المدونون الاردنيون ..حضور بعد غياب
عماد عبد الرحمن - تأخرت المنتديات الأردنية كثيراً عن مثيلاتها الخليجية والمصرية تحديداً.وخلال الخمس سنوات الماضية، استدرك المنتدون الأردنيون غيابهم فسجلوا حضوراً مميزاً، على شبكة الانترنت، فأنشأوا مواقع يصعب حصرها ولها نكهتها الخاصة. وفيما اتجهت المنتديات الأردنية الى قضايا الأدب والسياسة والأسرة والشباب والاقتصاد ، كما في منتدى ''الفينيق ''و''أحباب الأردن'' و''شباب الأردن'' وغيرها، فقد تميزت المنتديات الخليجية بالأغاني والفيديو كليب والفرفشات الخفيفة عكس المنتديات المصرية التي استقطبت معظمها قضايا السياسة وحقوق الانسان وما زالت تثير المعارك والاشكاليات بين حين وآخر.
عالم المنتديات الأردنية صار واقعاً بما تعنيه الكلمة، فلها اداراتها واعضاؤها وقراؤها ولها ''روحها الخاصة'' كما يقول زياد السعودي مدير منتدى الفينيق الأدبي الأردني.
ويبيّن السعودي أن المنتديات الجادة، تلتزم بمعايير العمل الصحفي فلها ضوابط وأهمها: احترام الرأي والرأي الآخر وعدم المس بالثوابت والالتزام بأخلاقيات ''الكلمة''.
اماعن العضوية وفصل الاعضاء ،فيقول كل منتدى لها نظامه، وفي ''الفينيق'' نظام خاص بفصل العضو المسيء، ولا يتم الفصل إلا بعد انذار العضو عدة مرا ت حال تكرر الاساءة .
اما الجانب الخدماتي وما يقدمه المنتدى للأردن تحديداً، فيقول السعودي ''الفينق'' يلقي الضوء على التجربة الشعرية الأردنية عموماً ويهتم بالرعيل الأول من الشعراء، فقد أرخنا لتجربة تيسير السبول كاملة في ''ركن على جناح فنيق'' وأرشفنا تجربة ادوارد عويس كاملة، وتكريماً له أنشأنا المدونة باسمه.
وما يميز ''الفينيق الأدبي ''،بحسبه ، انه موقع أردني ''بامتياز''، وادارته عربية، فهو جهد أردني عربي اذا صحت التسمية، لان مشرفي الموقع خمسة أردنيون، وثلاثة من اليمن واثنان من فلسطين ومثلهما من العراق ومشرفة من ليبيا، اضافة الى الكاتبة الساخرة ناهدة مولوي من لبنان.
ويختم السعودي بأن الحراك الأدبي والانساني في الموقع يشتمل على 800 عضو جلهم مهتمون بالأدب، واصحاب قلم ومن يتصفح قاعة النقاء في المنتدى يدرك حجم الجهد المبذول على صعيد أدب الاطفال، اضافة الى تعريفنا القارئ المغربي والليبي والسوداني بمواويل صباح الخير يا عمان لعويس، والأدب الأردني عموماً.
وتوضح حلا طه (مدونة جيران)،أن غالبية المدونين هم من فئة الشباب في العشرينات،لكن مؤخرا بدأت تتوسع لتشمل فئات عمرية أوسع ،حيث انضم الينا مدون عمره 10 سنوات،كما يوجد لدينا مدون عمره 70 سنة، مشيرة الى أن مرد هذا التوسع يعود الى الفهم الصحيح لدور ومعنى وهدف المدونات،وبدأ التفريق بينها وبين المواقع الإلكترونية الأخرى.
وتضيف طه انه في بداية دخول المدونات كانت غالبية المشتركين هم من الميسورين والمقتدرين لكن الآن تغير الوضع وأصبح المشتركون من كافة الشرائح المجتمعية،مشيرة الى ان شبكة جيران أصبحت تتوسع عربيا أيضا وهي تتلقى رسائل من 65 ألف مواطن أردني وعربي.
وتؤكد مها الصمادي وهي صحفية و عضوة نشطة في منتدى الفينيق ان المنتديات ساحة للتواصل و ملتقى للهموم العامة فالأهداف المشتركة بحسبها لا تعرف الحدود الجغرافية و لا العوائق الطبيعية و ''كل ما سما وعلا من أفكار ومعتقدات يشترك فيه الناس جميعا'' كما قالت .
وتقول المنتديات ساحة لممارسة الحرية سواء حرية التعبير أو حرية النقد أو حتى حرية الإنفلات من القيود و الخطوط الحمراء أحيانا ..
وفي اجابتها على سؤال من يحدد اتجاه الحرية ..!اوضحت ان المعيار هو وعي القائمين على المنتدى ورسالة الحرية ذاتها ،لان بوصلة الحرية واضحة .
وتختلف دوافع الكتابة في المنتديات من شخص لاخر تبعا لتباين ثقافته وطموحه،وبحسبها فان الرغبة في الإفادة و الإحساس بالمسؤولية يؤهلني بأن أعطي قبل أن آخذ فعندما أكتب بالمنتديات أشعر بجو الأسرة فلدي ميل اجتماعي بطبعي وأفضل الكتابة و التفاعل في المنتديات لأنها تشعرني بجو العائلة والمجتمع.
وتكمل ''كما توجد الحسنات توجد أيضاً سيئات لان المنتديات تعلو بالروح الاجتماعية و تعمق روح المجموع و تخفف حدة روح الفرد وهي وسيلة فعالة كمصدر للمعلومات، فالإنسان يجد متنفساً لأفكاره وإن وجد من يعارضها..
وهذه حسنات بانك خرجت إلى الفضاء .. اما السيئات فمن يبحث عنها يجدها ومن مظاهرها غياب الهدف و الرؤية في الكثير من المنتديات اضافة الى التحزب و التعصب و تحول بعضها إلى حلبات مصارعة .
سالتها ماذا تنصح المنتدين..! اوضحت ان الكثيرين منهم يعتمدون على النقل و النسخ أكثر من الاعتماد على التجديد والإبداع و إعمال العقل ويحولون المنتديات إلى ساحة للمجاملات الفارغة الخالية من أي مضمون موجهة النصيحة لادارات المنتديات بالتدقيق فيما يرد من معلومات و أخبار.
اما خالد عبد الله ، طالب جامعي فيصف نفسه، بانه مدمن مدونات فهو يحب الخصوصية في المدونات ،للتواصل مع الآخرين في حلقات نقاشية ويعتبر المدونات مصادر للمعلومة كما هي المواقع ،ويقول ان بعض المدونات تقدم مراجع في موضوع ما ،يصعب ايجادها على المواقع الالكترونية .
المتصفح لمدونات الاردنيين يلاحظ ان بعضهم يخصص المدونة للكتابة في موضوع واحد، بينما آخرون يتناولون موضوعات شتى في ما يكتبون وكذلك توجد مدونات تقتصر على شخص واحد، و أخرى جماعية يشارك فيها العديد من الكتاب، ومدونات تعتمد أساسا على الصور و التعليق عليها.
ومع انتشار مدونات الفيديو، وهي قائمة أساسا على نشر المحتوى التدويني بالصوت والصورة مسجلا على فيديو يبدو التأثير المتعاظم لهذه الوسيلة، بعد نشرها أراء ومعلومات عن مواضيع يحظر في العادة نشرها في الصحافة اليومية ..
فاردنيا،بدأت المدونات والمواقع تأخذ مكانتها ودورها عبر الشبكة الإلكترونية، وهناك مدونون أردنيون معروفون على مستوى العالم العربي،وتحظى مدوناتهم بمتابعة واهتمام لمناقشتها مواضيع ذات مساس مباشر بحياة الناس،لكن هذه المدونات ما زالت مقتصرة على فئة معينة اغلبها من الشباب الجامعي،وهي لم تصل بعد الى العائلة الأردنية بشكل عام،لضعف انتشار الإنترنت حوالي(14) بالمائة حسب الإحصائيات.
فهل يشهد العام الحالي مدونات اردنية جديدة ،بعد تخفيض اسعار الاشتراك في خدمة الانترنت ..!
نقلا عن جريدة الرأي الاردنية
الأربعاء 2 كانون ثاني 2008م
المفضلات