البحث عن الهوية عند المراهق
أبواب
البحث عن الهوية عند المراهق
تشكل حياة المراهق هاجسا مستمرا عند الاهل والمجتمع ..فهي محطة من اهم محطات العمر لا بد ان يتم التوقف عندها كثيرا خاصة انها تعتبر منعطفاً مهماً وخطيراً في حياة الانسان .
علينا ان ننظر اليها بكل جدية واهتمام ونحرص على ان نعزز الدور الايجابي عند المراهقين في بحثهم عن هويتهم وانطلاقتهم في الحياة المستقبلية..
ويشير د.فريح العنزي الى ازمه الهويه عند المراهقين حيث يقول :
من بين جميع ازمات النمو ،احتلت هذه الازمه بقوه مركز الاهتمام لدى إريكسون في بناء نموذجه للنمو الوجداني والانفعالي .فمع البلوغ ينمو الجسم بسرعه وتطرأعليه تغيرات هائله .وهذه التغيرات تحدث قدرا من الاضطراب لدى المراهقين من الذكور والإناث ،فتنشأ لهم ادوار اجتماعيه جديدة ،بالإضافه الى ان صورهم عن ذواتهم كأطفال لم تعد ملائمه للمظهر الجديد الذ ي هم عليه ولا لمشاعرهم الجديدة نحو الجنس الاخر .كما تنشأ مطالب وتوقعات جديدة لدى الكبار والاقران تختلف عن تلك التي كانت في الطفوله .ويؤدي ذلك كله الى خلط شديد لدى المراهق في المرحله المبكره من المراهقين يسميه اريكسون (ازمة الهوية )
ومن العوامل التي تؤثر في هذه المرحله نتائج الخبرات التي تعرض لها المراهق في مراحل نموه السابقه وهي التي تضمن التكامل الناجح بين الدوافع الاساسيه لدى الفرد وقدراته الجسمية والعقليه وفرص الحياة التي توفرها له البيئه الاجتماعيه ومعني ذلك ان نمو الطفل السابق على البلوغ (لفترة تصل الى 12سنه او نحوها )يؤدي الى تركيبة معينه تتجسد مع معظم المراهقين فتعطي للفرد شعورا بالهويه الشخصية او بتجديد الذات
وهذا الشعور بالهويه الشخصيه يتضمن ان يحتفظ الفرد لنفسه بصورة لذاته يتوفر فيها التماثل والاستمرار الذي يتطابق مع التماثل والاستمرار الذي يكونه الاخرون عنه وبالاضافه الى ذلك فان المراهق في حاجه الى ان يكتسب وعيا متزايدا باهدافه وفهما واضحا للعالم الواقعي الذي يتعامل معه باسلوبه في الحياه .
والخطر الحقيقي في هذه المرحله يسميه اريكسون «خلط الادوار»او خلط الهوية فالمراهق لا يعرف من يكون بالنسبه الى نفسه وبالنسبه الى الاخرين فالاولاد والبنات يتحولون في هذه الفتره فالمراهق يسعى الى معرفة من يكون ؟ وما دوره في المجتمع وهل هو طفل او راشد ؟هل يمكنه ان يصبح زوجا وابا او يمكنها ان تصبح زوجه واما وكيف يكسب عيشه ؟واي مهنه سيعمل وفوق هذا كله هل نجح ام فشل ؟ولهذا نجد المراهق مهتما بادراك الاخرين له مقارنه هذا الادراك بادراكه لنفسه ويؤدي به عدم القدرة على فهم الذات – او نقصان الهويه – الى الخلط والغموض والفشل في حل هذه الازمه يؤدي الى اطالة مرحلة المراهقة وفشل تكامل الشخصية في مرحلة الرشد
ويرى د. فريح ان الاليات (الميكانيزمات )الفعاله ضد خلط الهويه التي يلجأ اليها المراهقون التوحد او التقمص الزائد مع الابطال والشلل والجماعات والجماهير والغايات وهو الية قد يفقد فيها المراهق فرديته مؤقتا وبه يعاون المراهقين بعضهم بعضا على التغلب على ازمة الهويه وعدم وضوح الوجهه المهنية وذلك من خلال التجمع معا ويفسر لنا ذلك ظهور الجماعات التي تصب المراهقين في قالبهامن حيث الملبس والكلام والسلوك والمثل العليا وهي جماعات لا تتسامح عادة مع من هم خارجها .وقد ينجم عن ذلك صراع مع السلطه في المجتمع وقد يفسر لنا ذلك ظهور الجماعات المتطرفة التي يكون معظم اعضائها من الشباب في ظروف الخلل السياسي والاجتماعي والاقتصادي .
اما المراهقون الذين يستطيعون حل مشكلات المراهقين بنجاح فانهم يملكون شعورا قويا بالفرديه ،بالاضافة الى اعتراف المجتمع بهم كأعضاء فيه يقبلهم ويقبلونه وهو شعور صحي يقود الانسان الى المواطنة الصحيحة والسلوك الاجتماعي السليم .
الاستقرار والقبول الاجتماعي ومساعدة الاهل واحتوائهم ودعمهم للمراهق عوامل مهمة في تشكيل هوية المراهق وانطلاقته الى اجواء الحياة بكل ثقة واقتدار ونجاح..فعلى الاهل ادراك ذلك وتفهم هذه المرحلة عند الابناء وتعزيز ثقة المراهق بنفسة ومسايرته وتوجيهة نحو الحياة الافضل ليمضي اليها بكل هدوء واتزان..واطمئنان.
د.عدنان الطوباسي
رد مع اقتباس
المفضلات