الحق في اللعب هي منظمة عالمية انسانية غير حكومية تديرها جهات رياضية وهدفها هو استخدام الرياضة واللعب لتطوير الاطفال وبناء قدراتهم الفردية والمجتمعية.
وتلعب الرياضة دورا هاما في كل المجتمعات الانسانية.. فهي تساهم في نمو الاطفال الجسدي والعقلي وتعلمهم اهم القيم الانسانية مثل التعاون والاحترام، كذلك فالرياضة تحسن الحالة الصحية وتقرب ما بين المجتمعات وتسد الفجوة العرقية والثقافية التي تفرق بينهم، وهذا يؤدي لتقوية دور الرياضة في التطور الانساني.
وكذلك ايضا فان ''الحق في اللعب'' هي منظمة مدارة من قبل رياضيين ولها شركاء في مختلف انحاء العالم يهدفون لادخال الرياضة واللعب الى حياة الاطفال المتأثرين من جراء الحرب والفقر والمرض.. وابطال الرياضة هم عادة ابطال في نظر الاطفال وفي نظر كل الامم، ولديهم مكانة خاصة في المجتمع، وكلمة نافذة عند صناع القرار، وهذا يجعل صوتهم مسموعا حين يتحدثون للعامة حول اهمية دور الرياضة في تطور الطفل والمجتمع.
وسفراء الرياضة هؤلاء يدعمون ''الحق في اللعب'' عن طريق المشاركة في مناسباتها ونشاطاتها ويساعدون في نشر الوعي ببرامجها.
وقد تم انجاز هذا الكتاب (الحق في اللعب) من قبل المكتب الاقليمي لمنظمة الحق في اللعب في الشرق الاوسط، اما طبعة الكتاب الثالثة فقد كانت في بيروت ؟ لبنان عام 2006.
وكنبذة تاريخية فقد بدأت هذه المنظمة الحق في اللعب عام 1994 اثناء الالعاب الاولمبية في مدينة (ليلهامر) كمؤسسة تجمع المال تحت اسم ''مساعدات الاولمبياد'' وما بين عامي 1994 و 200 جمعت الاولمبياد مساعدات الاطفال الذين يعيشون في ظل اوضاع صعبة.. وفي عام 2001 اصبحت منظمة منفذة تنشر برامجها الخاصة وتوفد المدربين المتطوعين وسفراء الرياضة الى الميدان لاستخدام الرياضة واللعب كوسائل. وفي بداية عام 2003 تطورت الى منظمة ''الحق في اللعب'' لتلبية الاحتياجات المتنامية من اجل تطبيق البرنامج وجمع التبرعات. والحق في الرياضة الآن قادرة على استخدام رياضيين غير اولمبيين كسفراء للرياضة وكشركاء لممولين آخرين في مختلف الجهات الخاصة.
وتعمل الحق في الرياضة بالتعاون مع العديد من المؤسسات بما في ذلك المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة وصندوق الامم المتحدة للطفال ''اليونسيف'' ووكالة الغوث الدولية لتشغيل اللاجئين والحلف العالمي للتطعيم من اجل نشر برامجها في العالم.
ومن مقدمة هذا الكتاب نقرأ ايضا عن اهداف هذه البرامج لتطوير الاطفال وتتمثل بما يلي:
1- بناء قابلية المرونة لدى الطفل ؟ وهي القدرة على التكيف مع ميزات ومساوئ الحياة وتتولد من ايمان الطفل بنفسه.. والرياضة هنا تساهم بطريقتين هما: توفر للاطفال فرص تعلم العديد من المهارات الاساسية ليتقنوا (الرمي، الامساك، الركض.. الخ) وعن طريق الجمع بين الاطفال والكبار ممن يجيدون تلك المهارات ولديهم دائما تجارب ايجابية لينقلوها للاطفال.
2- ايجاد علاقات مميزة بين الاطفال والكبار ؟ ان هذه العلاقة الايجابية تمد الطفل بالقوة.
3- توفير انشطة منتظمة للاطفال ؟ وهذا يؤدي لاحساس حيوي بالسلامة والامان، والذي بدوره يعزز الثقة لدى الطفل.
اما الاطفال ذوو الاوضاع المعيشية الصعبة يواجهون الكثير من العوائق التي تحد من نموهم الصحي ويمكن التعامل معها وتقليلها من خلال الرياضة مثل: - ضعف الثقة ؟ اللعب والرياضة يتطلبان العمل التعاوني ضمن الفريق، وهذا امر يتطلب الثقة، والطلاب يتعلمون اثناء اللعب الجماعي كيف يعتمدون على بعضهم البعض .. وباستعماله المدح والارشاد البناء يصبح المدرب ممثلا للسلطة الموثوقة بالنسبة لهم.
- الملل- الرياضة واللعب من شأنها ابعاد الشخص عن التجارب السلبية او العواطف المؤلمة ويتم استبدالها بخبرات اكثر ايجابية.. وان الطفل اذا ما اتيحت له فرص اللعب فان مشاعر الملل والاحباط والقلق التي يعاني منها ستستبدل بامور اخرى ايجابية.
- الوحدة والعزلة ؟ النشاط الرياضي مثل العاب الفريق تساعد في التخفيف من شعور الوحدة والعزلة وتخلق بيئة يتواصل فيها الاطفال معا.. والتعاون والاتصال الذي يتعلمه الاطفال من خلال الرياضة واللعب يقوي علاقاتهم مع المشرفين على العناية بهم، ومع اقرانهم ومع الكبار من حولهم.
- الخوف وعدم الثقة ؟ تظهر الدراسات ان النشاطات المبرمجة تعطي لحياة الاطفال الاحساس بالثقة وتخلق عندهم نموذجا يحتذى به.. لأن الرياضة حين تقدم من خلال الصفوف الاعتيادية تتيح للاطفال المجال ليصبحوا اقدر على التحكم والثقة في حياتهم. اما عن الرياضة من اجل التطوير المجتمعي والسلام.. فان الرياضة تثقف الناس باجسامهم وتزيد وعيهم واحترامهم لاجسامهم واجسام الاخرين.. وبشكل ما فالرياضة تزيد الوعي بالبيئة واحترامها وضرورة ان تبقى صحية ونظيفة وبشكل مباشر، فان ادخال التربية الرياضية للمدرسة يزيد من قدرة الاطفال على التعلم.. حيث ثبت انها تزيد من تركيز الطالب وتحصيله بشكل عام.
- وكون الرياضة نشاطا ترفيهيا ذا طابع المشاركة فانها تساهم في حياة المجتمع وبناء العلاقات الاجتماعية، وتعزز العمل التطوعي.
وبالنسبة للعلاقة ما بين السلام والرياضة فهي بذات قوة العلاقة بين الرياضة والتطوير، فالرياضة تقدم الكثير للسلام لانها وحين تطبق بفعالية تعزز ذات القيم الجوهرية الضرورية للسلام، كذلك فان تربية السلام الفعالة تتطلب زيادة المعرفة والمهارات وتقوية القيم الضرورية لجميع الناس من كافة الاعمار كي تساهم في حل الصراعات وتخلق مناخا ملائما للسلم على الصعيد المحلي والعالمي.
وقد عدلت الرياضة لتتوافق مع هذا المفهوم اذا اخذنا بعين الاعتبار ان العديد من قيم الرياضة توازي تلك القيم الضرورية للسلام الدائم.
وان الرياضة الجيدة المحتوى مثلا تعلم الامانة والتفهم والاتصال والتعاون ومهارات حل المشاكل وتوضح لنا كيف ولماذا علينا الالتزام بالقوانين.. كذلك فالاطفال الذين يعيشون ظروف الحرب وعدم الامان.. فالرياضة بالنسبة اليهم هي وسيلة قوية لنقل تلك القيم بطريقة ممتعة بحيث تسقط حواجز عدم الثقة اثناء عملية بناء الظروف الضرورة للسلام الدائم
.
المصدر
جريدة الراى الاردنيه
رد مع اقتباس
Goods2010-03-11-fifty-8
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رمز الوفاء
المفضلات