بعد الثقة الذهبية.. دعوها تعمل الان لنراها !
بعد الثقة الذهبية.. دعوها تعمل الان لنراها !
قدمت الحكومة اوراق اعتمادها للبرلمان حين طرحت عليه برنامجها (بيان الحكومة) الأولي واعدة ان تلتزم به وتنفذه. وقد نالت على ذلك ''ثقة ذهبية'' مريحة جدا تجعل مسؤولياتها ازاء هذا المنسوب العالي من الثقة اكبر ، وكلفة ذلك اعلى ..
من خلال المتابعة فان حجم اصوات الثقة العالي بأي حكومة قد لا يعني الكثير سيما وان حكومات متعاقبة نالت اصواتا عالية في استفتاء الثقة ثم مالبثت هذه الثقة ان تبخرت بعد شهور قليلة لتكون الحكومة امام استحقاقات جديدة..
الجيد ان علاقة البرلمان بالحكومة تبدأ ايجابية وانه يسلفها الثقة ثم يبدأ في مراقبتها.. وللأسف فان رقابة البرلمان لم تكن لتعكس حقيقة قدرة الحكومة بمقدار ما كانت الحكومات ومؤسسات الدولة وشخص جلالة الملك هو الذي يعاين قدرة الحكومة التي كان اكبر رقابة واختباراً لها هو رأي الشعب فيها وردود فعله على ادائها..
نتمنى ان نصل الى اليوم الذي يكون لصوت الثقة بالحكومة المعنى الحقيقي المقصود وهذا لن يتم الاّ اذا كان منح الثقة قائما او منطلقا من اساس حزبي فالحزب حين يمنح الثقة من اعضائه او يحجبها فان قاعدة الحزب ومؤيديه لانتخابات اعضائه يحاسبون الحزب ولهذا سيكون الحزب دقيقا وموضوعيا وواعيا لما عليه ان يفعله وهذا امر يختلف عن منح النائب الفرد الثقة للحكومة او حجبها عنها لمزاجه اذ ان قاعدته لا يسهل قياس موقفها ان كانت توافقه على ذلك او تعارضه حين يجب ان يمنح..
في المعيار الحقيقي .. كنت اتمنى لو ان حزب جهة العمل الاسلامي بنوابه الستة كانوا قد منحوا الثقة للحكومة مقابل ان يحجب الثقة نواب آخرون ولو كان عددهم ضعف نواب الحركة الاسلامية حتى اغير قناعتي ان هذا الحزب احترف المعارضة واتخذها علامته الفارقة ولونه المعتمد وانه لم يعنه ان تكون الحكومة قادرة على الانجاز او غير قادرة او انه معني ان تكون جيدة او لاتكون .. بل انه يمارس موقفا على طريقة ''لن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم'' .. فهم لن يقبلوا أي حكومة اردنية مالم تكن كما يريدون بغض النظر عن قدراتها او امكانياتها وقد يكون ذلك من حقهم لكن من حقنا ايضا ان نقول ان المعارضة عندنا جمدت لتحترف المعارضة وانه منذ عام 1989 اي بعد حكومة مضر بدران التي اشركت الاسلاميين فيها لم يعد الاسلاميون يمنحون الثقة للحكومة ..
حكومة الذهبي تحمل امتيازا ولها 88% من اسهم البرلمان ولديها السهم الذهبي والاغلبية و.. و.. ولذا بدأ الآن زمن انطلاقتها وقد تزودت للرحلة بالارادة الملكية وبثقة ذهبية وتأييد شعبي ليعينها كل ذلك على قطع المراحل الصعبة القادمة ..
ازعم ان شخص الرئيس متمرس وخبير واداري من طراز رفيع وانا هنا لا امدح وانما اصف ما اعرف .. كما ان لديه تصورا شموليا ظل دائما يمنعه من التسرع او اتخاذ قرارات خاطئة . كما انه رجل دولة هادئ ومحب وفي نفس الوقت حازم لا تؤثر فيه الضغوط الجانبية كثيرا يستطيع ان يضع يده على المسائل وان يضع عيونه على الهدف وقد تعمقت قناعتي في هذا بما سمعته من شهادات ممن عملوا معه او عرفوه او زاملوه في كل المواقع سواء العسكرية السابقة او حين كان طالبا وحتى مسؤولياته المنوعة اللاحقة ..
قد لايكون الرئيس الذهبي بحاجة الى مثل هذا الكلام مني بل قد يكون مثل هذا الكلام عبئا عليه بدل ان يكون نفعا واسنادا ولكنني احببت ان اراهن بهذا الموقف لتأكدي من قدرة الرجل وصلابته ومن المثابرة التي يتمتع بها .. فقد جرى اختباره في مواقفه في سلطة العقبة وقد اثبت قدرته على الانجاز والصلابة والنظافة والعدل وقد يكون لرصيده هذا من عمله ما اهله لان يتقدم الى الموقع الذي فيه الان..
اعتقد ان الرئيس نادر الذهبي قد دوّن كل ملاحظات النواب التي وردت في كلماتهم وبعضها كان متكررا لمرات عديدة والبعض الاخر لا دلالة له او جاء على سبيل حشو الكلمة بالطلبات او مخاطبة الناخبين والبعض من الملاحظات لم يتأكد اصحابها من النواب من واقعيتها وحتى من انها موجودة بالفعل ام لا اذ ان بعض المعلومات الواردة في الكلمات قديمة ومرحّلة..
الان وقد نالت الحكومة الثقة 97 صوتا فان المطلوب تمكينها من العمل على قاعدة المشاركة وليس على قاعدة انتظار الاخطاء او القول '' اذهب انت وربك فقاتلا انا هاهنا قاعدون'' ..
هذا الوطن الجميل يستحق جهود كل أبنائه وفي مقدمتهم حكومته..
سلطان الحطّاب
رد مع اقتباس
المفضلات