أساقفة يحتجون على اضطهاد المسيحية وإسلاميون "متحررون" يهاجمون قناة إسلامية بزعم أنها
صحيفة بريطانية: السعودية ضحت بمئات الملايين لنشر المذهب الوهابي في دول البلقان واسلمة أوروبا
أساقفة يحتجون على اضطهاد المسيحية وإسلاميون "متحررون" يهاجمون قناة إسلامية بزعم أنها تروج لاغتصاب المرأة
زعمت صحيفة بريطانية ان الحكومة في السعودية تضخ مئات الملايين من الدولارات من اجل دعم جماعات اسلامية في البلقان وبعض هذه الجماعات تعمل كما تزعم الصحيفة على نشر الكراهية ضد الغرب ومن اجل تجنيد المقاتلين للحرب في أفغانستان ومناطق اخرى.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في دولة مقدونيا قولهم ان الأصوليين المسلمين يهددون بزعزعة استقرار البلقان، مشيرين الى ان النموذج الإسلامي الوهابي المتشدد يتنازع مع النموذج الإسلامي للجماعات المسلمة في دول البلقان.
ويبدو ان الحديث مرتبط بزيادة عدد المساجد والمدارس الجديدة وتوزيع المساعدات على المحتاجين التي تقول ان كل واحد من اتباع الوهابية يتلقى حوالى 225 جنيها استرلينيا شهريا. وتقول ان من يتلقى دعما لا يتوقع منه اطالة لحيته بل اجبار زوجاتهم على لبس النقاب وهي عادة لم تعرف سابقا في مجتمعات المسلمين المتحررة في البلقان كما تقول الصحيفة. وتقول سلطات امن مقدونيا التي كانت جزءا من يوغسلافيا القديمة انها تراقب من تقول عنهم 50 متطوعا من اتباع القاعدة جندوا للقتال في افغانستان.
وتظهر وثائق قالت عنها الصحيفة سرية جهود الامن المقدوني بالتحقيق في نشاط عدد من الجمعيات الخيرية بعضها في السعودية. وتنتشر هذه الجمعيات في كافة دول البلقان وتنشر الكراهية والتطرف اضافة الى غسيل الاموال لمنظمات ارهاب. وذكرت الصحيفة اسم منظمة اسلامية دولية للاغاثة مركزها السعودية.
وقال مسؤول مقدوني ان مئات الملايين من الدولارات وصلت الى مقدونيا خلال العقود الماضية، ويبدو ان السعودية تقوم بتصدير الايديولوجيا لا النفط. وبناء على سليمان رخبي الذي قالت انه مسؤول المجتمع المسلم في مقدونيا فان العديد من المساجد تمت السيطرة عليها بالقوة من الجماعات المتطرفة.
وهناك اربعة من المساجد في سكوبي لم تعد تحت ادارة السلطات المحلية، وهناك العديد من الائمة يقولون انهم عينوا بناء على رواد المسجد.
وزعم المسؤول ان تعاليم الدين الاسلامي المتشددة التي يقدمونها تناقض القيم المتحررة والمتسامحة التي يتميز بها المسلمون في مقدونيا. وزعم التقرير ان الائمة المتشددين يخبرون المصلين ان مقدونيا التي ارسلت 200 جندي لكل من العراق وافغانستان تم خداعها للمشاركة في حرب صليبية ضد الاسلام والمسلمين. ونقلت عن سائق تاكسي من سكوبي توقفه عن ارتياد مسجده لان المتطرفين سيطروا عليه واخذوا منذ زلزال هاييتي يقولون ان الله يعاقب الغرب بسبب ما فعلوه في فلسطين وافغانستان والعراق. وحذر المسؤولون في مقدونيا قائلين ان الاتحاد الاوروبي فشل في التعامل مع الخطر المتصاعد للاسلاميين على دول البلقان. واشارت الى قيام السلطات في البوسنة بمداهمة جمعية سلفية في الشهر الماضي وقالت انها عثرت على اسلحة.
متشددون سابقون
ويتزامن التقرير هذا مع سلسلة اخرى من التقارير التي تستخدم بعبع التخويف من اسلمة اوروبا ومؤتمرات يعقدها اليمين المطالب بحظر المآذن والمساجد ومنع النقاب والحجاب وضمن هذه الجهود التي تشارك فيها مؤسسات يمينية ومسلمون 'متحررون' لهم مصالح مع حكومات الدول التي تدعمهم ما ورد في تقرير نشرته مؤسسة اسمها قويليام يديرها عدد من الناشطين السابقين الذي صاروا متحررين وجاء فيه نقد لقناة اسلامية شهيرة بين المسلمين البريطانيين وهي'اسلام تشانل' وفي التقرير اتهام للقناة بالترويج لقيم التعصب وتبني مواقف رجعية تجاه المرأة.
وقال التقرير المنشور على موقع المؤسسة على الانترنت ان القناة، تقوم ببث بذور الشك وسط المجتمعات الدينية المختلفة وتروج لعدم التسامح الديني والتعصب.
واشار التقرير الى توجهات القناة بعد عملية رصد لبرامجها استمر ثلاثة اشهر، مشيرا الى ان اهم ما تعمل عليه هو تعزيز المواقف الرجعية ضد المرأة، والتعصب تجاه الطوائف والاديان الاخرى، والترويج للتطرف.
واتهم التقرير القناة بانها تتحيز من خلال ضيوفها للآراء الوهابية المتشددة اجتماعيا ضد المرأة. كما ان المشاركين في برامجها من علماء الدين والمتخصصين يدلون غالبا بتعبيرات مهينة لاتباع الديانات الاخرى، ويحثون المشاهدين على رفض ممارسات غير المسلمين، وممارسات المسلمين غير المتبعين للمذهب الوهابي.
واتهم التقرير القناة التلفزيونية بالترويج للشخصيات والجماعات المتطرفة، مشيرا الى تسجيلات تعود للناشط اليمني انور العولقي. ولقي التقرير اهتماما من الصحف اليمينية المعارضة للاقليات والمهاجرين وابرزت صحيفة 'ديلي ميل' الانتقادات التي اوردها التقرير وخاصة تلك المتعلقة بالموقف من المرأة.
وعلقت الصحيفة ان القناة تبث بشكل معتاد مواد مهينة للمرأة. وذكرت الصحيفة ان البحث الذي اجرته مؤسسة كوليام وجد ان برامج القناة تدعم اغتصاب المرأة ، اي عليهن الاستجابة لرغبات ازواجهن الجنسية والا واجهن الطلاق. فيما اشارت الى ان تعليقات المشاركين تصف السيدات اللاتي يضعن عطورا في الاماكن العامة 'بالمومسات'.
وبنفس السياق اهتمت 'ذي ايفيننغ ستاندراند' بتقرير المؤسسة خاصة اجبار الزوجة على الجماع بدون رغبة منها واطاعة لزوجها .وذكرت الصحيفة ان التقرير اوضح ان برامج القناة تقوض الثقة بين جماعات المجتمع عن طريق بث تعليقات عدائية عن غير المسلمين. ونقلت الصحيفة عن التقرير ان القناة من خلال الترويج لنسخة واحدة ضيقة للاسلام وهي الوهابية السعودية، فانها تضيع فرصة عظيمة لاظهار صورة ايجابية عن طبيعة الاسلام في بريطانيا حسب الصحيفة من جهة اخرى.
اساقفة حانقون
وضمن سياق وضع الدين في بريطانيا نشرت 'صاندي تلغراف' رسال لستة من الاساقفة اضافة للورد كيري، اسقف كانتبري السابق احتجوا في رسالة لهم على استمرار التمييز ضد المسيحية التي تعتبر دين الغالبية البريطانية. واحتج الاساقفة ضد ما اسموه التمييز ضد رواد الكنائس باعتباره غير مقبول في مجتمع متحضر.
واعتبرت الصحيفة الرسالة نقدا مبطنا ضد حكومة العمال، وتقول ان المعتقدات التقليدية لحماية العائلة ومؤسسة الزواج لم تعد تحترم. وانتقد الاساقفة ما اسموها المعاملة المزدوجة التي تحترم اتباع الديانات الاخرى فيما يعاقب المؤمنون المسيحيون من اصحاب الاعمال الاخرى الذين يحظرون عليهم ارتداء شاراتهم الدينية في اماكن العمل مثل الصليب.
وجاء رد الأساقفة بعد سلسلة من الحالات التي رفض فيها عدد من المسيحيين لأنهم حاولوا التعبير عن رموز دينهم، واشاروا الى قصة شيري شابلن التي منعت من العمل في مستشفى كممرضة لأنها لبست الصليب، وكسبت قضية قانونية الأسبوع الماضي ضد قرار منعها. كما عبر الأساقفة عن قلقهم من عدم استماع الحكومة لأرائهم حول تعليم الجنس في المدارس ومواقفهم من الشذوذ الجنسي.
وقالت الصحيفة ان 640 مدير مدرسة وقعوا على عريضة حذروا فيها من ان إدخال التعليم الجنسي للمدارس الابتدائية سيؤثر على الأخلاق. ودعا الأساقفة في رسالتهم الى ان توقف الحكومة ما أسموه اضطهاد المسيحيين وتصحيح الأخطاء التي حدثت.
المصدر : الحقيقة الدولية – القدس العربي 29.3.2010
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد الدراوشه
المفضلات