رجال الأمن والعطاء اللامحدود
بقلم : الدكتور محمود سليم هياجنه
ولعمري ، إنها لتعجز أسلّات الألسنة واليراع ، ويكبو الّلسن الفصيح البليغ ، وتنفد الصحف والرقاع ، إن أردنا – نحن الأردنيين – أن نعبِّر عمّا يختلج في ثنايا نفوسنا ، وما يعتلج في طوايا صدورنا ، من الغبطة والسرور والنشوة والحَبور ، وما تكنه ضمائرنا وعقولنا ، من آيات الشكر والثناء ، والتقدير والاحترام والوفاء ، لرجال العطاء ، رجال الوفاء ، رجال الصدق والإخلاص ، رجال الأمن والأمان ، رجال الوطن الحبيب ، ولذا فإننا نحمَدُ الله إليكم ، ونشفعه بالسلام عليكم ، فماذا – لعمري – أبسط وأنشر أو أخط وأسطر ، لرجال نذروا أنفسهم لراحة المواطن ، ماذا أسجل لرجال تجلببوا بجلباب القداسة وقدسية الواجب ، أم ماذا أكتب لرجال توشحوا بوشاح إنسانية الرسالة .
أجل ، فإن رجل الأمن هو ذلك الإنسان الذي نذر نفسه ووقته للحفاظ على أمن الوطن وسلامة المواطن ، يواصل الليل بالنهار بسموّ همّة وضّاحة ، وإحساس صادق وشعور نبيل بقدر المسؤولية وعِظم الواجب المُوكل إليه ، لا يعرف الكلل ولا يتسرب إليه الملل ، وفوق ذلك كله تراه فرحًا نشوانًا طربًا ، لأن غايته سامقة ، وهدفه نبيل ، وهي خلْقُ أجواءِ الأمن والراحة والاطمئنان والسلامة والسكينة للمواطن ، كي يبيت آمنا في سِربه ، معافا في بدنه ، ومطمئنا على أهله وماله وملكه وعرضه ، موقنا بأن هنالك من يشاطره المسؤولية ، موظفا كل الإمكانيات لتحقيق هذه الغاية النبيلة ، ولقد صدق القائل : ( من بات آمنا في سربه معافا في بدنه عنده قوت يومه ،فكأنما حيزت له الدنيا ) وهل هناك أفضل من نعمة السلامة والأمن ؟ كلّا وألف كلّا ، إنها نعمة النعم ، وغاية الأمم ، وأكرم بها من نعمة ، ولذا فقد امتنّ الله على عباده بذلك حينما قال : (الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف ).
نعم أيها السادة ، إن رجال الأمن الأردني ، تبوّأت مكانا قصيّا سامقا مرموقا ، وامتطت كاهل المجد بهمّة مليكها وحكمة قائدها وبصيرة غرة تاج جبين الدهر الملك الأوحد وعاهلنا المفرد ، أيّده الله ، فكان رقيُّها أسرع ونجاحها أقرب ، ولم يقع في التاريخ الحديث ما يضارع تلك المنقبة الخالدة ، ويماثل هاتيك المزيّة الفائقة ، وهم على طريق درب التحديث سائرون ، يدرسون المستجدات ، ويضارعون التطورات ، ويساهمون بل يسهمون في دفع كافة أشكل التطور والبناء والإنماء .
فلست أدري ولا المنجم يدري ، كيف تنطّس المرجفون ، وتشدق المتشدّقون ، وتخرّص المتخرصون ، وكيف زعم الذين في قلوبهم مرض ، بأن هيبة رجل الأمن فقدت عباءتها ، لقد كبر مقتا عند الله ما يأفك به المشاغبون ، ألا يعلم الذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون ، وأيم الحق ، ما هي إلا شنشنات من عجاج الفتنة – لعن الله موقظها – فعلى رسلِك أيها الناعب في سدفة الجحور ، فإنّ رجل الأمن كان وما زال على عهد الآباء والأجداد ، عهد الصدق والوفاء وعهد الأمانة والخلق القويم ، عهد الأردنيين النشامى ، ذلك هو الحق المبين ، وتلك هي السُّنَّة المُثلى وهذا هو الصراط السويّ المستقيم ، فلقد تبيّن الرشد من الغي ، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ، إنّ علينا للهدى ، وما ننطق إلا بالحق ، والله خير الشاهدين .
إنّ المتتبع عن كثب لما يقوم به رجال الأمن يدرك تمام الإدراك ، ما يقوم به هؤلاء الغر الميامين ، من ترجمة حقيقية لتوجيهات صاحب الجلالة القائد الأعلى ، المتمثلة في الحفاظ على سموّ رسالة المؤسسات الأمنية ، المتجلية مضامينها في خدمة الشعب ، وحماية الوطن وصون مكتسباته ، ولذا فقد توالت الإنجازات تترى ، قولا وفعلا وعملا ، لتحقيق تلك الرؤى الملكية السامية ، فانظر – يا يرعاك الله – برامج التطوير والتحديث الإداري والتقني في وحدات الأمن المختلفة ، وتدريب الكوادر بكل ما تعني الكلمة من تدريب ، التدريب التقني والتدريب الجسمي والتدريب النفسي ، والتدريب المعرفي ووو......... الخ .
أجل أيها السادة ، إنك لا تجد خاصرة في شعاب البوادي والقرى والمدن وحواصرها إلا وقد تجلّت عناية الأمن فيها ، وإنها – لعمري – لسيرة طيبة الشذا ، ومسيرة عبقة العطر ، أجل إنها من المفاخر التي تسجل في سِفر المجد والسؤدد ، وإنها من المزايا الموروثة عن الأجداد ، ورجال الأمن هم هم سلالة أولئك الآباء والأجداد ، وهم هم أجزاؤهم الجوهرية ، وهم هم شعاع الدرّة الهاشمية في تاج المملكة الأردنية الهاشمية ، وهم هم الذين ارتسمت في قلوبهم صورة الوطن واستقر في أفئدتهم حب أهل الوطن ، حتى تحقق لدى كل واحد منهم أن الوطنية الحقّة ترخص لها المهج ، وتسيل لها النفوس .
حمى الله الأردن وعاش الملك
بقلم الدكتور محمود سليم هياجنه
hayaj64@gmail.com
المفضلات