسع رحمته وأن يمنح جلالة القائد الأعلى الملك عبدالله الثاني ابن الحسين العزم والقوة ليمضي بالأردن قدمًا نحو معارج الرقي والتقدم والازدهار.



    الكرامة ملحمة خالدة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي

    تؤلف منطقة غور الأردن سجلاً حافلاً يصور البطولات والمعارك, وتمثل ارض الرباط في سبيل الله, وهي من الأهمية الاستراتيجية والجغرافية بمكان, مما جعلها محط أنظار الأعداء والطامعين, مما حدا بهم إلى التخطيط المستمر والسعي المتواصل بغية ترجمة أطماعهم وتنفيذ مخططاتهم وإحاطة أنفسهم بهالة بأنهم يمتلكون القوة ويستطيعون فعل ما يشاءون.

    ولقد كان صمود الجيش العربي الهاشمي في معركة الكرامة بمثابة نقلة نوعية في تنامي الروح المعنوية العالية, والقدرة القتالية النادرة التي يتمتع بها الجندي الأردني, وهذا الصمود والنصر كانا منعطفاً هاماً في حياة الأمة العربية, تحطمت خلاله أسطورة التفوق الإسرائيلي وأبرزت للعالم ان في هذا الوطن جيشاً يأبى الضيم ويدحر العدوان, ويذود عن حماه بالمهج والأرواح ويدافع عنه بكل ما أوتي من قوة.

    ومهما كان احتفالنا بهذه الذكرى الخالدة, فإننا لا نستطيع ان نفيها حقها لأنها اكبر من كل الكلمات واكبر من كل الاحتفالات, فهي معركة أعادت إلى الأمة احترام الذات بعد نكسة حزيران وان النصر الذي حققه جيشنا الباسل البطل في هذه المعركة, جاء في وقت كنا فيه بأمس الحاجة إلى ملامح نصر وعزة وكرامة, والى وقفة كلها شرف وإباء وكانت معركة الكرامة التي هي أول نصر مبين يحققه جيشنا المصطفوي للعرب عبر صراعنا الطويل مع إسرائيل وقوتها العسكرية المتغطرسة اثبت خلالها الجيش العربي ان النصر العسكري العربي على إسرائيل ليس مستحيلاً وإنما هو مؤكد كما حدث في معركة الكرامة.

    إذن معركة الكرامة هي بوابة المعارك ومؤشر الانتصارات التي أدخلت الأمة بكاملها دائرة الفعل وأخرجتها من آلامها وجراحها التي سببتها نكسة حزيران وما خلفته من آثار سلبية على النفس العربية.

    واحتفالنا بمعركة الكرامة العربية في الأردن هنا أمر طبيعي لأنها جزء من تاريخنا العسكري الذي نفخر ونعتز, به حيث انها لم تكن مجرد معركة استبسلنا فيها وخضناها ودحرنا العدو وغطرسته فحسب بل كونها جاءت لتعطي المعتدي درساً واضحاً بان حروبه معنا ليست نزهة, وأنها لم تهزم عدواً طامعاً حاقداً فحسب بل ضمدت جرحاً عربياً مكلوماً بسواعد أبناء الأردن البررة وقوتهم النافذة يوم تثبتوا بأرضهم المباركة الطاهرة التي هي موطن الآباء والأجداد يتمنون إحدى الحسنين.

    لم تكن بداية معركة الكرامة كما هو معلوم الساعة [03.5] في 12 آذار 8691 فقد سبق ذلك قيام إسرائيل بهجمات عديدة ومركزة, من قصف جوي ومدفعي على طول الجبهة الأردنية طوال أسابيع عديدة, ومهدت لذلك باستعداد واسع النطاق في المجالات النفسية والسياسية والعسكرية عمدت بواسطتها إلى تغيير الحال العام بالمنطقة.. من حال الصمود الأردني العنيد ضد أرادتها إلى حال تحقيق الهدف الذي أرادت إسرائيل الحصول عليه من حرب حزيران العدوانية وأراد العدو من المعركة تحطيم القيادة الأردنية وقواتها وزعزعة الثقة بنفسها, حيث بقي الأردن يرفض نتائج حرب حزيران وبقى صامداً ثابتاً بحيويته ونشاطه وتصميمه على الكفاح من اجل إزالة آثار العدوان, حيث اعتقدت القيادة الإسرائيلية خاطئة ان الجيش الأردني يعيش الهزيمة ومشتت الصف بعد حزيران لكنها أخطأت التقدير فبقيت القيادة العسكرية الأردنية قادرة على إعادة تنظيم القوات وبسرعة فائقة, وتمكنت من ذلك بوقت قياسي واحتلت مواقعها العسكرية على الضفة الشرقية من النهر, وبقيت روح القتال والتصميم على خوض المعركة أعلى ما تكون عليه روح القتال والتصميم في صمود أردني رائع.

    --------------------------------------------------------------------------------
    ومع ان العدو أعلن أنه قام بالهجوم لتدمير قواعد الفدائيين الفلسطينيين في غور الأردن إلا أن الهدف لم يكن كذلك, فقبل أيام من معركة الكرامة بدأ العدو الصهيوني حشد قواته سعياً لاحتلال مرتفعات البلقاء والاقتراب من العاصمة عمان للضغط على القيادة الأردنية لقبول شروط الاستسلام التي تفرضها إسرائيل والعمل على ضم أجزاء جديدة من الأردن لتحقيق أحلامه المنشودة.

    "حدودك يا إسرائيل من الفرات إلى النيل" التي تتلخص فيما يلي:

    [1] إرغام الأردن على قبول التسوية والسلام الذي تفرضه إسرائيل وبالشروط التي تراها وكما تفرضها من مركز القوة.

    [2] محاولة وضع ولو موضع قدم على ارض شرقي نهر الأردن بقصد المساومة عليها لتحقيق أهدافها وتوسيع حدودها.

    [3] ضمان الأمن والهدوء على خط وقف إطلاق النار مع الأردن.

    [4] توجيه ضربات قوية ومؤثرة إلى القوات الأردنية.

    [5] زعزعة الروح المعنوية والصمود عند السكان المدنيين وإرغامهم على النزوح من أراضيهم ليشكلوا أعباء جديدة, وحرمان المقاومة من وجود قواعد لها بين السكان.

    [6] عرض القوة وبيان أن إسرائيل قادرة على الفعل ورد الفعل متى أرادت وأينما أرادت.

    [7] المحافظة على الروح المعنوية للجيش الإسرائيلي بعد المكاسب التي حققها على الجبهات العربية والانتصار في حزيران [1967] والسعي الى استثمار الفوز على جميع الجبهات.

    ومن هذه المفاهيم اخذ القادة الإسرائيليون يخططون لمهاجمة الأراضي الأردنية على جبهة واسعة, والاختراق في النقاط الضعيفة لتأمين الأهداف الحيوية التي تناسب استراتيجيتهم, وليرغم الأردن بالتالي على الخضوع للمطالب الإسرائيلية بالشروط التي تريدها لفرض الحل السياسي الذي يناسبها.

    والحقيقة ان الجبهة الأردنية لم تشهد هدوءاً أو استقراراً منذ حرب حزيران [1967] وحتى نشوب معركة الكرامة ..فقد وقع ما يزيد عن أربعة وأربعين اشتباكاً بالمدفعية والقصف الجوي والدبابات والأسلحة المختلفة, كلها تبين نوايا العدو المبيتة والتمهيد للمعركة المخطط لها لاحتلال مرتفعات السلط والوصول إلى مشارف عمان للضغط على الأردن ولفرض الحلول التي تريدها إسرائيل, ولكن بدلاً من ذلك كله تلقت إسرائيل ضربة قوية من قواتنا الباسلة ردتها خائبة وأوقعت بها خسائر لم تصب بها إسرائيل في حرب حزيران عام [1967].

    في [14] آذار عام [1968] وصلت إلى القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية معلومات تفيد بوجود حشود معادية على طول الواجهة, وفي الأيام الأولى التالية ضاعف العدو نشاطه في الكشف والاستطلاع والتصوير وحشد قوات الدروع والمدفعية والمظليين في مواقع أمامية قرب نهر الأردن ومقابل غور الصافي جنوب البحر الميت وتمكنت قواتنا المسلحة بيقظتها وحرصها من تحديد ساعة الصفر للهجوم حيث كانت 03.5 صباح يوم 12 اذار وتم إشعار الوحدات بذلك منذ مساء يوم [20] آذار ولذلك كانت ردود فعل قواتنا إيجابية وأوقعت خسائر كبيرة في صفوف العدو .

    حشد العدو لمعركة الكرامة افضل قواته تدريباً وخبرة قتالية فقد استخدم اللواء المدرع السابع وهو الذي سبق وان نفذ عملية الإغارة على قرية السموع عام [1966] واللواء المدرع [60], ولواء المظليين [53], ولواء المشاة [80] , وعشرين طائرة هيلوكبتر لنقل المظليين وخمس كتائب مدفعية [551] ملم و[501] ملم بالإضافة إلى قواته التي كانت في تماس مع قواتنا على امتداد خط وقف إطلاق النار, وسلاحه الجوي الذي كان يسيطر سيطرة تامة على سماء وأرض المعركة بالإضافة إلى قوة الهجوم التضليلي التي استخدمها في غور الصافي وهي كتيبة دبابات وكتيبة مشاة آلية وسريتا مظليين وكتيبة مدفعية. حشدت إسرائيل هذه القوات جميعها في منطقة أريحا, ودفعت بقوات رأس الجسر إلى مناطق قريبة من مواقع العبور الرئيسة الثلاثة, حيث كان تقربه ليلاً.

    بدأ العدو قصفه المركز على مواقع الإنذار والحماية ثم قام بهجومه الكبير على ثلاثة محاور عبر الجسور الثلاثة في وقت واحد حيث كان يسلك الطريق التي تمر فوق هذه الجسور وتؤدي إلى الضفة الشرقية وهي محور جسر داميا ( الأمير محمد) وتؤدي إلى مثلث المصري, ويتفرع منها مثلث العارضة- السلط-عمان ومحور أريحا جسر الملك حسين --الشونة الجنوبية وادي شعيب -- السلط -- عمان, ومحور جسر الأمير عبد الله ( سويمه ناعور¯¯¯ عمان), بالإضافة إلى هذه المحاور الثلاثة, قام العدو بهجوم تضليلي على محور غور الصافي -- غور المزرعة -- الكرك.

    قال احد كبار القادة العسكريين العالميين وهو المارشال جريشكو رئيس اركان القوات المسلحة السوفييتية في تلك الفترة (لقد شكلت معركة الكرامة نقطة تحول في تاريخ العسكرية العربية).

    لقد كان يوم الكرامة اغر محجلا في تاريخ العسكرية العربية بعامة والاردنية بخاصة, حيث اثبت الجندي الاردني انه قادر على انتزاع النصر بقوة, واثبت كفاءته وقدرته على تحمل الصعاب والمشاق من اجل وطنه, لقد كان يوم الكرامة يوم رد شديد جسد الجندي الاردني خلاله قوة بأس وصلابة الجيش العربي الأردني, وابرزت معركة الكرامة دروساً في التلاحم الوطني وقيادة اردنية هاشمية من طراز فريد مثلما ابرزت تعاوناً بين صنوف الاسلحة المختلفة, وسطر شهداء الجيش الاردني بدمائهم الزكية صفحة مشرقة في تاريخ وطنهم وامتهم يخلدها لهم التاريخ على مدى الزمن السرمدي


  2. #2
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Mon Jul 2008
    الدولة
    الاردن
    العمر
    41
    المشاركات
    777
    معدل تقييم المستوى
    16
    رحم الله شهداء الاردن

    الذين سطروا بدمائهم

    ارض الوطن

    مشكورة اخي على

    هذا الموضوع الشيق

    واتمنالك كل الخير والتقدم

المواضيع المتشابهه

  1. بوستان عن معركة الكرامة , كلام جميل عن معركة الكرامة - خواطر عن معركة الكرامة
    بواسطة A D M I N في المنتدى منتديات المهباش الاردنية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 22-03-2018, 09:49 PM
  2. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 14-05-2017, 10:12 PM
  3. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 18-11-2016, 11:36 PM
  4. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 15-11-2016, 04:02 PM
  5. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 05-11-2016, 12:50 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
معجبوا منتدي احباب الاردن على الفايسبوك