اشار استطلاع اخير الى ارتفاع نسب الانفاق على الاستهلاك عند زيادة دخل الاسر الاردنية ذوات الدخول المنخفض والمتوسط مقابل انخفاض معدلات الادخار لديها.
ويؤكد الاستطلاع الذي اجرته وكالة الانباء الاردنية (بترا) ويهدف الى فهم العلاقة بين الدخل والانفاق والادخار انه عند زيادة الدخول تقل مستويات الادخار لدى اصحاب الطبقة المتدنية وبعض اصحاب الطبقة المتوسطة بالاضافة الى زيادة الاستهلاك .
ووفق الاستطلاع الذي شمل عددا من شرائح الدخول المختلفة بالاضافة الى اراء بعض المختصين والخبراء ان نسبة الادخار لدى شرائح الطبقة الدنيا والذين يقل دخلهم الشهري عن 500 دينار ما بين صفر الى 5 بالمئة.
في حين ارتفعت عند بعض ذوي الدخول المتوسطة وتتراوح دخولهم ما بين 600 الى 2500 دينار لتصل ما بين 15 و 25 بالمئة وحافظ اصحاب الدخول العليا والذين يزيد دخلهم عن ثلاثة الاف دينار على ادخار 30 الى 40 بالمئة من دخلهم.
وقال رئيس جمعية حماية المستهلك الدكتور محمد عبيدات ان زياده الاستهلاك وبدرجات متفاوته عند الاسر المتوسطة والفقيرة يرجع الى حاجتهم لاشباعات اكثر تنوعا مضيفا ان ذلك لا ينطبق بالضرورة على الاسر ذات الدخل العالي بسبب وجود منظومة قيمية محددة بالاضافة الى تمتع هذه الاسر بانماط حياتية معيشية معتدلة.
وراى عبيدات ان زيادة الاستهلاك من الانتاج المحلي المتاح سيؤدي الى زيادة الاستيراد وبالتالي زيادة عجز الموازنة بالاضافة الى ان الانفتاح الاقتصادي الذي لم يراع مصالح الطبقتين الوسطى والدنيا ادى الى زيادة بؤر الفقر والبطالة بالاضافة الى انه خلق بعض مظاهر الاستهلاك السلبية .
ويقول المحلل الاقتصادي الدكتور سليم الموسى ان نسبة الادخار تختلف بين الأفراد المتساوي الدخل ،وانفاق أفراد الأسر الأقل في العدد يزيد عن الأسر الأكبر بسبب السلوك الاقتصادي الذي يعتمد النظرة للمستقبل ومدى الرغبة في الحفاظ على وضع اقتصادي منتظم للأسرة.
ويضيف الموسى ان هذه الرغبة يجب ان تقرن بالقدرة على التخطيط لميزانية تشمل الصرف والادخار مشيرا الى إن البعض يتبع سلوكا إنفاقيا أو شرائيا لا يتناسب إطلاقا مع دخله.
الى ذلك يذهب عدى العزيزي تاجر متوسط الدخل ان البعض يشتري مركبة حديثة فارهه في الوقت الذي لا يسمح فيه دخله إلا بمركبة رخيصة ويكون ذلك على حساب جوانب أخرى كالملبس والغذاء في حين ان البعض الاخر قد يبتاعها متواضعة ولكنه يصرف على الملبس والولائم بشكل كبير فهو يهتم بجوانب مظهرية أكثر من غيرها.
وقد تبين من خلال الاستطلاع ان نسبة كبيرة من المتسوقين لا تحدد ما ترغب في شرائه قبل الذهاب الى السوق وإذا حددت فإنها في الغالب لا تلتزم بذلك وإنما يتم شراء أشياء كثيرة قد لا تكون ضرورية أو يحتاجها في ذلك الأسبوع وخصوصا في( المولات) التي تحسن عرض الأشياء وإظهارها بالمظهر المغري للشراء.
وتحدث عدد من عينة الاستطلاع عن الكماليات وانها تختلف لدى الأفراد وتخضع لاعتبارات عدة وقد يكون لربة البيت دخل في ذلك مشيرين الى إمكانية تغيير هذا التوجه وتعميق النظرة الاقتصادية بشكل أفضل دون إسراف ولا بخل.
المفضلات