أبواب
شقيـــق الـــدم
كلّما رأيت الدحنون تذكّرت تموز وهو يقول: (شقائق النعمان …. مؤاخاة الدماء !!).
وما كنت أعي ما يريد … وكنت أرقبه، مهيباً كالشهادة وهو يقترب مني، ويمسك ابهامي، وأنا طوع مشيئته، خاشعاً، صامتاً، يجرح إصبعي ويجرح إبهامه ، ثم يعانق الإصبعين جرحاً بجرح حتى يتصلّب الدم حاقناً النزيف !!
***
بعدئذ؛ أتملّى بهاء وجهه وأنا مشدوهاً بنوره، فأراه مبتسماً وهو يحدّق في تشكّل الحمرة إكليلاً على إبهامه.. أصمت..
ويأتي حديثه واثقاً كالنبوءة : (مثل ورد، نقاء هذا الجرح !)
يزداد سؤال اندهاشي: ( ورد، وجرح …. كيف يلتقيان ؟! )
يكمل بوحه جواباً: (ها نحن زرعنا الجرح وردتان، واتحدنا أقنوم دم !!)
***
وبعد هذا العمر..
كل عام، أنتظره بذات الوقت، وأبدأ تسريح رأس الربيع زهرة، زهرة، بحثا عنه.. يا الله، ها قد تجلّى طيفا، ثم حقيقة.. ها أنا أراه نبيا عائدا، صار وردا بلون شقيق دمي!!
مفلح العدوان - عدسة نادر داود -
المفضلات