تنظم لأول مرة في التاريخ الفلسطيني.. سخط واسع في الأراضي الفلسطينية لإطلاق مسابقة " ملكة جمال فلسطين"
قوبل إطلاق أول مسابقة لاختيار ملكة جمال فلسطين في العاصمة الفلسطينية المؤقتة "رام الله " المزمع تنظيم أول عروضها اليوم بإدانة وسخط واسعين في الشارع الفلسطيني الذي عد المسابقة "خروجاً عن العادات الحميدة ومروقاً من الدين الحنيف ".
وأعلنت المبادرة لتنظيم المسابقة سلوى يوسف مديرة شركة "تريب فاشن" عن إطلاق المسابقة الاثنين الماضي كأول حدث من نوعه في فلسطين، يجمع بين فتيات من الضفة الغربية، ومن أراضي عام 48،(المناطق العربية في إسرائيل).
وكشفت الشركة المنظمة أن 200 فتاة تقدمت بطلبات للمشاركة في المسابقة، تم قبول 58 فتاة فقط، موضحة أن من بين المشاركات في المسابقة 32 فتاة من الضفة الغربية، و26 فتاة من أراضي عام 48، وأن الطلبات التي قدمت من الضفة الغربية كان معظمها من مدينة رام الله، وعدد قليل من الطلبات من محافظات الشمال والجنوب.
وأوضحت أن عروض التصفيات للمسابقة ستبدأ في العاشر من الشهر الجاري، حيث سيتم اختيار خمسة مشاركات في النهائي، ستتوج الفائزة ملكة جمال فلسطين 2009، وسيتم اختيار وصيفتين للملكة، منوهة إلى أن الملكة ستتوج في 26 الجاري.
وسبق أن نظمت الشركة ذاتها أول عرض للأزياء في رام الله عام 2008، حيث ظهرت فيه أربع عارضات وهن يحملن قطعة اسفنجنية في إشارة للجدار الفاصل الذي تقيمه إسرائيل في الضفة وحول مدنها إلى كانتونات منعزلة، في محاولة لربط الفعالية بالقضايا السياسية الملحة.
وأشارت إلى تعذر مشاركة أية فتاة من قطاع غزة في المسابقة بسبب الانقسام الفلسطيني بين شطري الوطن المحتل والحصار العسكري الإسرائيلي المفروض على غزة.
وقالت الصحفية "س" أرفض أن أشارك في مثل هكذا مسابقة " وسأقاطع أي واحدة من صديقاتي تشارك فيها أو حتى مجرد تفكر في المشاركة " ، وتضيف فتاة أخرى من غزة " نحن نتجادل في غزة حول النقاب والحجاب " ليأتوا لنا بعري فاضح لكامل جسد المرأة".
وأشارت الفتاة التي عرفت نفسها بأنها ناشطة نسوية الى رفضهن في غزة وحتى في الضفة لمثل هذه المسابقات " نحن نعتز بدين قويم وعادات أصيلة " يريدون بهذه المسابقات سلخنا عن الدين والعادات مرة واحدة.
وشن معظم علماء الدين في الاراضي الفلسطينية هجوماً لاذعاً على المسابقة ، وشككوا في اهداف المنظمين ودوافعهم ، وحذروا من تنظيم المسابقة في الوقت الذي تشهد فيه القضية مزيد من الانحدار .
وتساءل نائب مفتي قطاع غزة الشيخ احسان عاشور عن مسعى المنظمين من وراء تنظيم المسابقة " هل طريق تحرير فلسطين يمر بالمسابقة " ، وشدد على أن المرأة الفلسطينية " مرأة مسلمة محافظة لا تقبل العري والفجور مهما كانت الاغراءات".
وقال رئيس رابط علماء فلسطين الشيخ حامد البيتاوي : "ان تنظيم ما يسمى مسابقة اختيار ملكة جمال فلسطين يتعارض مع شريعتنا الإسلامية ومع أخلاقنا وقيمنا التي تدعو إلى الفضيلة"
وأضاف "لا يليق بشعب يرزح تحت الاحتلال وله أكثر من 12 ألف أسير بينهم شيوخ وأطفال ونساء وقدم مئات آلاف الشهداء والجرحى خلال مسيرة جهاده أن يقابل من جهات ومن سلطة تنظم وترعى مثل هذه الفعاليات التي تندرج ضمن المحاولات الرامية لإشاعة الفاحشة".
ووصف الكاتب السياسي الفلسطيني مصطفى الصواف تنظيم المسابقة بأنه "مهزلة"، مضيفاً "أعراض الفلسطينيين ستخضع لمقاييس الساقطين والساقطات ونخاسي العصر الحديث بزعامة كبار في سلطة رام الله".
وقال "شعب فلسطين الذي يعاني الويلات على أيدي اليهود " ، يراد له أن يصعد إلى الهاوية، وان تعرض لحوم فتياته أمام ذئاب بشرية تفترسها بإذن فلسطيني رسمي" ، مضيفاً "لم يبق علينا إلا أن نعرض أعراضنا في مزاد علني، دون أي اعتبار لدين أو أخلاق أو قيم، وعادات فلسطينية أصيلة، وكأننا حققنا كل ما يرنو إليه الشعب الفلسطيني، وكأننا حررنا الأرض والعرض وأقمنا الدولة، واكتمل لدينا كل شيء وما بقي إلا أن نقدم فتياتنا على موائد الفجور والسقوط الأخلاقي".
ودعا الصواف إلى تشكيل جبهة في الضفة الغربية "للتصدي لمثل هذا الفجور والانحطاط، وأن تبذل قصارى جهدها من أجل منع مثل هذه الأفعال المشينة المخالفة للشرع الحنيف، والتي تضر بالوجه الناضر والحضاري للشعب الفلسطيني، وتضر بمستقبله، وتجلب عليه المصائب والويلات، ويكفينا ما نحن فيه، ولسنا بحاجة إلى هذا الأفيون المراد منه تخدير الأحاسيس وتبليد المشاعر".
وأوضحت يوسف إن كل مشاركة سترتدي أربعة فساتين، وإنه تم التغاضي عن لباس البحر، بسبب عادات وتقاليد مجتمعنا الفلسطيني، باعتباره مجتمع محافظ.
وأضافت إن المسابقة تلقت الدعم المعنوي من السلطة الوطنية، حيث سيشارك في لجنة التحكيم وزارة الإعلام، والثقافة، إضافة إلى دعم مادي من بعض الشركات المحلية.
وأوضحت أن أعمار المشاركات في المسابقة تتراوح بين (18-22 عاما)، وستركز اللجنة في معاير المسابقة، على المستوى الثقافي عن الفتيات المشاركات، واللباقة، والجراءة، إضافة إلى الجمال الخارجي، وستسأل كل مشاركة سؤال أو اثنين من قبل اللجنة.
وقالت إن الفائزة في المسابقة ستحصل على سيارة حديثة، ورحلة إلى تركيا لمدة عشرة أيام، إضافة إلى عشرة آلاف شيقل، (الدولار 3.77 شيكل).
المصدر : الحقيقة الدولية غزة-علي البطة 10-12-2009
المفضلات