خطاب الملك يحظى باعجاب البرلمان الاوروبي
بروكسل - ستراسبورغ- بترا- لاقى خطاب جلالة الملك عبدالله الثاني في البرلمان الاوروبي الاسبوع الماضي، اعجاباً واسعاً بين اوساط المجموعات السياسية المشكلة له .
واكدت المجموعات أن الخطاب عكس الإدراك العميق لدى جلالته تجاه قضايا المنطقة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، كما عكس قيم السياسة المعتدلة التي ينتهجها الاردن بقيادة جلالة الملك ، التي تم تأكيدها مجدّداً في الخطاب ،المرتكزة على ضرورة إيجاد حل للصراع العربي الإسرائيلي.
ونقل السفير الأردني لدى الاتحاد الأوروبي الدكتور أحمد مساعدة بعض ردود الأفعال التي تبعت الخطاب، وقال إنه لمس من خلال أحاديث عديدة أجراها مع النواب الأوروبيين بعد إلقاء الخطاب الملكي السامي استحسانهم البالغ لمضامينه، وبخاصة لجهة التركيز على القضيـّة الفلسطينيـّة على أساس أنها جوهر الصراع في منطقة الشرق الأوسط.
وفي هذا الصدد، قال نائب رئيس البرلمان الأوروبي ميغيل مارتينيز (اسباني) من المجموعة الاشتراكية بأن خطاب جلالة الملك كان متميـِّزاً في الشكل والمضمون، مثمـِّناً السياسة المعتدلة التي ينتهجها جلالته المرتكزة على ضرورة إيجاد حل للصراع العربي الإسرائيلي وقيام الدولة الفلسطينيـّة مؤكداً تضامن وتقدير النواب الأوروبيين للدور الأردني وسياسات المملكة بهذا الخصوص.
وتأثـّر النواب الأوروبيون حسب السفير المساعدة بما رسمه جلالة الملك من ازدهار لمنطقة الشرق الأوسط ومستقبل مشرق لشعوبها في حالة إحلال السلام الدائم والعادل ،مؤكـّدين بهذا الخصوص دعمهم لجهود جلالته والسياسات الأردنيـّة لتحقيق هذه الصورة البهيـّة.
ووصف قيام النواب الأوروبيين بمقاطعة الخطاب عدة مرات بتصفيق حار إضافة الى العبارات التي استخدمها رئيس البرلمان الأوروبي جيرت هانز بوترنج في معرض شكره لجلالة الملك، حيث قال أصدقاؤك يا جلالة الملك في البرلمان الأوروبي الى جانبك بأنها تمثل إشارات لها مضامين عميقة سواء لجهة تأثر ممثلي الشعوب الأوروبيـّة بمدى وضوح وصدقية الرؤية الملكيـّة تجاه قضايا المنطقة وعلى رأسها القضيّة الفلسطينيّة واقتناعهم بالطرح الأردني أو لجهة التأكيد على عمق العلاقات الأردنيّة الأوروبيّة وما تكنّه الشعوب الأوروبيّة من احترام وتقدير شديدين لجلالة الملك ولسياسات المملكة.
وأكّد المساعدة أنه سيتم البناء على الأثر الإيجابي والزخم الكبير الذي خلّفه خطاب جلالة الملك لدى البرلمانيين الأوروبيين من خلال الإفادة من تأثيرهم في دعم السياسات الأردنيّة تجاه قضايا المنطقة وأيضاً من خلال التقدم بمجموعة من الأفكار والمبادرات التي من شأنها تعزيز الحضور الأردني لدى أوساط الاتحاد الأوروبي بجميع مؤسّساته وتعميق علاقة مجلس الأمة بشقيـّه النوّاب والأعيان مع البرلمان الأوروبي واستثمار إعلان رئيس البرلمان الأوروبي عن قرار البرلمان اعتبار عام 2008 عاماً للتكامل والتعايش الحضاري بين شعوب حوض المتوسط وإبراز قدرات المملكة وخبرتها في هذا المجال.
من جهتها أكدت النائبة الأولى لرئيس البرلمان الأوروبي رودي كراتسا (اليونان) من المجموعة الديمقراطيّة المسيحيّة أكبر المجموعات السياسيّة في البرلمان الأوروبي بأن خطاب جلالة الملك كان واضحاً وصريحاً ولا يترك مجالاً للتأويل فيما يتعلق بضرورة تحمّل الأطراف المعنيّة بعمليّة السلام في منطقة الشرق الأوسط لالتزاماتها التي قطعتها بعد اجتماع أنابوليس.
ودعت الى تعميق علاقة البرلمان الأوروبي بالأردن خلال العام المقبل والإفادة من الزخم الهائل الذي خلّفه هذا الخطاب لدى البرلمانيين الأوروبيين خاصة وأن العام 2008 قد تم تكريسه من قبل البرلمان الأوروبي لتعزيز الحوار الحضاري بين الشعوب وأن الأردن يُمثـِّل أنموذجاً يُحتذى نظراً لسياساته المعتدلة وبرامجه الإصلاحيّة وبالتـّالي لا بد أن يكون له دور فاعل في برامج البرلمان الأوروبي العام المقبل .
وأيدها نائب رئيس لجنة الشؤون الخارجيّة في البرلمان الأوروبي مايكل جاهلر (ألمانيا) من المجموعة الديمقراطيـّة المسيحيـّة بأن الخطاب الملكي كان إيجابيّاً وبنّاءً وأنه لاقى أصداءً طيِّبة وقبولا كبيرا لدى النوّاب الأوروبيين على مختلف انتماءاتهم واصِفاً استماعهم للخطاب الملكي ومضامينه وكأنهم يستمعون الى ما يؤمنون به كنواب.
وثمـّن دعوة جلالته لدور أوروبي أكثر فاعليّة في عمليّة السلام في منطقة الشرق الأوسط مؤكداً ضرورة العمل لتعزيز الدور الأوروبي تحقيقاً لرؤية الدولتين التي دعا إليها جلالة الملك.
اما النائبة فيرونيك دو كايسر، عضو لجنة الشؤون الخارجية وعضو وفد العلاقات مع دول المشرق ،( بلجيكا ) من المجموعة الاشتراكيّة فقالت بأن البرلمانيين الأوروبيين يقدرون عالياً التزام الأردن بتوفير الدعم والإسناد للفلسطينيين والإسرائيليين لتنفيذ التزاماتهم المُتَّفق عليها في اجتماع أنابوليس، مؤكِّدة بهذا الإطار ضرورة دعم دعوة جلالته للمجتمع الدولي لتحمُل مسؤولياته في هذا الإطار.
وأبدت دو كايسر إعجابها بشجاعة جلالة الملك والدور الذي يلعبه لجهة إقامة الدولة الفلسطينية مؤكدة على ضرورة البناء على الخطاب الملكي لجهة تعزيز العلاقات بين البرلمانيين الأوروبيين والأردنيين وتكثيف الزيارات المشتركة.
ومن جهته قال النائب باولو كاساكا (البرتغال) من المجموعة الاشتراكية بأن خطاب جلالة الملك قد أكد للبرلمانيين الأوروبيين والشعوب الأوروبيّة بأن جلالته هو صديقهم الحقيقي في منطقة الشرق الأوسط.. وقال إن الخطاب نجح في إبراز مركزيّة القضيّة الفلسطينيّة وأهمية إيجاد حل لها.
وشاركه النائب برايان كراولي رئيس مجموعة أوروبا الموحدة (إيرلندا) حيث وصف الخطاب بالرائع، مشيراً الى أن التصفيق الذي لاقاه جلالة الملك عند دخوله وخروجه من القاعة وأثناء حديثه لا يترك مجالاً للشك حول مدى الأثر الذي خلفه الخطاب ومضامينه في نفوس النواب الأوروبيين.
وفي موازاة ذلك قال عضو لجنة الشؤون الخارجية، السفير الاسباني الأسبق لدى المملكة، النائب أيميليو مينينديز ديل فالي (اسبانيا) من المجموعة الاشتراكيـّة، بأن خطاب جلالة الملك كان عميقاً واضحاً مختصراً وشاملاً، مؤكداً ترحيب الأوساط البرلمانية بمضامين الخطاب وتأكيدهم ضرورة دعم جلالة الملك في دعوته الأطراف جميعاً لتحمل مسؤولياتهم عقب اجتماع أنابوليس
رد مع اقتباس
المفضلات