أمراض التغذية عند الأطفال
تعد آلام البطن من أكثر أمراض الجهاز الهضمي شيوعا بين الأطفال وبحسب الدكتور خالد الصراف، استشاري طب الأطفال والجهاز الهضمي والحاصل على البورد الاميركي والكندي في طب الأطفال وأمراض الكبد، فإن 30% إلى 35% من أطفال المدارس يعانون من الم في البطن، ولكن السبب في 80% لا يرجع لخلل عضوي بل لعرض طارئ سرعان ما يختفي مع الراحة والوقت. أما في النسبة الباقية، فاستمرار الم البطن يدل على وجود اعتلال مرضي. ويدخل ضمن أمراض الجهاز الهضمي الشائعة في الطفولة: الإسهال والإمساك وأمراض الكبد مثل ارتفاع إنزيمات الكبد والإصابة بالصفراء (أبو صفار) بالإضافة إلى أمراض سوء التغذية بشكل عام، سواء انخفاض أو ارتفاع في الوزن عن الطبيعي وبخاصة سمنة الطفولة.
بالنسبة لآلام البطن في الأطفال
أشار الاستشاري خالد إلى أهمية عرض الطفل على الطبيب عندما يشتكي من الم في البطن لا يختفي أو يقل مع الوقت، حتى يشخص مصدر أو مسبب الألم، فقد يكون السبب هو إصابته بمرض مثل:
- قرحة في المعدة.
- التهابات في الأمعاء أو المعدة أو المريء.
- القولون التقرحي المزمن وعادة ما يرافقه انخفاض في الوزن.
- مرض كرونز.
وتابع الدكتور خالد قائلا: «كطبيب أطفال أولا قبل ان أكون متخصصا في الجهاز الهضمي أتحقق ان كان الألم نتيجة لشيء في الجهاز الهضمي أو خارجه، فقد يكون سبب الم البطن ليس لها علاقة بالجهاز الهضمي مثل وجود اضطراب في الكلى أو نوع من أنواع الحمى أو حصوة في المرارة أو التهاب في البنكرياس».
قرحة معدة الطفل
في حال اكتشاف قرحة في معدة الطفل، فمن المهم ان تعرف الأم أنها تنتج عن احد أو كلا السببين الرئيسين، وهما:
1 - إصابته بجرثومة المعدة ومن اشهر أنواعها جرثومة إتش بايلوري H Pylori،
2 - الإفراط في تناول العقاقير المسكنة للألم أو الكورتيزونيه أو عقاقير دوائية أخرى.
كما من الممكن ان تنتج آلام البطن عند الإفراط في إعطاء الطفل العقاقير المخفضة للحرارة أو المسكنة للألم وبخاصة الايبوبروفين. ولذا يجب ان تستخدم بجرعات مناسبة حتى لا تسبب الألم، وأن لا يتناول الأدوية على معدة خاوية بل بعد تناول الطعام.
ونوه الاستشاري إلى وجود عوامل مساعدة للإصابة بالقرحة، ومنها الوراثة، فإصابة الام أو الأب بقرحة في المعدة ترفع احتمال إصابة الأبناء. بيد انه من الخطأ الاعتقاد بان نوعية الغذاء كالشوكولاتة والحمضيات والفلفل تسهم في الإصابة بالقرحة، بل يقتصر دورها على زيادة الألم وسوء الحالة بعد حدوث القرحة.
أعراض تدل على الخطر
شدد الاستشاري خالد على أهمية توجه الام بطفلها للمستشفى وليس إلى المستوصف بأسرع وقت، إن لاحظت ظهور أي من هذه الأعراض التالية على طفلها. وأضاف موضحا: «فهنالك أعراض ترافق آلام البطن تشكك في إصابة الطفل بأمراض خطرة وتستوجب العلاج بأسرع وقت»، ومن هذه الأعراض:
- القيء وبخاصة لو تكرر عدة مرات أو خرج معه دم.
- انخفاض ملحوظ في الوزن.
- ألم أعلى البطن أو في الجوانب، فهو اخطر من الشعور بألم تحت البطن أو حول السرة.
- إسهال شديد.
- آلام في المفاصل.
- ان يسبب الألم استيقاظ الطفل ليلا من النوم.
الفحوصات التشخيصية
تتدرج الفحوصات التشخيصية هنا من تحاليل للدم والبراز والتصوير بالسونار والأشعة إلى الفحص بالمنظار. والجدير بالذكر، انه يمكن إجراء فحص المنظار لأي عمر ابتداء من شهره الأول. وعن الخوف من المناظير، شدد الاستشاري على كونها فحصا بسيطا جدا ويستغرق عدة دقائق (من 5 إلى 10 دقائق لفحص المعدة «منظار الفم»، وحوالي 20 دقيقة لفحص القولون «منظار من فتحة الشرج»). ويتم تحت تأثير التخدير الموضعي، ولا يسبب الفحص ألما للطفل، بل إزعاجا فقط. ويعود للبيت في اليوم نفسه. وتتوفر حاليا مقاسات متعددة وصغيرة للمناظير تتناسب مع جميع أحجام الأطفال، فهنالك قطر للمنظار لكل وزن. بيد انه لا يمكن إنكار ان لكل شيء مضاعفات، بيد أن مضاعفات فحص المنظار نادرة وقليلة جدا وبخاصة لو تمت على يد استشاري الجهاز الهضمي. ونشدد على فائدة المنظار الجلية كأداة تشخيصية دقيقة تسمح بأخذ عينة وعلاج بعض الحالات أيضا.
علاجه
مقارنة في الكبار، فان علاج الأطفال المصابين بالقولون التقرحي أو الكرونز يكون أكثر تعقيدا وصعوبة. ففي الكبار يتم علاجه عن طريق العقاقير المسيطرة على أعراض المرض فقط، بينما يتطلب العلاج في الصغار تخفيف أعراضه ومضاعفاته بشكل مكثف وسريع حتى لا يثبط أو يسبب خللا في نمو الطفل أو طوله أو بلوغه. ويعتمد علاجه على خمس نقاط رئيسية، هي:
العلاج التغذوي، العقاقير الكورتيزونية، عقاقير السلفازلايزين، عقاقير تثبيط المناعة، وحقن من أنواع معينة. وشدد الاستشاري على أهمية اتباع العلاج التغذوي الذي يحدد نظاما غذائيا يوفر وقاية للصغار من مضاعفات صحية وتطورية مختلفة. ولا يجب القلق من الاستعانة بالعقاقير الكورتيزونية بجرعات مكثفة أثناء بداية العلاج، فما ان تتحسن الأعراض ستتوقف الجرعات في اقصر وقت لتفادي أي مضاعفات.
دود البطن
بالرغم من ندرتها حاليا، فإنه توجد حالة مرضية تنتج عن وجود الدود في البطن. ولهذه أعراض مميزة تلحظها الأم على طفلها، مثل:
- خروج الدود مع البراز أو أثناء عملية الخروج.
- وجود حكة مستمرة في فتحة الشرج وبلا سبب.
- تهيج واحمرار فتحة الشرج.
- يمكن ان يرافقها انخفاض في الوزن أو عدم زيادته حتى لو أفرط الفرد في تناول الطعام.
وللتأكيد، فعلاج هذه الحالة معروف وناجح جدا، بحيث يكفل الشفاء في 3 أيام.
الإمساك
حذر الاستشاري من السكوت عن مشكلة رئيسية منتشرة وهي حالة الإمساك المزمن. وتابع موضحا: «فألاهم هنا هو العلاج المبكر منذ البداية وعدم تكرار الاستعانة بالحقنة الشرجية لما يسببه ذلك من ضرر على كفاءة عضلات وجدران الأمعاء. فإذا لوحظ ان الطفل لم يتبرز لمدة 3 أيام أو ان يكون خروجه قاسيا وصلبا أو كبير الحجم بشكل دائم، فذلك أمر غير طبيعي ولابد من علاجه بسرعة بالطرق التقليدية التي تشمل إدخال الأغذية الغنية بالألياف إلى غذائه مع الإكثار من شربه للعصائر (خاصة عصير التفاح) والسوائل. وإن لم تتحسن الحالة بعد 3 إلى 6 أيام بالرغم من ذلك، فيجب عرضه على الطبيب. وفي البداية يصف له الطبيب ملينات طبيعية تتكون من ألياف وإعشاب طبيعية. ويمكن بعد ذلك اللجوء للعقاقير الملينة والتدرج في جرعات استخدامها اليومية، بحيث تستخدم جرعة واحدة فان لم تفد ستستخدم جرعتان وإلى ان تصل إلى 4 جرعات. ولكن يستغنى عن هذه المستحضرات عند بدء الجهاز الهضمي في العمل بشكل طبيعي».
مشاكل الكبد
عند اكتشاف وجود ارتفاع في إنزيمات الكبد يجب عرض الطفل على طبيب اختصاصي للعلاج بأسرع وقت ممكن. فقد يكون السبب هنا يرجع إلى الإصابة بالتالي:
- التهاب أو اعتلال كبدي نتيجة العدوى بالفيروسات الكبدية ومن أكثرها شيوعا الفيرسات ا وب وج، وهناك فيروسات د، وه ولكنها اقل شيوعا.
- اضطراب في المناعة تسبب أمراضا مناعية في الكبد.
- انسداد القنوات المرارية.
- السمنة وارتفاع معدل الكوليسترول في الدم.
أبو صفار
عندما يظهر أبو صفار في حديثي الولادة، فلا بد من عرضهم على الطبيب المختص ليشخص السبب. وعادة ما يكون السبب في الصغار هو فسيولوجيا يعزى للولادة في وقت أبكر عن الشهر التاسع للحمل. وهنا يقتصر علاجه على التعرض الآمن للشمس لمدة نصف ساعة يوميا فقط. وقد يكون السبب أحيانا يرجع لحليب الأم، لكن لا يجب إيقاف الرضاعة الطبيعية، فسرعان ما يتأقلم الجسم معها ويختفي الاصفرار في أسبوع تقريبا. بينما توجد حالات مرضية تحتاج للتشخيص بالسونار وتحاليل الدم والعلاج في المستشفى.
ومن أعراض الخطر، ان يصفر لون جلد الطفل بشكل كامل، ويتغير لون خروجه إلى اللون الأبيض ويكون على شكل رماد.
أهم أسباب ظهور اصفرار الجلد المرضي
- مرض تكسر الدم.
- ارتفاع البلروبين لسبب مرضي.
- اعتلال الكبد أو التهابه.
- الإصابة بفيروسات الكبد الفيروسية.
- انسداد في قنوات الكبد أو في المرارة.
وللتنبيه، ففي حالة الإصابة بالفيروس الكبدي أ، فلا يعالج عادة، حيث تتمكن مقاومه الجسم من القضاء عليه، كما ان أعراضه خفيفة تشمل الإسهال وارتفاع الحرارة والاصفرار البسيط، وسرعان من تتحسن ثم تختفي تدريجيا.
أما الإصابة بالفيروس الكبدي ج أو ب، فتتطلب العلاج العقاقيري الذي ينجح في السيطرة على المرض وأعراضه، فيما يشفى من المرض 40% من المصابين فقط.
القيء المستمر
قد يشير قيء أو ترجيع الرضع المستمر إلى وجود خلل في المريء أو الأمعاء. وأكثر الأسباب شيوعا لكثرة الترجيع هي الإصابة بحالة ارتجاع أحماض المعدة إلى المريء نتيجة ضعف في صمام المعدة، وقد يرجع السبب أحيانا لوجود انسداد في المعدة أو الأمعاء أو ضيق فيها. ولكننا كأطباء لا نتدخل للعلاج إلا اذا سبب مشاكل للطفل، مثل: عدم زيادة الوزن، الغصة (الشرقة)، ان يزرق وجهه أحيانا، السعال المزمن، الإحساس بأنه يتألم، أو أي مضاعفات على الرئة والجهاز التنفسي نتيجة دخول قطرات الحليب إلى الرئة. وغالبا ما يكتفى هنا بالعلاج الدوائي، في حين تحتاج 2% من الحالات للتدخل الجراحي.
أسباب القيء
- مشاكل في الكلى.
- حالة ارتجاع الأحماض للمريء لضعف في صمام الفؤاد (صمام المعدة مع المريء).
- انسداد في المعدة أو الأمعاء.
- عيب خلقي في الأمعاء أو المعدة.
الإمساك.. حالة يجب علاجها
يعد المغص والآلام رفيقين لمن يعاني الإمساك، فنتيجة لتكدس الفضلات والغازات ودخول طعام جديد في الوجبات تحدث زيادة في حركة الأمعاء وانقباضها لمحاولتها طرد الفضلات، مما ينتج عنه شعور بالألم. وحذر الأطباء من التغاضي عن علاج حالة الإمساك أو اعتبارها حالة طبيعية، فهي حالة مرضية يجب علاجها لتفادي المضاعفات الصحية لتراكم النفايات والسموم في الأمعاء. وهو ما بدوره قد يؤدي للإصابة بالتهابات وتقرحات وزيادة في سموم الجسم والبواسير وغيرها من الأمراض. وشددوا على ضرورة ملاحظة روتين عملية إخراج الطفل، فعادة لا يشتكي الأطفال من الإمساك، فإن لاحظوا أن طفلهم يمضي وقتاً طويلاً في الحمام أو يتألم أو يتبرز كميات قليلة فقط، أو انقضاء عدة أيام دونما ذهابه للحمام.
أسبابه
للإمساك علاقة قوية بنوعية الأكل، فإن كان نظام الطفل الغذائي خاليا من الفاكهة والخضروات والعصائر ويعتمد على الحلويات والنشويات فقط، فذلك يفسر إصابته الدائمة. ونظرا لكون الإمساك يعتمد على نشاط وقوة انقباضات جدران الأمعاء، التي ترتبط بدورها مع نشاط وحركة الجسم عموما. فإن قلة الحركة عند الأطفال الذين يقضون معظم أوقاتهم أمام التلفزيون تفسر إصابتهم أيضا. بينما وجد أن حدوث الإمساك في الأطفال الطلبة يرجع أحيانا إلى عدم نظافة حمامات المدرسة ومقاومته للرغبة بالذهاب إلى الحمام وهو ما يتحول مع الوقت إلى حالة ركود في حركة الأمعاء وبالتالي حدوث الإمساك. وللعلم، فقد يحدث الإمساك أيضا عند اتباع حمية غذائية قليلة الطعام، وغنية بالمواد الصلبة، بما يقلل من سوائل الجسم ونفاياته. وبتحديد سبب الإمساك من السهل تعديل أسلوب حياة الشخص للشفاء منه.
أبعد بدائل السكر عن الأطفال
من المعروف ان الإفراط في تناول المحليات الصناعية البديلة للسكر قد تسبب آلاما في البطن، لكونها صعبة الهضم وتزيد من فرصة حدوث احتباس الغازات والآلام. ولذا بشكل عام ينصح الآباء بأن لا يتناول الأطفال الاغذية المحلاة بالسكر الصناعي عموما، وبتفادي إعطائهم العلكة الخالية من السكر لأن 3-4 حبات منها قد تسبب آلام البطن (المغص)، والحل هو الرجوع للعلكة والحلوى العادية ولكن باعتدال طبعا. وبالمنوال نفسه، نذكر بان السكاكر ذات الألوان الفاقعة تحتوي على مواد كيميائية مصنعة، تسبب عند الإفراط في تناولها أضرارا على الجهاز الهضمي ومنها المغص، ولذا يفضل استبدال أي حلوى ذات لون فاقع، بالشوكولاتة أو الكيك.
معظم الألم يرجع إلى الإفراط في الطعام
معظم حالات أوجاع البطن المتكررة تكون بسبب الإفراط في الطعام وبخاصة لو كان من النوع الدسم والسكري مثل الحلويات والمقليات والشكولاته والكربوهيدات. لكونها صعبة وبطيئة الهضم وتسبب الشعور بالتخمة والامتلاء واحتباس الغازات وقد يرافق ذلك شعور بالألم (المغص). وقد يلجأ البعض إلى تناول بعض أنواع الأدوية التي يعتقد أنها تسرع في الهضم مثل الاينو وغيرها ولكن أطباء الباطنية يشيرون إلى ان اثر هذه يقتصر على تعديل حموضة المعدة لو كانوا يعانون من الحموضة، بينما لا تسبب أي تسريع للهضم. ويعتبر أفضل علاج هو التوقف عن الأكل مع الراحة لأول ساعتين بعد الوجبة، ومن ثم المشي لنصف ساعة على الأقل لحرق الطعام وتنشيط الهضم. وبعد بضع ساعات ستجد ان الآلام اختفت.
علامات حمراء.. لابد من الانتباه إليها
نبه الاستشاري خالد الصراف إلى ضرورة المراجعة الفورية عندما تظهر احد هذه الأعراض على الطفل، لكونها إشارات حمراء يجب الاستعجال في تشخيصها ولابد من التوجه بالطفل إلى المستشفى، وأهمها:
- وجود دم في خروج الطفل.
- الم بطن شديد عندما يفيق الطفل من نومه وبخاصة لو صاحبه أعراض أخرى .
- قيء مستمر ومتكرر.
- اصفرار في جلد الطفل وعينه.
- اكتشاف ارتفاع في إنزيمات الكبد
الخيال يخلص الأطفال من آلام البطن
كشفت دراسة أميركية من جامعة نورث كارولينا أن تحفيز الطفل على الخيال وأحلام اليقظة يسهم في تخفيف ويخلصه من آلام البطن. فقد وجد الباحثون أن سماع الأغاني الهادئة يساعد على استرخاء الأعصاب، وسرحان الطفل في خياله الواسع بما ينسيه الألم بشكل سريع يقارب 3 أضعاف مقارنة بأقرانهم ممن يتناولون الأدوية فقط. وقد شملت الدراسة أطفالا في الفئة العمرية بين 6-15 عاماً، اخضعوا لجلسات استرخاء تسمح لهم بالتخيل مرتين أسبوعيا لمدة شهرين، وتم سرد أوضاع عليهم ليتخيلوها، مثلاً أنهم على ظهر سحابة أو يمسكون بمادة لامعة تذوب في أيديهم ثم يضعونها على بطونهم ويتخيلون أنها تسهم في إزالة الألم عنهم. ولوحظ بعد ذلك تحسن أكثر من 70% منهم بعد انتهاء العلاج (بالخيال والدواء) مقابل تحسن 26% من الحالات التي كانت تعالج بالعقاقير الدوائية فقط ضد الألم.
رد مع اقتباس
Goods2010-01-28-4-53
Goods2010-02-15-fifty-328
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد الدراوشه
المفضلات