لعب الطفل يكشف عن عالمه الخاص
لعب الطفل يكشف عن عالمه الخاص
د. أميمة محمد عمور - اللعب هو المتعة والسعادة التي يحصل عليها الطفل من جراء نشاط سار يؤديه أو فعل يحدثه كما أنه حاجة أساسية لابد أن تشبع. وهو مخرج وعلاج ووسيلة للتعبير عن مواقف الإحباط ومتاعب الطفل في الحياة، فالطفل حين تضربه أمه يذهب ويعاقب لعبته ويعاتبها وهو وسيلة دفاعية وتعويضية، فالطفل اذا افتقد اهتمام اسرته يفضل اللعب مع رفاقه خارج المنزل.حيث يقوم الطفل من خلاله باستغلال طاقة الجسم الحركية في جلب المتعة النفسية ، ولا يتم لعب دون طاقة ذهنية أو طاقة حركية جسمية. مع توفر شرط التلقائية ، تتحقق السعادة بكل معانيها لدى الطفل، حينما نقدم له مساحة من الحرية تجعله كائناً له وجوده واعتباره.
وتمكن الألعاب الطفل من اكتشاف نفسه والتعبير عن إمكانياته وقدراته واهتماماته كما تنمي لديه التفكير والإبداع والتخيل والاختراع وتمكنه من التعرف على العالم الخارجي من حوله، فيكتشف الطفل أسرار الموجودات من حوله في حركتها وأشكالها ومميزاتها وصفاتها ويختبر المشاعر والأحاسيس في بيئته والأشخاص والوجوه يوماً بعد آخر ويفهم طبيعتها وخصائصها وعلاماتها الفارقة.
واللعب يساعد الطفل على تنمية مهاراته الجسمية و اللغوية والحركية والوجدانية والاجتماعية. فيشعر بأنه سيد للعبة التي يقتنيها، يحركها متى وكيفما شاء .. ، ويدرك نوعية اللعبة وكيف يؤثر فيها ، فيضع قطعة فوق أخرى....، أو يضغط على أزرارها لتصدر الموسيقى.. أو يجعلها تبكي ، تضحك ، تتكسر ،تموت.. ، وفي نفس الوقت يتابع ويلاحظ ما يحدث وما هي ردود الأفعال تجاه سلوكياته.
ونتيجة ذلك يبدأ الطفل بتخيل الألعاب الأكثر قرباً بالواقع الذي يعيشه ويستخدم أدوات حقيقية موجودة فيبعث الحيوية والحركة في الألعاب من خلال تخيلاته واختراعاته،.يعبر عن مقدرته على إدارة وتسيير المواقف والموجودات في محيطه من خلال اللعب، الأمر الذي يمكنه من تقدير أموره الحياتية بنفسه.
وبما ان الطفل يلعب من أجل اللعب فلا شيء ينظم طريقة لعبه وحركته بشكل مسبق شيء متوقع حدوثه أثناء لعبه بهدف تلبية حب الفضول لديه مما يقوده إلى الاكتشاف فيستغل الطفل شعوره بالمتعة والسعادة، ليطوره لمصلحته وفائدته وليتحول في المستقبل إلى سلوك حقيقي.فاذا ما أردت أن تتعرف على شخصيه طفل وقدراته وطريقة تفكيره وهواياته ونمط تعلمه فتابعه أثناء لعبه. ويختلف الأطفال عن بعضهم بعضا في أساليب التجاوب والتفاعل مع اللعب. فهناك طفل غير المشارك في اللعب: يقف في الغرفة ويجول ببصره على الأطفال. وهنالك آخر يرغب أو يفضل اللعب بمفرده، حيث يندمج ويتفاعل مع اللعبة، بدرجة كبيرة، وهذا ما يحدث عادة لدى طفل السنة الثانية والثالثة. ولكي ندرك علاقة اللعب بسلوك الطفل ينبغي إن نعرف بأن اللعب ،هو وسيلته للتعبير فالطفل عندما يلعب،يعمل بدلاً من أن يتكلم.و إن لعبة معينة يمكن أن تحمل معاني مختلفة،فالعلاقة الأساسية بين الأدوار التي يعطيها الطفل لنفسه ولألعابه فضلاً عن المبررات التي تدفعه إلى تغيير العابة تكوّن الصورة الحقيقية للمشاعر والانفعالات التي يمر بها ،فاللعب بالنسبة للطفل هو صمام الأمان لعواطفه وانفعالاته، وهو أفضل وسيلة للتعبير الواضح عما يشعر به لأنه لا يستطيع أن يفعل ذلك بالكلام، فإذا ألقينا نظرة على ممارسته العملية، واطلعنا على الأسلوب الذي يخاطب به نفسه، ويخاطب به ألعابه، فسنعرف الكثير عن عالمه الداخلي، ونصبح أقدر على مساعدته للوصول إلى درجة كافية من النضج والاكتمال.
ويساهم اللعب في تنمية الجوانب النمائية كافة عند الطفل جسمه وعقله وتطور عواطفه وانفعالاته، وبناء تقديره لذاته وذلك لأحاسيسه بمبادراته على القيام ببعض الأنشطة ولتمكنه من انجاز بعض هذه الألعاب وهذا ما يجب أن نعنى به، وأن نقدره حق قدره، فسعادته في المستقبل وسعادة الآخرين من حوله، تعتمد إلى حد ما على التوازن في أحاسيسه والاعتدال في شعوره نحو ذاته ونحو العالم من حوله.
كما يسهم اللعب في تطور مهارات التفكير والاكتشاف عند الطفل . وهو وسيلة الاتصال الاجتماعي عنده مما يؤدي إلى التوازن العاطفي.فهو يمكن الأطفال من ممارسة أدوار سيواجهها عند الكبر.وكذلك في الاستفادة من التجارب المكتسبة. لإيجاد حلول لبعض المشكلات التي يتعرض لها في مواقف حياته .كما أنه يساعده على النمو الأخلاقي من خلال تدعيم قيم ومفاهيم المشاركة الوجدانية والتضامن مع الزملاء. ومهارة عقد علاقات قائمة على الصداقة والود مع الأطفال والكبار ممن لا يعرفهم. ويمكن الطفل من تطوير سلوكيات اجتماعية ناضجة في علاقاته مع الأطفال الآخرين. وكذلك التمكن من مهارات الكتابة بسرعة ونظافة وإتقان.والقدرة على تركيز الانتباه على الأعمال المطلوب القيام بها من قبله ..و الانتظام والمثابرة في إنجاز الأعمال والواجبات المطلوبة منه بدقة وفي المواعيد المحددة.وزيادة الحصيلة اللغوية والقدرة على التعبير عن موضوعات معينة
رد مع اقتباس
المفضلات