كتاب التكليف لحكومة الذهبي.. الشباب أولوية




أمل أبو صبح - هبة العضايلة - رويدا السعايدة - أماني الشوبكي- ... أما الشباب، الذين نحرص دائماً على دعمهم، وتمكينهم، وحثّهم على الإبداع واستثمار طاقاتهم والمشاركة في الحياة العامّة بمختلف جوانبها.. فلا بدَّ من رعايتهم، عبر التواصل المباشر والمستمر معهم، ورعاية القيادات الشّابة وتدريبها وتأهيلها لحمل المسؤولية، في المؤسسات الوطنيّة المختلفة، وبلورة هويّة شبابيّة جادّة وناضجة تأخذ زمام المبادرة .
ما سبق كان مقتطفاً خاصاً بالشباب مما جاء في كتاب التكليف السامي الذي وجهه جلالة الملك عبدالله الثاني إلى رئيس الوزراء المهندس نادر الذهبي.. بمناسبة تكليفه رئاسة الحكومة الجديدة، والتي حثّ جلالته فيها الذهبي التركيز على قطاع الشباب وإشراكهم في الحياة العامة.
وفي السياق ذاته قال رئيس المجلس الأعلى للشباب الدكتور عاطف عضيبات إن المجلس يقوم بترجمة رؤى جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين الداعية إلى الاستثمار بطاقات الشباب والنهوض بهم. وأشار إلى أن كتاب التكليف السامي الذي وجهه جلالته إلى الحكومة الحالية يؤكد ضرورة الاهتمام بالشباب خصوصاً وأن جلالته أولى رعاية خاصة للشباب والشابات وكان يوضح دائماً أن الإنسان المتعلم والمثقف والمبادر والكفؤ هو صاحب الحظ الأوفر وهو القادر على التعامل مع معطيات العصر ومتطلباته وكانت مبادرة جلالته لإنشاء المجلس الأعلى للشباب ليتولى باستقلالية الرعاية الثقافية والرياضية والاجتماعية لقطاع الشباب الذين هم غالبية المجتمع.
وأكد أن جلالته ومنذ تسلمه سلطاته الدستورية، يولي الشباب جل الرعاية والاهتمام باعتبارهم قادة اليوم ورجالات المستقبل، إذ ينطلق جلالته في الاهتمام بالإنسان الأردني بتوجيه العناية لفئة الشباب الذين يشكلون أكثر من 70% من السكان. وأضاف: لا يكاد يخلو خطاب أو حديث لجلالته إلا ويتناول موضوع الشباب، ويؤكد أهمية دورهم في البناء وتقدم المجتمع، إذ يحرص جلالته على المشاركة في مؤتمراتهم وملتقياتهم فيتبادل الحديث معهم، ويصل إلى أماكنهم في المدارس والجامعات . وقال إن جلالته يحاور الشباب في مختلف الشؤون المحلية والعربية والعالمية، ليكسر أمامهم حاجز الصمت ويطلق العنان أمام أفكارهم، ويستمع إلى ما يقولونه في الشأن الداخلي ويتابع تنفيذ ما يأمر به بهذا الخصوص، ويفسح المجال أمامهم للمشاركة في لقاءات عالمية، ويرافقونه في بعض زياراته الخارجية.
وأكد الدكتور عضيبات إيمان جلالته دوماً بان الإنسان الأردني هو هدف التنمية وأساسها، الأمر الذي أكد حرص جلالته على أهمية الاستثمار بالإنسان تعليماً وتدريباً وتأهيلاً بهدف إعداد جيل من الشباب القادر على التفكير والتحليل والإبداع والتميز، بما يضمن أن يكونوا مدركين لحقوقهم وواجباتهم تجاه الوطن، ويدفع بهم للحرص على المشاركة في كافة مناحي الحياة العامة. وشدد عضيبات على مسؤوليات الشباب تجاه أنفسهم والوطن، في ضوء الدعم الذي يحظون به من لدن جلالة الملك، مؤكداً أن عليهم عاتق الاستفادة من الفرص المقدمة إليهم، والمبادرة في أخذ دورهم في المجتمع والتواصل مع الجهات المعنية بالشأن الشبابي وفي مقدمتها المجلس الأعلى للشباب الذي يعتبر المظلة الرسمية التي تعنى بشؤونهم.
وأكد أستاذ العلوم السياسية ورئيس الجمعية الأردنية للعلوم السياسية الدكتور محمد قطاطشة مسؤولية الشباب تجاه أنفسهم للقيام بمسؤولياتهم الوطنية وشحذ هممهم تجاه الوطن. واعتبر أن كتاب التكليف السامي هو توجيه ملكي للحكومة، لرسم سياستها في التعاطي مع المجتمع الأردني بفئاته المختلفة، مشدداً على أهمية الدور المساند الذي ينبغي على مؤسسات المجتمع المدني المختلفة القيام به تجاه الشباب، بما يضمن إكسابهم الثقافة السياسية الرامية إلى التغيير في سلوكياتهم على نحو ينسجم مع الانتماء للوطن والولاء للقيادة.
ورأى أن دور مؤسسات المجتمع المختلفة بما في ذلك الجمعية الأردنية للعلوم السياسية والأنشطة التي تقوم بها شأنها أن تؤهل الشباب لدخول معترك الحياة العامة، من خلال إتاحة المجال أمامهم للمشاركة في ندوات ومحاضرات وبرامج علمية مدروسة تعقد بهدف إطلاق العنان لهم للتفكير بما يطرح على مسامعهم، على نحو يضمن اكتشاف مواهبهم وتفعيل قدراتهم.
وأكد عميد شؤون الطلبة في جامعة آل البيت الدكتور خليل الحجاج أن المهندس نادر الذهبي كان دائماً محور اهتمامه الشباب وحتى قبل تكليفه بتشكيل الحكومة اذ كان دائماً داعماً للنشاطات الطلابية في الجامعاتً. وتوقع إحداث نقلة نوعية في القيادات الشابة وبخاصة ان هناك شباباً في هذه الحكومة وهم من سيكون اكثر قدرة على ايصال الشباب لما يستحقون.
ونظرت الأوساط الشبابية، في الجامعات وخارجها، إلى كتاب التكليف السامي وما جاء فيه بتفاؤل وأمل وأكدت انطباعاتها بأن الحكومة الجديدة مؤهلة ومخولة لأن تنفذ ما كلفت به في برنامجها الاقتصادي والسياسي والقطاع الشبابي خاصة.. حيث ترددت على ألسنة الشباب انطباعات مختلفة منها.. انه قد حان الوقت إلى مناقشة القضايا المركزية القديمة المستمرة مثل الفقر والبطالة فرص العمل والتعليم وغيرها من القضايا التي تهم الشباب.
وعلق هؤلاء الشباب على الحكومة الحالية آمالاً كبيرة لتعزيز الهوية الثقافية لدى الشباب وتشجيعهم على دفع مسيرة التنمية والإصلاح والبحث العلمي بما يحقق التطلعات المرجوة..
وعبر كمال زريقات بتفاؤل عن تطلعاته إلى الحكومة الحالية مؤكدا ضرورة تبني سياسة الإصلاح والتطوير في كافة المجالات وخصوصاً التنمية السياسية واستحداث قانون انتخابات عصري إضافة إلى استراتيجية وطنية ترعى الإبداع والتميز لدى الشباب الأردني.
ودعا كل من تيسير ناصر وجمال سحيمات.. الى ضرورة اهتمام الحكومة بالشباب في جميع المجالات والتواصل معهم من خلال اللقاءات المختلفة للاستماع إلى مشاكلهم المختلفة.
وشدد ناصر على أهمية توعية الشباب من قبل وزارة التعليم العالي بمفهوم امتحان الكفاءة وزيادة الفكر والوعي في مجالات التعددية الفكرية والسياسية وتعاون المؤسسات المختلفة لإقامة ملتقى يجمع الشباب مع صناع القرار والمسؤولين.
واعتبرت الطالبة نهاد العبادي أن الحكومة الحالية مسؤولة أكثر من أي وقت مضى للنهوض بالشباب وإيجاد البرامج الهادفة لدمجهم مع مؤسسات المجتمع المدني. وكذلك بذل المزيد من الجهود للبحث عن فرص العمل المناسبة للشباب من خلال استقطاب المستثمرين.
وأشار سعيد الشرايعة إلى ضرورة مراعاة اختلاف أولويات وحاجات الشباب في الوقت الحالي عن السنوات الماضية عند اتخاذ القرارات المتعلقة في شؤونهم. وشدد على أهمية تفعيل دور الأندية الرياضية والمنتديات الثقافية باعتبارها أماكن قادرة على استيعاب الشباب بالأنشطة المختلفة.
ورأت رانيا أيوب أن الحكومة مدعوة لتسليط الضوء على إبداعات الشباب ودعم ما يستحق دعمه من خلال توفير الحوافز للشباب المبدعين على حد سواء.
وشدد كل من علي العجارمة وعبدالله تركي على أهمية تفعيل دور الشباب في المجتمع من خلال إتاحة المجال أمامهم للمشاركة في وضع السياسات المتعلقة بهم بدلاً أن تطبق عليهم دون أن يكون لهم أي دور في إقرارها.
وبينت كل من سوسن عاصي وابتسام العدوان أن تفعيل دور الشباب في التنمية والإصلاح أمر مطلوب في الوقت الحالي، وأن مشاركة الشباب في المجتمع المدني تبدأ من خلال إعطائهم الدور المطلوب للمشاركة في اتخاذ القرارات المتعلقة بهم.
وطالبت نهاية السيد، المعنيين بالاهتمام بتحديث طرق التعلم ومحاولة دمج الجانب الأكاديمي بالجانب اللامنهجي بشكل أقوى بحيث تكون الجامعة مراكز لاكتساب الخبرة العملية. ودعت السيد إلى زيادة أعداد المراكز الشبابية والتنويع في البرامج الموجهة للشباب من خلالها.
وتوقع كل من هيثم ناصر وعبدالله احمد وعلي الطراونة، أن تقوم الحكومة بزيادة فعالية ونشاط المراكز الشبابية ومنحها آفاقاً جديدة على جميع الأصعدة، والعمل على تنمية وعي الشباب في الجامعات من خلال زيادة الأنشطة اللامنهجية الموجهة إليهم، وكذلك القيام بتطبيق المعايير المرتبطة بالعدالة والشفافية في جميع البرامج الموجهة للشباب.
واعتبرت كل من جمانة علي وهالة الدعجة، أن الحكومة الحالية معنية في التواصل مع الشباب والاستماع إلى آرائهم واقتراحاتهم قبل تنفيذ أي برنامج مستهدف لهم.
ورأت منى عبدالله أن الوقت الحالي يتطلب من الحكومة إيجاد المزيد من البرامج الموجهة للشباب لإشغال أوقات فراغهم بما يعود على الوطن بالفائدة. وإيجاد البرامج المكملة للتخصصات الجامعية التي من شأنها أن تساعد الشباب بعد تخرجهم في إيجاد فرص العمل المناسب خاصة إذا كانوا يجيدون عدداً من المهارات المختلفة.
وأكدت رقية الشوابكة أن الحكومة الجديدة ومن خلال كتاب التكليف السامي ستأخذ بعين الاعتبار قضايا الشباب.
كوثر إسماعيل قالت إنها تتمنى على الحكومة الجديدة أن تعمل جاهدة لإنقاذ الشباب الأردني من البطالة وان تعمل على إيجاد برامج هادفة تحقق لهم قدرتهم على تحقيق ذواتهم من خلال تمويل مشروعاتهم وتمكينهم من المشاركة في عملية اتخاذ القرار الذي يخصهم.
وطالب أحمد ناجح (طالب في الجامعة الأردنية) الحكومة بأن تعيد النظر في مسألة ارتفاع الرسوم الجامعية حيث أنه لم يعد بامكان الشريحة الكبرى من الشباب إكمال دراستهم في ظل ضيق العيش والظروف الاقتصادية الصعبة، متمنياً على الحكومة في الوقت ذاته محاربة الفساد في المواقع كافة؛ سواء أكان مالياً أم إدارياً.
وشكت الطالبة سهام فريحات من الارتفاع الذي تشهده أسعار الكتب الجامعية، آملة من الوزارة المعنية في هذا المجال إعادة النظر في أسعار الكتب ليتسنى لكل طالب الحصول عليها.
وتفاءلت مي ناصر (طالبة في جامعة فيلادلفيا) بالدور الذي ستقوم به الحكومة من خلال تطوير قطاع التعليم بكافة مستوياته استكمالا للمسيرة التي قطعها الأردن في هذا المجال.
وحول دور الحكومة في حث الشباب على المشاركة في الحياة العامة بشكل اوسع أكدت لينا التل انه أمر من الأولويات. وحددت التل العملية التنموية للشباب في اكثر من اطار وانها يجب ان تبدأ من انظمة التعليم حتى تكون موازية لهذا التوجه لأنها ما زالت تعتمد التلقين والحفظ ويجب أن نركز في المدارس على النشاطات كمجالس الطلبة لتعليم الشباب مفهوم التنمية وممارسة الديمقراطية والمشاركة في صنع القرار بالاضافة إلى ضرورة الاهتمام بالجانب الفني كالمسرح والفنون الشعبية التي تؤدي إلى تأكيد الانتماء وصقل الشخصية للطالب كي يكون متفاعلاً مع المجتمع. وأكدت ضرورة العمل بكل جدية من أجل المساواة بين الرجل والمرأة فما زالت هناك آثار لعملية التفريق بين الجنسين. واضافت: يجب على الحكومة من خلال وزاراتها المختصة كوزارة التنمية السياسية ووزارة الاجتماعية ووزارة الثقافة ان تعمل على التعامل والتشريك من اجل خلق بيئة مناسبة لتفعيل دور الشباب، مثمنة الدور الذي أداه الشباب في المرحلة الاخيرة.
وشدد الشاب معن الصرايرة على أهمية المرحلة المقبلة بالنسبة للشباب وبخاصة ان كتاب التكليف السامي للمهندس نادر الذهبي قد تضمن نصاً خاصا بضرورة الاهتمام بالشباب وإعدادهم كي يقودوا المسيرة ويكونوا قادرين على اتخاذ القرار بكل جرأة.
ورأت زين الحديد ان الشباب الآن قد اثبتوا جدارتهم وقدرتهم على المشاركة في الحياة السياسية واتخاذ القرارات المناسبة خاصة بعد الندوات وحلقات البحث التي تنظمها مؤسسات المجتمع كافة وتركيز الضوء على الشباب مما ادى الى تحفيز ودعم الشباب لان يكونوا رهن هذه المبادرات ومحاولة اثباتهم للجميع انهم شباب قادرون على اثبات جدارتهم وابراز قدراتهم في المجالات كافة.