كانت بابل لقرون عديدة عاصمة الأرض لتي أطلق عليها اسم سومر وأكد حتى أن اسمها أطلق على كل الحضارة القديمة التي نشأت وتطورت في بلاد الرافدين
تقع حاليا شمال مدينة الحلة (مركز محافظة بابل) بحوالي 10كم، وجنوب مدينة بغداد بحوالي 90كم، وكان نهر الفرات يقطع المدينة من وسطها في السابق لكنه غير مجراه فيما بعد حيث يجري اليوم إلى الغرب من تلك الأطلال.
شهدت هذه المدينة حفريات آثاري واسعة منذ سنة 1899م، ثم استمرت في السنوات اللاحقة إلا أن اغلب المناطق التي شهدت أعمال التنقيب كانت تعود للعصر البابلي الحديث (612-539 ق.م) والفترات التي أعقبته، أما الطبقات التي تعود إلى العصر البابلي القديم (2004-1595 ق.م) فكان من الصعب الوصول إليها أو العثور على بعض مخلفاتها، وذلك بسبب التخريب والتدمير الذي تلقته منشآت المدينة من بعض الملوك الآشوريين ولاسيما في عهد الملك الآشوري "سنحاريب" (704-681 ق.م) والذي عمد في أحدى حملاته إلى إحراق المدينة وتفيض نهر الفرات عليها .
هذا لا يعني إننا لم نتوصل إلى حقائق أثرية اذ استطعنا نحصل على لقى أثرية يعود تاريخها فترة العصر الحجري الحديث، ويرى بعض الباحثين انها كانت في الأصل مركزاً تجارياً للقوافل القادمة من مختلف إنحاء بلاد الرافدين، ومما لاشك فيه انها كانت إحدى القرى الكثيرة المنتشرة في عصر فجر السلالات في القسم الأوسط من السهل الرسوبي منذ الإلف الخامس ق.م ، والراجح إنها كانت من القرى التابعة إلى دولة مدينة كيش عندما قامت فيها سلالة حاكمة من بعد الطوفان، وأقدم ذكر لبابل بصفتها مدينة أو بلدة يرجع تاريها إلى زمن الملك (سرجون الاكدي (2334-2279 ) مؤسس السلالة الاكدية التي أعقبت عصر فجر السلالات، اذ ذكر في الأخبار البابلية المتأخرة كيف ان الملك "سرجون" نقل تراب بابل او اخذ من ترابها عندما شيد عاصمته الجديدة "أكد" التي ينبغي ان تكون غير بعيدة عن بابل، وجاء ذكر بابل أيضاً في الأحداث التي اتخذت لتاريخ أعوام حكم الملك الأكدي " شار-كالي-شاري" والذي يذكر تشييده لعدد من المعابد فيها، أما في عهد سلالة أور الثالثة (2112-2004 ق.م) فقد صارت مدينة بابل تابعة لها وتم تعين (أنسي) حاكماً أو أميراً يدير شؤونها ولكن الشأن الكبير للمدينة أنما يقترن بوصول الآموريين إليها واتخاذهم بابل مركزاً لهم وقيام (سومو-آبم ) وهو أحد الشيوخ الآموريين بتأسيس مملكة حاكمة فيها.
وأخر العهد لبابل كان أعظم وأزهى عهودها وهو الذي ترك لها الذكرى العاتية التي حظيت بها ، فقد قام ملوك الآسرة البابلية الجديدة التي تسمى الكلدية بأعمال هائلة في التشييد والبناء ولاسيما في عهد نبخذ نصر الثاني (604-561ق.م) الذي قام بإعادة بناء المدينة دوراً في القضاء وإزالة ما تبقى من أبنية قديمة شيدت فوق أنقاضها صارت احد العجائب السبعة في العالم .
وفي عهد آخر ملوكها (نبونيدس) سقطت هذه المدينة العجيبة دون قتال في 539 في يد الفرس أثناء حكم كورش
رد مع اقتباس
المفضلات