اكتئاب ما بعد الولادة
إكتئــاب مــا بعــد الــولادة
- يتمثل هذا الاكتئاب في إصابة الأم بأسي وحزن شديدين خلال اليوم الأول أو الثاني بعد الوضع، وقد يستمر ذلك لمدة ثلاثة أسابيع، وهو اضطراب شائع بين الأمهات حديثات العهد، وقد يبدو ذلك طبيعيا،، حيث تشعر الأم بالراحة للحظة الأولي وفجأة تنفجر بالبكاء، مما يولد لديها الشعور بالكآبة والإحباط، لا تحتاج المرأة المصابة عادة في هذه الحالة إلا إلي بعض الدعم النفسي والمساعدة في أعباء المنزل ورعاية الوليد الجديد، إلا أنه في 20% من هؤلاء النساء تتطور الحالة لديهم إلي اكتئاب مرضي يحتاج إلي استشارة ضرورية من قبل الطبيب لتلقي العلاج اللازم، والذي يأتي في هذا النوع من الاكتئاب بنتائج سريعة ونافعة، الاكتئاب كلمة معناها تغيير النفس وانكسارها من شدة الحزن والهم، ومن أعراضه الشعور بالحزن والبؤس وعدم السعادة أو سرعة الانفعال اتجاه الأطفال وخصوصا اتجاه المولود الجديد، وغالبا ما تكون هذه الحساسية تجاه الزوج أيضا، الذي يجد صعوبة في تفهم ما يحدث لها وفي تفهم الأعراض التي تظهر عليها، ويمكن تلخيص الأعراض في: عدم القدرة علي النوم أو النوم الكثير، تغيير في الشهية سواء تعاني من قلتها أو شراهة في الأكل، قلق بالغ عن الطفل أو إهماله، الإحساس بالغضب تجاه الطفل وأفراد الأسرة، والتوتر الشديد، الإحساس بأنها تريد إيذاء طفلها، صعوبة التركيز، الكسل أو الإرهاق الشديد، فقدان الإحساس وأعراض الوسواس القهري، ويوجد نوعان من الكآبة، النوع الأول وهو ما يسمي بالكآبة العارضة، حيث إنه قد وجدت واحدة من كل اثنين من النساء تنتابهن الرغبة في البكاء والشعور بحالة عدم الاطمئنان في اليوم الثالث أو الرابع من الولادة والتي سرعان ما تختفي لترجع الأمور تحت السيطرة بعد أسبوع أو أكثر، بحيث لا تحتاج إلي علاج.
أما النوع الثاني فيسمي باكتئاب ما بعد الولادة.. وهي حالة مستمرة من الاكتئاب ولاتقل مدتها عن أربعة أسابيع، وقد يصيب نسبة مهمة من النساء. تأثير إيجابي ماهي الأسباب في ظهور هذه الحالة المرضية وكيف التخلص منها ؟ يعود السبب إلى مجموعة من العوامل، كالانخفاض المفاجئ في الهرمونات المصاحبة للحمل، والتي تحدث بعد عملية الولادة، فقدان الدعم اللازم من الزوج، الولادة قبل الأوان أو ولادة طفل مصاب بمرض ما أو إعاقة، وقد يكون العامل أيضا مجموعة من المآسي التي تصادف المرأة في حياتها مثل فقدان الزوج لوظيفته أو مشكلة مادية، وهذه المشاكل التي تسبق الحمل أو الولادة، في الغالب تصاب النساء بهذا المرض دون وجود أي سبب من الأسباب السابقة الذكر.
وللعائلة دور أساسي في علاج الأم من هذا المرض من خلال اكتشافهم للأعراض في وقت مبكر وملاحظة تطورات المرض، فدعم الزوج ووقوفه بجانب زوجته من الأشياء التي لها تأثير إيجابي خلال مراحل العلاج، حيث يمكن أن تعرف سرعة في التحسن، ولربما يكون للعائلة دور سلبي في استجابة المريضة للشفاء، وذلك من خلال اشعارها بالذنب وفقدها الإحساس بقيمتها وأهميتها وكذلك اعتزازها بذاتها. ومن أجل التخفيف من حدة هذا الاكتئاب والمرور بفترة النفاس بأمان يستحسن إعطاء المرأة النفساء قدرا كبيرا من الراحة لكونها تواجه أعباء كثيرة خلال هذه الفترة وينبغي أيضا تخصيص وقت لها للقيام ببعض الأشياء التي تبعدها عن الأعباء اليومية مما يتطلب تعاون أفراد أسرتها خاصة الزوج، من أجل توفير فترات راحة مناسبة. أما الزيارات الاجتماعية فيستحسن بعدم استقبالها أو تلقي أي مكالمة تليفونية قد تكون مزعجة للأم في هذه المرحلة، وذلك إذا كانت الأم غير قادرة على ذلك. وتحتاج الأم خلال هذه الفترة إلي تناول الوجبات الغذائية المفيدة مع تجنب الكافيين في المشروبات، حيث يزيد من حالة التوتر لدي النفساء،
كما ينبغي لها القيام بالمشي لمدة قصيرة عدة مرات في الأسبوع، وتبقي تهيئة الأم الجديدة قبل الوضع هي الطريقة الأمثل لتجنب وقوع حالة الاكتئاب، وذلك من خلال برامج التوعية، أو من طرف الطبيبة المشرفة عليها، وذلك لإزالة الرهبة والخوف من نفس الأم تجاه الولادة.
رد مع اقتباس
المفضلات